إنسان يحمل كل معانى الإنسانية من رحمة ولطف وسلام وتسامح وحب الخير
إخوانى وأخواتى ..
قال تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾32 فاطر- فَطَرَ
المولى عز وجل الإنسان على حب الخير، وجعل فى داخل كل منا أسد رابض مستعد للوثبة فى عمل الخير، والمطلوب أن نقوم باستفزازه وإخراجه، وكما أن داخل كل مِنّا إنسان طيب مسامح، المطلوب مِنّا اكتشافه، إنسان يحمل كل معانى الإنسانية من رحمة ولطف وسلام وتسامح وحب الخير، ولكن قد تُغيِّرنا مشاغل الحياة بحيث أنْ ننسى أنفسنا ، ونحن نريد لها النجاة ونريد أن نحظى بذلك الفضل الكبير؛ فكيف لنا بذلك، وقد وضع الحق سبحانه وتعالى شروطاً إذ قال الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ • وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ • وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ • وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ • أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾57:61 المؤمنون- وحينما سألت أم المؤمنين السيدة عائشة الرسول الكريم عن هذه الآية بقولها: إنهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال (لا يا بنت الصدّيق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألاَّ يُقبل منهم، أولئك الذين يسارعون فى الخيرات).
وفى هذا المعنى قال الإمام الحسن البصرى "المؤمن من جمع إحساناً وخشية، والمنافق من جمع إساءة وأمناً"، فهم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفون منه، وَجِلُون من مكره بهم.
وهؤلاء سبقت لهم من الله السعادة، ونيل السعادة لا يتأتَّى إلاَّ بالتقوى، والاجتهاد فى الطاعات، والابتعاد عن المعاصى، تلك صفة المسارعة فى الخيرات وبعض فضلها، وما يوصلك إليها من صفات، ولم يبق إلاَّ اتباع العلم بالعمل, جعلنا الله وإياك من المسارعين فى الخيرات.