خروج:
* يا من تسمعون وأنتم داخل قصوركم: لا تفرضوا علينا عداءكم بدائرية الكبت وتفعيل رحى الاستفزاز والتجويع والذل، فهذه أساليب بالية.. إذا كنتم تملكون أسلحة فلدينا أيضاً سلاحنا..! فوسائل وحِيل الكتابة أصبحت لا تحصر.. إن لم تستطعوا صبراً على النقد لعيوبكم الخرافية فلا تستميتوا في المحافظة عليها بالمكابرة الفاحشة ــ مع رفع الأصبع..!
* إياكم والاعتقاد بأن هيبة الحكم تُصنع بالهراوات والتعذيب والظلم.. هذه أدوات تصلح للرعاع ولا تنال ممن اعتصموا بمدخراتهم المعرفية تجاه الكرامة والحرية والشعب.. أنتم تملكون ملايين الأمتار (معتقلات) ولا فائدة إذا كان (متر واحد) من الحرية يهزمكم..! وإذا كنتم لا تؤمنون بالشفافية والصدق فلن تجدونا إلاّ (كفار) بكم في ما تبقى من زمن..!
النص:
* الأفكار ليست لها أرجل تقف عليها ما لم تتحلى بالمصداقية.. وتظل الدعوات التي تطلقها السلطة في السودان باسم (الحوار مع القوى السياسية) عبارة عن صيحات متقطعة لا تدخل الأُذن إلا لتخرج بالأخرى ويحملها سديم الصيف السياسي الطويل..! هذه الحالة من الجمود والانكماش والمراوغة سمة لازمت عهد الحاكمين الذين أفلتوا البلاد في مهاوي الكوارث والمعاناة بتخبطهم فتفرق جمعهم في مفازات الفشل.. ذلك لأن ــ هؤلاء الرسميين ــ وصموا أنفسهم بالتناقض البائس قبل أن يوصمهم أي كائن غيرهم.. ففي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة بلسان الحوار تخرج لسانها في مكان آخر بأوامر الاعتقال للسياسيين والناشطين.. حتى صارت الحرية مجرد (ظاهرة) وليست حقاً أصيلاً لم يستثنى منه (إبليس..!).. نعم.. صارت الحرية في السودان ظاهرة تخفت أكثر مما تتوهج، فإشراقها يعني خطراً على من يخشون الحقيقة خشية الوطواط من الضوء..! كما يخشون من أي حوار جاد فيه مخرج من المتاهة التي أخلصوا صنعها...!
* هل يتجه فن الحوار نحو الأفول؟ سؤال عام لأحد الفلاسفة الألمان المعاصرين، يفرض نفسه على الكتابة الآن، وتجيب عنه الحكومة السودانية بـ(نعم) غصباً عنها.. وهي تتمادى في النقائض ــ الأقنعة.. وتحرج هذا الرجل الفيلسوف بأن الحوار لديها ليس فناً بل وسيلة أو ماكينة مؤقتة تنسج بها ما يسترها.. والمتغطي بـ(السلعلع) عريان.. هذا مثل يخصني..!
لا ستر دون أن تحاور السلطة نفسها أولاً إذا كانت لديها ذاكرة تستوعب (ماهيتها) المتمثلة في الآتي:
1 ــ سلطة قاهرة.. والقهر لا يصنع وطناً أو حياة.. القهر لا يخيف إلاّ الخونة وحدهم.. أما المؤمنون بالوطن فلا يخشون في الحق.. وهنا بطاقة معزة لرئيس حزب المؤتمر السوداني المناضل (إبراهيم الشيخ)..! وإلى بقية الشباب (محمد صلاح ورفاقه) الذين لا يعرف الناس لهم (تهمة) حتى الآن..!
2 ــ سلطة تكتب سطراً بالسبت وتمسحه بالأحد.. ولا حاجة إلى "لبيب" ليفهم هذا السطر..!.
3 ــ سلطة تدعي الانفتاح في الداخل وهي (تغلق) الأنفس والأمكنة.. وتفشل حتى في العلاقات الخارجية إلا مع العناصر التي تشبه تكوينها..!.
4 ــ سلطة تدعي محاربة الفساد وتضرب سياجاً محكماً بمنع الكتابة عن المفسدين..!.
5 ــ سلطة لا تحتمل الأسئلة التي تكشف ظهرها المتقيح، رغم أن الأسئلة للمصلحة العامة.. ولكن مهما وارت قيحها فالرائحة تكفي..!
أعوذ بالله.
عثمان شبونة