التشكيل الوزارى والتشكيل الاخلاقى
جبلت الشخصية السودانية فى تكوينها النفسى على السماحة والكرم والبساطة والشجاعة والترابط المجتمعى على المستوى الاسرى والقبلى .
وانسحبت تلك الميزات مع الطبيعة الرعوية والزراعية التى تشكل الجزء الاعظم من التركيبة السكانية لاهل السودان وبرغم التضاد على الاغلب وليس الاعم فى كون المجتمع الرعوى متنقل حيث الماء والكلا ويستصحب ذلك ثقافة وتراث وعادات تاخذ من طريقة المعيشة ومكانها . ومجتمع زراعى اخر زراعى مقيم بارضه كل هذا التنوع فى طريقة المعيشة والمكان والقبيلة افرز بالضرورة بعض التضارب فى المصالح رغم اللحمة القوية والتمازج والتزاوج والتداخل عبر التاريخ وبرزت مؤخرا هنا وهناك بعض المؤشرات السلبية التى تطفو على السطح والتى تؤجج بكل اسف كعنصر ضغط على الهيمنة السياسية مستغلة بعض بؤر الصراع والتنازع التى تستغلها بعض الدول الغربية ضمن مشروعها الاممى الجديد الفوضى الخلاقة وتفتيت الدول العربية والاسلامية الغنية بمواردها لدويلات صغرى يسهل قيادها وهذا امر اصبح بالضرورة معلوم وضمن كتلوج متاح .
لكل ما سبق ولغيره يصبح بالضرورة الوعى لدى المواطن بمدى خطورة ما يحاك ضده واستهدافدينه ووطنه وهويته وحضارته وحاضر ومستقبل ابنائه. ولما كان مستوى الامية مستشرى ونسبته مخجلة فى زمن اصبحت فيه امية التكنلوجيا هى الامية الحقيقية فما بالك بامة لا يستطيع ابنائها القراءة والكتابة حتى.
هنا يأتى الدور الاخلاقى للنخب السياسية والحزبية والمثقفة فى الدفع بفهم جديد لاعادة رسم خارطة تطور تبنى على الوحدة والمساواة والاحترام فى الحقوق والواجبات.
لذلك يظل اعادة التشكيل الاخلاقى لتلك النخب التى تمارس الفعل السياسى هو الاهم والضرورى والحتمى والمنطقى للكل حتى ينسحب ذلك على مواطن يستشعر الامل والصدق والنزاهة والعدل والامن وتصبح مطالبه جزء من سلوكه تجاه وطنه وحكومته مادامت القدوة فى الممارسة من قبل اولياء امره هى الاساس والقاعدة.
لايهم المواطن فى كثير ولا قليل من ذهب ومن اتى ولا انتمائه الحزبى ولا القبلى ولا اضابير السياسة التى تعج بالتوازنات والترضيات والاهداف المعلنة والمستترة .
المواطن السودانى متسع الافق معتدل المزاج وله وعى سياسى واجتماعى متقدم جدا ومشهود على المستوى الاقليمى والدولى لكنه اصبح حقل تجارب تمارس عليه كل طرق ومدارس ومذاهب السياسة والاقتصاد من عسكرية وطائفية وشيوعية ودينية ولبرالية صار يمتلك تراكم معرفى وعملى يستطيع به استشعار ما يتربص به من اعداءه وابناءه حتى الذى يظنون ان المواطن غبى وغافل .
اعيدو التشكيل والتغيير الاخلاقى لكل النخب السياسيةوالحزبية الحاضرة فى الملعب السياسى السودانى الان ليظل المواطن السودانى سودانى فى وطنه وليس مغتربا خارج وطنه او معارضا ولا متمردا ولا مغتربا داخل وطنه.