وزير الصحة بولاية الجزيرة..جلّ من لا يخطئ في حق الحصاحيصا!!
كتب/ حسن وراق
لا يختلف اثنان في ولاية الجزيرة بأن وزارة الصحة بالولاية استطاعت أن تقوم بالعديد من الانجازات وتحقق طفرة مقارنة بوزارات الصحة في بقية الولايات في ظل الإمكانيات الشحيحة والموازنة الضعيفة التي تقدم للصحة .
الحق يقال أن وزارة الصحة بولاية الجزيرة استطاعت تفجير ثورة صحية قادها الوزير الحالي دكتور الفاتح باستصحابه للبعد غير الحكومي والمتمثل في استنهاض و تسخير الجهد الشعبي ومنظمات العمل الطوعي والمدني لجسر هوة العجز في موازنة الدولة الموجهة للصحة ويشهد له بذلك الجميع في طوافه واهتمامه وقيادته لهذا الهم الكبير بكل حنكة اقتدار والنتيجة أن الوضع الصحي في الجزيرة أفضل بكثير مما هو عليه في بعض محليات العاصمة .
هذه النجاحات التي تحسب لهذا الوزير كان لابد أن تصطحبها كبوة لأنه ، لا يخطئ من لا يعمل و (غلطة الشاطر بألف غلطة ). فجع مواطنو الحصاحيصا بالقرار المفاجئ الذي أصدره السيد وزير الصحة بولاية الجزيرة الدكتور الفاتح وهو ينهي أعباء الدكتورة نعمات فرج الله من إدارة مستشفي النساء والتوليد بالحصاحيصا و (سريعاً) جداً تم تعيين خلفا لها (سريعا) جدا أيضا استلم مهاما بينما المواطنون هنا لم يفقوا من هول الصدمة المفاجئة بعد.
نذكر هنا بعضاً من الأسباب التي تجعل من قرار الوزير (صادما) في ظل سياسته التي محورها تفجير الجهد الشعبي وهو يعلم جيدا أن مواطني مدينة الحصاحيصا والذين لا يتجاوز ترددهم علي المستشفي نسبة 7% وحدهم من وقع عليهم هم الاهتمام وتنمية مستشفياتهم دون مشاركة من بقية ال 93% مواطني المحلية بوحداتها الإدارية السبع و بعض من مواطني محليات المناقل والكاملين وشرق الجزيرة الذين يستأثروا وينعموا بخدمات مستشفيات الحصاحيصا الخمس حيث ظل مواطنو المدينة وما يزالون يقدمون بلا من أو أذي دعما ماديا وذهنيا وعمليا متواصلا وقد ساعد في ذلك أن جميع مدراء تلك المستشفيات ومجالس الأمناء من أبناء الحصاحيصا الأمر الذي يشهد لمستشفياتهم بالاستقرار والاستقلال المالي والإداري وتجاوب وتعاون مواطني المدينة ومنظماتها المدنية والطوعية بالتعاون والدعم .
مستشفي النساء والتوليد يشهد الآن عمل ضخم بقيام جناح خاص عبارة عن مستشفي جديد ليستوعب التطور النوعي و التوسع السكاني والضغط الناتج بعد قيام كبري رفاعة بدأه الدكتور مهدي عيسي المدير الأسبق لتستكمله الدكتورة نعمات فرج الله التي تسلمت الراية لإدارة المستشفي واستطاعت في هذه الفترة الوجيزة التي قاربت العام من تحقيق نجاحات كبيرة وضخمة مقارنة بالفترة الزمنية والإمكانيات المادية المتاحة و ذلك من خلال إدارة العاملين وإقناعهم بضرورة تحمل الضغط علي المصروفات من أجل استكمال المشاريع الرئيسة في المستشفي حيث استطاعت من موارد المستشفي شراء مولد كهربائي بيركنز ضخم 135 KVA بمبلغ 150 مليون يتناسب مع التطور المستقبلي للمستشفي واستحداث قسم الحضانات لحديثي الولادة واستطاعت أيضا أن تقوم بتشغيل الطابق الأرضي من الجناح الخاص حتى تستكمل العمل في الطابق الأول والذي اكتمل بناءه تماما ولم تتبقي سوي الأسرة وملحقاتها وهي مسئولية الوزارة إذا ما أرادت أن يكون الافتتاح في أعياد الاستقلال .
الدكتورة نعمات التي أنهيت خدماتها بمحادثة تلفونية قد لا يعلم الوزير بأنها القوي الأمين الذي تبحث عنه الإنقاذ ويشهد لها بذلك العاملون بالمستشفي خاصة قسم الحسابات و لأنها طاهرة اليد فهي أشد حرصا علي المال العام الذي تديره وفق نظام محاسبي شفاف وظلت مرابطة كل الوقت بالمستشفي حتى أهملت تماما عيادتها الخاصة ولم تطالب بامتيازات وظلت تستخدم سيارتها الخاصة في عملها الرسمي حفاظا علي موارد المستشفي المالية التي توظفها باقتدار في استكمال احتياجات المشاريع العاجلة . إلي جانب ذلك هنالك أمر هام وهو أن 85% من العاملين بمستشفي النساء والتوليد من النساء يتقاضين أجور ورواتب ضئيلة لا تشجع علي مواصلة العمل إلا أنها استطاعت أن تخلق لهم و بهم بيئة صالحة للعمل دون (زمجرة) او استياء أو تقاعس عن العمل وفوق كل هذا و ذاك لم تشهد مستشفي النساء والتوليد أثناء إدارتها حادثة واحدة لخطأ طبي جسيم هذا غير الارتياح النفسي والوضوح وعدم الحياء من قبل الكثير من النساء وهن يفضلن التردد علي الطبيبة نعمات فرج الله دون سائر الأطباء .
قرار الوزير بإعفاء دكتورة نعمات فرج الله استقبلته الحصاحيصا باستنكار وعدم تصديق بل عكفت الآن بعض الجهات ممثلة في مجلس الأمناء ولجنة تطوير مدينة الحصاحيصا واتحاد المرأة والمرأة العاملة ومنظمات العمل الطوعي والمدني وشخصيات عامة تحضر في تسيير حشد جماهيري إلي رئاسة الولاية للإعراب عن احتجاجهم علي قرار الوزير بإعفاء الدكتورة نعمات والذي أجمع عليه أهل الحصاحيصا بأنه قرار غير موفق بالإضافة إلي اعتراضهم المبرر علي المدير الجديد والذي سبق أن تم رفضه لأسباب يعلمها الوزير ونائب دائرة الحصاحيصا ووكيل وزارة الصحة الاتحادية وجهاز الأمن والاستخبارات فإعادة تعيينه في مكان المديرة نعمات التي تحوز علي رضاء الجميع أمر فيه غرابة ويثير الشكوك و يجبر علي البوح جهرا ويستدعي الكشف عن (المسكوت) عنه وإلا فلا داع لشيل الحال لأن الإدارة كالإمامة لا تعط لمن يسعي لها . .
من هنا نناشد السيد وزير الصحة بالولاية العدول عن هذا القرار بعد أن ثيت للجميع أنه غير موفق وفيه ظلم كبير علي الدكتورة نعمات وضرر أكبر علي أهل الحصاحيصا المحبطين من هكذا قرار وحتى لا تصبح غلطة الشاطر بألف غلطة فإن الرجوع إلي الحق فضيلة حتى أن لا ندع النفس الأمارة بالسؤ تسول لنا التمسك بكبرياء الخطأ والحيلولة دون التراجع عنه إرضاء للذات الانوية الضيقة التي تتواري خلف ظل الوهم ووقتها سيقع الظلم والظلم ظلمات إلي يوم القيامة وعين الله لا تنم .تراجع الوزير عن قراره فيه إحياء لسيرة الفاروق عمر مع المرأة المخزومية عندما اعترف علي رؤوس الإشهاد قائلاً ( أخطأ عمر وأصابت امرأة) و حتي لا نضيع وقتا في البحث عن بديل آخر فإنه لا بديل لدكتورة نعمات إلا دكتورة نعمات ووقتها فقط سيزداد الوزير علوا ومكانة وفضيلة وهو يرد الحق لأهله فهلا فعلت ذلك.