ليسو قليلين هم ذوي الأدب والذوق والجمال.. ولكن قليل جداً رجال لا يتصنعون تلك الصفات.. وخليل كحيل واحد من هذا الجيل الطاهر.. يخفي كل جمال فيه ولكن تتمرد عن ذلك ابتسامته الطاهرة.. فـ(يهش ويبش) كأنما الطفل الــ(وليد) كما تغنى الكاشف.. سر روعة هذا الرجل الأنيق أنه لا يحتفل بما يصنع ولا يتصنع به.. رجل لم يزهو بجمال الدنيا ورقتها وعذبها.. يعتبرها كما أحس فيه أنها (بكرة بتنتهي).. لذلك لا تستحق منا إلا أن نبتسم.. وجعل ذلك شعار حياته.. وأي حياة!!!!!!.. وكأنما عني لما قال الله لموسى عليه السلام: "يَا موسى ما لك ولدار الظالمين؟.. إِنها ليست لك بدار".. هو لا يشبه هذه الدار ولا ناسها.. فهو (الرجل الأبيض).. قلبه ونيته وتحيته وحبه وسريرته بل ووقوفه مع الناس وكذلك كل شيء.. لم يخبرنا أستاذنا الرشيد بالخبر عن خليل.. فلم نسرج السراج ونبرى القلم ونهيء القرطاس.. فأعذر عنا في حقك فكر لم ينجح في توصيل ما يريد.. كل الاحترام لخليل وكل الشكر للرشيد لاختياره الموفق في من يستحق الكلام فيه وإن قل.