إني امرؤ لا أَجهرُ إلا بما أَنا أَشعرُ
لا أَطمئن لغير ما أَنا سامع أَو مبصر
أَنكرت ما حمد الوَرى وَحمدت ما قَد أَنكروا
اِرتاب في نبأ به يفضي إليَّ المخبر
بل لا أصدق منه شي ئاً قبلما أَتبصر
أما الخرافة فهي ما عنه أَفر وأَنفر
لا أَقتَفي أثر الغَوا ني غير أني انظر
عاشرنني فرأين كَي فَ يعف مني المئزر
لا أَكبر الأشياءَ لَي ست في العَواقِب تثمر
العقل من إكباره تلك السَخائف أَكبر
قد آلموني بالقَذي فة وَالشتوم وأكثروا
وَتعصّبوا حَتّى رمو ني بالمروق وَكفروا
إن نابني شرٌّ فإن ني منه لا أَتَذمر
أَو جاءَني خير فَلا أَغترّ منه وأَبطر
أرد النَمير وبعد ما أَروي غَليلي أَصدر
وَلَقَد قنعت من الطَعا م ببلغة تتيسر
لا كالَّذين عَلى طعا م واحِدٍ لَم يصبروا
أَو كالَّذين إذا تغي يرت الظروف تغيروا
أَو كالَّذين إذا تَجَم هرت الرعاع تجمهروا
أَو كالَّذين تذللوا أَو كالَّذين تكبروا
أَو كالمنافق جاء يظ هرُ غير ما هو يضمر
وَالشعر لست أَقوله إلا كَما أَنا أَشعر
ما إن أقلد من مضت قَبلي عليه الأعصر
والشعر قائله بتق ليد الطَبيعة أَجدَر
إن الطَبيعة مورد للشاربين ومصدر
يجد المواضيع الكَبي رة عندها المتفكر
وَالشعر لَيسَ سوى الَّذي هُوَ للشعور مصور
وَالشعر بالمعنى المطا بق للحَقيقة يكبر
وَلَقَد يثير عواطفاً من سامعيه وَيسحر
وَالشعر مرآة بها صور الطَبيعة تظهر
لَيسَ القَريض بطوله بل قد يَفوق الأقصر
وَلَقَد يطيل قصيدَه فَيجيد أَشعث أَغبَر
واذا البَراعة ووزنت يتقدم المتأخر
أحسن بشعر عَن شعو ر النفس جاءَ يعبر
يَرعاه شعب يستقل لُ وأمة تتحرر
ما للأديب بقطره في الشرق قدر يذكر
أَمّا الشَقاء فحظه منه الأتم الأوفر
وَلَقَد يصادف عزه من بعد ما هُوَ يقبر
من بعد ما في قبره أَوصاله تَتَبَعثَر
ماذا من التَكريم ير جو ميت لا يشعر
الزهاوي