ونحن صغار في مرحلة المدرسة الابتدائية، وبالمناسبة تدرج هذا الاسم من مرحلة المدرسة الصغرى إلى المدرسة الأولية ثم في زمننا صارت مدرسة ابتدائية، وكان هنالك حصة واحدة في الاسبوع تسمى حصة ألعاب الطين، وكانت من أفضل الحصص لدينا، حيث نستعد لها ونترقبها منذ بداية الاسبوع لأننا نشعر فيه بالحرية والانطلاق في الفضاء خارج أسوار المدرسة، وبما أن المرحلة الابتدائية قضيتها في المدرسة الشرقية، وكانت حصة ألعاب الطين تبدأ عندما يوكل لبعض الطلاب إعداد الملطم والملطم لمن لا يعرف هو حوض كبير من التراب ويُشَرب بالماء ليصبح عجينة من الطين، وتوزع لنا ألواح الأردواز ونذهب لنتحلق في ظل شجرة تقع مباشرة شمال مدرسة المزيقة، وعندما نعود إلى منازلنا نواجه الاحتجاج منهم بسبب أتساخ ملابسنا بالطين ويذهبوا أكثر من ذلك ما فائدة حصة العاب الطين، ولكن نجد ان التربويين في ذلك الوقت أدرى بأهمية اللعب بالطين مش زي تربوي هذا الزمن الذين لهم رسالة منظمة ومعروفه هي تخريج جيل من التلاميذ مصابون بالشذوذ الجنسي وأول هذه الخطوة السلم التعليمي ذو الثماني سنوات، وعندما لم يصلوا إلى الرقم المطلوب من تخريج جيل فاشل، طلعوا لنا بإضافة سنة أخرى لتصبح المرحلة الابتدائية 9 سنوات، عسى ولعل أن يصلوا إلى ما يربون إليه من تدمير المجتمع في شباب المستقبل.
والدليل على أن التربويين في السابق كانوا سابقون لعصرهم، فقد نشر حديثاً بعد تأكيد باحثون أن لعب الأطفال بالطين والإتساخ منه، قد يحافظ على بقائهم أصحاء. وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن باحثون من مركز هوبكينز للأطفال، كشفوا أن الأطفال الذين يلعبون بالطين ويلطخون وجوههم ببعض البكتيريا، هم في الغالب أقل عرضة لأمراض الربو والتنفس والحساسية.
وأوضح الباحثون أن الاستفادة القصوى تتوفر بتواجد الأطفال في الطين منذ عامهم الأول، وذلك لإكسابهم المناعة المطلوبة للوقاية من هذه الأمراض.
لذلك اتركوا اولادكم يلعبوا بالطين في الأيام الماطرة ، إذا تم اختفاء حصة ألعاب الطين من منهج هذا الزمن الرديء