زمان وما عايز أقول زمن الزمن زين، ورغم صغر المساحة الصالحة للزراعة في المديرية الشمالية، كان أهلنا حريصون على زراعة القمح، وباعتبار محصول القمح من المنتوجات الاستراتيجية في المديرية الشمالية، حيث يتم استهلاكه في الوجبات الثلاث، كما هي عادة كل شعوب الدنيا إلى الحين، ولكن في السودان، أجبرت حكومة المؤتمر الوطني، المواطن السوداني المغلوب علي أمره، إلى اختزال هذه الوجبات إلى وجبتين وفي بعض الأحايين وجبة واحدة، وادعوا معي أن تزول هذه الغمة ويرجع السودانيين سيرتهم الأولى.
أهلنا في الشمال كما قلت سابقاً، نجد أن الوجبات الثلاث يدخل فيها دقيق القمح ، الفطور عبارة عن فطير بالرووب، والغدا قراصة بالدمعة أو بي ملاح أخدر "بامية، ملوخية، سبروق" وفي بعض الأحيان بالويكة، والعشاء إما قراصة أو فطير ومرة أخرى بالروب، وعليه نجد أهل الشمال يزرعون القمح وهنالك نبات طفيلي ينمو مع القمح، يطلق عليه اسم "العفنون" وعندما يعجز المزارع في إزالة هذا النبات الطفيلي يسلم أمره لله ويسقي أرضه من أجل أن تنجح زراعته ويحصد قمح وفير في نهاية الموسم، والمقصود لدى المزارع ري القمح ولكن العفنون ينمو مع القمح ويشاركه في الماء، ومن هنا جاءت مقولة "عشان خاطر القمح يشرب العفنون"