ما يعتقد كائن من كان باننى أسعى لإثارة أمر كاد يعصف بهذا الكيان الجامع
وكمان ما يفتكر شخص بأنني بإثارة هذا الأمر بسعى للنيل من فئه على حساب أخرى
"مع إني لا أحبب هذا التصنيف المغرض"
المهم الكلام دا شكلو طويل
لكنني بأمانة حاولت أكتب كل ما في بالي حتى تكون شاهدا علي يوم الحشر العظيم
وبالتالي إعتبروا باب التصحيح والمراجعة مفتوح إلى الأبد
بخلص إلى انها دعوة للحوار ولتطوير أدواتنا الضرورية لإدارته
فقد أضعنا بلادنا بتفريطنا "المتعمد" في الآخر المختلف وياريت لو في الرأي وبس
لا كمان حتى المختلف في الون والجنس والموطن
"فساد" الإقصاء وأصبح دين يطوف حول مقدساته العاطلون
ففي لغة الحوار مهما كان موضوعه أو الدعوة لأي طرح
قد تجد نفسك في حاجة لإقناع آخر بصحة حجتك
وبالتالي أن "يُسلم" لك بما تريد أو تعتقد
دا في الظروف العادية او الطبيعية
المؤكد بأنك لابد تكون ممسك بأطراف الموضوع
وأن تحدد وسائلك وفق منطلقاتك "عموماً"
فهنا إعمال التفكير "الفاهم المستقصي" ضرورة
وإلا فببقى من الصعب تتبع حجج الأخر ودحضـها إن كان لذلك مقتضى
وبخلاف ذلك فإننا بنخرج من محيط الحوار وندخل في نفق "الإقصاء"
دا بكون في الحالات البنتصور فيـها إننا بنمتلك حقيقة الاشياء
ومتمكنين من ناصية البيان ومحيطين بأدوات المعرفة دون إعتبار للآخر
وفي الحالة دي بغيب وبنتفي الفكر "وبكون آحادياً أو إقصائياً إن حضر"
ولن يقف "الآخر" مكتوفاً وسيبدي حججاً وتمسكاً برأيه وصحة معتقده
وفق مسلمات بيرى بأنـها "الحق" الذي فيه "يستفتيان"
وقد يرفض التسليم بالمطروح والإنسحاب من ساحة الحوار
ببقى مواجهته بأي شكل من أشكال القوة "غير المسنودة بالفكر" عنف
ففي أيام الثورة الفرنسية مايز روبسبير بين طريقتين للإرشاد
فدعى إلى إرشاد الشعب بالمنطق وأعداء الشعب بالإرهاب
نعم العنف "نفسو" الأصبح وسيلة من وسائل قمع الآخرين
ونـهج منظم لسوق المخالفين لحلقات التسليم والذل والهوان
العنف نفسه الذي قامت "ظاهرة الارهاب" على أكتافه
الظاهرة التي تمتطى خيول إثارة الرعب ونشر الخوف
وسيان إن كانت تجلياته لفظية أو حسية
والبهمنا هنا الارهاب في مستوى الفكر
إرهاب الآخر لحمله على الإعتقاد بصحة "رأي" أي رأي
والمستويات مهمة بحكم التطور الطبيعي للأشياء
كما اللظى والسعير من "مستصغر شرر"
ومن يلجا للإرهاب الفكري لن يتوان في المشي "قُدماً" لآخر "النفق المظلم "
وتابعنا كلنا في الأيام الفاتت البوست إياه مع انو كان رمزي بالدرجة الأولى
إلا أن الأمر تطور بشكل متسارع عنيف
وعنيف دي بترجعني "مكرهاً" للبداية
ومهما كان من أمر فنصر بن حجاج إنصاع لولي الأمر
ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضى به أمير المؤمنين
كما ان أمير المؤمنين أصر على رأيه بصرامته المعهودة
وقد كان من رأيه "حينـها" بأنه العدل
مضحياً بمصلحة الفرد لصالح الجماعة
والكلام دا كان وسيظل يراوح بين القبول والرفض بين الفِرق
ولكل "منـها" حجتـها ومسوغاتـها "رفضاً أو قبولاً"
وببقى من الصعب الآن الإنتصار لأي من الفريقين بشكل "حاسم"
ولو كان في إنتصار لحققه الفقهاء المختلفون أنفسهم
ومازال الكلام عن "الرأي" عشان ما نزاود كتير في المسألة
المهم إنتصر سيدنا عمر لإنحيازه للصالح العام "وقتـها"
ولم نسمع في كتب الفقه بأن الحادثة جردته من لقبه الحصري
وفي تمام الوقت فإن اللقب لم يضعف حجة المنتقدين للرأي
وإنتصر نصر "بن الحجاج" للسلم بقوة إيمانه بعدالة قضيته
وفاض أشواقاً وتوقا للحرية "له ولغيره" أشعاراً وأدبا فأنشد قال
فيمنـعنـي مما تـقـول تـكـرمـي
وآبـاء صـدق سالفون كرام
ويمنـعـها مـمـا تقـول صلاتـهـا
وحال لها في قومها وصيام
فهـذان حـالانا فهل أنـت راجعـي
فقـد جـب مني كاهل وسنام
فأبدى سماحة هو جدير بـها
ولم يأخذ القانون بيده شتماً وعويلا و"مطاعنة"
ولم نسمع بأنه إمتطى مفخخة وفجر نفسه في البصرة
فإمتثل بوعي
قبل التهجير برضاء
وعارض القرار بقوة دون حاجة لعنف لفظي ولا حسي
وإنتصر وغنم بالاياب
وكان المأمول في نأخذ العبر من بين ثنايا هذه القصة وغيرها "كُثر"
ونبتعد بقدر الإمكان من العنف حتى في مستوى اللفظ
فالعنف اللفظي مطية الجسدي لا شك ولا ريب
فإن إختلفنا حول "تبني" رأي مختلف عليه حتى بين الفقهاء
فبتبقى حاجتنا للقوة أكبر ونحن مختلفين
القوة المسنودة بالفكر الثاقب الصبور
فلما الضيق بالآخر المختلف حتى ولو كان لا يدين بدين الحق ؟؟
لماذا ؟؟
((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ))
((أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين))
((وما كان لتفس أن تؤمن إلا بإذن الله ))
فجنوحنا للعنف لفظي جسدي "سيان"لن يغير في الرأي المختلف عليه
صحيح ممكن نتخلص من الرأي المخالف بإرهابه
وإن عاد فبإسكاته
وبتصفيته حتى ضحينا معه بستين ألف قتيل
ولكننا في حقيقة الأمر "يادوبك"
"سرجنا وإمتطينا جواد الثقفي مبتهجين بنصر "الفاتحين"
نعم نصر "الحجاج" الثقفي أو كما أرى
والحجاج الثقفي البنشاهد في "ثقافتو" ليل نـهار في كافة الفضائيات
تفجير وتقطيع وتفخيخ وترويع
وبفضل هذه الثقافة أصبح "إغتيال الشخصية" حياة وترف
الحجاج بن يوسف بدأ بالعنف اللفظي في أبـهى صوره القميئة
وأمامنا خطبته الشهيرة "على ذمة الرواة"
(( أما والله فإني لأحمل الشر بثقله
وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله
والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها
وإني لصاحبها
والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى .......)).
ثم إنتهى بمليودراما ذبحه لسعيد بن جبير "على ذمة الرواة برضو"
لأنه عارض ظلم وتجاوزات الحجاج
فأمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام "بداية نقل بإختصار"
فقالوا له: الحجاج يريدك الآن
قال: انتظروا قليلاً فذهب واغتسل وتطيب وتحنط
ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام
والعزة التي لا ترام اكفني شرّه
ودخل سعيد على الحجاج
قال سعيد: السلام على من اتبع الهدى
قال الحجاج: ما اسمك ؟
قال سعيد: اسمي سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير
قال سعيد: أمي أعلم إذ سمتني
قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك
قال سعيد: الغيب يعلمه الله
قال الحجاج: ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم؟
قال سعيد: نبي الهدى ، وإمام الرحمة
قال الحجاج: ما رأيك في علي؟
قال سعيد: ذهب إلى الله ، إمام هدى.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد: ظالم ، تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج: علي بالذهب والفضة
فأتوا بكيسين من الذهب والفضة
وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟
إن كنت جمعته ، لتتقي به من غضب الله ، فنعمّا صنعت
وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً
فوالذي نفسي بيده
الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت
قال الحجاج: عليّ بالعود والجارية
فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني
فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب
قال الحجاج: مالك أطربت؟
قال سعيد: لا
ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له
وعودٌ قطع وجعل في المعصية
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور
ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن إذن؟
قال سعيد: اختلفت القلوب وما استوت
قال الحجاج: لأبدلنك من الدينا ناراً تلظى
قال سعيد: لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله
قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس
فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها
فوالله لا تقتلني قتلة
إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه.
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً
وما أنا من المشركين
قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله
قال الحجاج: اطرحوا أرضاً
قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم
ومنها نخرجكم تارةً أخرى
قال الحجاج: أتضحك؟
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك
وجرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي
وقتل سعيد بن جبير
واستجاب الله دعاءه
فثارت ثائرة بثرة في جسم الحجاج
فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج
شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم
وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنـهار من الدم
وأخذ يقول: مالي وسعيد
مالي وسعيد
مالي وسعيد حتى حياته في عالم آخر
ومع السلامة