الخرطوم - طارق عثمان
كشف الناطق الرسمي باسم تحالف المعارضة السودانية كمال عمر في حوار مع «البيان» عن تنسيق كامل بين التحالف والمجموعات الشبابية الرافعة لشعار اسقاط النظام، مشيرا إلى ان خيار الخروج لاسقاط النظام بات واجبا ولا بديل له، فيما تحدث عن اعتقالات واسعة نفذتها السلطات الامنية لمنتسبي التحالف، متوقعا في ذات الاثناء ان تكون ردة فعل الحكومة تجاه المتظاهرين الذين خرجوا ضد قرارات رفع الدعم الحكومي على الوقود وغلاء الاسعار اعنف من ردة فعل النظام السوري ضد شعبه.
وإلى نص الحوار:
كيف تنظرون لردة الفعل الحكومي تجاه المتظاهرين؟
نحن نعيش في ظل دولة مستبدة ومتوقعون ان يتم الرد على هذه التظاهرات بشكل عنيف كما يحدث في سوريا، ونتوقع ان تتم مجابهة المتظاهرين بالميليشيات وكل الاجهزة الامنية الخاصة بالمؤتمر الوطني، خيار الخروج اصبح خيارا واجبا ولا بديل له ومستعدون لكل ما هو متوقع من النظام وسنتحداهم بسلمية التظاهر والانحياز لمطالب الشعب هو هدفنا. فعوامل الانهيار الداخلي ستظهر خلال الايام القليلة القادمة.
تنسيق مكثف لإسقاط البشير
هل لديكم اي نوع من التنسيق مع المجموعات الشبابية الناشطة؟
نعم. لدينا تنسيق كامل مع كل المجموعات الشبابية المطالبة برحيل النظام مثل «قرفنا ومرقنا» و«شباب من اجل التغيير» وهم جزء من حركة كبيرة تستهدف اسقاط النظام، وتحالف المعارضة يعتبر هذه المجموعات واحدة من الآليات المهمة لعملية التحول الديمقراطي.
الكثير يصف المعارضة بالسلبية في ظل عدم استغلالها زخم التظاهرات، ما هو تعليقكم على ذلك؟
المعارضة هي تنظيمات تعبر عن الشعب السوداني والبيانات ومؤتمرات الرفض هذه كلها جزء من المسؤولية السياسية للمعارضة تجاه شعبها، فالمعارضة استطاعت خلال الفترة الماضية ان تحقق ما لم تحققه اي معارضة في كثير من الدول من توحيد لرؤيتها وخطابها المعارض وتكوين هياكلها في العاصمة والولايات، وما يحدث الآن من تظاهر سلمي هو تعبير عن رؤية المعارضة، ولكن هناك محاولات لإضعاف المعارضة والتقليل من دورها من قبل المؤتمر الوطني الحاكم، فمعارضتنا مسؤولة ولديها تنسيق كامل بين كل مكوناتها.
هل لديكم احصاءات عن حجم الاعتقالات وسط المتظاهرين والمعارضة؟
تأتينا الاخبار باستمرار عن الاعتقالات وسط صفوف تحالف المعارضة، وما تحصلنا عليه حتى الآن من احصائيات يفيد بان هناك 25 معتقلا غير ان هناك اعتقالات في صفوف مواطنين ونشطاء شباب بعدد من المدن، ما يوضح حالة الهلع التي تعيشها الحكومة التي ستكون ردة فعلها تجاه المتظاهرين الذين خرجوا ضد قرارات رفع الدعم الحكومي اعنف من ردة فعل النظام السوري ضد شعبه.
تبريرات واهية
لكن الرئيس البشير أكد أن قرار رفع الأسعار يهدف لحماية الاقتصاد؟
اؤكد أن التبريرات التي قدمها البشير حول قرارات حكومته برفع الدعم عن المحروقات غير مقبولة ولا تمثل للمعارضة شيئا، باعتبار انها اجراءات اتخذت على خلفية فشل سياسي اوصل البلاد لهذا الفشل الاقتصادي الذي نعيشه الآن، فانفصال الجنوب والحرب الدائرة الآن في كل دارفور وكردفان والنيل الازرق بالاضافة للسياسة الامنية للحكومة بالصرف على الامن وعلى علاقتها السياسية مع بعض الاحزاب التي صرفت عليها، وبالتالي فان الفاتورة الموجهة للأمن والحرب فاقت فاتورة خدمات المواطن، فتبريرات الرئيس البشير غير مقنعة لان جل هذا الصرف الحكومي كان ضد التحول الديمقراطي والحريات والحكم الراشد.
فشل حكومي
لماذا لم تقدموا رؤيتكم هذه في جلسات الحوار مع الحكومة؟
هذه الحكومة تعاني من عزلة سياسية. نحن جلسنا معها فيما يتعلق بالدستور واوضحنا للجنة اعداد الدستور التي كونتها الحكومة بان هذا الظرف غير مناسب لوضع دستور فكيف نضع دستورا وعدد من ولايات البلاد خارج سيطرة الدولة فلا بد من انهاء الحرب الدائرة الآن ومن ثم الجلوس لوضع الدستور وكذلك طلبت الحكومة الجلوس معنا للحوار بشأن الوضع الاقتصادي واوضحنا لهم بان الازمة الاقتصادية هي فاتورة لفشل حكومي واعلنا لهم رفضنا للإجراءات الاقتصادية فجلوسنا مع الحكومة لا يؤثر في موقفنا الرافض لرفع الدعم ولكن كل هذه اللقاءات كانت لقاءات علاقات عامة ليس الا.
انهيار
سألت البيان القيادي المعارض فيما اذا كان يرى ان ما اتخذ من اجراءات يمكن ان يجنب البلاد انهيارا كاملا في اقتصادها؟
فأجاب ان بيانات الخبراء الاقتصاديين تشير الى امكانية ايجاد وسائل اخرى لمعالجة الازمة وكان بوسع الحكومة تخفيض صرفها البذخي الا انها لجأت لاقرب واسهل السبل، وهناك بيانات لخبراء اقتصاد ايضا تقول بان البترول المنتج محليا غير مدعوم من قبل الحكومة وبالتالي فان الحكومة ارادت المتاجرة في الموارد البترولية باعتبار انه ليس هناك دعم بالاساس.
البيان