في الحصاحيصا (إدارة) حديثة.

في الحصاحيصا .. كورة حديثة .

لطاما شق هذا الهتاف حناجر عشاق الكرة بالحصاحيصا ..
في وقت مضي ، كانت الحصاحيصا تلعب في " الملعب" ، تنافس نظيراتها من المدن بمواهب كروية فذة قل أن يجود بها الزمان ، مواهب تولد من رحم الحصاحيصا ، المدينة ، المحلية و المحافظة .
ابو العز ، عروة الطيب ، شواطين .
أسماء خالدة ليست في ذاكرة المدينة فقط ، بل في ذاكرة الوطن .

لم يتوقف معين المدينة عند تلك الاسماء ، بل اردفتها بمواهب أخري لا تقل عن سابقتها مهارة والقا ، لا سيما في أواخر الثمانينات و بداية التسعينات .
كندورة ،محمد جاد كريم ، وليد محمود ، حمدي كرن ، نميري احمد سعيد ، زاهر مركز ، مناوا ، عثمان زكي ، علي الأمين ، وجدي دفع الله , حسنين خاطر ، عوض الجعلي ، جمال سانتو ، احمد أمبتو ، بهاء الدين .

عدة عوامل أدت الي ظهور هذه المواهب:
- تطور ملموس فيما يتعلق "بالبنية التحتية" أو قل استاد الحصاحيصا ، حيث شهد عدة طفرات تمثلت في بناء المقصورة و المساطب الجانبية في بداية الثمانينات.
- إنطلاقة "مريخ الحصاحيصا" وفوزه ببطولة الاقليم الأوسط في العام 1986 و التي كانت نقطة فاصلة في تحول المدينة لمركز إشعاع رياضي .
- تطور اخر متعلق بإضاءة الملعب و بعض التحسينات علي نجيل الملعب في بداية التسعينات.

أدي هذا الزخم "الحصاحيصاوي" الكروي في ظهور ناديي " الهلال و المريخ" ضمن الاندية الأولي في منظومة الدوري الممتاز ، كما ساهم ظهورهما المشرف و المنافس علي تسليط الضوء علي واقع المدينة الرياضي .
و رغم إختفاء ناديي " الهلال و المريخ" لاحقا ، إلا أن ”نادي النيل" واصل مسيرة الزخم الرياضي  "الحصاحيصاوي" ، و توج ذلك بتمثيل السودان أفريقيا في السابقة الأولي للمدينة.
رافق هذا الزخم الكروي وجود "إداري" مكثف ساهم وعزز في تفرد المدينة و تفوقها كرويا .
عجت المدينة بالعديد من الكوادر الإدارية الرياضية ، تنافست فيما بينها ، و ساهمت بشكل مباشر في تواصل و تمدد التفوق الرياضي طيلة عقد التسعينات و بداية الالفية الجديدة .
كوادر رياضية عديدة نزكر منها: أزهري علي عيسي ، د. معتصم جعفر ، جعفر بشير ، علي الحلاوي ، حسن فضل الله ، عصام مصطفي البشير ، معاوية أحمد الحسن ، عبد الوهاب أحمد صالح ، محمد عثمان أبشر تورو ، محمد عباس طه ، عاصم الشين ، مبارك حسن عبد الحفيظ ، محمد سيد احمد ، حسن وزيري ، مصعب الحاج ، عفيف الزين ، مدثر الجاهوري ، محمد الطاهر حسن ، وعدة أسماء إدارية كان لها شرف الحضور والمساهمة في ذاك الألق الرياضي "الحصاحيصاوي" طيلة عقد التسعينات .
ظلت كوادر الحصاحيصا الرياضية حبيسة حدود المدينة الجغرافية طيلة العقود السابقة لعقد التسعينات ، فلم تتحرك رأسيا لملء ما يناسبها من مهام علي راس الهرم الرياضي بالسودان ، سواء علي مستوي أندية القمة العاصمية ، أو الإتحاد العام ، ما عدا بعض الحالات النادرة – علي ما اذكر - في فترات متفاوتة مثل الفاتح إحيمر و حسن علي عيسي بالهلال العاصمي ، أزهري علي عيسي و إرتباطاته القديمة بالاتحاد العام كأحد ابرز القيادات الإدارية خاصة فيما يتعلق بالقواعد العامة و الامور التنظيمية و الإدارية لكرة القدم السودانية.
ساهم حضور المدينة الرياضي علي مستوي الدوري العام في تبوء د. معتصم جعفر لمكانه في الاتحاد العام، كما ساهمت شخصيته ، كفائته ، وحضوره الشخصي في التدرج و الصعود رأسيا الي قمة الهرم الإداري الرياضي السوداني بملئه لمنصب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم بكل جدارة .
فتح صعود د. معتصم جعفر الباب علي مصراعيه لتمدد كوادر المدينة الرياضية ، خاصة مع وجود فريق المدينة -   "نادي النيل" - ضمن منظومة الدوري العام .
فكما ترقي د. معتصم من إتحاد المدينة للإتحاد العام ، واصل محمد سيد احمد نفس النهج و أخذ موقعه في ضمن اعضاء الإتحاد العام . و من ناحية أخري ، نشط د. حسن علي عيسي و مالك جعفر في إدارة نادي الهلال العاصمي في فترات متفاوتة ، كما نشط الفرق / عبد الله حسن عيسي و الفريق / طارق عثمان الطاهر في إدارة نادي المريخ العاصمي .
وجود مكثف و ملفت و مشرف لأبناء المدينة في أعلي الهرم الإداري للرياضة السودانية ، الإتحاد العام المريخ و الهلال .

كما يشرفنا و يزيد من فخرنا هذا التمثيل البهي لكوادر المدينة الرياضية علي أعلي مستوياته ، إلا انه يفتح الباب ايضا لعدة تساؤلات تدور في الأذهان لمقارنة حال الوضع الرياضي للمدينة سابقا ، وحالها بوجود هذا الزخم الإداري "الحصاحيصاوي".
فمن المفترض أن يكون هذا التواجد بمثابة العامل الإيجابي لحال المدينة ورياضتها لما له من علاقات واسعة تمددت علي المستوي الرياضي ؛ السياسي و الإقتصادي بأعلي درجاته في السودان .
و أن ينعكس ايجابا علي الاستاد ، الملعب ، اللاعبين ، الإداريين و كل عناصر اللعبة .

إلا ان الواقع يشئ بعكس ذلك تماما :
- تقلص تمثيل أندية الحصاحيصا من ناديين في بداية الدوري الممتاز ، إلي نادي واحد حاليا.
- تراجع مستوي (نادي النيل) من ممثل للسودان افريقيا ، للمصارعة من أجل البقاء بالدوري الممتاز.
- توقفت المدينة عن ما يميزها سابقا ، ألا و هو تصدير"المواهب الكروية" سنويا لأندية القمة ، من لاعب أو لاعبين كل عام ، الي لا شئ في السنوات الأخيرة .
- ما عاد أستاد الحصاحيصا منافسا كملعب جيد مقارنة مع بقية ملاعب المدن المستضيفة الدوري الممتاز ‘ فهو يعتبر الاسواء علي الإطلاق ، رغم المجهودات المضنية التي يقوم بها الاتحاد المحلي إلا أنها تفتقر للدعم علي مستوي الولاية و المركز . فمعظم مرافق الأستاد (المساطب ، الإضاءة ، النجيل ) لا يمكن مقارنتها حاليا مع ملاعب مدن إنضمت مؤخرا للدوري الممتاز (كادقلي ، الفاشر ، عطبرة ، شندي ) ، ناهيك عن مقارتنه مع ملاعب (بورتسودان – الخرطوم) .بل صار مضرب مثل للسوء في القنوات الفضائية و المنتديات الاسفيري .

لو كان واقع الأمر كذلك في غياب هذا التمثيل النوعي و الكمي لابناء المدينة علي أعلي مستويات الهرم الرياضي للدولة ، لما حق لنا أن نفسح مجالا لهذه التساؤلات.
و من ناحية أخري ، لا نلقي باللائمة عليهم ، لكنه عشم المدينة في ابنائها ، لمواصلة رفد الزخم الكروي "الحصاحيصاوي" ، لتواصل رسالتها كمدينة رياضية بحتة ، تتنفس و تاكل وتشرب كرة القدم  ، تنام وتصحو علي أحاديثها ، ويصنف أهلها بفلان (المريخابي) ، و علان  (الاهلابي).
و هو عشم يظل في مكانه ، لما عرف به إنسان المدينة من وفاء و طيب اصل.

أخيرا ، ما تم سرده جزء من واقع عايشته ، واخر تابعته من علي البعد ، بحكم البعد و الغربة ، مع وجهة نظر متواضعة ، تحتمل الصواب و الخطأ .
يبقي التقدير و الإحترام لكل من ذكر اسمه هنا ،  و لكل من ساهم في رفعة شأن رياضة كرة القدم بالمدينة .
و الله من وراء القصد .

الحصاحيصا وبس
سرد رائع اخى محمود

اخى محمود حوته
اين الزعيم علوب من هذا السرد التاريخى فكل ما ذكرت اعلاه لولا الزعيم علوب لما كان .

يسلم كل من مر وطالع البوست .
سلام وليد  و  وراق ..
و يا مصعب ، ناس الزعيم علوب ديل هم من وضعوا اللبنات الأولي للرياضة بالمدينة ،
و حديثنا هنا يدور عن التطور الذي حصل في الفترة منذ منتصف الثمانينات وحتي الان ،
و الإشارة الي أن الحال متجه الي إنحدار في السنين الأخيرة .
و ما احتفالنا و فرحنا بنجاة (نادي النيل) من الهبوط ، إلا مؤشر كبير الي المستوي المتدهور الذي نعيشه .

بنظرة سريعة لترتيب النيل منذ صعوده في 2008 :
- 2008 الترتيب الخامس
- 2009 الترتيب الخامس
- 2010 الترتيب الرابع
- 2011 الترتيب العاشر
- 2012 الترتيب السابع
- 2013 منافس علي الهبوط
ويوضح هذا الجدول بوضوح الإتجاه العكسي لاداء النيل في الستة سنوات الماضية .
فبينما شهدت الثلاثة سنوات الأولي تطور بارز توجه (النيل) بنيله المركز الرابع و تمثيل السودان افريقيا ،
شهدت الثلاث سنوات الأخيرة أنحدار مريع لاداء النيل ، كان أبرز نتائجه وجوده في دائرة الهبوط لدوري الدرجة الاولي .
و المخيف أن يستمر الأمر هكذا ، لتصبح المدينة ذات يوم بلا فريق لها في الممتاز .
و هو أمر خطير لكل ما أكتسبته المدينة في الثلاث عقود الماضية .
مما يدعونا لنناشدة أبناء المدينة الحرص علي بقاء (النيل) بالدوري الممتاز ، والعمل علي تطوير استاد المدينة ليساهم مجددا في دفع الزخم الرياضي للحصاحيصا ، ودعم ظهور فريق أخر بجانب النيل.

ياحوته ياريت تواصل لان مثل هذه الكتابات تهذنا وتجعلنا نذهو بإنا حصاحيصاب؛؛ شكرا جميلا

هلا بود عيسي ، وكل آل عيسي ..
كلنا نزهو فخرا بأي أنجاز للمدينة ، لكن الخوف أن نصحو و لانجد شيئا حاضرا للزهو به .
لذلك لابد من وقفة للجميع لمراجعة الحال المائل للرياضة بالمدينة و العمل علي تطويره .

صباحااااتك ورد يا فقراوي ،

لا يمكن الجزم بأن كل جماهير الحصاحيصا شجعت المريخ ضد النيل ،
خاصة مع توافد أعداد كبيرة من خارج المدينة لمشاهدة و تشجيع "الصفوة" .
و هو أمر معتاد منذ بدايات الدوري الممتاز ، فمباريات القمة تجذب جماهيرها من خارج المدينة ، لمشاهدة نجومها و تشجيعهم حتي ضد " هلال و مريخ الحصاحيصا" سابقا .
في السودان ما زلنا علي إرتباطنا القديم باندية القمة العاصمية " الهلال و المريخ" ، حيث لم نصل بعد ليشجع كل سكان المدينة فريقهم كما يحصل في الدوري الانجليزي أو بعض الدوريات الأوربية .

صباحااااتك تاني ..

ولماذا لا يكون لنا ممثل اخر في الممتاز !!!
طالما الأمر تنافسي ، فعلينا ان نسعي له ، خاصة و انه يزيد الزخم الكروي و يدفع لمزيد من التطوير .

أما بخصوص كوادر المدينة ، و ممثلي المدينة بالخرطوم كما قلت ، فهذا هو الأمر الذي أشرت اليه في السرد أعلاه ، حيث يتنامي تمثيلنا الإداري في الخرطوم ، فيما يضمحل و جودنا علي ارض الملعب (أندية و لاعبين) .
و هو أمر يجب الإنتباه له ، فوجودنا بالمعلب ( اندية و لاعبين) هو ما يدفع لمزيد من الوجود الإداري للمدينة علي راس الهرم الكروي الإداري السوداني .
اللحظة التي نفقد فيها ممثلين للمدينة ( أندية و لاعبين ) علي ارض ملعب الدوري العام ، هي اللحظة نفسها التي تعني إنحسار الاضواء عن المدينة ، و بالتالي تؤدي حتي لفقد هذا الزخم الإداري بالخرطوم ، و ليست تجربة مدن ( كسلا ‘ بورتسودان ، كوستي) ببعيدة عن الاذهان .
الأجدي ان نستفيد من هذا الوجود الإداري البهي بالإتحاد العام و اندية " الهلال و المريخ" ، ليساهم في جلب المزيد من الدعم لتحسين صورة أستاد الحصاحيصا اولا ، و المساهمة في توطيد أقدام (نادي النيل) ، و العمل لاحقا علي دعم و جود ممثل اخر للمينة بالدور الممتاز .
و النجاح في ما زكرنا أعلاه ، يساهم بصورة مباشرة في الدفع بمزيد من التمثيل الإداري لابناء المدينة الاتحاد العام و أندية القمة .

صارت كرة القدم أكثر من مجرد هواية .
لايخفي علي الجميع أنها صارت "صناعة " متكاملة تسهم بصورة مباشرة و غير مباشرة في كثير من اقتصاديات الحياة .

في بريطانيا ، تشهد المدن التي تملك فريقا في " البريميير لييج" أو الدوري الممتاز ، تشهد معدل تسجيل أعلي للطلاب في جامعاتها من جامعات مدن لاتملك فريقا في الممتاز، حيث يتم ربط الأمر بالدراسة ، مع متعة مشاهدة فرق الدوري الانجليزي وهي تلعب بالمدينة .
كثير من المهنيين يربطون مصير إرتباطهم الوظيفي بمدن معينة ، حيث لا يخفي علي أحد الفرق بين ان تعمل في مدينة بها فريق " شيلسي الانجليزي" أو "برشلونة" الاسباني ، من أن تعمل في مدينة لا تملك فريقا في الدوري الممتاز ، "القصة أكتر من شغل ".
زيارة الفرق المتكررة لأداء مبارياتها بالمدينة ، يدفع بمزيد من الجماهير للحضور من خارج المدينة لمشاهدة تلك المباريات ، هذا الوجود الجماهيري يؤدي لرفع الطلب علي عدد من المنتجات ، الطعام ، الشراب ، المواصلات ، وربما بعض المنتجات التي تتميز بها المدينة .

الامر أكثر من مجرد كرة قدم تلعب في الملعب ، فالآثار الاقتصادية ممتدة و متواصلة و يمكن تطويرها ، طالما لنا فريق يلعب في الملعب .
و لا يبدو الأمر متطابقا مع ما يحدث في السودان ، لكن ما زال و جود فريق للمدينة بالدوري العام أفضل كثيرا من غيابه .
و العمل علي الدفع بمنتجات هذا الحراك الرياضي ( اندية ، لاعبين ، إداريين) يسهم في مزيد من التطور الأقتصادي للمدينة ، إن تم النظر للأمر من منظوره الصحيح .
و لتطوير منتجات هذا الحراك الرياضي ، لابد من الاهتمام بمدخلات هذا الإنتاج ، و يتمثل في البنية التحتية لكرة القدم ( استاد الحصاحيصا) مثالا ، و (إستراحة) لإستضافة الفرق الزائرة .
و لكم اشعر بالحزن و الأسي و الفرق الزائرة تأتي لتلعب بالحصاحيصا ، و تعسكر و تنام بمدينة ودمدني ،
و هي دليل واضح لعدم إكتمال مرافقنا لاستضافة مبارة واحدة ، ناهيك عن تفكير المدينة مستقبلا في إستضافة اي حدث رياضي اخر .
وما يزيدنا حزننا و أسي ، أن أبناء المدينة يديرون كل الرياضة السودانية ، و نفشل نحن في تقديم المدينة في حلة رياضية زاهية تناسبها .

منذ انطلاقة الدورة الثانية للممتاز
كان هنالك تحول نوعى فى تشجيع جماهير
الحصاحيصا لفريق النيل
وعادت الى المدرجات نغمة الحصاحيصا كورة حديثة
وهذا شئ ايجابى لكل مواطنى محلية الحصاحيصا
وباذن الله القادم احلى

ـسلم يالعشي ..
كما حصل تحول نوعي في تشجيع الجماهير ..
نتمني نفس التحول النوعي "لأستاد الحصاحيصا ، ملعبه و إضائته "...
حتي نصبح علي الاقل مثل أستاد " الفاشر أو عطبرة ".

الاستاذ / المحبوب
الرأي عندك ، وعند قلمك الجميل .
ليتك تشاركني بما تري فيما أشرت اليه ، تنامي تمثيل المدينة " الإداري" مقابل ضمور التمثيل الفني " أندية ولاعبين".
أخاف يوما أن لا نجد ما نزهو به رياضيا ، إلا أبناء المدينة في الاتحاد السوداني و اندية " الغمة" كما تقول .
فغياب " الأندية و اللاعبين" يتبعه غياب باقي السلسلة الرياضية ، فقط تزكر " كسلا و بورتسودان".

دعوة هي لك ، فلا تبخل علينا برايك .

منتظرك يالمحبوب .
ساي كده كلمني عن (أستاد الحصاحيصا) ، و حلم ( صديق عبد الرحبم) به في البوست الفوق ده .

يا حوتة


ارجع لصلب الموضوع واحكى لنا عن الماضى الجميل