هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان

اذهب الى الأسفل 
+2
ناجي جندي
عبدالمنعم ترتورة
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6 ... 8, 9, 10 ... 24 ... 40  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 13:21

ما أعتى غبنك يا ولد
وأعدل قضيتك وأعظمه
لاترجع السيف الجفير
والدنيا فايره مصادمه
من غير تجيب تار البلد ..
ريح العوارض تهزمه
تطرد مع ابليس الأخير دعاة الضلال
من جنتك يا آدما
تاكل من الشجر الحلال
يغشاك نعاس فى ضل رمى ..
تختاك هضاريب الصعب
كربة ليالى المظلمه
يانيل قبل خاطرك يطيب
أرضك تفزع باللهيب
تكشح تواريب الغضب .. صعب المراس
نوبه و زنوج و بجه و حلب
رطانه عربان مو أشو
ومولدين تلقانا أو نلقاك ضوء
ظلمة لياليك العجاف
رشه نهاراتنا النشاف
آمنا بيك وموحدين
فى إيدنا فاس وقلم رصاص
شتله و كمنجه و مسطرين
و طبنجه فى خط التماس
نبنيك سوا نبنيــك أكيد .. نبنيــك هوى
نبنيــك أيوه سوا .. سوا من وجديد .. نبنيـــك جديد
محمد الحسن سالم حميد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:13

خلال هذا الاسبوع ظهرت علي السطح عدة إشاعات وتسريبات تصور شكل التغير القادم وانقسامات داخل منظومة الحزب الحاكم منها المحاولة القطرية تسليم السلطة لعسكري آخر واجتماع أعضاء الحزب المسرب المفضي لاتفاق علي تغيير راس الحكم .
ونحن ما نقول الا انها إشاعات من داخل جهاز الامن قصد بها تشتيت افكار الثوار وتسبيط الهمم والقعود عن الخروج
نأمل من الثوار وهم أعلم بتكتيكات النظام علي عدم الالتفات لمثل هذه الاشاعات وعدم ترويجها
الهدف هو إسقاط كامل النظام بكل مفاصله واجنحته واقامة نظام العدل والحرية والديمقراطية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:14

بيان المثقفين والمبدعين السودانيين عن الانتفاضة الشعبية- دعوة للتوقيع
نحن الموقعون أدناه على هذه الوثيقة، ثلة من المثقفين والمبدعين السودانيين والسودانيات في مجالات شتى، وحفنة من الذين يتألمون كثيرا لما يشهده وطننا الحبيب من أحداث دامية يقترفها نظام قاتل لطالما أدمن الوضوء بدماء شعبه البريء، ولم يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر خسة ونذالة بحق الوطن والمواطن، وبما يناقض كل الشرائع السماوية، والدساتير والقوانين الوضعية، بل أبجديات المبادئ الإنسانية، وضاربا عرض الحائط بكل ما تواضعَ البشرُ على اعتباره حقا وخيرا، ومُناقضا لأوليات قواعد الحكم الرشيد، التي تتضمن نشر العدل، وتحقيق السلام، وبسط العدالة الاجتماعية- تلك الواجبات التي يجب على أي نظام سياسي منحها الأولوية القصوى في سلم مهامه، وأن تكون شواغله أولا وأخيرا.
إلا أننا نجد هذا النظام الذي يدَّعي "الإنقاذ" -وفي صورة عبثية كافكائية- لم يتقن خلال الأربع وعشرين سنة التي انقضت منذ اجتثاثه للسلطة المنتخبة ديمقراطيا وانقضاضه على الوطن الجريح، سوى اغتيال وإرهاب المواطنين الأبرياء في كل أصقاع البلاد المترامية الأطراف، والنهب المنظم والمنهجي لثروات البلاد وتخصيصها لصالح الطغمة الحاكمة المؤلفة من متشنجين مؤدلجين أو مخدوعين سُذج أو منتفعين طفيليين- وذلك استنادا إلى تخريجات فقهية فاسدة قياسا ومنطقا، ولا تستقيمُ مع القواعد الشرعية السمحة، أو حتى مبادئ التفكير العقلاني السليم.
إننا، أخذا بالاعتبار ما تقدم، والتاريخ المخزي في مجال حقوق الإنسان للنظام الموسوم "إنقاذا" في كافة أصقاع الوطن؛ من قتل وتصفية عرقية واغتصاب وحرق وتشريد ونهب، علاوة على ما اقترفه من تصفيات وانتهاكات يشيب لها ضمير الإنسانية منذ اندلاع انتفاضة 23 سبتمبر المجيدة، عليه، فإننا الموقعون أدناه نعلن بوضوح موقفنا المبدئي على النحو التالي:
أولا: ضرورة رحيل النظام الفاشي بأسرع ما يمكن بالوسائل الشعبية الملائمة التي ترتأيها جماهير الشعب السوداني، وبحسب ما ترتضيه كافة فئاته ومكوناته المتعددة.
ثانيا: ضرورة محاسبة كل الجناة الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوداني خلال الأربع وعشرين سنة المنصرمة في إطار محاكمات عادلة ونزيهة، تحفظ الحقوق، وتؤدي الأمانات إلى أهلها.
ثالثا: ضرورة عقد مؤتمر وطني جامع يضم كل الأحزاب السياسية، والحركات المسلحة المناضلة، والنقابات، ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك للتواضع حول مبادئ البرنامج الوطني الديمقراطي الذي يكفل إعادة الهيكلة الشاملة لأسس إدارة شؤون الحكم والدولة بما يحقق لكافة المواطنين، وبصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية: المساواة والإنصاف في التمثيل السياسي، والعدالة الاجتماعية، والتساوي في الحقوق والواجبات، والعيش الكريم، والأمن والسلام، علاوة على حقوق المواطن الرئيسة الأخرى التي تتمثل في التعليم والعلاج والعمل والتأمين الاجتماعي والمسكن اللائق، والحصول على الخدمات الأساسية من الماء الصالح للشرب والكهرباء والمواصلات والاتصالات.. إلخ.

إننا إذ نستشرفُ ذكرى ثورة 21 أكتوبر المجيدة، فإننا نُشيدُ بتضحيات الشعب السوداني وكفاحاته منذ عصور سحيقة، ونترحم على شهداء الوطن الأبرار الذين قدّموا أغلى ما لديهم من أجل العزّة والكرامة لشعبنا العظيم، ونثقُ بأن الحق سيعود إلى أهله ولو طال الزمن، فهذا ديدن التاريخ، وصيرورته التي لم يعرف عنها تبديلا.
إننا ننطلق في صوغنا لهذه الوثيقة من المسئولية الأخلاقية والوطنية التي نشعرُ بها إزاء وطننا وشعبنا، ونوجّه الدعوة لكافة الشرفاء في الوطن والمهجر إلى الالتفاف حول النقاط الواردة آنفا، وللتمسك بالثوابت الوطنية الأصلية التي تستندُ إلى قواعد الحق والعدالة والمساواة والإنصاف والخير المطلق.
المجد للشرفاء، والخلود للشهداء
والله ثم الوطن من وراء القصد.
14 أكتوبر 2013
رجاء نشر المعلومة، والتوقيع هنا:
http://www.ipetitions.com/petition/sudintellectualstatement/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:18

مقتل (4) وجرح آخرين في هجوم من قبل المليشيات على مقري قيادتي ابوطيرة والشرطة بسرف عمرة
سقط (4) قتلى من بينهم إمرأتين و(4) جرحى صباح امس الخميس بمدينة سرف عمرة بولاية شمال دارفور ، بالإضافة الى نهب ( 5 ) عربات ، وكافة الاسلحة والذخائر التى كانت بالمخازن فى هجوم شنه مليشيات حكومية على مقر قيادة الاحتياطي المركزي( ابوطيرة ) ورئاسة الشرطة وقال شهود لراديو دبنقا ان مليشيات حكومية تستقل ( 6 ) عربات لانكروزر عليها دوشكا هاجمت في حوالى الساعة الثانية والنصف من صباح امس الخميس في وقت متزامن على مقري قيادة الاحتياطي المركزي ( ابوطيرة ) التى تقع غرب المدينة بحوالي واحد كيلو متر بثلاثة عربات ، ورئاسة الشرطة داخل المدينة بثلاثة عربات . وكشف الشهود بان الهجوم اسفر عن مقتل (4) اشخاص من بينهم امرأتين احداهن ماتت حرقا داخل منزلها بقذيفة ( ار بى جى ) ، والثالث رجل ، والرابع احد عناصر ابوطيرة . وجرح ( 4 ) اخرين ، بالإضافة الى نهب ( 5 ) عربات ، ( 3 ) منها تابعة لابوطيرة ، و ( 2 ) للشرطة ، و ( 9 ) دوشكا ، وكافة الاسلحة الصغيرة والكبيرة والذخائر الموجودة بالمخازن . كما نهبوا ممتلكات وبطاطين المساجين والمحبوسين داخل سجن سرف عمرة ، ونهبوا واتلفوا ملفات المحاكم والشرطة
وفى ذات الموضوع كشف الشهود بان المهاجمين استخدموا ( الدوشكات والرشاشات والار بى جى ) في الهجوم على مقر قيادة الاحتياطي المركزي ( ابوطيرة ) ورئاسة الشرطة ، وان تبادل اطلاق النار استمر ساعة كاملة . واكد الشهود بان سكان المدينة استيقظوا على اصوات الاعيرة النارية الكثيفة وهم فى حالة رعب وخوف شديدين خاصة الاطفال والنساء ، وان سماء المدينة تحول الى كتلة من اللهب والدخان . وهذا الهجوم هو الثاني من نوعه في اقل من شهرين ، حيث تم الهجوم على رئاسة الشرطة في اغسطس الماضي اسفر عن مقتل شرطي ، وجرح اثنين اخرين ، ونهب عربتين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:20

أرفعوا سقف المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين:-
(المعتقلون، هم من ساهموا بقضهم وقضيضهم وكسبهم – المشروع - وزمنهم في ترميم فؤاد هذه البلاد "..." وهم مجرد مثال، في حل عن أن يعارضوا دولة أو ينبهروا برشوة أو مال.. إنهم أخلص ناسنا.. ومحبي أهل السودان وهم ليسو أهل سياسة بقدرما هم أهل منازلهم، هم أولاد وبنات البيت الذي رباهم على النخوة والجسارة والتضامن - والعز حتى لوكان ما موجود - .. إنهم أبناء وبنات التربية السودانية الصرفة، أبناء وبنات الطبقة الوسطى والرأسمالية والعمال، هم مجموع كادحي الأهل والأصدقاء. إعتقالهم يزيد الأمر سوءاً.. ويرجع بالوطن إلى الوراء.. فهم العاملين والمحبين والمتعلمين والمتطلعين للأمام. فكيف يسجن وطناً كل هؤلاء الناس؟).
ضمن مقال للكاتب طلال عفيفي
إذن الحرية للمعتقلين السياسيين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:22

صورة عبد الغفار الشريف احد مؤسسي بيوت الاشباح واهم مهندسي التعذيب .من ابناء شندي خريج جامعة الخرطوم اقتصاد
أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 5f0t" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:23

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 3h9a" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:26

ما يجده أسري العدل والمساواة بسجون النظام.. أكثر من الموت.
تقرير : ىصلاح جاموس
التعامل غير الأخلاقي لجهاز الأمن السوداني أمر لا جدال فيه ويعضده واقع الحال. والأمثلة كثيرة منها ما رواه معتقلون سابقون أو صحفيين وناشطين أمثال الاستاذان فيصل محمد صالح وأبو ذر علي الآمين، وغيرهما من عامة المواطنين. بل لفت التعامل القذر لجهاز الأمن دول الجوار الإقليمي والدولي وجرها جراً للخوض في الأمر السوداني بإستنكار تعامل الجهاز مع المواطن السوداني بل صل الأمر إلي حد دعوة الخبير بالامم المتحدة لشئون حقوق الإنسان بالسودان محسود بدرين الحكومة السودانية إلى التعامل مع الاتهامات الموجهة لجهاز الأمن والمخابرات بانتهاك حقوق الإنسان، فى ختام زيارته للبلاد في يناير الماضي.
وعلي العكس من ذلك نجد أن الحركات المسلحة تتعامل مع أسري نظام الخرطوم وفق المعايير الدولية ويشهد علي ذلك الطلبات الكثيرة للحركات المسلحة لحكومة الخرطوم لإستلام أسراها (رغم عدم إعتراف الحكومة بجنودها الذين يقعون أسري بيد الثوار) لدرجة طلب الثوار لمنظمات مثل الصليب الأحمر للتدخل لتسليم اسري النظام لذويهم. الأمثلة علي ذلك لا حصر لها منذ تأجيج النظام للصراع المسلح بدارفور، آخر مثال لذلك كان في الثلاثاء 3سبتمبر 2013م، حيث اطلقت حركة العدل والمساواة السودانية سراح اربعة من أسرى الحكومة السودانية تابعين لمليشيات الدفاع الشعبي , في خطوة تلقت الاستحسان من أسر المطلق سراحهم. وجاءت عملية اطلاق سراح هؤلاء الاسرى استجابة لنداء اطلقه امير قبيلة الحوازمة الامير داؤود حماد داؤود عبر (اذاعة عافية دارفور) ناشد فيه قيادة الحركة باطلاق ابنائها الذين أُسِروا في معركة على طريق الدلنج الدبيبات , واوضح حماد ان الظروف الاقتصادية هي التي دفعت ابناء القبيلة للقتال في صفوف الدفاع الشعبي. ولا يختلف هذا التعامل لدي الحركات كلها فقد أطلقت حركة تحرير السودان – مناوي- قبل أيام قلائل سراح طاقم الطائرة التي كانت في مهمة تخابر علي أراضي وقوات الحركة.
تجيء هذه المواقف المبدئية في الوقت الذي يعاني فيه اسرى حركة العدل والمساواة في سجون حكومة المؤتمر الوطني من تعذيب وتنكيل واستمرار اضرابهم عن الطعام ليؤكد أن إحترام حقوق الأسري هي مواقف مبدئية ولا تتعامل الحركات بردود الأفعال مع السياسات والسيناريوهات الأمنية القذرة للنظام.
من السيناريوهات التي يتعامل بها جهاز الأمن مع الأسري ما يرويه احد اقارب الاسرى لراديو دبنقا حيث قال : تعرض الاسرى الى التعذيب عن طريق الصقع بالكهرباء ، وقلع الاظافر ، والضغط بالكماشة علي المناطق الحساسة من الجسم ، بالاضافة الي الحرق بالنار ، الامر الذى ادى الي تردى وتدهور خطير للحالة الصحية ل ( 12 ) من الاسرى . وطالب اسر الاسرى ادارة سجن كوبر الاتحادى بوقف تعذيب الاسري والحكومة السودانية باطلاق سراح ابناءهم الموقفون بسجن كوبر ، كما جددت تلك الاسر دعوتها لكل المنظمات الاممية والانسانية وحقوق الانسان بالضغط علي الحكومة السودانية لاطلاق سراح هؤلاء الاسرى فورا. وفي يوليو الماضي قالت حركة العدل والمساواه ان ادارة سجن كوبر قامت بتقييد اثنين من اسرى حركة العدل والمساواه بالسلاسل ومنعهم من الحركة داخل السجن ، ووضعتهم في زنازين انفرادية مع منعهما من الزيارة لمدة ثلاثة اشهر كحكم وصفته بالجائر صدر من قبل نائب مدير سجن كوبر على اسري الحركة، وهما عبدالعزيز عشر ومحمد منصور. وتضيف الحركة أن نائب مدير سجن كوبر العميد / سعيد ضحية قام بترحيل إثنين من اسرى الحركة ، وهما التوم توتو حماد ، و محجوب عز العرب الى زنزانة الإعدامات (خمسة دقائق) بسجن كوبروقالت الحركة في بيان لها ان السبب في ذلك يعود الى اعتراض كل من التوم ومحجوب على إضافة سجينين آخرين الى زنزانتهم التي بها ستة أسير . واشارت الحركة الى ان تلك الزنزانة عبارة عن غرفة صغيرة عرضها مترين وطولها مترين و لا تسع إطلاقاً لثمانية أشخاص . وكتواصل لمسلسل التعذيب ففي أغسطس الماضي هدد مدير عام السجون اللواء أبو عبيدة سليمان بالتصفية الجسدية لاسرى حركة العدل والمساواة إذا لم ينهوا الإضراب عن الطعام وقالت الحركة فى بيان لها في ذلك الوقت: ان مدير عام السجون اللواء أبو عبيدة اتى فى الخامسة مساء الى سجن كوبر وخاطب الاسرى المضربين عن الطعام قائلا ( نحن عندنا القوة والسلطة والقرار والمال والطائرات والعربات ونعمل أي شئ دايرنو ) ، وأضاف اللواء أبو عبيدة قائلا للسجناء ( انتوا ما بتقدروا تلووا إيدنا انحنا السودان ده كلو حقنا ، نعمل زي ما دايرين في أي زول ، ومضى قائلا ( للمرة الأخيرة بنحذركم تخلوا الفوضى البتعملوا فيها ، وإلا انا شخصيا حتشوفوا مني حاجة ما شفتوها فى حياتكم ) . وتابع قائلا ( دايركم تعرفوا حاجة واحدة بس لو انا قتلتكم كلكم ما في زول بسالني ) . وحملت الحركة فى بيانها إدارة السجون ووزارتي الداخلية والعدل وجهاز الامن والمخابرات مسؤولية اي ضرر يلحق بالمضربين عن الطعام ، وخصت مدير عام السجون اللواء أبو عبيدة سليمان بالتحذير . ودعت الحركة منظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي بالتدخل ، والضغط على الخرطوم حتى توقف تعذيب السجناء . واتخذت ادارة السجون إجراءات تصعيدية بحق السجناء بغرض اثنائهم عن إضرابهم، وذلك بوضعهم في زنازين الحبس الانفرادي ومنع الزيارات عنهم. حتي كتابة هذا التقرير لا يُعرف الوضع الأمني والصحي للأسري ، وهل طبق مدير السجن وضباط الأمن السوداني تهديداتهم للأسري أم لا، خاصة وبعد التعامل الوحشي الذي قابلت به قوات عصابات ومليشيات النظام التظاهرات السِلمية التي قام بها الشعب السوداني في الأيام الماضية، كما تواترت أنباء عن تصفيات جسدية قامت بها أجهزة أمن النظام داخل وخارج المعتقلات والسجون.
أدناه قائمة بأسماء أسري حركة العدل والمساواة لدي النظام المجرم.

List of JEM POWs with GoS
1- Dr. Abdulaziz Nour Usher
2- Ibrahim Abbaker Hashim Idriss (Sultan)
3- Mohamed Hashim Ali Abdu
4- Mohamed Mansour Kitir
5- Abbaker Ibrahim Sharif Abdushafie
6- Adam Annour Abdurrahman Osman
7- Osman Rabeh Mursal
8- Mohamed Alhaj Sharif
9- Ibrahim Ali Arrashid Abdulgadir
10- Nasraddin Abdalla Ibrahim
11- Idriss Omer Mohamed Ahmed
12- Haitham Adam Ali Adam
13- Hassan Abbaker Jarou
14- Azraq Daldoum Adam Haroun
15- Mohamed Abbaker Nassir Hussain
16- Mahjoub Suleiman Adam Mohamed
17- Tajuddin Mahmoud Abdurrahman
18- Abdalla Adam Ibrahim Addouma
19- Ishag Yassin Ali Adam
20- Nassir Gibril Adam Guoro
21- Ahmed Sharif Abdalla Suleiman
22- Malik Adam Ahmed Mohamed
23- Nassir Alshaikh Mohamed
24- Ibrahim Annour Zakaria Adam
25- Ahmed Annour Abdurrahman
26- Mohamed Arabi Ismail
27- Hussain Ibrahim Ali Yahya
28- Mahmoud Mohamed Abdalla Abdurrahman
29- Yahya Fadol Abbaker
30- Bahraddin Bashir Idriss Hassabannabi
31- Adam Alkhair Yagoub
32- Adam Abdelkarim Khareef Juma
33- Mohamed Addouma Yahya Abbaker
34- Abdulmoniem Mohamed Abdurrahman Ajab
35- Babiker Saleh Banat Dabou
36- Musa Abdalla Ali Shogar
37- Musa Hamid Osman Kitir
38- Assadiq Adam Abdalla
39- Mohamed Gibril Abdlulmaola
40- Mohamed Hassan Osman Abdou
41- Luwal Hammad Hamdan
42- Bushara Eissa Mohamed Saleh
43- Ibrahim Saleh Ali Mohamed
44- Assadiq Alkhair Mohamed
45- Assadiq Mohamed Jabar Addar
46- Younous Abdalla Annadhif
47- Musa Adam Hassan Omer
48- Hamid Hassan Hamid Ahmed
49- Abdalla Mursal Toam Abdalla
50- Adam Ibrahim Annour
51- James Paul Francis
52- Ibrahim Al Mazh Deng
53- Attoam Hamid Tuotou
54- Assir Gibril Tiya
55- Mahjoub Ahmed Al Jazouli
56- Mohamed Khamis Dawood
57- Yahya Abbaker Musa
58- Ibrahim Abdurrahman Safinnour

salahjamousunv@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:34

الثورة أقوي من الطغاة و أعمق من احلام المخذلين المثلث الشرير يعد أحد أهم الأسباب التي أخرت و لا تزال تؤخر الثورة السودانية
الهادي هباني
لم يكن هنالك شخص بمقدوره التنبؤ حتي قبل خمسة أيام فقط من تاريخها باندلاع انتفاضة شعبنا الظافرة في مارس/أبريل 1985م بل أن شائع القول في كثير من مجالس الناس وقتها (بعد حالة اليأس التي أصابت الكثيرين جراء 16 عاما من القهر و القمع و الاعتقال و الملاحقة و التجويع و التشريد و انتهاك الحرمات و التفريط في السيادة الوطنية) هو أن نظام نميري قد استحكمت حلقاته في قِبل بلادنا الأربعة و أصبح قدرا مسلطا علي شعبنا لا فكاك منه و قوة ضاربة لا تقهر و لا يوجد في رحم الشعب السوداني بتنوعه و عظمته و جلالة قدره و تاريخه الضارب في القدم بديلا له.
و حتي بعد أن بدأت الاحتجاجات صغيرة ، محدودة ، و متفرقة في 26 مارس 1985م لم يكن بمقدور أحد أن يجزم بحتمية اتساعها و تحولها إلي انتفاضة شاملة تطيح بالنظام.
و علي نفس شاكلة تصريحات صحَّافي الطغمة الحاكمة اليوم و أبواقها الكاذبة و رموتاتها المبرمجة سلفا و معلباتها الجاهزة من أمثال ربيع عبد العاطي ، قطبي المهدي و غيرهم من المنتفعين كان المرحوم دكتور إبراهيم عبيد الله أحد قيادات الحركة الإسلامية (و قد كان وقتها وكيلا لوزارة المالية و رئيسا لعدد من اللجان الاقتصادية في عهد نميري و أصبح وزيرا للتجارة في بدايات حكم الإنقاذ) دون حياء أو خجل يملأ الصحف السودانية ضجيجا إبان اندلاع حركة الاحتجاجات و اتساعها شيئا فشيئا بأن السلطة المايوية قد صنعت كوادر قوية قادرة علي حمايتها و هو بذلك يزيل أي شك ساور بعض الناس وقتها (خاصة بعد اعتقال بعض قيادات الاخوان المسلمين قُبيل سقوط النظام بأيام معدودة و علي رأسهم حسن الترابي نفسه) بأن الاخوان المسلمين كانوا جزءا لا يتجزأ من دكتاتورية مايو و شركاء بالأصالة في كل جرائمها (ما ظهر منها و ما بطن) و لذلك لم يكن مستغربا أن يسمح نظام الإنقاذ بعودة السفاح نميري من منفاه و يستقبله استقبال الأبطال و الفاتحين في تحدي و استفزاز صريح لإرادة شعبنا و إجهاضا لكل شعارات انتفاضته الخالدة في مارس/أبريل 1985م و ها هم رموز النظام المايوي مدنيين كانوا أم عسكريين ضمن أبرز رموز طغمة الإنقاذ الفاسدة و يحتل العديد منهم مراكز مرموقة في هرم السلطة و في كافة قطاعات الدولة و كذلك في مراتب الجاه و الغنج و النعيم.

و علي الرغم من عدم قدرة أحد التنبؤ بموعد اندلاع انتفاضة مارس/أبريل 1985م إلا أنها لم تكن وليدة للصدفة و لم تندلع وقتها من فراغ و لكنها كانت محصلة لصمود شعبنا و تراكمات نضاله المستمر لستة عشر عاما ضد دكتاتورية مايو منذ بداياتها في 25 مايو 1969م إلي سقوطها في 6 أبريل 1985م. و من أبرز تلك التراكمات 16 نوفمبر 1970م، أغسطس 1973م، 19 يوليو 1971م، 5 سبتمبر 1975م، 2 يوليو 1976م، انتفاضة يناير 1980م، انتفاضة دارفور، انتفاضة يناير 1982م التي سقط فيها الشهيد طه يوسف عبيد في مدني و نَظَم له فيها شاعر مدني المخضرم محمد محي الدين ملحمته الخالدة "عشرة لوحات للمدينة و هي تخرج من النهر بريشة طه يوسف عبيد".
ثورة 21 اكتوبر 1964م أيضا كانت تحولا نوعيا مدهشا للعالم أجمع عصيِّا علي استيعاب حكم الجنرالات و حلفائهم من شبه الإقطاع القبلي و اليمين الرجعي و تتويجا لتراكمات متواصلة لنضالات شعبنا منذ عشية انقلاب 16 نوفمبر 1958م و لم تكن (كما يختصرها دعاة الحركة الإسلامية و عرَّابيها) و ليدة ندوة الترابي بجامعة الخرطوم فهذا تزييفا للتاريخ و استهزاءا بقدرات شعبنا و نضالاته و ابتسارا لمفهوم الثورة.
فحديث قيادات الإنقاذ اليوم عن تراجع حدة المظاهرات التي انطلقت في 23 سبتمبر 2013م و عدم قدرتها علي إسقاط النظام حديث سطحي يكشف عزلة النظام و تغريده خارج السرب و عجزه عن فهم التحولات الاجتماعية الخطيرة التي تحدث في مسار الثورة السودانية بخطي ثابتة و هي تزلزل الأرض تحت أقدامه.
فما تم في 23 سبتمبر 2013م بغض النظر عن كونه قد يؤدي إلي اسقاط النظام أم لا فهو في نهاية الأمر انتفاضة حقيقية حفرت لنفسها خندقا عميقا في ذاكرة شعبنا و احتلت موقعا متقدما في تاريخ بلادنا و هي لا تختلف في جوهرها و مضمونها (برغم اختلاف الظروف و المرحلة و توازن القوي) عن انتفاضة يناير 1982م التي انطلقت من مدني و عمَّت العاصمة و العديد من المدن السودانية. و ليس بالضرورة للانتفاضة (أي انتفاضة كانت) أن تؤدي حتما إلي إسقاط النظام في لحظة اندلاعها أو في أي لحظة من لحظات تطورها فالأمر تحكمه ظروف موضوعية و ذاتية معينة هي التي تحدد المدي الذي يمكن لأي انتفاضة الوصول إليه.
و لكن رغم ذلك فإن انتفاضة سبتمبر 2013م ستظل أحد أهم التراكمات الثورية التي مرت بها بلادنا خلال ال 25 عاما الماضية و التي تعتبر إضافة هامة لنضالات شعبنا ضد سلطة الإنقاذ منذ انقلابها الغاشم علي إرادة شعبنا في يونيو 1989م استطاعت أن تحدث تحولات هامة و نهوضا كبيرا في تطور حركة الجماهير.
و من أبرز تلك التراكمات إضراب الأطباء في 26 نوفمبر 1989م بعد مرور أربعة أشهر فقط من انقلاب الإنقاذ الغاشم الذي قدم فيه أطبائنا الشرفاء الشهيد الدكتور علي فضل متأثرا بالاعتقال و التعذيب داخل بيوت الأشباح، حركة شهداء رمضان 1990م، انتفاضة ديسمبر 2009م، انتفاضة يونيو 2011م، النضال البطولي لمزارعي الجزيرة و المناقل، و غيرها من ملاحم الصمود و المقاومة في المعتقلات و بيوت الأشباح و الإضرابات المتفرقة التي لم تنقطع وسط حركة الطلبة و وسط الكيانات الإقليمية في دارفور، كردفان، النيل الأزرق، الشمالية، سنَّار، شرق السودان، دارفور، النيل الأبيض، شرق النيل و غيرها.
و إذا كانت انتفاضة مارس/أبريل 1985م قد جاءت بعد ثماني سنوات من الانفراجة السياسية النسبية التي أتاحتها المصالحة الوطنية عام 1977م فإن الانتفاضة أو الثورة أو التحول الثوري النوعي (أيا كان) الذي يكون بمقدوره الرمي بالنظام في مزابل التاريخ (و إن كان لا يمكن التنبؤ به بعد مضي أكثر من ثماني أعوام من الانفراجة السياسية النسبية التي خلَّفتها اتفاقية السلام الشامل عام 2005م) يبقي حدثا قادما لا محالة.
أحد أهم التحولات الهامة التي أحدثتها انتفاضة سبتمبر الخالدة و أبطالها بناتنا و شبابنا الشرفاء بصدورهم العارية و هتافاتهم الداوية هي النهوض النوعي في حركة الجماهير وسط مستويات هامة من مستويات تنظيم الجماهير علي رأسها الأطباء، المحامين، الصحفيين و الإعلاميين، الصيادلة، المعلمين، موظفي البنوك، المزارعين، المثقفين و المبدعين و غيرهم. و علي الرغم من أنه نهوضا لا يزال محدودا إلا أنه يكتسب أهميته و خطورته من كونه أولا: جاء محاطا بقوة ضاربة من القهر و الملاحقة و التهديد و الاختراق و ثانيا: من كونه أيضا يأتي بعد ربع قرن من الزمان شنَّت خلالها سلطة الإنقاذ حملة منظمة و ممنهجة لتدمير النقابات و تفريغها من محتواها المطلبي و دورها الريادي و بعدها الثوري و عمقها الاجتماعي و ارتباطها اليومي بحياة الجماهير بحلها و تشريد قياداتها و تفتيتها بابتداع ما يعرف بقانون نقابة المنشأة الذي يجمع بين العامل و الفراش و الموظف و الوزير أعضاء في نقابة واحدة برغم الفوارق الطبقية و الاختلاف الشاسع في القضايا المطلبية لذلك فقد كان من سخرية القدر أن يصبح دكتور إبراهيم غندور الرأسمالي الطفيلي و رجل الأعمال ميسور الحال صاحب المليارات و أحد أعمدة الطغمة الفاسدة في نقابة واحدة مع العمال و هم لا يملكون قوت يومهم بل و يصبح نقيبا لهم (رحم الله الشهيد الشفيع أحمد الشيخ الذي تولي مسئولية نائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال عام 1957م كأصغر قائد نقابي يتولى هذه المسؤولية العالمية حينها و قد بدأ حياته عاملا في ورش السكة حديد بعطبرة و هو لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره.

و رحم الله الراحل إبراهيم زكريا النقابي المخضرم الذي تولي مسئولية السكرتير العام لنفس الاتحاد العالمي لأكثر من دورة فقد كان الاثنان و غيرهم مفخرة لشعبنا و رموزا خالدة للقادة النقابيين الذين أنجبتهم الحركة النقابية من داخل المصانع و الورش). و كلما استمر النهوض في حركة الجماهير كلما انعكس ذلك في تماسك القوي الحيَّة وسط النقابات و نهوضها و استعادتها لقوتها و قدرتها علي تنظيم نفسها من جديد و تبنيها لمطالب الجماهير و التحاقها بالصفوف الأمامية كعهدها دائما في مسيرة الثورة السودانية.
الهجمة الشرسة المنظمة التي قام بها النظام خلال الخمسة و عشرين عاما الماضية لضرب حركة الجماهير ممثلة في نقاباتها و اتحاداتها المهنية و الشبابية و منظماتها المدنية و استبدالها بكيانات مستأنسة موالية للنظام (عملت و لا تزال علي مساندة النظام و حمايته و تزييف وعي الناس و تفتيت قضاياهم المطلبية و تحولت إلي بؤر للخيانة و القمع و التشريد و الفساد و الانتفاع و الثراء الحرام) و إن أسهمت بدرجة كبيرة في إطالة عمر النظام و إعاقة نمو تطور حركة الجماهير و إحداث حالة من الانقطاع التاريخي فيها و لكنها (أي هذه الحالة من الانقطاع التاريخي) مع ذلك و وفقا لقوانين التطور الاجتماعي تعتبر جزءا تاريخيا لا يتجزأ من استمرارية عملية التطور نفسها.
فمع هذا الاستهداف المنظم لحركة الجماهير و تزامنه مع حالة الانهيار التام في كافة القطاعات الإنتاجية و تردي الخدمات خاصة في القطاع التقليدي تخلخلت البنية الاجتماعية لهذا القطاع الهام و افرزت فيه حركة الجماهير أشكالا بديلة لتنظيم نفسها فظهرت في مسار الثورة السودانية قوي جديدة ممثلة في قوي المهمشين في دارفور و جنوبي كردفان و النيل الأزرق و التي عبَّرت عن نفسها بنضالها المسلح و الذي اسهم في إضعاف النظام و تعريته و لفت انتباه المحيط الإقليمي و العالمي للجرائم البشعة التي ارتكبها و لا يزال يرتكبها النظام. و في المقابل أيضا أفرزت حركة الجماهير كيانات إقليمية جديدة في شمال السودان و في شرق النيل و أحدثت تطورات هامة في الكيانات الإقليمية المتواجدة في شرق السودان منذ وقت مبكر و كان لها ارتباطها الوثيق بقضايا جماهير شعبنا و تطلعاته. هذا بجانب حركة الشباب التي استفادت من نمو و تطور وسائط تكنولوجيا الاتصالات في تنظيم نفسها و التعبير عن شعاراتها و تطلعاتها و كان لها الدور الطليعي في انتفاضة يناير 2009م و يونيو 2011م و سبتمبر 2013م مدعومين بتلاحم السودانيين في المنافي البعيدة و القريبة من خلال فضح النظام في مواقع الشبكة العنكبوتية الوطنية و علي رأسها الراكوبة ، سودانيزاونلاين، حريات، سودانايل، و غيرها من المواقع الوطنية، و العديد من الصفحات المنظمة في الفيس بوك و التي أصبحت منابر أصيلة للنضال ضد النظام و سمة من سمات الثورة السودانية. و علي الرغم من محاولات النظام المستمرة التقليل من أهميتها إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا معاشا له دوره الخطير في فضح النظام و تعريته و في الاسهام في تعبئة حركة الجماهير و توحيدها و يجد النظام اليوم نفسه عاجزا تماما عن تلجيمها و قمعها اسوة بإغلاق الصحف و تكميم الأفواه في الداخل.
هذا الواقع التاريخي لمسيرة الثورة السودانية و تطورها (للأسف الشديد) يأتي متعارضا مع مصالح بعض القيادات الطائفية لبعض القوي اليمينية السياسية المؤثرة التي لا تستأنس لهذه التحولات الخطيرة المتسارعة في تركيبة بنية المجتمع السوداني و يقلقها بروز قوي الهامش و حركة الشباب كقوي إجتماعية متقدمة تخطو بثبات لتحتل مراكز متقدمة في توازنات القوي السياسية و سيكون لها دور بارز و مؤثر فيما بعد في رسم مستقبل السودان و أصبحت تهدد المصالح الطبقية لهذه القوي اليمينية ممثلة في بعض القيادات الطائفية لهذه الأحزاب اليمينية (نستثني تلك القيادات الطائفية الوطنية التي اصطفت مبكرا في مقدمة صفوف قوي الهامش و تبنت تطلعات جماهير الكادحين و المهمشين من جماهير الشعب) التي تحاول جاهدة إيجاد صيغة أو سيناريو تستطيع من خلاله المحافظة علي مصالحها الطبقية و إعادة السودان للمثلث القديم (نهوض في حركة الجماهير يؤدي لثورة شعبية شاملة تطرح شعارات متقدمة تفرز نظام ديمقراطي يكون لأحزاب اليمين (التي لا تختلف كثيرا مع الطغمة الفاسدة حول ما يعرف بالمشروع الحضاري أو مشروع السودان العروبي المسلم) الحظ الأوفر في السلطة تتجاهل مصالح الشعب تقوم بإجهاض شعارات الثورة أو الإنتفاضة و من ثم تنكص عن الديمقراطية عندما يشتد بها الخناق تحت ضغط الجماهير فتقوم بالتآمر علي الديمقراطية إما بتسليم السلطة للعساكر أو تغض الطرف عن انقلاب عسكري يتم التخطيط له تحت مرمي و مسمع منها و لا تحرك ساكنا و لا تتمكن بالتالي الديمقراطية من إكمال حتي دورتها الأولي).
هذا المثلث الشرير يعد أحد أهم الأسباب التي أخرت و لا تزال تؤخر الثورة السودانية و تجعل قطاعات كبيرة من جماهير شعبنا تتخذ مواقفا سلبية بدافع اليأس و الخوف من العودة لنفس الدوامة. فقوي اليمين كما قال الشهيد عبد الخالق محجوب هي أول من يرفع رايات الديمقراطية و هي أول من ينكص عنها). و لذلك فإن المواقف المترددة للإمام الصادق المهدي و مولانا محمد عثمان الميرغني (مع احترامنا لهما) ليست مواقفا مستغربة أو جديدة علي شعبنا فقد خبرها و عاشها منذ بواكير الحركة الوطنية و حتي يومنا هذا و "سقوط الأقنعة - سنوات الخيبة و الأمل " للكاتب المخضرم فتحي الضوء يعرض بصدق و وضوح نماذجا من هذه المواقف و هم (أي الإمام الصادق و مولانا الميرغني) أكثر القيادات قناعة (بحكم سنَّهم و عمرهم السياسي الطويل) بأن زمن الحكومات الطائفية و سيادة السلطة الأهلية و القبلية يسير في العد التنازلي و أن نفوذ هذه القيادات الطائفية في القطاع التقليدي الذي ظل دائما (دوائر مسوكرة لها) قد تخلخل و اهتز تحت عروشهم (شاءوا أم أبوا) فجزء كبير من قيادات الجبهة الثورية و مقاتليها في دارفور و جنوبي النيل الأزرق و جنوب كردفان هم في الحقيقة أنصار أبناء أنصار أو ختمية أبناء ختمية دفعت بهم مسيرة الثورة السودانية و تطورها لتجاوز هذه القيادات و اتخاذ مواقع أكثر تقدما. و مهما بلغت محاولاتهم و دبلوماسيتهم فهم لا يستطيعون التآمر علي التاريخ أو فرملة مسيرته.
و بالتالي علي شبابنا و قوانا الحيَّة وسط حركة الجماهير عدم الانتباه لمواقف الإمام الصادق المهدي فهي لن تستطيع فرملة الثورة أو التآمر عليها أو تحويلها في اتجاه مغاير لمصالح الجماهير. فجماهير الأنصار و حزب الأمة دون الإمام و بعض المندسين من سدنة النظام المايوي و عملاء المؤتمر الوطني التي تؤآزره و تفرش له الأرض حريرا و تري فيه منقذا لمحنتهم و فشلهم و مصيرهم المشئوم) هم جزء من جماهير الثورة السودانية و مصالحهم مرتبطة ارتباط وثيق بمصالح الجماهير و دفعوا نفس الثمن الذي دفعته و لا تزال تدفعه جماهير شعبنا يوما بعد يوم و كيان الأنصار حزب الأمة يذخر بقيادات وطنية مشهود لها و كوادر شبابية واعدة. و سيأتي اليوم الذي تتخطي فيه هذه الجماهير الكاسحة مواقف الإمام المترددة و يكون لها كلمتها الفصل و تلحق بركب الثورة و تعيد بناء حزبها علي أسس ديمقراطية سليمة و يعود حزب الأمة للصف الوطني من جديد مواكبا لنبض الشارع. و علي شبابنا أيضا عدم الالتفات للمواقف المترددة لمولانا محمد عثمان الميرغني فجماهير الحركة الاتحادية كما قال أحد قادتها التاريخيين قديما (هم أصحاب صناديق الاقتراع و إن أتت بغيرهم) و هم من كانت مقولة فولتير أحد أبرز رموز الثورة الفرنسية و ملهميها (قد اختلف معك في الرأي و لكنني علي استعداد كي أدفع بحياتي ثمنا حتي تقول رأيك) أحد شعاراتهم الخالدة. فجماهير الحركة الاتحادية كانوا و لا يزالون أشد ارتباطا بحركة الجماهير و سرعان ما تتجاوز مواقفهم مع تزايد النهوض الجماهيري مواقف قيادتهم الطائفية و يلحقون بتيار الثورة المتصاعد.
تكتسب الثورة السودانية سماتها الخاصة من واقع التنوع الثقافي و العرقي الذي يذخر به شعبنا و من تاريخه العريق الضارب في القدم و إرثه الثوري الممتد منذ حضارة كوش و نضال محاربيها السود الأقوياء و من تلاحم شعبنا في الثورة المهدية و في الأناشيد و الأهازيج التي نظمها أحفاد دينق في جنوب السودان مناصرة للإمام محمد أحمد المهدي و ثورة عبد القادر ود حبوبة و ثورة 1924م بقيادة علي عبد اللطيف و عبد الفضيل الماظ و رفاقهم و بملاحم النضال الوطني ضد الإستعمار و في ثورة اكتوبر 1964م و انتفاضة مارس/أبريل 1985م. و كذلك تكتسب الثورة السودانية سماتها الخاصة من حضارة شعبنا الضاربة في القدم و التي جعلت السودانيين من أكثر شعوب العالم قدرة علي التداخل و التعايش السلمي مع كافة شعوب العالم. فتعايش السودانيين في المنافي القريبة و البعيدة و اكتسابهم لاحترام و تقدير كافة شعوب العالم التي هاجروا لها لا يأتي من فراغ و إنما من حقيقة أن السودانيين شعب متحضر متنوع في ثقافاته و منفتح علي بعضه البعض و علي كافة شعوب العالم.
و تكتسب الثورة السودانية سماتها الخاصة أيضا من كونها أكثر تقدما في عمقها و سياقها التاريخي من ما يعرف بثورات الربيع العربي التي استطاعت فيها الشعوب العربية في تونس و مصر و ليبيا من إسقاط الأنظمة الديكتاتورية العسكرية التي صعدت إلي السلطة بشعارات الاشتراكية و القومية كامتداد تاريخي لحركة القوميين العرب التي تمثل الوجه الراديكالي لما تم الاصطلاح عليه تاريخيا بحركة النهضة العربية (التي بدأت بدورها في بدايات الربع الأول من القرن الماضي و كانت حركة البعث الإسلامي تمثل الوجه اليميني لها بقيادة ما يعرف بالحركة الإسلامية و زراعها الآيديولوجي ممثلا في حركة الأخوان المسلمين) و حكمت هذه البلدان لأكثر من أربعين عاما و أدت إلي صعود حركة الأخوان المسلمين في تلك البلدان إلي السلطة. في الوقت الذي استطاعت فيه الثورة السودانية في مسيرتها الطويلة اسقاط نفس الديكتاتورية العسكرية التي صعدت للحكم في السودان تحت شعارات الاشتراكية و القومية العربية قبل أكثر من ثماني و عشرين عاما و جربَّت حكم الأخوان المسلمين لخمسة و عشرين عاما. و لذلك سيكون للثورة السودانية القادمة انعكاساتها الخطيرة علي محيطها العربي و الإقليمي و سيدهش شعبنا قريبا العالم أجمع و يثبت له أنه لا يزال معلما للشعوب في فنون النضال و الثورة.
تكتسب الثورة السودانية سماتها الخاصة أيضا من حقيقة أن بلادنا زاخرة بمواردها الطبيعية و ثرواتها غير المحدودة مما يفتح آفاق المستقبل أمامها للاستغلال الأمثل لهذه الموارد ضمن اقتصاد وطني ديمقراطي متوازي له بعده و عمقه الإجتماعي يقوم علي علاقات إنتاج عادلة تعبِّر عن تطلعات و آمال شعبنا و تستوعب طاقاته و قدراته و تفتح الطريق علي مصراعيه لنمو قواه المنتجة.
فعلي جماهير شعبنا و هي تخطو بثبات نحو آفاق الثورة الوطنية الديمقراطية أن تتحلي بالصبر و الأمل و التفاؤل بالغد الأفضل فهذا من شيم القادة و الثوار و المناضلين و علينا ألا نجمد عقولنا في تجاربنا و مراراتنا السابقة و نحن نخوض غمار ثورة جديدة تقتص من كل الذين أجرموا في حق شعبنا خلال الخمسة و عشرين عاما الماضية و من سبقهم من أثرياء و مجرمي مايو الذين منحتهم الإنقاذ صكوكا للغفران و لا مكان فيها لشعار عفي الله عما سلف و لا عاصم وقتها من غضب الشعب السوداني للطغمة الفاسدة و أذيالها و حلفائها و من يساندها في الخِفاء أو أيٌ من أبناء جنسها (حتي لو انسلخوا عنها تحت هدير صوت الشارع و تحت أيُ شعار كان. فلن يلدغ المرء من جحر مرتين كما تقول الحكمة فالردة (كما يقول الشاعر مظفر النواب) تخلع ثوب الأفعى صيفا و شتاء تتجدد. فلا مكان للحركة الاسلامية في مستقبل السودان إلا لمن يؤمن بالديمقراطية و النمو المتوازي و التعدد و التنوع الثقافي و حرية التعبير و حرية الاعتقاد و ابعاد الدين عن السياسة و احترام القوانين و مواثيق حقوق الإنسان. و لن يسمح شعبنا هذه المرة بتكرار دوامة مثلث الشر (ثورة ، سلطة اليمين الطائفي ، انقلاب عسكري) و سيكون البديل هو الديمقراطية و هو الشعب بكافة أحزابه الوطنية و قواه السياسية المؤمنة بالثورة و شعاراتها و هو الكيانات الجديدة التي أفرزتها مسيرة الثورة السودانية ممثلة في حركة الشباب و النساء و المهمشين من أبناء شعبنا و كياناتهم السياسية المعبرة عنهم و الكيانات الإقليمية و في النقابات و كافة العاملين في مواقع الإنتاج التقليدي و الحديث.

عاش نضال شعبنا المعلم
عاشت مسيرة الثورة السودانية
و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
alhadihabbani@hotmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:36

الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة السودانية ببريتوريا يوم الجمعة 11 اكتوبر 2013
أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 316r" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:37

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 H4mo" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:39

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Cckq" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:40

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Ddga" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:44

السيدان والتآمر على ثورة السودان (5)
أحمد ضحية
بداية في عيد الفداء, الرحمة والمغفرة لشهداء السودان الأبرار, الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل ما آمنوا, ونسأل الله لآلهم وذويهم "جبر الكسر", والصبر.. والتمنيات لكل أفراد الشعب السوداني, بأن يزيل الله بإرادة الشعب الحرة ونضالاته الجسورة هذه الغمة, التي خيمت على البلاد, لأكثر من عقدين من الزمان..
لفت إنتباهي في هذا العيد المحزون والكئيب ثلاثة أخبار: (1) كلمة البشير لصاحبها البشير في عيد الأضحى (2) خطبة الصادق المهدي لصاحبها الصادق المهدي (3) التقارب بين الجبهة الثورية وتحالف قوى الإجماع (4) ولقاء نائب رئيس الجبهة الثورية بالنخب المصرية, وقرار رئيس الجبهة الثورية, بفتح الحوار مع القوى الجديدة, والإعلان عن تحالف القاهرة بين الجبهة الثورية وقوى المعارضة:
ففيما يخص كلمة البشير, فقد دعا الرجل بقوة عين (يندب فيها الرصاص) السودانيين, إلى العودة إلى ذواتهم, فالرجل يظن أنهم خرجوا من ذواتهم, وتلبسوا ذواتا أخرى لا تمت للهوية (الإسلامية) بصلة! وقد نسى وتناسى, أنه ليس من هوية الإسلام, قتل الناس فقط لأنهم قالوا: (لا).. كما نسى إعترافه على الملأ في رمضان الماضي, بأنه قتل أهل دارفور دون سبب! وأن الله يغفر الذنوب جميعها إلا قتل النفس دون حق؟! كما تناسى (تحليله) لقتل 28 ضابطا في 28 رمضان 1990, على الرغم من أن رمضان من "الأشهر الحرم" التي كان حتى عرب الجاهلية يوقفون فيها الحرب والقتل؟!..
يتجاهل البشير كل ما سفكته يداه من دماء, ويعظ الآخرين بمناسبة عيد الأضحى, فمن هو الأجدر بالعودة لذاته: الشعب أم هو؟!.. وأي ذات تلك التي عليه أن يعود إليها؟ هل هي ذاته قبل أن يصبح ضابطا في القوات المسلحة؟.. أم هي ذات الفرد المسلم العادي ذو "الفطرة السليمة", التي من المؤكد تقف ضد القتل وسفك الدماء, والإعتقال والتعذيب بسبب التعبير عن المظالم!
يبدو أن السفاحين أمثال البشير لا يتعظون, فالرجل لا يزال مصرا على وصف شعبه ب "أنصار الهدم والتخريب", وهو الذي هدد في "الإجتماع السري" إثر مظاهرات سبتمبر المجيدة, بقتل ثلثي الشعب ليعيش الثلث في سلام -كما زعم- وهو التهديد نفسه الذي أطلقه المرحوم الزبير محمد صالح من قبل, بأن ليس لديهم (مانع) في قتل ثلثي الشعب لخير الثلث! هكذا هم الطغاة أدعياء الإسلام,الذين تضرجت أيديهم بدماء الأبرياء, تعبيرا عن رعبهم وخوفهم, من غضبة الشعب, يطلقون على شعوبهم عندما تثور ضدهم, من الصفات ما ينطبق عليهم وحدهم, ظانين أنه ينطبق على شعوبهم أيضا! ثم يهددون شعوبهم, كأنهم يهددون عدوا يقف على أبواب دولتهم!
البشير حقا من "الكائنات العجيبة والغريبة", التي أبتلى بها شعب السودان, و إلا فكيف تواتيه الجرأة, للحديث عن "إجتناب المعاصي" وهو أدمن ما هو أسوأ من المعصية: قتل النفس. وكيف تواتيه الجرأة للحديث عن "صيانة القلوب وملؤها باليقين والإيمان", وهو ومؤتمره الوثني قد حق فيهم حقا قول سيدنا علي "كرم الله وجهه" في أهل الكوفة: "صم ذوو أسماع, وبكم ذوو كلام, وعمى ذوو أبصار, لا أحرار صدق عند اللقاء, ولا إخوان ثقة عند البلاء ! ".. فقبل أن يعظ البشير شعبه, في عيد الفداء, كان الأجدر به أن يعظ نفسه, ويدعو لها بالمغفرة, من الجرائم التي إرتكبها في حق هذا الشعب, الذي ما فتيء يهدده دون حياء أو خجل!
مما يلفت الإنتباه أيضا خطبة الصادق المهدي, والتي لا تختلف كثيرا في "أشواقها ونصائحها الدينية" عن خطبة البشير, بيد أنها أكثر طولا, وما يلفت الإنتباه فيها حقا, تناوله الوضع السياسي الراهن بما (يفسر الماء بعد الجهد بالماء؟!) و(حشره) في ثنايا الخطبة, ما أطلق عليه "دعاة التفريط": (الذين يستدعون التجربة الغربية في التعامل مع الدين). وبطبيعة الحال السودان, كجزء من العالم يتأثر بالتطورات التي تحدث في العالم, سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو ثقافيا, ولذلك إستلهام البعض للتجربة الحضارية للعالم المتقدم, لا تعني بالضرورة إتخاذ موقف سلبي من الدين – لم تكن لترجمات دار الحكمة على عهد الخليفة المأمون, آثارا سلبية على الدين, ولم يكن ل"إستلاف" النظام الإداري الفارسي, ودواوين الحكومة أثرا سلبيا على الدين- فالغرب الراهن نفسه, ليس لديه موقفا سلبيا من الدين, لكن على إعتبار أن نظمه نظم ديموقراطية, ولطبيعة الديموقراطية كمفهوم ينهض فيه الفصل بين السلطات, يزعج ذلك القوى الإسلاموية والطائفية –رغم تغنيها بالديموقراطية- لأن هذا الفصل بين السلطات, يضع الدين في إطاره العقدي, منعا لتداخل السلطة الزمنية والتي هي نسبية مع السلطة الروحية المطلقة (الثابتة), نموذجا لذلك الحالة التي عليها الصادق المهدي نفسه, فهو زعيم "سياسي" كرئيس حزب سياسي, يتعامل مع الواقع الموضوعي لقضايا السياسة (المتغيرة), وهو في الوقت نفسه (إمام بمعنى قائد روحي) بمعنى أنه وفقا للفكرة المهدوية يجمع بين السلطتين الزمنية والروحية, (النسبية والمطلقة؟!) وهي مفارقة (لم يجرؤ عليها حتى آيات إيران أهل الإمامة والحجية, أو إخوان مصر, الذين إبتدعوا مقام المرشد), لأن تدخل الدين في السياسة في السودان, نتائجه ماثلة للعيان, خلال تجربة الحركة الإسلاموية, التي قتلت بحثا ونقاشا لسنا بحاجة لتكراره هنا.
إذن وجد السيد الإمام في خطبة العيد, مناسبة للقول بكفر العلمانيين: "إنكار الغيب؟ وإنكار أية قيم غير نفعية للأخلاق؟", ما يجعلهم –أي العلمانيين- "خارج وجدان الأمة, ما يظهر موقفهم كأنه بالوكالة عن أجندة أجنبية"وفي الواقع هذا ليس صحيحا – بإستصحاب تجربة "حق" كقوة علمانية- إذ ليس هناك في السودان قوى سياسية علمانية بالمعنى الحرفي للعلمانية الكلاسيكية, وبشكل عام ما تطرحه القوى العلمانية السودانية, هو إستجابة لحاجات الواقع السوداني, فيما يتعلق بالديموقراطية والتنمية والإستقرار والسلام والحقوق والحريات ووحدة البلاد, إلخ.. وهذا لا يتعارض مع الدين في شيء..
كما أن التوق والعمل على تقدم السودان, لا يعني أن القوى الديموقراطية تقفز "فوق المراحل الاجتماعية, فإن وجدوا مقاومة, استخدموا ضدها القوة", إذ لا يعقل أن تكون المطالبة بالخدمات الأساسية (صحة, تعليم, مياه, كهرباء, إلخ) حرقا لمراحل التطور الإجتماعي؟!. فالسودان الذي إستقل قبل ما يزيد عن نصف قرن, لو كان قد أنجز كل خمسة سنوات مشروعا واحدا من مشاريع البنى التحتية, لما نشأت الحركات المطلبية الراهنة, فالمطالبة بتحسين حياة الناس, التي في تراجع مستمر, خلال أكثر من نصف قرن, ليست حرقا لمراحل التطور! و بالنظر لتقدم بعض الدول الأفريقية والعربية في مجالات مختلفة, هل هذه الدول قفزت على المراحل الإجتماعية؟ هل يمكننا توصيف إستقرارها, من ناحية البنى التحتية والتنمية والصحة والتعليم, قفزا على مراحل التطور؟! وما هي مراحل التطور التي يجب أن يمر بها السودان وفقا لوجهة نظر السيد الإمام, حتى يستحق شعبه بعدها الحياة الكريمة؟
تزامن إنقلاب الحركة الإسلاموية في السودان في 30 يونيو 1989 مع التحولات الدراماتيكية, التي بدأت تجتاح العالم منذ 1990 ونعني هنا التحول إلى إقتصاد السوق, والتغير في طبيعة الدولة, وتبني الديموقراطية, وإنتشار ثقافة حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والمهمشين,إلخ.. وظهور ما يسمى بالموجة الثالثة من التحول الديمقراطي في العالم, وهو تطور حصل في إطار العولمة, وما تبع ذلك من تأثيرات على الاقتصادي والسياسي والثقافي.. صحيح أن الفوائد العائدة على المجتمعات والأفراد, من هذه التحولات لم تكن بشكل متساوي, وهذه هي طبيعة كل التحولات الكبرى.
ترتب على هذه التحولات في بعض البلدان (مع فساد نظام الحكم), إنهيارا مريعا في الطبقة الوسطى, وظهور كثير من المظالم الإجتماعية, ولذلك ظهرت حركات إحتجاجية عرفت ب "القوى الجديدة" أو "الحديثة", إلخ.. والتي في أطروحاتها لم تتخذ موقفا معادياً من الدين, بل على العكس, لو راجعنا بعض الكتابات لبعض المفكرين, الذين بشروا بمثل هذا النوع من الحركات في العالم, كهربرت ماركوز في كتابه (الإنسان والبعد الواحد), نجده قد أشارإلى أن مشكلة الرأسمالية, هي إغفالها لأهمية الأخلاق والأديان, وفاعليتهما في تماسك المجتمعات, وماركوز كما هو معروف من مفكري اليسار الجديد. لذلك ما قاله السيد الإمام عن الإنكاربشدة "لدورالدين في الحياة العامة", لا قيمة له على الإطلاق, ببساطة لأنه ليس صحيحا, بل هو في إطار الدعاية المضادة لصالح الطائفية والإسلام السياسي, وإحتكار زعامات السودان الطائفية للدين كملكية خاصة بهم, وهو السلوك نفسه الذي إنتهجته الحركة الإسلاموية, وقاد البلاد للخراب والدمار, وفي الواقع ما ذكره الصادق في خطبته, عن دعاة التفريط, يعد مغالطة لتجارب السودان, و شرحا جديدا للعلمانية لم يخطر ببال العلمانيين على الإطلاق.
ومن طرائف ولطائف الصادق المهدي, في هذه الخطبة, النتيجة التي توصل إليها بقوله: (في المراحل الماضية حدث نوع من التحالف "المريض" بين النظام ورافضيه، هم يعيشون على رفض عيوبه, وهو يعيش على عدم جدوى مشروعاتهم) ففي الحقيقة الصادق هنا يتحدث عن التحالف المريض لأحزاب التوالي والقوى الطائفية, على رأسها حزب الأمة, مع نظام الحركة الإسلاموية, وهي ليست قوى معارضة.
وكما هو متوقع لم ينس الرجل تذكير المصلين بأن (هيئة قوسي) منحته جائزة السلام لهذا العام "لا يفوتني ان أشكر عبركم هيئة قوسي الدولية للسلام على منحي جائزة قوسي للسلام للعام 2013"(..) "وأهم من الجائزة ما عددوه من أسباب لمنحي الجائزة تقديراً لعملي من أجل الديمقراطية، والسلام، والإحياء الإسلامي، والسعي لعالم أعدل وأفضل ما جعلني في نظرهم قدوة ليس فقط للسودان، وإنما عبر العالم العربي، وأفريقيا، وأروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، وآسيا، والمجتمع الدولي".. بدون تعليق!
"وللعلم سوف ألبي دعوة جائزة قوسي الشهر القادم إن شاء الله وسوف ألقي محاضرة حول النظام العالمي المنشود لعالم أعدل وأفضل أمام منبر دولي يحضره ملايين البشر من كل أنحاء العالم. وقد تكرم بعض الأحباب والأصدقاء مشكورين بمرافقتي في هذه الرحلة".. بدون تعليق!
*كذلك ما يلفت الإنتباه هو التقارب الذي حدث بين الجبهة الثورية, وقوى الإجماع الوطني, والإتفاق على التوقيع على ميثاق في 21 أكتوبر القادم. وفي الحقيقة هذه خطوة إيجابية, ستعود لقوى المعارضة السودانية في كل أطرافها بالنفع الكبير, فما أشد الحاجة لهذه الوحدة لتقويض نظام المؤتمر الوثني, خصوصا أن الجبهة الثورية هي رقم أساسي الآن, ليس بإمكان أي توازنات سياسية إغفاله لإعادة ترتيب سودان المستقبل.
لكن من الجهة الأخرى تلفت تصريحات الأستاذ التوم هجو, نائب رئيس الجبهة الثورية الأخيرة في القاهرة 12 أكتوبر 2013 لدى إلتقاءه بالنخب المصرية, لا النظر فحسب, بل وتثير القلق والظنون, حول طبيعة ما يجري خلف الكواليس. بتأكيده أن "الوضع في السودان أقرب لسيناريو ليبيا وسوريا".. وذلك لأن ثورة سبتمبر, أكدت أن الخيارالسلمى ممكن, وهو الافضل دون شك, فالإنحياز للخيار العسكري هو ما يريده النظام بالضبط, فكما أثبتت تجربة السودان مع هذا النظام, أنه لا يأبه لأرواح المواطنين, ولديه الإستعداد الكامل لإفتعال حرب أهلية, لذلك يجب أن يتم تفويت مثل هذه الفرصة عليه. خصوصا بعد أن حملت الأخبار, في الأيام الماضية أن أعدادا كبيرة من القوات النظامية, تتهرب عن الخدمة. حتى لا تتورط في قمع الإحتجاجات السلمية, فمن المؤكد أن هذا الإعتراف الرسمي, يصب في رصيد الثورة السلمية, التي يجب أن تأخذ فرصتها كاملة.
خصوصا أن إلتقاء الجبهة الثورية مع قوى الإجماع, على أرضية مشتركة, وفي الوقت ذاته قرار الفريق مالك عقار رئيس الجبهة الثورية في 10 أكتوبر 2013 بتكوين لجنة للحوار مع القوى الجديدة, هذه الخطوات كلها من شأنها أن تفضي لنتائج مثمرة, تزيد من فرص نجاح الثورة والتغيير السلمي.
نواصل ما أنقطع من حديث الحلقة الماضية (على خلفية سقوظ الأقنعة), إذ توقفنا عند أن ضعف مالية حزب الأمة, كان هو العامل الرئيسي في قرار الصادق المهدي للعودة إلى أحضان الخرطوم.. رأى السيد الميرغني أن عودة المهدي لا محالة واقعة, فأزعجه ذلك, بدليل انه سرب السر إلى جهة إعتقد أنها يمكن أن تثنيه –أي الصادق المهدي- عن ذلك, فأرسل في نفس الأسبوع رسولا حاملا رسالة شفهية منه – التوم هجو – لتبليغها إلى الجبهة الشعبية الأريترية في أسمرا, بطريقة التعامل الخبري في الإعلام : "لدينا معلومات مؤكدة, بأن المهدي في طريقه إلى الخرطوم".. وحملت الجبهة الشعبية الرسول (التوم هجو) برسالة شفهية أيضا, أكدت له فيها أنها: "لن تقف في طريق أي أحد يختار العودة, حتى لو كان الميرغني نفسه", كما تفسير الأسباب التي حدت بالميرغني إلى القلق من عودة غريمه, وغالب الظن المأثوم.. فيما أعتقد فريق بأن عودته ستمنح النظام, فرصة تحججه, بتهيئة المناخ للمعارضين, لممارسة نشاطهم السياسي من الداخل, فيما رأى فريق آخر, أنها ستهيء للمهدي فرصة تنظيم قواعد حزبه, أي إستباقه الآخرين في ذلك.. ولم تكن على أية حال في التفسيرين, نابعة من باب الحرص على الغريم من الوقوع في التهلكة, أو الإنتحار السياسي.
(..)ربما ذلك ما دعا المهدي, لأن ينسى كل حرف ثناء سبق أن نظمه في حق أريتريا, منذ خروجه من السودان. ولا يتورع في ذكر نقيضه بسخرية, فقال في حوار تلفزيوني ردا على ناشط تحدث في البرنامج من أسمرا, إنتقد فيه تعجله بالعودة: "يا أخي إن هامش الحريات الموجود الآن في السودان, أكبر من مساحة البلد الذي تتحدث منه"؟!
ولأن المهدي سياسي لا يستقر على حال في تقويمه للأحداث, أو آرائه التي تتناسخ بإستمرار, زار بعد عامين البلد الذي مساحته أضيق من مساحة الحريات في السودان, ووقع إتفاقا مع الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة في سبتمبر أيلول 2005 وبنوده جميعا ليس فيها ما يسترعى الإنتباه, سوى القيمة الإعلامية, لكنه في واقع الأمر قصدها في هذه المرة بحثا عن آخرين, وجدوا دفئا في الحضن الإريتري, وذلك لإبرام تحالفات جديدة معهم (حركة تحرير السودان, التي صرح فيما بعد أنها عنصرية, بل لا يزال يصرح أن حركات دارفور ليست قومية؟! وحركة العدل والمساواة, التي شتمها فيما بعد قائلا فيها ما قال عندما غزت "روما وليس الفاتيكان") وقد تسنى له ما أراد في تلك الزيارة.
في ديسمبر كانون الأول 1997 إلتقى السيد تولدي قبرماريام, مسئول التنظيم في "جبهة تحرير شعب التيغراي" ومسئول التنظيم أيضا في المظلة الجامعة للفصائل الأثيوبية "الجبهة الديموقراطية لتحرير شعوب أثيوبيا", بوفد من أعضاء المكتب التنفيذي للتحالف (عبد العزيز خالد), وكان لديه رأي سالب إلى أبعد الحدود, حول حزب الأمة. فماذا قال حرفيا؟ “إن الحزب يدعي الديموقراطية ظاهريا, فالصادق المهدي طائفي يحاول أن يوحي للآخرين بالديموقراطية في ممارساته, إلا أنه في نهاية الأمر السيد المطاع, ولا يمكن للحزب أن يعبر عن قضاياه بدونه, مع أن الحزب فرط كثيرا في قضايا وحقوق الشعب السوداني".
في شهر فبراير شباط 1998, زار السيد الصادق المهدي أديس أبابا, وكان برفقته د.عمر نور الدائم, وكانا قادمين من القاهرة في طريقهما إلى أسمرا, لحضور المؤتمر العام الذي يعقده حزب الأمة, وعند وصولهما أديس أبابا طلبا مقابلة المسئولين الأثيوبيين, فالتقاهم السادة: سبحات نجا وهايلي كيروس (..) وكان اللقاء قد تزامن مع إرهاصات مصالحة بين حزب الأمة ونظام الخرطوم, إستنادا إلى حديث أدلى به الصادق المهدي, في منتدى لأسرة وادي النيل بالقاهرة, قبيل قدومه. صارح المضيفين الأثيوبيين في هذا اللقاء زائريهم بالتالي:
أولا: أن حزب الأمة متى ما كان في الحكم يفقد الإتجاه.. وثانيا: عندما يكون خارج السلطة يتحدث عن الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان, وعندما يصل إلى الحكم مجددا ينسى ما كان ينادي به من شعارات.. وثالثا: أن المتأذي الوحيد الذي يدفع فاتورة أخطاء حزب الأمة وقياداته هو الشعب السوداني, في حين أن الحزب يذهب ليعود مرة أخرى على ظهر نفس الشعب!
كما صارحا ضيفيهما بما أستشعراه من مصالحة بين الحزب والنظام, وطرحا عليهما ضرورة التنسيق مع قوى التجمع الأخرى’ لإنهاء الحكم الإسلاموي في السودان. فماذا كان رد المهدي؟
أن المصالحة هي إشارات خاطئة يرسلها النظام, بغرض بث القلق في صفوف المعارضين, وأكد أن ذلك لم ولن يحدث, إلا إذا أقدم النظام طواعية على تسليم السلطة, وإلا فإنهم قادرون على إقتلاعه من السلطة, نسبة لخطره الكبير على السودان والمنطقة عموما.
وعندما ألتقى المهدي ميليس زيناوي لاحقا, فاجأه زيناوي بقوله: "أن أحد ممثليكم "نجيب الخير" نعتبره شخصا غير مرغوب فيه في أثيوبيا, وبما أنه خارجها الآن فمن الأفضل له ألا يعود؟! ص:392 حتى 394 من سقوط الأقنعة.
.. بدون تعليق
رغم أن الكونفدرالية كخيار وافق عليها حزب الأمة, في إتفاق شقدوم الذي وقعه مع الحركة الشعبية (1994) عاد لاحقا (ميشاكوس 2002 ورفض الكونفدرالية, فكانت بإستمرار أفعاله وأقواله تتناسخ. يقول منصور خالد هنا: (السودان: أهوال الحرب.. طموحات السلام ص:843): أثار الإقتراح حفيظة الصادق المهدي (يعني إقتراح الكونفدرالية) لأنه شمل مناطق من كردفان وجنوب النيل الأزرق, التي تشكل في إعتقاده –حزب الأمة- مناطق نفوذ مقفولة.
ما يدعو للتساؤل هل مواقف حزب الأمة, تتحدد بمصالح شعوب السودان, أم مصالحه الحزبية (والعائلية) الضيقة؟ بمعنى موقفه من الكونفدرالية – وقتها - هل لأنها ستقلل من نفوذ سلطته على المناطق المهمشة, أم أن موقفه منها إنطلاقا من موقف وطني قومي وحدوي؟
السيد الإمام الصادق المهدي شخصية سياسية محيرة, تعيي من يحاول إيجاد تفسير منطقي لتضارب تصريحاته.. فالرجل بعد أن مضى يصعد في إنتقاداته ضد الكونفدرالية (التي هي أخف وطأة من الإنفصال, فالسياسة فن الممكن لا المستحيل), أخذ يقدم إقتراحات مثيرة للجدل (1997-1998) مثل مقترح "توسيع مبادرة الإيغاد" أحد أكثرها جدلا.. هنا يورد فتحي الضو في كتابه المشار إليه سابقا ص: 430 "حرفيا - بإستثناء الإختصار والإعتراضات الترقيمية": كان ذلك ضربا من رص القوافي, أكثر من كونه تعبيرا عن الواقع (...) مذ ذاك بدأ المهدي, يسفر تدريجيا عن مكنونات صدره, تجاه الذي إستأثر بالإيغاد, والآخرون عليه شهود.

وفي خطوة مؤكدة على توجهه الجديد (مغادرة المعارضة والعودة للخرطوم) لم يحضر إجتماع هيئة القيادة 18-3-1998في أسمرا فغياب المهدي لم يكن مبررا. فالمهدي ظل يدعو لعقد الإجتماع بإستمرار, وحينما تم غادر أسمرا إلى ألمانيا للمشاركة في (ندوة)!! - بعد أن ترك القوم يشتجرون حول مذكرة وضعها بين أيديهم للتشاور (..) المفارقة هنا أن الكونفدرالية التي ظل يلهج بها لسانه آناء الليل وأطراف النهار, لم تكن جزء منها.
إثر عودته (الصادق المهدي) إلى القاهرة من ليبيا التي زارها مطلع يناير 1998 للمرة الأولى, منذ تسع سنوات للقاء القذافي (على خلفية الطريق الثالث,المبادرة المشتركة فيما بعد).. إثر هذه العودة شارك في مؤتمر لأسرة وادي النيل 25-12-1998 حيث قدم ورقة جدلية, كشف فيها عن أفكار جديدة, تتمثل في إلتزامه ب"التصعيد العسكري" حتى النهاية والإنتفاضة الشعبية,إلخ..(...)علقت الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم على هذه الورقة "الجدلية" كالآتي:
لا يحق للمهدي أن يتحدث بإسم الشعب السوداني, وعليه الإلتزام بالقرارات الصادرة عن التجمع الوطني (وعدم) الترويج لأفكار الخرطوم .(إذ قالت)أن هناك إتصالا بينه وبين رئيس البرلمان حسن الترابي, أحد أسبابها علاقة المصاهرة بينهما.
أخذ المهدي "بعد أن قض مضجع المعارضين" يصعد من إنتقاداته للحركة الشعبية, مركزا هجومه على المعاهدات والمواثيق, التي قال عنها قبل ذلك "تجد مؤازرتي ودعمي".. ثم مضى بعد ذلك للإكثار من البيانات والتصريحات, التي تدعو "لإجتثاث النظام من جذوره".. كذلك صرح مبارك الفاضل على الخلفية نفسها: لا توجد أرضية لحل سلمي تفاوضي للمشكلة السودانية.
وزاد الصادق المهدي من حيرة الذين تسابقوا لإصدار البيانات, من أطراف المعارضة الأخرى, قائلا لوكالة رويترز(18-1-1998): "أعترف أن اللغة تغيرت والمناخ تغير, وأن هذا التغيير في اللغة, يعكس بداية التفكير في خيار آخر (يعني المبادرة المصرية-الليبية المشتركة, التي كانت حينها تتخمر في في بنات أفكاره دون أن تولد بعد) ومن ثم مضى الصادق المهدي, ليلتقي بالترابي في جنيف ليعود بمشروع "الملتقى الجامع" الذي تجاهلته أطراف "المصرية – الليبية المشتركة" تماما! ومع ذلك حماس المهدي لليبية المصرية لم يفتر, إذ كشف بلسان الوسطاء, لندوة مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية في 7-8-1999 عن أمر لم يتفوهو به (كعادته) فقال: "أن قمة لجيران السودان التسع, ستعقد في طرابلس بهدف إقامة آلية مشتركة, تتبنى المبادرة المصرية-الليبية والجهود المبذولة لتحقيق مصالحة في السودان – وحتى يجعل الأمر جاذبا – رمى بالترهيب عوضا عن الترغيب, إذ حذر من "خطر الإنتظار" لأن السودان يمكن أن يزول, مثلما حدث في الصومال وليبيريا وأفغانستان, حيث تحولت القوى السياسية لأمراء حرب" والمفارقة كانت في ردة فعل المعنيين بالأمر, الذين كان المهدي قد وجه لهم إشارات المصالحة تلك بشروط "لم" تتحدث عنها المبادرة المشتركة ص: 434-439 سقوط الأقنعة.
وبالطبع لم تتعاطف واشنطن مع المبادرة المشتركة- فضلا عن عيوبها الأخرى- لإغفالها.. أوعدم إشارتها (ولو إشارة) لعلاقة الدين بالدولة وتقرير المصير مثلا), وخصوصا أنها تتوكأ على عصاة ليبيا, وهذا سبب كاف لواشنطن, لرفضها وتقويضها.. المهم, في غضون هذه التداعيات قام (حزب الأمة) بعملية إستهدفت تفجير أنبوب النفط (الهودي) الذي على مسافة 15 كيلو متر من عطبرة, إذ إستعان (السيد) عبد الرحمن الصادق المهدي, بأفراد من قبيلة الرشايدة لتفجيره (20-9-1999). من جهة أخرى أدان السيد عبد المحمود أبو هذه العملية قائلا: أن الأنصار يدينون هذا العمل التخريبي المشين".. وأكد على ذلك في خطبة الجمعة (1-10-1999).
من الجانب الآخر حاول الصادق المهدي "تبرير هذه العملية" – كعادة الصادق في تبرير كل ما يمكن أن "يجيب الكتاحات" لحزب الأمة- قائلا: "تفجير خط الأنابيب حدث غير مفاجيء, ولكنه شيء غير معتاد ومؤسف (....) لكنه رد فعل عنيف لأفعال عنيفة, ظلت تتعرض لها حركة المعارضة من بعض المتشددين داخل النظام, وللأسف جاءت هذه المرة من رئيس النظام, الذي شتمنا بأقذع الألفاظ في يوم تصدير النفط 30-8-1999,إلخ.. وبهذا التعليق أمسك السيد الصادق المهدي (العصا من النص) فلا هو يريد تحمل مسئولية ما حدث كاملة, ولا هو بقادر على التنصل منها؟
كيف كانت الإدارة الأمريكية تنظر إلى الصادق المهدي؟
زار السيد الصادق المهدي الولايات المتحدة الأمريكية, وعشية وصوله إستبقته صحيفة بنشر خبر مطول حول الزيارة, أثار غبارا كثيفا. وقد نسبته إلى مسئول في إدارة كلينتون, لم تشأ ذكر إسمه والذي قال: "أن الرسالة التي سيبلغها المسئولون الأمريكيون إلى المهدي واضحة, وتفيد أنه (ينبغي ألا يعود إلى السلطة) بوصفه الزعيم الجديد " وأضاف: "لا نرى في الصادق وريثا شرعيا, وإحساسي بأن الشعب السوداني أيضا لا يراه على هذا النحو(..) لا نريد أن يتولد لديه إنطباع, بأنه ينبغي أن يكون الرئيس المقبل للسودان, لقد حاول مرتين وكان جزء من المشكلة وليس الحل".. وسئل: من في المعارضة السودانية, لا يعمل بطريقة ضيقة الأفق؟ .. فأجاب: "العقيد قرنق والعميد عبد العزيز خالد (...) أعتقد أن المهدي والميرغني, يمثلان الجيل القديم, الذي يريد العودة إلى "مواقعه الشخصية".. يعلق فتحي الضو هنا: وقد أزعج هذا التقرير دوائر حزب الأمة, بغض النظر عن أن بعض ما ورد فيه, لم يكن جديدا, فقد شاطرته الرأي شريحة كبيرة من أهل السودان, ممن يحمل المذكورين (الصادق والميرغني) بعض المسئولية في نكبات أكثر من أربعة عقود زمنية".. ص: 454 من سقوط الأقنعة.
في 4-11-1997 عندما عضدت أمريكا من الحصار على السودان (لمساعدة المعارضة على إسقاط الجبهة الإسلاموية) جاء تصريح الصادق المهدي كالآتي: "التوقيت كان خاطئا والحيثيات كذلك, لجهة التوقيت كان يفترض التريث إلى حين إنتهاء المفاوضات, لأسباب سودانية (...) كان ينبغي أن تكون الحيثيات موضوع الديموقراطية, بإعتبار أن النظام أجهض نظاما ديموقراطيا, و"هذا أقوى من موضوع إنتهاكات حقوق الإنسان" .. يعلق فتحي الضو هنا: فات على فطنة السيد الصادق المهدي, أن القرارات أصلا سياسية وليست زيا إقتصاديا, وطالما الأمر كذلك فما الغرابة في توقيتها؟! ص:458.
في الواقع مواقف الصادق المهدي في كثير من المناسبات, كانت تقترب من مواقف النظام.. ودونكم مواقفه من تحالف الجبهة الثورية؟!..لا تختلف كثيرا عن مواقف النظام؟! بحكم المصلحة المشتركة في الحفاظ على "سودان قديم" يكون فيه هؤلاء هم السادة المعتبرين إجتماعيا وما دونهم لا شيء!.
عندما تم قصف مصنع الشفاء (21-8-1998) لم يكن هناك أحد من المعارضين تملؤه الغبطة والسرور, مثل مبارك الفاضل الذي أخذ يطلق التصريح تلو التصريح, ويصدر البيان تلو البيان.. يورد فتحي الضو بهذا الخصوص: "لو صحت المعلومات التي وردت فيها, لكانت (كفيلة) بأن تجعل الإدارة الأمريكية توجه الأسطول السادس, بكامل تقنيته نحو السودان. ولا تكتفي بصواريخ توما هوك, التي تطلقها من قاعدة عائمة في مياه البحر الأحمرص: 466.
وفي الحقيقة أن أطراف أخرى في التجمع, عندما إحتجت على سلوك مبارك الفاضل (حزب الأمة) إنفعل الرجل وقال: "هذا عمل مرفوض, وفيه شبهة وتضارب في المواقف الوطنية والخاصة, وصراعنا مع الجبهة الإسلامية ليس على السلطة, وإنما صراع قيم وأخلاق ومباديء, وعلى المعارضة أن تراعي هذه الأمور في تعاملاتها, وإلا أنها ستضر بنفسها أمام الرأي العام. لدينا قضية مواجهة مع الجبهة الإسلامية وليس مع صاحب مصنع ص:467.
على مبارك الفاضل (حزب الأمة) بطبيعة تاريخه في المعارضة, ينطبق بيت الشعر الذي أنشده (عبد الرزاق عبد الواحد) في قصيدته الجميلة سيدي المتنبيء:
وإن يسؤك زمان بذي ورم باد
فهذا زمان كله ورم
فالرجل إشتهر بين الملأ بأنه (آخر من يتحدث عن الأخلاق).. ثم.. يا إما المعارضة تبقى زي طالبان يا حزب الأمة يزعل؟!! محن
..
نواصل
السيدان والتآمر على ثورة السودان:
*الحلقة الأولى:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-119439.htm
*الحلقة الثانية:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-119544.htm
*الحلقة الثالثة:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-119610.htm
*الحلقة الرابعة:
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-119850.htm
ahneddhahia@aol.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 14:52

حصار الخرطوم : بينما لوردات الحروب يهرّبون أموالهم و أسرهم خارج السودان
أمجد إبراهيم سلمان
amjadnl@yahoo.com
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وفي أحد الصباحات المشئومة في جنوب السودان و بالتحديد في مدينة واو إستيقظت الطفلة آنذاك آليك ويك على صوت
انفجار مدوي بالقرب من منزلها، و من هول فزعها جرت لا تلوي على شيء في إتجاه عشوائي أهم ما ميزه أنه إتجاه خارج الحي و منازله المتعددة، لحسن حظها ان أهلها لم يقتلوا حينها ووجدتهم أحياء، بعد ذلك رافقت آليك الأسرة في رحلة مؤلمة عبر الغابة إستمرت لمدة أسبوعين كانوا يقتاتون فيها على ما يصادفهم في الغابة من طعام و عرفت الأسرة أن الحرب قد انطلقت من جديد بعد أن دخل الديكتاتور نميري في حلف مع الإخوان المسلمين
و قرر فجأة خرق إتفاقيات السلام مع الجنوبيين التي استمرت 10 سنوات بدعوى مخبولة لأسلمة البلاد بعد ما زيّن له شيوخه الجدد أن يعلن الشريعة و يأسلم كل البلاد قسراً. المؤلم أن أباها آثيان ويك مات متأثراً بنزيف في حوضه لأنه كان قد تلقى علاجاً جراحياً بعد كسر قديم فيه،
و لكن المسامير التي كانت مركبة في حوضه لم تتحمل عناء تلك الرحلة الطويلة على الأقدام فحدث فيها نزيف و تقيح أدى إلى وفاته في نهاية المطاف. واصلت الطفلة هروبها من السودان و أرتحلت إلى بريطانيا مع من تبقى من أسرتها، و مرت حياتها منذ ذلك الحين بمنعرجات عدة حتى أصبحت لاحقاً من عارضات الأزياء العالميات.
تلك الحرب الخرقاء التي بدأت بشعار أجوف لتطبيق الشريعة الاسلامية في السودان أطلقه الديكتاتور المعتوه جعفر نميري في سبتمبر 1983 بإيعاز من الأخوان المسلمين نصبوه بعدها نفاقا منهم إماماً للمسلمين و أضفوا عليه الكثير من الألقاب الفضفاضة حتى يستمر في نزواته المتطرفة تلك، هذه الشعارات الإسلامية الفارغة المحتوى أدت إلى تمرد الجنوبيين مرة أخرى بعد أطول فترة سلام حقيقي في تاريخ السودان الحديث بعد الإستقلال،
و إستمرت هذه الحرب صعوداً و هبوطاً في وتائرها و حصدت أروح 2 مليون من السودانيين معظمهم من جنوب البلاد عبر القتل المباشر و التصفية العرقية و الكثير عبر الأمراض والنزوح الهائل عبر أحراش الجنوب الصعبة المراس. إلا أن الحرب إكتسبت بُعداً جهادياً مدمراً بعد انقلاب الإخوان المسلمين بقيادة البشير و الترابي في 1989 حُشِد له المهوسون من معظم الدول الإسلامية بذريعة أسلمة الجنوب و محاربة الصليبية تارة و نفوذ الدولة العبرية تارة أخرى، في تلك السنون المظلمة من تاريخنا المعاصر سادت الغوغائية و الهستيريا البلاد و صار شبابها يصطادون من الطرقات في مدن السودان المختلفة كفئران التجارب و يزج بهم في أتون حرب دينية مختلقة لا ناقة لهم فيها و لا جمل.

بعد ربع قرن من تربع الإخوان المسلمين على سدة الحكم يواجه الشعب السوداني اليوم الحصاد المر لهذا الحكم الفاسد، فقد إنفصل الجنوب و ضاعت ثرواته النفطية و البشرية و الزراعية من البلد الأم،
و أدى إهمال الزراعة بعد ظهور البترول إلى ضرب الإقتصاد السوداني في مقتل، كما انتشرت الحروب و النزاعات الإقليمية في عدة جهات من البلاد خاصة دارفور و قبلها شرق السودان وبعض القمع العسكري لمتظاهري السدود في شمال البلاد والذي خلف العديد من القتلى،
المؤلم أنه خلال تلك الفظاعات لم يتكون رأي عام حقيقي وغالب ضد الحرب، ولم يرفضها الناس إلا قليلاً بعد أن دخلت بيوتهم في بداية التجنيد الإجباري في بداية التسعينيات حيث إكتوى أهل المدن الكبرى بنارها و صارت البلاد عبارة عن سرادق عزاء ضخم توزع فيه جوالات السكر و الدقيق على أهل الضحايا و تقام لهم أعراس شهيد وهمية إسهاما في تغبيش الوعي الجماعي عن جرائم ترتكب يوميا بإسم الدين.
و لأن الإحساس بآلام الآخرين من قمم الإنسانية العالية و التي نزل السودانيون إلى سفوحها الدانية بعد أن كانوا يرتادون قممها الشماء إبان وعيهم العالي بقضايا التحرر الوطني العالمي في الخمسينيات و الستينيات، فغنوا لنضالات كوريا و السنغال و غانا،
إلا أن ذلك الوعي إنحدر بشدة و صارت حرب الجنوب أمراً عادياً لا يحرك جموعهم أو ضمائرهم في مظاهرات أو تحركات ضدها مما أدى إلى إستمرارها طوال ذلك الوقت، و انتقلت حالة تبلد الضمير الأخلاقي تلك أيضا تجاه حرب دارفور، فلم تستفز أحاسيس الناس في المدن و في أماكن صنع القرار بل الأدهى و الأمر أن انتقلت عدوى التبلد الاخلاقي هذه حتى إلى ممثلي الحركة الشعبية في الحكم فشاركوا في حرب دارفور صمتاً عن فظائعها بين 2005 و 2011 مع إنهم كانوا جزئاً أصيلاً في السلطة،
و كان المتوقع بعد تجاربهم المريرة في الحرب الأهلية أن يكونوا أكثر حساسية لفظاعات مشابهة لسياسات الأرض المحروقة التي مورست ضدهم و أرتكبت تحت سمعهم و بصرهم في دارفور لكنهم آثروا الصمت الجبان و إستسلموا للإبتزاز بورقة انفصال الجنوب، فمكنوا للإخوان المسلمين في شمال السودان الأمر الذي جر عليهم الويلات بعد الانفصال الأليم.
هناك حكمة عالمية مجّربة مفادها أن الظلم في مكان ما سيؤدي إلى ظلم في كل مكان، لذا فمن الحكمة المثابرة في نشر العدل في كل مكان مهما صعب ذلك، وقد تعلمت الإنسانية ذلك في مستصغر شرر البلقان الذي أدى للحرب العالمية الثانية، و أدى تجاهل انهيار مؤسسة الدولة في الصومال إلى تهديد حقيقي للتجارة العالمية بسبب أعمال القرصنة أمام السواحل الصومالية،
و إذا طبقنا هذا المبداء على السودان اليوم، فقد أدى الإستهتار بحقوق الشعوب السودانية في أطراف البلاد من قبل مركز السلطة في الخرطوم سكــانــاً و حكومةً على حدٍ سواء إلى انتقال الحرب إليها في نهاية المطاف،
و بينما كانت آثار الحرب في بداية التسعينات عبارة مطاردة للشبان في أزقة المدن لنقلهم للموت الزؤام في أطراف البلاد، صار صيادوا الأمس يقومون بقنص شباب العاصمة في صدورهم و رؤوسهم مباشرة في ممارسة نقلت أجواء الحرب الأهلية في أطراف البلاد إلى ساحات أحياء العاصمة القومية الخرطوم إبان تظاهرات ثورة 23 سبتمبر 2013 المجيدة. و تذوق سكان العاصمة فعلاً و لأول مرة طعم ما يدور في الإقاليم من مآسي ووعوا الدرس بالتجربة المؤلمة. وقد قيل قديما أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً.
لقد قمعت سلطة الإخوان المسلمين المتظاهرين في مدن السودان المختلفة بعنف غير مسبوق، مخلفة ورائها 220 شهيداً حسب إحصاءات المعارضة و 70 قتيلاً حسب إعتراف الحكومة و إن كانت هذه الأخيرة قد عزت كل هذه الإغتيالات إلى مجموعة من المخربين -و الغريب إننا و في تاريخ السودان المعاصر لم نشهد إغتيالات من قبل مخربين تجاه مواطنين عزل بهذا العدد في عاصمة البلاد إلا خلال حكم الاخوان المسلمين المتسربل بالقداسة هذا- و لكن أكاذيب السلطة في هذا الأمر انهارت في أول منعطف حيث أن مظاهرات تأييدها التي أخرجها منبر السلام العادل لم يغتال فيها شخص واحد و حمتها الشرطة بينما أوسعت المتفرجين عليها من العامة ضرباً و ركلاً في شوارع الخرطوم، ناهيك عن تسجيلات الفيديو المختلفة التي تظهر قوات الأمن و هي تعذب المتظاهرين جهاراً نهاراً في نقلة نوعية لبيوت أشباح التسعينات إلى الشارع العام،
تلك البيوت التي كان الشعب في عمومه و الحكومة ينكر وجودها أصلاً مع أن ضحاياها كانوا بالآلاف. وبالطبع انكار الحكومة معروف لكن إنكار الغالبية من الشعب كان مصدره الأساسي الإحساس بالعجزتجاه هذه الممارسات، هذا الأحساس يؤدي بصاحبه للإتجاه لإنكار الحدث الذي سيقلق المنام و يؤرق الضمير.

ما هو الحل و قد إستحكمت حلقات الأزمة؟
وضّحت حرب العاصمة الأخيرة أن النظام تسيطر عليه عصابة أمنية في إطار ضيق تريد المضي في طريق المواجهة هذا مع الشعب إلى نهاياته الدموية، و الثابت أن المعارضة السياسية لا تريد فعلياً دفع مستحقات المواجهة مع هذه السلطة القمعية،
بل تريد أن تزايد بانتفاضة الشعب كي تجبر الحكومة على تنازلات تعيدها بصورة سلسة إلى مقاعد الحكم حتى لا يحصل تغيير حقيقي تعرف هذه المعارضة أنها لن تكون جزءاً منه في المدى المنظور، ففي حالة انفجار أي ثورة شعبية تطيح بهذا الحكم فإن مآلات الحكم في عالم الغيب، لذا أتى رد فعل الصادق المهدي مخيباً للآمال فقد رفع شعار تغيير النظام مع أن شباب حزبه الأشاوس يريدون إسقاطه،
أما الميرغني فقد آثر التهديد بالإنسحاب من الحكومة و مكث في موقفه الضبابي حتى قُمِعَت المظاهرات و خف حثيثاً إلى حضن المؤتمر الوطني الدافيء. لكن هذا الحضن سينقلب زمهريراً بارداً سيطيح بسلطة آل الميرغني في السياسة السودانية قريبا ليصحو حزب الحركة الوطنية من وعثائه وتيهه الذي دخل فيه منذ تسليمه قياده لزعيم طائفي تتقاذفه الأطماع و الأهواء الذاتية.
أيضا وضح تماماً أن هلاك نصف الشعب السوداني لا يمثل للسلطة أية قيمة، بل إن فناء نصف عضوية جهاز أمنهم أيضا لا يقض مضجعهم طالما ظلوا هم و أسرهم بأمان، لذا و منذ بداية المظاهرات سارعوا إلى نقل أسرهم إلى أماكن آمنة داخل و خارج البلاد حيث إختفى البشير لمدة عشرة أيام من الأحداث دون أي تصريح، كذلك معظم القيادات المعروفة، و لم نعرف أن جنود و ضباط الأمن قد توفرت لهم هذه الحماية (و لكن من يقنع الديك)، و يقول شهود عيان أن مطار الخرطوم شهد نشاطاً محموماً في الأسبوع الأخير من سبتمبر جراء الأحداث،
و هو نفس السلوك الذي ظهر إبان مقتل جون قرنق، حيث سارعت القيادات الإسلامية إلى حماية أسرها و تركت الشعب يأكل بعضه بعضاً في الشوارع مع أن قيادات الدولة قد أُبلِغت قبل 24 ساعة أن جون قرنق قد قُتِل لتأمين العاصمة لكنهم آثروا خلق حرب أهلية داخل العاصمة لإضعاف الجنوبيين فيها، و خلق كره لهم من قبل الشماليين، فقد كان من الممكن مثلاً إعلان حالة طواريء و حظر تجول و هو الأمر الذي يجيدونه و لكنهم عن قصد لم يفعلوا ذلك.
لقد إستمرت الحرب الأهلية في إيرلندا لعقود عدة و لم تحدث فيها نقلة نوعية إلا بعد أن نقل جيش التحرير الأيرلندي حربه إلى وسط العاصمة لندن فهدد النخبة و مصالحها هناك فضغطت على رئيس الوزراء حينها جون ميجر لحسم هذا الأمر و بسرعة،
و قد أخطاء معارضوا الإخوان المسلمين بنقل الحروب إلى أقاليمهم فحققوا بالضبط ما ترمي إليه هذه السلطة من إبادة عرقية، فأبناء الهامش لم يتعلموا درس الجنوب و جلبوا الدمار لأهلهم مع أن بعضهم كان من ضمن هذه الزمرة و يعرف كيف يفكر قادتها تجاه المدنيين.
من العبث أيضا مواجهة الأجهزة الأمنية و أفرادها بالعنف فتلك حرب يخسر فيها الجميع بينما لوردات الحروب يهرّبون أموالهم و أسرهم خارج السودان، الأجدي إستهداف القيادات و التضييق عليهم محلياً و عالمياً، أيضا حصار الخرطوم بالعصيان المدني و إيقاف توريد السلع الاستهلاكية لها من الأقاليم بكل الوسائل، حينها فقط سيختنق موقع صنع القرار وستكون حتى الأجهزة الأمنية دون إرادة و قيادة،
و دون رموز تجري ورائها و تسبح بحمدها. و الغريب أن السلطة في الخرطوم تستخدم هذه الخيارات تجاه المعارضة فإغتالت خليل إبراهيم و جوّعت دارفور و الجنوب، وحاولت إغتيال الحلو و مالك عقّار و لم تنجح،
إن خيارالتضييق على الخرطوم و البشير و قياداته أكثر فعالية و سيجبرهم على تقديم تنازلات حقيقية لكنه يتطلب مجهوداً كبيراً من كل الحادبين على مستقبل السودان و لكن محصلته يقينا لن تكون أسواء مما يحدث الآن من إستهداف للمدنيين من قبل قنّاصة الدولة الرسالية في منتصف النهار. إذ أنه من الجنون أنه بينما يتقاتل السودانيون البسطاء سواء رجال أمن أو متظاهرون، يهّرِب عمّار إبن الوزير عوض الجاز و بأذونات رسمية من بنك السودان ملايين الدولارات من أموال الشعب السوداني عبر دبي إلى جهات مجهولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 15:28

في تقرير الهيئة الثالث عشر الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات تجدد مطالبتها بتشكيل لجنة للتحقيق  
في تقرير الهيئة الثالث عشر
الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات تجدد مطالبتها بتشكيل لجنة للتحقيق
جددت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات مطالبتها بتشكيل لجنة للتحقيق في اطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين مؤخرا وسجلت في ذات الوقت زيارات الي أسر الشهداء للمعايدة والتهاني والتبريكات بمناسبة عيد الاضحي المبارك وقالت انها رصدت محاصرة عربات السلطات الامنية التي تحمل الجنود المدججين بالسلاح والعصي والهراوات لميادين صلوات العيد،وتقدم رئيس الهيئة الدكتور فاروق محمد ابراهيم بمعايدة للشعب السوداني بحلول عيد الاضحي وترحم علي ارواح الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات الاخيرة متمنيا عاجل الشفاء للجرحي والمصابين وشدد علي ضرورة اطلاق سراح كافة المعتقلين او تقديمهم الي محاكمة عاجلة مطالبا بتشكيل لجنة للتحقيق في الاحداث وتمليك الراي العام المعلومات وجاءحديث فاروق في اول ايام العيد عقب زيارة لاسر الشهداء نظمتها الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات للمعايدة والمواساة بكل من الصالحة والثورة الشنقيطي والخرطوم بحري وام درمان، وكانت السلطات قد افرجت عن بعض المعتقلين فجر امس الثلاثاء وقال القيادي بقوي الاجماع الوطني والقيادي بالحزب الشيوعي السوداني المهندس صديق يوسف في حديثه مع الهيئة انه تم اطلاق سراحه برفقة عدد من المعتقليين منهم (منذر ابو المعالي –ساطع الحاج –ابراهيم الشيخ –عثمان ابو راس واخرين)  
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:36

رسالة من اطفال جبال النوبة
نحن أطفال الجبال في معسكرات النزوح وكراكير الجبال تحت الاشجار وفي اطراف الوديان ...,,,,,,,, وفي معسكرات اللجوء تقفل بعض معسكراتنا طبقا لعلاقات الدول وميزانيات المنظمات المانحة ,,,,,,, بدون غطاء سياسيي من المجتمع السوداني (وحدة المعارضة السياسية والعسكرية) بدون غطاء تنموي اقتصادي بسبب الحرب وبدون غطاء انساني لاغاثتنا -- لا من المجتمع الدولي ولا من المجتمع المحلي نحن الان غطائنا الوحيد طائرات الانتينوف التي يرسلها البشير لقتلنا فمن لم يمت بسبب جوع امه التي لم تستطع ارضاعه مات بصواريخ البشير
اننا لم نكن طرفا في الصراع ولن نكون فحن اطفال مناطق طالها التهميش السياسي والاقتصادي عشرات السنين والان نحن أطفال نشعر بالغبن تجاه هذا النظام ونتمني ان يلتفت الناس لنا نحن نريد الطعام والسلام والان اصبحنا نريد ايضا اسقاط النظام الذي يقصفنا ليل نهار ,
نحن ننتظر الوحدة السياسية للقوي الوطنية كلها لتوفر لنا غطاء للسلام والطعام واسقاط النظام

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Jq2q" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:37

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 L585" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:38

مصادر العربية: المعارضة السودانية تطالب الأمم المتحدة بتحقيق دولي في قتل محتجين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:44

بيان من تجمع اساتذة الجامعات للتغيير الديمقراطي..
18-10-2013
نقلا عن الراكوبة الالكترونية

التوقيع على ميثاق المسئولية الوطنية الداعم لتغيير نظام الإنقاذ وطرح البديل

طرح تجمع أساتذة الجامعات السودانية للتغيير الديمقراطي، مبادرة سياسية، داعيا كافة أساتذة الجامعات بالتضامن و التصاهر للتوقيع على ميثاق "المسئولية الوطنية للتغيير الديمقراطي" – الداعم للحراك السياسي لتغير نظام الانقاذ وطرح (البديل) في شكل برنامج سياسي - اقتصادي يلبى نداء الوطن و يوقف نزيف الدم و يعيد قيم الحرية ﻭالديمقراطية, والعدالة ﺍلاجتماعية و الهوية الوطنية للسودانيين.

وأكد في بيان رسمي أن ذلك يأتي من واجب المسئولية الوطنية في المقام الأول، وفيما يلي نص البيان كما ورد:
====================================
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراّ للظروف الاقتصادية و السياسية الحرجة التي وصلت اليها البلاد - و التي نعيش اوجها في هذه الفترة, والتي لعب فيها نظام "الانقاذ" الدور الأول و الأوحد خلال الأربعة و العشرين عاماّ المنصرمة - منذ انقضاضه على الديموقراطية وخلقه لنظام شمولي لا يعترف الا بالصوت الواحد, وتطبيقه لسياسات اقتصادية إنمائيه فاشلة ادت الى تدنى فى المستوى المعيشى عامة وفى المستوى التعليمى خاصة , وتشويه للمنظومة الأخلاقية للمجتمع السودانى, من خلال الممارسات الواضحة والمباحة للفساد السياسى و الأقتصادى والأجتماعى , الأمر الذى أثر تأثيراّ مباشراّ على احوال البلاد, وزاد من تعقيد المشهد السياسى , وتعطيل العملية التنموية , مما ادى الى فقد مصداقية المواطن لأجهزة الدولة المختلفة وتدنى الشعور العام فى امكانية وجود غدّ افضل للسودان و السودانيين.
لذلك - ومن هذه المحاور - تكون تجمع اساتذة الجامعات السودانية بهدف واحد الا وهو - حتمية التغيير الديمقراطى - بإرتكاز العمل على عدة بنود تتمثل فى: حرية التعبير, أنشاء دولة المواطنة بدل الهوية, تمكين التعليم, العدالة الأجتماعية, , واخيراّ الأصلاح الأقتصادى - للعودة بالبلاد الى بر الأمان.
حرية التعبير:
المنطلق: عمد نظام "الأنقاذ" على تعطيل الحريات الوارده نصا فى وثيقه الحقوق بدستور السودان 2005, كحرية التنظيم و التجمع السلمى, حرية الرأى والتعبير, حرية الصحافة وغيرها من وسائل اﻹﺗﺼﺎﻝ, و ﺳﻴﺎﺳﺔ الاجهزة الاعلاميه لتكون بوق للنظام توظف كيفما يشاء. عمد الانقاذ لتعطيل الدستور كحرية الفرد فى ان لا يوّقف او يسجن تعسفياّ أو ان يخضع لأي معاملة غير انسانية تتنافى مع القوانين الدولية لحقوق الأنسان فى حالة السجن/ الأعتقال.
تمكين التعليم:
المنطلق:أن ما عاشته مؤسسات التعليم فى السودان– الأساسى عامةّ و العالى خاصةّ- فى عهد نظام "الأنقاذ" من خصخصه والغاء مجانيه التعليم و تشييد دون ترشيد, وقبول لطلبة دون تقديم جودة تعليمية, و مناهج تعليميه ضعيفه لا تؤهل الشباب من الجنسين لدخول سوق العمل. تدنى صورة الاستاذ الجامعى عن طريق ممارسات الأفقار و الأقصاء من العمل السياسى بالفصل التعسفى من الخدمة والسجن و التهجير الامر الذى طال عقول نيرة, وقامات وطنية مخلصة. كل ذلك ادى الى انهيار اهم اعمدة الدولة التنموية – التعليم.
دولة المواطنة العدالة الأجتماعية:
المنطلق: لقد زج نظام "الأنقاذ" البلاد – منذ مجيئه فى حروب اهلية أستمرت حتى الاّن, متذرعا بالرسالة الدينية, وبمواقف اجتماعية عقيمة قسمت السودان على اساس الهوية وليس المواطنة. وانكرت التعدديه و سيدت العنصريه. كما حدث فى جنوب السودان (سابقاّ) وأقليم دارفور, و ﺟﻨﻮﺏ كردفان, والنيل الأزرق , وممارسة ابشع الطرق القمعية لتكميم الأفواه من ترويع وقتل للمدنيين وأعتقالات ليصبح النظام بذلك ملاحق قضائياّ وجنائياّ على المستوى العالمى.
الأصلاح الأقتصادى:
المنطلق: أن السياسات الأقتصادية العقيمة التى تبناها نظام "الانقاذ" معتمدا على مورد اقتصادى واحد (البترول) واهمل القطاعات الانتاجيه و الاعاشيه الاخرى كالزراعه فى مجالاتها المختلفه. اما سياسات الاصلاح الاقتصادﻱ الحاليه فانها سياسات جبايه و ليست اصلاح ولن تؤدى فى ظل الوضع الامنى المتردى والعلاقات الخارجيه الفاشلة, الا لمزيد من حالة الفوضى الاقتصادية وانفلات مستمر فى الأسعار, وذبذبة فى اسعار الصرف, وتدنى الخدمات الأجتماعية العامة للدولة, وارتفاع معدلات الفقر والجريمة, وظهور رأسماليين طفيلين, , وزيادة الفساد عامة.
وعليه كأساتذة جامعيين لنا صلة وارتباط قوى بمجتمعاتنا , ومن واجب دورنا التاريخى كرواد للتغير الأيجابى, نرى – وبوضوح – جلىّ اهمية وقوة دورنا المهنى فى توعيه وتعبئة المواطن, وخلق قضية واضحة المعالم تعمل على انتشال البلاد من الأنهيار, بخطىّ مدروسة – سلمية – حثيثة نحو عمل وطنى جاد ودؤوب متضامنا مع كل القوى السياسيه و الحراك المدنى الوطنى المخلص , نحو التحول الديمقراطى الذى يصنعة الشعب بوعى سياسى عالى وادراك كامل لمبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة.

وبناء على كل ما سبق, ومن واجب ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ الوطنية فى المقام الأول, يتقدم هذا التجمع بهذه المبادرة السياسية - بدعوة كافة اساتذة الجامعات السودانية بالتضامن و التصاهر للتوقيع على ميثاق "ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ الوطنية للتغيير الديمقراطى" – الداعم للحراك السياسى لتغير نظام الانقاذ وطرح (البديل) فى شكل برنامج سياسى - اقتصادى يلبى نداء الوطن و يوقف نزيف الدم و يعيد قيم الحرية ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ, والعدالة ﺍﻹجتماعية و الهوية الوطنية للسودانين.
تجمع أساتذة الجامعات السودانية للتغيير الديمقراطى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:45

من عطبرة / ازمة في رغيف الخبز وصفوف في المخابز المنتجة إن وجدت ومعظم المخابز مغلقه تماما منذ أول أيام العيد والي تاريخ اللحظة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:47

الاغتيالات مازالت مستمرة بمدينة نيالا
في يوم الاثنين الواحدة صباحاً الموافق 14/10/2013وبمدينة نيالا وبمنزله وامام اطفاله وزوجته وبأيادي الغدر والخيانة والارتزاق وبدم بارد لقد تم تصفية رجل الأعمال / حامد ابكر ادريس . المغفور له باذن الله تباعاً لمسلسل الاغتيالات الممنهجة والمقصودة والمدروسة بعناية فائقة لفئات معينة من المواطنين داخل مدينة نيالا ومناطق أخري بدارفور وهي ليست الأولي من نوعه حيث انه استبسل وقاوم ومات بشرف لذا نهيب بجميع الدول والمنظمات والهيئات ومكونات المجتمع المدني السوداني والإقليمي والعالمي من الحقوقين والقانونين والناشطين بالداخل والخارج توثيق الجريمة النكراء وتقديم الجناة للعدالة عاجلاً
حيث أن من قاموا بتنفيذ الجريمة و السطو المسلح وهم مجموعة تم القبض علي ثلاثة اثنين منهم مجروحين احدهم بمستشفي نيالا أجريت له عملية جراحية وقد فارق الحياة يوم امس الأربعاء الموافق 16/10/2013 وتقدموا بإعترافات واضحة وجلية واحدهم هارب و لكنه معروف بالاسم والمسكن . علماً بأن هنالك حظراً للتجوال ليلاً كيف يعقل بان مجموعة مدنية يمكنهم التحرك بحرية تامة ويسطوا علي المواطنين ويسفكوا دماؤهم
ولا ننسي في الفترة الماضية وبتسلسل زمني قريب بدأت سيناريو هات التصفيات بصورة واضحة ومحددة في مدينة نيالا وبحي واحد وهي (الكنغو) وبتركيز علي قبيلة معينة وعلي فئة رجال الأعمال بالتحديد وكان اول المستهدفين تباعاً وهم
١/ محمدين احمد عربي
٢/ اسماعيل إبراهيم وادي
٣/ حقار ابكر احمد
٤/ حامد ابكر ادريس
نفس هؤلاء المجموعة قد اعتدوا علي القتيل في سبتمبر عام 2007 واطلقوا عليه الرصاص وأصيب بيده واطلق سراح الجناه بعد شهر فقط ٠ هذا هي جزء من مخطط وسياسة (فرق تسد )إلا نقاذية !!!! البغيضة الذي لايشبه عاداتنا الدارفورية والسودانية الجميلة .واتضح جلياً أن هم النظام القضاء علي رجال الأعمال من أبناء قبيلة الزغاوة بل وطمس كيان القبيلة برمتها مع بقية أخوتهم من قبائل دارفور إلاخري الصامدة والمستهدفة
وإحلال عناصر قبلية أخري تدريجياً باماكنهم واستند علي قولي هذا بقول الوالي السابق الحاج عطا المنان في لقاء جماهيري في عام 2006 بمدينة الشعرية عندما صرح علي الملأ قائلاً علي الزغاوة أن يبحثوا لهم عن كوكب اخر ليعشوا فيه !!!!!!!
لذا فليعلم الجميع أن الموت موت لاثالث له ولايجدي من الآن فصاعداً إلا سياسة الدفاع عن النفس وبشراسة وقوة مطلقة والموت ببساله وكرامة ولا الموت بمهانة وانكسار . والآن رسائل الإنقاذ وألاعيبهم قد وصلنا بقوة شديدة وصورة واضحة
حافظ هاشم ادريس
المملكة المتحدة
hafizhashem@gmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:49

أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 <a href=أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 D6a1" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم ترتورة

عبدالمنعم ترتورة



أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان   أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان - صفحة 9 Icon_minitime1الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 20:49

في بعض اطراف الخرطوم تباع 3 رغيفات خبز بي 1000 جنيه
وهذ هي بداية تداعيات رفع الأسعار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 9 من اصل 40انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6 ... 8, 9, 10 ... 24 ... 40  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان
» أخبار الثورة : سقطت سقطت ياكيزان
» اذا افترضنا ان الحكومة سقطت البديل منو؟
» حرب البلاك بيري .... وورقة التوت التي سقطت
» أخبار سودانية !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: