والفراش دواب مثل البعوض، واحدتها فراشة، وهى التى تطير وتتهافت فى السّراج لضعف إبصارها؛ فهى بسبب ذلك تطلب ضوء النهار، فإذا رأت فتيلة السراج بالليل ظنت أنها فى بيت مظلم، وأن السراج كوّة فى البيت المظلم إلى الموضع المضئ، فلا تزال تطلب الضوء، وترمى بنفسها إلى النار، فإذا جاوزتها، ورأت الظلام، ظنت أنها لم تصب الكوّة، ولم تقصدها على السداد، فتعود إليها مرة بعد أخرى حتى تحترق.
وكم تغنى الشعراء بجمال الفراشات فى الربيع، وهى تحوم حول الأزهار، تقبل الورد وتشمه، ثم تحمل عطره فتعطر الجو وهى تحلق!.
وقد ورد ذكر الفراش فى القران. فقال سبحانه: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ [القارعة: 4] .
شبههم بالفراش فى الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والتطاير إلى الداعى من كل جانب كما يتطاير الفراش.