.... احتراق الفراشات ...

...


..  احتراق   الفراشات   علي  النار  من  الرموز  .. ( الصوفية )   ..   والشاعر  الرقيق  قرشي  محمد  حسن  .. هجر  دنيا   الشعر .. والحب  الانساني ..  واتجه  للتصوف  وادب المدائح   ... و كالفراشة احترق ..  وفني  في  نار ( الحب  الالهي )  ..  وترك  لنا مواجيده  ..و  تجربته في  الحب الإنساني ..  وشعره  الغزلي الذي  ينم  عن تجربه  كاملة للحب  ..  



الفراش  الحائر


طاف الفراش الحاير
مشتاق الى زهراتك

حبيبي .. آه.... اناغاير
بخاف على وجناتك

حبيبي طرفي مسهد
أراك قريب وأتنهد

ومره فيك... أتشهد
أنا قلبي آمن ووحد

بجمال صفاك وصفاتك


..  تامل   هذه   الرقة   المتناهية  .. لصوفي  يتسم   بالوقار  ولايخدش  حياء  الكلمات  ... فعلا  .. لايعرف  الشوق  الا  من  يكابده  ..  والفراش  الحائر  محطة  كبيرة  في  مسيرة  الغناء  في  السودان  .. واضاف  لها ..  عثمان  حسين  .. عبقري  الاغنية  السودانية  في  كل  العصور ..  موسيقي  تصويرية ..  من  الصعب   تجاوزها  ..
..

اللقاء  الاول


يا حبيبي قلت لي
في اللقاء الأول

بين همس السنبل
وخرير الجدول

في المساء المقبل
سوف تلقاني ولكن ما ألتقينا

..  وهل  يمكن  فهم  الدنيا  بغير  العشق  ..  والافصاح  ..

...

ثم   ناتي    ..  لخمرة   العشاق  ..

..

عندما تقفو الأزاهر في الربى

والنسيم الحلو يهفو رطبا


والندامى يسكبون العنبا

يرشفون الكأس حببا حببا


أذكري صبا صريعا مستهاما

لم تعد كأساته إلا حطاما


يا سقاة الراح عن خمري سلاما

أصرفوا الكاسات عني والمدامى


خمرتي في الحب كرم قد تسامى

عجزت عن عصرها أيدي الندامى


خمرتي في الحب أجفان الظبا

يا لقلبي من تباريح الصبا

..

... المعروف  ان  للشعر  الصوفي رمزان مهمان  ..  يستخدمهما الصوفية .. دلالة على المحبوب .. والحبّ الإلهي  ..  هما   المرأة ..  والخمر  .. والمفردات  قد  تلتبس  بشعر  الغزل  ايما   التباس   ..

..  وها هو  شيخ التصوف   والاشراق ..  السهروردي ..  نراه  يمزج  الرموز  الغزلية .. بالرموز  الخمرية ..  في  قصيدته   المشهورة   في  اسلوب  تلويحي  صوفي  حافل  بالعواطف  الدينية  ..  والصوفية   حيث   يقول  ..

أبدا تحنُّ إليكمُ الأرواحُ
ووصالكم ريحانُها والرّاحُ

وقلوبُ أهل ودادكم تشتاقكم
وإلى لذيذِ لقائكم ترتاحُ

وارحمتا للعاشقين تكلّفوا
ستر المحبّة، والهوى فضّاحُ

بالسِّرِّ إن باحوا تُباحُ دِماءُهم
وكذا دِماءُ العاشقين تُباحُ

ركبوا على سُفُن الوفا ودُموعُهم
بحرٌ وشِدّةُ شوقهم ملاّحُ

عودوا بنور الوصل مِن غسق الجفا
فالهجرُ ليلٌ والوصالُ صباحُ

وتمتّعوا، فالوقتُ طابَ بقربكم
راق الشرابُ، وراحتِ الأقداحُ

لايطربون لغير ذكر حبيبهم
أبدا، فكلّ زمانهم أفراحُ

قُم يانديمُ إلى المُدام، فهاتِها
في كأسِها، قد دارت الأقداحُ

من كَرْمِ إكرامٍ، بِدَنِّ ديانة
لاخمرةٍ قد داسها الفلاّحُ



..
.. المدهش  ...  ان الشاعر  قرشي محمد حسن  بعد  ...  ان  هجر  دنيا  الشعر ...  ارسل  ... خطاب  للشاعر  محمد  المهدي  المجذوب ..  الذي  كان  وقتها  رئيس  لجنة  النصوص  ... يطلب  فيها   عدم ..  ( نسب ) ..  قصائدة .. (  الثلاثة ) ..  له ...  لان  تلك  فترة  .. من  عمره   تجاوزها   الي  عالم     اخر  ..  واحترمت  اللجنة   رغبته  ...



..

...

... التيجاني سعيد ... صاحب مفردة تمتاز بالشفافيه الراقيه .. لعله نقاء التصوف .... كده من .. ( غير ميعاد ) ... قرر .. ( يرحل ) .. و ....... ( ساق خطواته ) ... ..من زول نسي الالفة .... وهجر الشعر .... و ... ( احترق ) ...

.. التيجاني ... وهو في ... ( المرحلة الثانوية ) .. كتب .. ( من غير ميعاد ) .. والتي تعتبر من اعذب النصوص الغنائية ...

من غير ميعاد
واللقيا أجمل في الحقيقة بلا اتظار

صحّيتي في نفسي الوجود
ورجّعتي لعيوني النهار

كل الطيوب الحلوة يا مولاتي والجيد الرقيق

واللفتة والخصل اللي نامت فوق تسابيح الغريق

وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الأنيق

في لحظة مرت كالظلال تعبر رؤاي إحساس عميق

فتحتي جرح الليل عسى من صمتي ما قادر أطيق
..

.. من اين ... لهذا .. ( الصبي ) .. وهو في هذه المرحلة ... كل هذا الالهام .. والخيال ....



..



.. ثم ... كتب الدرة .. ( قلت ارحل ) .. و التي اجمع كل المهتمين بانها كانت ... (النقله الحقيقيه ) ... للفنان وردى من اسار المباشره ... الى الرمز المحبب ...

..

قلت أرحل ..
أسوق خطواتي من زولاً نسى الإلفة

أهون ليل
أساهر ليل

أتوه من مرفى لي مرفى

ابدل ريد بعد ريدك
عشان يمكن يكون اوفي

رحلت وجيت
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى

عيونك زي سحاب الصيف تجافي بلاد وتسقي بلاد

وزي فرحاً يشيل مني الشقا ويزداد

وزي كلمات بتتأوّه.. تتوه لمن يجي الميعاد

وزي عيدا غشاني وفات عاد عمّ البلد أعياد

وزي فرح البعيد العاد

وزي وطناً وكت اشتاقلو برحل ليهو من غير زاد

بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد

رحلت وجيت
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى

زمان الفرقة والتجريح بسيبو عشان تشيلو الريح
بسيبو عشان صحيح الذكرى بتّوِّه عمرنا صحيح

وانتِ معاية لا بندم ولا بقضي العمر تبريح

أصلو العمر شوقا حزنا كان وصبرا كان فسيح وفسيح

أصلو العمر كان دربا مشيتو كسيح
وكان غرسا سقيتو بكى وقبضت الريح

رحلت وجيت
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى
منــــــفـى
منــفـى
مـنفى


... .. ... كتب التيجانى قلت ارحل فى عام 1971 عن ... تجربه عاطفيه ..... وتم تسريب النص الى الفنان وردى داخل زنازين السجن ..... وشرع فى تلحينها داخل الزنازين ... وبعد اطلاق سراح الفنان وردى قدمها لاول مره فى حفل ساهر بحدائق المقرن ... وبدأ وردى يعيد ويكرر مقطع .... فى بعدك لقيت كل الارض منفى ... وهناك من همس فى اذن الشاعر .... ان هذه الاغنيه سوف تفسر تفسيرا سياسيا .... ضد الوضع القائم ...

... وبالفعل ذهب (خيال ) .. الوزير ( الاديب ) .. عمر الحاج موسى ... ورحل الى اصقاع لم يقصدها الشاعر اطلاقا ....فرسم لها صوره رمزيه باهيه الالوان والجمال ..... وتم ... ( منع بثها ) ...... ولم يتم ... ( اطلاق سراح ) .... الاغنيه الا بعد خطاب نداء ارسلته .. (صاحبه النص ) .. الى الوزير عمر الحاج موسى ... وكانت الرساله عباره عن... ( لوحه ادبيه ) ... تخاطب الوزير الاديب الفنان ... بان النص قيل فى فتاه تزوجت ورحلت ... !! ....

.. وعلى الفور صدرت التعليمات الى ... محمد خوجلي صالحين ( مدير الاذاعة ) .. باطلاق سراح الاغنيه ...

... يقول التيجانى ... بانه كتب النص بزاويه عاطفيه معينه ....فمن يراها عاطفيه فهو محق فى رؤيته ...ومن يرى فيها اشارات سياسيه فهو محق ايضا ..

.. و .. ينام ... ( التيجاني ) ... ملئ جفونه عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم ...




.....