يا وزير المالية .. يا تجوطا و يا تفوتا !!
06-08-2014 06:31 AM
حسن وراق
(#) عند الضباط الإداريين العديد من الأقوال المأثورة من طبيعة عملهم . بالنسبة لزملائهم في ولاية الجزيرة يعتبرون وحدة ابوقوتة الإدارية منطقة شدة لا يحتملون البقاء فيها فأطلقوا عليها قولتهم الشهيرة (ابوقوتة يا تجوطا و يا تفوتا) مع الاعتذار لناس ابوقوته . وزارة المالية الاتحادية تعتبر منطقة شدة لم ينجح فيها أحد لان كل من عمل فيها من الوزراء كان شعاره (يا تجوطا ويا تفوتا) .. وبقت عليها جوطت عبدالرحيم حمدي وفوتت المرحوم عبدالوهاب عثمان الياها .
(#) ماذا نتوقع أن يفعل وزير مالية واقتصاد في بلد لايوجد فيه اقتصاد ولا مالية ؟ بلد كل موارده من الضرائب والجبايات والوزراء السابقين لم يحسنوا توظيف موارد النفط أضاعوها وأضاعوا معها المشاريع الزراعية ليدخلونا في المعادلة الصعبة للسوق الحر وحرية التجارة بفتح الاستيراد لكل السلع كمالية واستفزازية من أجل حصد الرسوم الجمركية وزيادة معدل الربط الضريبي علي التجارة الداخلية وهذان الموردان هما اللذان يسيران اقتصاد السودان الآن بالإضافة إلي الاستدانة من الجهاز المصرفي وعائد الصادرات لا تف بتسديد فاتورة العلاج .
(#) لم يجد وزير المالية هذه المرة من شماعة ليعلق عليها فشله (من قولة تيت) وهو الذي تطارده اتهامات منذ ايامه في بنك السزدان وورد أسمه في العديد من قضايا الفساد (شركة الأقطان ) ، لجأ إلي رمي كرة الفشل في ملعب الحكومة التي تعمل بالتجارة عبر شركات خاصة تتهرب من الضرائب (حُمرة عين) ولا تدفع جمارك ( رجالة كدا) لتنفرد بالسوق لوحدها بعد أن هزمت القطاع الخاص المنافس وكبدته خسائر فادحة وما يبعث علي الدهشة أن كل عائدات هذه الشركات الحكومية لا تدخل وزارة المالية الوصي علي المال العام . الوزير اتعظ من ما حدث للسيد الصادق المهدي ولم يسم الجهات الحكومية التي تدمر في الاقتصاد الوطني حتى لا يروح في (المشمش) .
(#) المراجع العام في كل سنة يدرج في تقريره عدد من الجهات الحكومية التي ترفض بشدة مجرد أن (يهوب) بشارعها تيم المراجعة ناهيك عن دخولها و مراجعة ملفاتها وللأسف أن تلك الجهات إستراتيجية وتحظي بأكثر من 70% من موازنة الدولة الأمر الذي يستوجب عليها أن تخضع للمراجعة . واضح جدا لو أن تلك المؤسسات والوزارات تعمل في (السليم) لما رفضت المراجعة وهذا أمر لا يحتاج لإثبات و الفساد أصبح السياسة القابضة تحميه الخطوط الحمراء التي تحظر الاقتراب أو النشر .
(#) حديث وزير المالية في البرلمان يجب أن لا يمر مرور الكرام وهو يوجه الاتهام إلي حكومته ويصفها بالفساد "لو عمل السلطان بالتجارة لفسدت التجارة ولفسد السلطان".. و يواصل الوزير في اتهاماته للحكومة باحتكار "البزنس" و"الطلوع من الباب" بتصفية شركات و"الدخول من الشباك" بإنشاء شركات جديدة ذات صلة بالحكومة. وطرق بشدة علي مسألة التجنيب للعديد من مؤسسات الحكومة وهو أمر ليس بالجديد . الحكومة لو كانت جادة وحريصة جدا لما استغرق الأمر(التدخل السريع) وإيقاف هذا الفساد و لكنها تقول للوزير (يا تجوطا ويا تفوتا) والأكرم له أن يفوتا .
hasanwaraga@hotmail.com