وصية يزيد بن هاشم
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن ذا الكلاع واسمه يزيد بن هاشم أقبل على بني عمه وإخوته وولده فقال لهم: معشر الجماعة من ولدي وإخوتي وبني عمي، لو كان الملك يدوم لأحد لدام لأسلافكم الذين ملكوا البلاد، فأحسنوا السيرة في أهلها وأخذوا للضعيف من القوي وأمنوا السبل وأذلوا الجبابرة، وأبادوا المفسدين، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وعمروا الأرض شرقها وغربها، وعندكم مما أنا باثٌّ لكم شارح عليكم من أخبارهم ومآثرهم ومفاخرهم مما تجتزئون به عما بعده. ثم أنشأ يقول: " من المتقارب "
شهدتُ الملوكَ وعاشرتهمْ ... وكنتُ وزيراً لَهُم وابن عمْ
فحازُوا البلادَ ومن حلَّها ... منَ النَّاسِ من عربٍ أو عجمْ
وقد أخذُوا الخَرجَ في شرقها ... وفي غربها من جميعِ الأممْ
ودانتْ لهُم سُوقةُ العالمِين ... وأهلُ العُلا والملوكُ القِدمْ
بنيَّ وإخوتي الأقربين ... ومن بينكُمْ لِيَ من ذي رحمْ
عليكم...... من المجدِ ما اسطعتُمُ والكرمْ
فإنَّ النَّوالَ يُعزُّ الرِّجالَ ... وينزِلُهُم في الذُّرى والقِمَمْ
بهِ فُضِّلَ الأجودونَ الكرامْ ... على كلِّ من حملتهُ القدمْ
بهِ كملَ المالكُ المالكينَ ... من أبناءِ قحطانَ قدماً وتمْ
وصاتي ها، فبها فاعملُوا ... وصونُوا بها المُلُكَ بعدَ النعمْ
وإنَّ يزيداً لكمْ ذا الكلاعِ ... لفي النُّصحِ والوُّدِ لا يُتَّهمْ
ومهما قضى ربُّكُم كائنٌ ... من الأمرِ فيهِ وجفَّ القَلمْ