المكان_للري خور انجليز سكه جوبا توريت
الزمان_ديسمبر1997
كنت ضمن قوات حفظ السلام واستقر بنا المقام في للري قرب توريت وزات يوم شعرت بألم حاد في رجلي مع حمي شديده وبعد 7 ايام من المعاناه وانتفاخ الرجل بكميات من الوساخه والمده امر العقيد بنقلي الي جوبا واركبوني العربه فقد انقطعت عن الحركه وسارت بنا العربه الي جوبا وفي خور انجليز توقفت العربه ظننت انهم يستريحون ساعه ونواصل الي جوبا وبقيت في مكاني لساعه حتي ارهقني العطش والشمس حاولت النزول لكن رجلي كانت قد تيبست تماما ولم يأت احد لمساعدتي فأضطررت الي السقوط علي رجلي الاخري وتدحرجت مع اشد الالم وبقيت تحت ظل العربه حتي المغيت ولم يلتفت الي احد فقد كنت مجاهد وكلهم جنود والعداوه علي اشدها من الضراوه ومع المغيب زحفت علي صلبي الي قطيه في طرف المعسكر كانت خاليه واشتد بي العطش والجوع الي درجه بعيده ولم يتكرم احد بسؤالي ولم يدنو مني احد كي اطلب منه والحمي ورجلي الممتلئه بالصديد استنزفت كل طاقتي وبت تلك الليله بنوم متقطع من البعوض والعطش والجوع وفي اليوم التالي لم استطع الخروج من القطيه وبقيت فيها طوال اليوم وغفر الله لزميلي في للري عندما كانو يريدون حملي الي العربه اخذ من جيوبي ما وضوعوه زملائي من التانك والسكر وقال لي انك ستصل الي جوبا ولا تحتاجه وكنت اضعف من ان اعترض لزلك استبد بي الجزع والعطش ودخلت في نوبات اغماء ولا اتزكر اليوم الثاني وفي اليوم الثالث ايقظني من النوم بصعوبه شخص ما عندما نظرت اليه وجدته احد ابناء الجنوب عسكري في جيشنا وكان يحمل معه طحنيه ملفوفه في قراصه وماء وعندما اكلت لقمه اشهد الله انها كانت احلي والز واطعم واشهي واروع لقمه اكلتها في حياتي فقد مضت علي اربعه ايام لم اكل فيها ولم اشرب اي شئ علي الاطلاق وبت علي حافه الموت جوعاوعطشا وعندما اتممت اكلها احسست بشئ من النشاط مكنني من الزحف الي خارج القطيه علي صلبي ووجدت الجندي الجنوبي واقفا انتباه امام العساكر الاخرون لأنه خالف التعليمات بعدم اطعامي اي شي حتي الموت وظل واقفا مده اربعه ساعات كعقوبه حتي صرفوه وعدت الي القطيه وفي الليل وانا واضع رجلي السليمه علي المصابه سمت صوت انفجار خفيف لقد كانت رجلي التي اكلها الصديد وانتفخ فيها حتي انفجرت وشممت تلك الرائحه التي لا تدانيها رائحه لقد تراكم الصديد بضع وعشرين يوما في رجلي في المنطقه اللينه تحت الركبه كانت اسواء من رائحه جثه منتنه تحت الشمس وكنت ازا اخرجت رأسي من تحت البطانيه هاجمتني جيوش البعوض المنتظره بشغف الي دمي وازا ادخلت رأسي كانت الرائحه اسواء من الاحتمال واستمر الحال حتي الصباح وعندما جاء جاء معه العساكر فقد جزبتهم رائحه العفن الزي عم كل المعسكر وسمعت احدهم يقول امك رجلو طقت وتبرع اربعه منهم بالدخول الي قبري واخراجي الي الطبيب الزي هو في الاصل ممرض والقوني امامه في العراء وكان الصديد يسيل سيلا فأخرج معداته واعطاني مخدر موضعي بتر محله بضربه واحده واخز اداه في طرفها قطنه واجز يدعك اللحم الفاسد ويخرجه حتي وصل الي العظم المفتوح واخز يدعكه بشده حتي انتهت القطنه وبقي يدعك بالحديده وانا لم ادع شئ من الصياح الا واتيت به فقد كنت في اشد حالات الضعف الجسماني من معاناه المرض بضع وعشرين يوما وفوق ذلك كنت يافعا لم اكمل العشرين عاما بعد وبعد قرابه الساعه من الصياح والالم حشي التجويف بالقطن وكان الدجاج يتشاجر علي بقايا لحمي ودمي وانا انظر اليه ثم حملوني ال القطيه وبمجرد وصولي اليها نمت او او اغمي علي لا ادري المهم بعد ساعات طويله استيقطت ووجدت زلك الفتي الجنوبي قد خلع ملابسي الممتلئه صديدا ودما والبسني من ملابسه ملابس نظيفه وغسل ملابسي وطبقها بعنايه ووضعها بجانبي مع طعام وماء هذا ليس انسان هذا ملاك ووالله ماتزكرته بعد ذلك الا ونزلت دموعي وكنت في كل صلاه ادعو الله ان يهديه ان لم يكن مسلما وانت يبلغه الفردوس الاعلي وما كتبت هذ البوست الا لأذكره وما ادري ما حاله الان ثم جاء الليل وجاء العساكر خارج القطيه يضحكون علي ما قلت مجاهد تقول واي واستمر الحال نصف ساعه ولم ارد عليهم لكنني صممت في الغيار بكره لو كتلوني خشمي ما افتحو وجاء الغد وجاءت القري الجاوره والنسوان ليشهدوا عمليه الغيار في الهواء الطلق دا موضوع طبعا وبدا الغيار ولم افتح فمي ابدا مده ساعه لكن الحقيقه كنت اتلولو من جاي لي جاي من الالم وخاصه في دلك العظم وبعد نهايه الغيار جاءت عربات اخزوني معهم الي جوبا لذلك لم ار ذلك الجنوبي طاب حيا وميتا فلولاه لمت جوعا وعطشا وليست هذه المره الوحيده التي يحاول فيها ناسنا قتلي ففي سقوط هجليج وانا منسحب من كهربا ال الشهيد الفاضل علي ارجلي ووحيدا برز لي من الخور اربعه من اهل المنطقه من قبيله المسيريه واشهروا في وجهي السلاح وقال لي احدهم وين كلا شك كان يريد قتلي واخذ كلاشي لبيعه وقد تم تم تحزيرنا منهم عند مجيئنا وكنت قد القيت كلاشي بعد تعطلعه بغاز الفنك واصبح عديم الفائده واصبح ثقيلا جدا علي والعدو علي مسافه كيلو واحد وهم يرونني في الارض المنبسطه وضارب الرباعي يصوب ناحيتي حتي وصولي للجماعه المهم قلت له اني القيته ثم اراد ان يضربني وجاءته في تلك الحظه كميات من الرباعي الساكيني ففروا وانا معهم حتي المعسكر اما عن وصولي الي جوبا فأخزوني الي المستشفي وهناك لمست غلظه شديده في التعامل عرفت سببها فيما بعد اني اتيت مع جماعه في العربه ضربو انفسهم في الرجل او اليد ليرجعوا الخرطوم فحسبوني معهم وعندما ادخلوني الي النظافه اعطاني الطبيب مخدر واصبحت منتظر الغيار وطال الانتظار والطبيب لم يأت وفجأه حانت مني التفاته الي رجلي فوجدت غيارا جديدا نظيفا فيها فهمت من زكائي اني تخدرت وتمت العمليه وفقت وانا لا ادري يا من اكشفت البنج لقد فرحت تلك الليله بعدم الالم الفظيع بارك الله فيك واخيرا ادعو لأخي الجنوبي بالأسلام فوالله ان اخلاقه واعماله جديره بالاسلام
مصعب ميرغني