وانطوت صفحة من الجسارة والنضال برحيل مدني العرضي !
محمد عبد الله برقاوي..
bargawibargawi@yahoo.com
حملت الينا عصر اليوم الخميس أنباء العاصمة العمانية مسقط رحيل المناضل الجسور والمحامي الكفوء العفيف اللسان ونصير الضعفاء والمساكين والذي وقف مدافعاً عن مزارعي الجزيرة والمناقل مشروعاً وحقوقاً حتى ضاقت بوقفاته المهددة لخطط النظام الإنقاذي الخبيثة أجهزته القمعية و حاربته في لقمة عيشه بالاعتقالات المتكررة والملاحقة باغراءات العفن الكيزاني فأبى أن ينكسر لكل توددات النظام رغم قرابة الرحم التي تربطه بالسفاح الكبير عمر البشير..فحمل الأستاذ مدني العرضي ، القاضي الشريف و الصديق الظريف المحيا كل أوجاعه ورحل وهو العليل بالفشل الكلوي يبحث عن لقمة العيش الحلال في بلاد الكرام رافضاً اللقمة المرة الحرام وكان بامكانه أن يتبوأ أرفع المناصب لو أنه رضي بالذل والمهانة خائناً لمهنته الشريفة وبائعاً لكرامة وطنه !
لكن خلود الرجال الشرفاء يتأتي بالمواقف و بجسارة النضال و حب الأوطان والتفاني من أجل الغلابة من الكادحين والمسحوقين ..وهو دأب لم يحد عنه إبن صراصر الأصيل وأحد أبرز محامي وخبراء القانون ليس في الحصاحيصا والجزيرة فحسب بل والسودان كله وقد إمتدت خبرته الى المدى الإقليمي فظل مستشاراً مرموقاً في غربته على مدى سنوات طويلة وهو يكابد رهق المرض اللئيم والعيش الكريم متنقلاً بين عدة دول يلتمس الإستشفاء بعيداً عن وطن يطرد الأسود من غابته الثرة ليأكل الكلاب والذئاب فيها لحم الضان مشوياً على نار السحت الماحق !
المرحوم الأستاذ مدني هو إبن خال المناضل الكبير الشيخ يوسف أحمد المصطفى أحد مؤسسي حركة المزارعين الحرة بالجزيرة والمناقل وزوج كريمته محاسن وصهر البروفيسور محمد يوسف وزير الدولة للعمل أثناء حكومة شراكة نيفاشا وإبن عم الأستاذ ياسر عرمان الأمين العام لقطاع الشمال!
ألا رحمك الله يا أبا أبو اليسر .. و العزاء موصول لأسرتك و لكل أهل الحركة الوطنية النضالية السودانية في فقدك الجلل ، وستبقى ذكراك فينا عزاءاً ما حيينا تهتف في كل طرقات الوطن صوتاً يؤجج من لهيب ثورتنا الوشيكة باذنه تعالي .
حتى نلقاك عند مليك مقتدر.
وانا لله وانا اليه راجعون .