بعد مرور ما يربو على أربعين عاما على مغادرة رواد فضاء برنامج أبولو لسطح القمر، تستعد إدارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) لإطلاق مركبة فضائية آلية صغيرة للبحث في أحد أكثر اكتشافات أبولو غرابة. ويأتي إعلان ناسا بعد تسجيل الطواقم الفضائية رؤية توهج غريب في الأفق القمري قبل شروق الشمس، ودفعت هذه الظاهرة قائد أبولو 17 يوغين كيرنان إلى تدوينها في دفتر الملاحظات غير المتوقعة باعتبار القمر الخالي من الهواء يفتقر إلى الغلاف الجوي ليعكس أشعة الشمس.
وولد ما وقع شكا لدى العلماء في كون غبار سطح القمر مشحونا كهربائيا وارتفع بطريقة ما عن الأرض، وهي نظرية ستختبرها تجربة الجو والغبار القمري التي ستجريها ناسا.
ومن المقرر انطلاق مركبة الفضاء (لادي) يوم الجمعة في الساعة 11.27 بتوقيت شرق الولايات المتحدة الموافق 3.27 بتوقيت غرينتش يوم السبت، من قاعدة والوبس الجوية التابعة لناسا في جزيرة والوبس بولاية فيرجينيا. وقال بتلر هاين -مدير مشروع المركبة لادي في مركز أبحاث أميس التابع لناسا في موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا- إن “الغبار الأرضي مثل بودرة التلك لكنه على سطح القمر خشن للغاية، ويتتبع خطوط المجال الكهربائي ويسير في طريقه إلى المعدات، إنها بيئة يصعب التعامل معها للغاية». ومن المتوقع قيام المركبة لادي إلى جانب فحص الغبار القمري بدراسة غلاف الغازات الهش المحيط بالقمر، وهو قشرة رقيقة لا ترقى إلى معنى كلمة غلاف جوي.
وأوضح جون غرونسفيلد -المدير المساعد للعلوم في ناسا- أن مركبة الفضاء لادي جزء من استكشاف علمي أوسع كثيرا للمجموعة الشمسية. وتشمل البعثة التي تتكلف 280 مليون دولار نظاما تجريبيا بصريا للاتصالات بأشعة الليزر، تأمل ناسا في إدراجه في إطار بحوث الفضاء المستقبلية ومن ضمنها مركبة فضاء من المقرر انطلاقها إلى المريخ عام 2020.