ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ
ﻧﻮﺍﺻﻞ ﻣﺸﻮﺍﺭﻧﺎ ﻓﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﻫﺬﺍ ﻳﻐﺘﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ .
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺸﻜﺮ
ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ
ﻭﻫﻰ ---:
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﻥ
ﺍﻟﺒﻨﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻹﺻﺒﻊ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
-
ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺃَﻳَﺤْﺴَﺐُ ﺍﻹِﻧﺴَﺎﻥُ ﺃَﻟَّﻦ ﻧَﺠْﻤَﻊَ
ﻋِﻈَﺎﻣَﻪُ ﺑَﻠَﻰ ﻗَﺎﺩِﺭِﻳﻦَ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻥ ﻧُّﺴَﻮِّﻱَ
ﺑَﻨَﺎﻧَﻪُ )
- ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ : ﺁﻳﺔ 3 ، .- 4
ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻَّﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺮ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻄﻮﻁ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺑﺸﺮﺓ
ﺍﻟﺠﻠﺪ
ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎﺕ، ﻭﺗﻌﻠﻮ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ
ﻓﺘﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ، ﺗﺘﻤﺎﺩﻯ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻭﺗﺘﻠﻮَّﻯ ﻭﺗﺘﻔﺮَّﻉ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺮﻭﻉ
ﻟﺘﺄﺧﺬ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ - ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ- ﺷﻜﻼً
ﻣﻤﻴﺰًﺍ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﺼﻤﺔ
ﺃﻥ
ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻭﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺻﻠﻬﺎ
ﻣﻦ ﺑﻮﻳﻀﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻳﺘﻢّ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﻥ
ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ، ﻭﺗﻈﻞ
ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﻳﻤﻜﻦ
ﺃﻥ
ﺗﺘﻘﺎﺭﺏ ﺑﺼﻤﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺗﻘﺎﺭﺑًﺎ
ﻣﻠﺤﻮﻇًﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺘﻄﺎﺑﻘﺎﻥ ﺃﺑﺪًﺍ؛
ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺗﻌﺪ ﺩﻟﻴﻼً ﻗﺎﻃﻌًﺎ ﻭﻣﻤﻴﺰًﺍ
ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﻤﻮﻻً ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ
ﻋﻠﻰ
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﺸﻒ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻠﺼﻮﺹ . ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﺼﺺ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ
ﺍﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: " ﻟﻘﺪ
ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻴﻠﻔﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﺗﻪ
ﺣﻴﺚ ﺃﻭﺩﻉ ﺳﺮًّﺍ ﻋﺠﻴﺒًﺎ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ
ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﻤﺔ " .
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ:
ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺼﻤﺔ ﻟﺮﺍﺋﺤﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ
ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻪ -
ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ - ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ -: (ﻭَﻟَﻤَّﺎ ﻓَﺼَﻠَﺖِ ﺍﻟْﻌِﻴﺮُ ﻗَﺎﻝَ
ﺃَﺑُﻮﻫُﻢْ
ﺇِﻧِّﻲ ﻷَﺟِﺪُ ﺭِﻳﺢَ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻟَﻮْﻻَ ﺃَﻥ ﺗُﻔَﻨِّﺪُﻭﻥِ)
-
ﻳﻮﺳﻒ : 94
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪًﺍ ﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴِّﺰﻩ ﻋﻦ
ﻛﻞ
ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ
ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ
ﻣﻌﻴﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼﻝ } ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻼﺏ
" ﺍﻟﻮﻭﻟﻒ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺷﻢِّ
ﻣﻼﺑﺲ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻌﻴَّﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺁﻻﻑ
ﺍﻟﺒﺸﺮ .
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ :
ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺩﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻩ ﺳﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﺃﻭﺩﻉ
ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺼﻤﺔ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻧﻘﺼﺪ
ﺑﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﻘﺮﻣﺰﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ
ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﺗﻐﻨَّﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺷﺒﻬﻬﺎ
ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺑﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﺰ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺑﺼﻤﺔ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺻﻔﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﺘﻔﻖ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺗﺆﺧﺬ ﺑﺼﻤﺔ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺑﻪ ﺣﺒﺮ ﻏﻴﺮ
ﻣﺮﺋﻲ
ﺣﻴﺚ ﻳﻀﻐﻂ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻩ
ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﺍﻟﺤﺴﺎﺱ ﻓﺘﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ،
ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ
ﺇﻟﻰ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﺧﺬ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺠﺎﺭﺓ .
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻷﺫﻥ:
ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻨﻤﻮ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻐﻴﺮ
ﺇﻻ
ﺑﺼﻤﺔ ﺃﺫﻧﻪ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻲ
ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻤﺎﺗﻪ،
ﻭﺗﻬﺘﻢ
ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ.
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ :
ﺑﺼﻤﺔ ﺍﺑﺘﻜﺮﺗﻬﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺔ
ﺗﺆﻛِّﺪ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺃﺧﺬ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﺳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﻁ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺸﺒﻜﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻴﻦ،
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻢ
ﺍﻟﻀﻐﻂ
ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺯ ﻓﺘﺘﻢ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﺻﻮﺭﺗﻪ
ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ،
ﻭﻻ
ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻗﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﺎﻧﻴﺔ
ﻭﻧﺼﻒ
ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭ :::!
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﻭﻛﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺷﺠﻮﻧﻨﺎ
ﻣﻦ
ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻣﺄﺳﺎﺓ
ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﺔ " ﺑﻮﻳﻨﺞ
707"،
ﺣﻴﻦ ﻧﺸﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺧﺒﺮ ﻋﻮﺩﺓ
ﺭﻓﺎﺕ 25 ﺟﺜﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺍﻧﺘُﺸِﻠَﺖ ﻣﻦ ﻗﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ، ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ DNA"
finger print " ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻣﻨﺎ
ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪًﻯ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ
ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ؟، ﻭﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻷﺳﺮ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻣﺔ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻓﻘﻴﺪﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺎﺩﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ
ﺍﻟﻮﻃﻦ؟
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻨﻌﺮﺿﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ .
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟـ "DNA" ؟
" (DNA ) :"ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ
ﻓﻲ ﺧﻼﻳﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ " ،
ﻭﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﻣﺨﺘﻠﻔًﺎ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺸﻔﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﺟﺴﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺴﺎﻣﻨﺎ: ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﺘﻜﻮﻥ؟ ! ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻋﺸﺮﺓ
ﺗﺮﻟﻴﻮﻧﺎﺕ
( ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻠﻴﻮﻥ) ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ؟ .!
ﻭﻃﺒﻘًﺎ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﻥ : "ﻭﺍﻃﺴﻮﻥ "
ﻭ
" ﺟﺮﻳﺢ" ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1953 ﻓﺈﻥ ﺟﺰﻱﺀ
ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ " (DNA )" ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺷﺮﻳﻄﻴﻦ ﻳﻠﺘﻔﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫﻴﺌﺔ
ﺳﻠﻢ ﺣﻠﺰﻭﻧﻲ، ﻭﻳﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﺠﺰﻱﺀ ﻋﻠﻰ
ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺳﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ،
ﻭﺩﺭﺟﺎﺕ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺃﺭﺑﻊ
ﻗﻮﺍﻋﺪ
ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ ﺃﺩﻳﻨﻴﻦ A ، ﺛﺎﻳﻤﻴﻦ
T ،
ﺳﺘﻴﻮﺯﻳﻦ C ، ﻭﺟﻮﺍﻧﻴﻦ G ، ﻭﻳﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺰﻱﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ
ﺑﻼﻳﻴﻦ
ﻭﻧﺼﻒ ﺑﻠﻴﻮﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ .
ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺗﻤﺜﻞ
ﺟﻴﻨًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺟﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ
ﻓﻲ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺇﺫًﺍ ﻓﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ
2.200
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨًﺎ ﻣﻌﻴﻨًﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺳﻤﺔ
ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﻗﺪ
ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﺃﻭ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﻮﻝ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ( ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﺳﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ
ﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ )
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ :
ﻟﻢ ﺗُﻌﺮَﻑ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ
ﻋﺎﻡ
1984 ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺸﺮ ﺩ . "ﺁﻟﻴﻚ ﺟﻴﻔﺮﻳﺰ"
ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ " ﻟﻴﺴﺘﺮ" ﺑﻠﻨﺪﻥ ﺑﺤﺜًﺎ
ﺃﻭﺿﺢ
ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻋﺪﺓ
ﻣﺮﺍﺕ، ﻭﺗﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺘﺎﺑﻌﺎﺕ
ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ .. ﻭﻭﺍﺻﻞ
ﺃﺑﺤﺎﺛﻪ
ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺻﻞ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻣﻤﻴِّﺰﺓ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺋﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻘﻂ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﺸﺎﺑﻪ
ﺑﺼﻤﺘﻴﻦ ﻭﺭﺍﺛﻴﺘﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺁﺧﺮ ﻫﻮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻟﻴﻮﻥ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ
ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ
ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً؛ ﻷﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺘﺔ، ﻭﺳﺠﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
" ﺁﻟﻴﻚ "
ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﻋﺎﻡ 1985، ﻭﺃﻃﻠﻖ
ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﺍﺳﻢ "ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ
ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ " The DNA Fingerprint " ،
ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ " ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ
ﻣﻘﺎﻃﻊ "( DNA) " ، ﻭﺗُﺴﻤَّﻰ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ DNA"
"typing
ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻤﺔ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ؟
ﻛﺎﻥ ﺩ ." ﺁﻟﻴﻚ" ﺃﻭﻝ ﻣَﻦ ﻭﺿﻊ ﺑﺬﻟﻚ
ﺗﻘﻨﻴﺔ
ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻧﻘﺎﻁ ﻫﻲ :
-1ﺗُﺴﺘﺨﺮَﺝ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟـ "( DNA) " ﻣﻦ
ﻧﺴﻴﺞ
ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺃﻭ ﺳﻮﺍﺋﻠﻪ "ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﻡ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﻖ ."
-2 ﺗُﻘﻄَﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺇﻧﺰﻳﻢ ﻣﻌﻴﻦ
ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻗﻄﻊ ﺷﺮﻳﻄﻲ ﺍﻟـ "(DNA )"
ﻃﻮﻟﻴًّﺎ؛
ﻓﻴﻔﺼﻞ ﻗﻮﺍﻋﺪ " ﺍﻷﺩﻳﻨﻴﻦ "A ﻭ
" ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﻴﻦ
"G ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭ "ﺍﻟﺜﺎﻳﻤﻴﻦ "T
ﻭ " ﺍﻟﺴﻴﺘﻮﺯﻳﻦ "C ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻭﻳُﺴﻤَّﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺰﻳﻢ ﺑﺎﻵﻟﺔ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ، ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﻘﺺ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ.
-3 ﺗُﺮﺗَّﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﺗُﺴﻤَّﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ، ﻭﺗﺘﻜﻮﻥ
ﺑﺬﻟﻚ
ﺣﺎﺭﺍﺕ ﻃﻮﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ
ﺍﻟﻤﻜﺮﺭﺍﺕ .
-4 ﺗُﻌﺮَّﺽ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻠﻢ ﺍﻷﺷﻌﺔ
ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ " X-ray-film " ، ﻭﺗُﻄﺒَﻊ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻄﻮﻁ ﺩﺍﻛﻨﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﻭﻣﺘﻮﺍﺯﻳﺔ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺟﺰﻱﺀ ﺍﻟـ "( DNA) "ﺻﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﺩﺭﺟﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ( ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟـ
" (DNA )" ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﺴﺎﺩ
ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﺯﻧﻪ ﻋﻦ 36
ﻣﻠﺠﻢ)
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻧﺴﺒﻴًّﺎ
ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ .
ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺩ ."ﺁﻟﻴﻚ " ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ؛ ﺑﻞ ﻗﺎﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻮﺭﻳﺚ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ،
ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺧﻄﻮﻃًﺎ
ﻳﺠﻲﺀ
ﻧﺼﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻡ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺏ،
ﻭﻫﻲ ﻣﻊ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ
ﻵﺧﺮ .
ﻳﻜﻔﻲ ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻧﻘﻄﺔ
ﺩﻡ
ﺻﻐﻴﺮﺓ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺷﻌﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﺫﺍ
ﺳﻘﻄﺖ
ﻣﻦ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤُﺮَﺍﺩ، ﺃﻭ ﻟﻌﺎﺏ
ﺳﺎﻝ
ﻣﻦ ﻓﻤﻪ، ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻣﻪ؛ ﻓﺈﻥ
ﻫﺬﺍ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺩ . " ﺁﻟﻴﻚ ."
ﻗﺪ ﺗﻤﺴﺢ ﺇﺫًﺍ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟـ "( DNA) " ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ
ﻣﺴﺤﻬﺎ
ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻚ، ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﻘﻞ
ﺍﻟـ
" (DNA )" ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻳﺪ ﻣَﻦ
ﺗﺼﺎﻓﺤﻪ.
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ،
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭًﺍ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺎﻋﻞ
ﺇﻧﺰﻳﻢ
ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻤﻴﺮﻳﺰ (PCR) ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ
ﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟـ
" (DNA )"
ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﻴﻨﺔ، ﻭﻣﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻻ
ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛
ﻓﻬﻲ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ
ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ؛
ﻓﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﺠﺪ
ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺪ .. ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ..
ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﻭﺑﺬﻟﻚ .. ﺩﺧﻞ ﺩ ." ﺁﻟﻴﻚ ﺟﻴﻮﻓﺮﻳﺰ "
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﺑﺤﺎﺛﻪ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ
ﺗﻄﺒﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ.
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ :
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺐ، ﻭﻓﺼﻞ ﻓﻲ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺯﺭﻉ
ﺍﻷﻧﺴﺠﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ
ﺩﺧﻞ
ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ " ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ "ﻭﻗﻔﺰ ﺑﻪ
ﻗﻔﺰﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺚ
ﺍﻟﻤﺸﻮﻫﺔ، ﻭﺗﺘﺒﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ،
ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻠﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﻴِّﺪَﺕ ﺿﺪ ﻣﺠﻬﻮﻝ،
ﻭﻓُﺘِﺤَﺖ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺑﺮَّﺃﺕ
ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺋﻢ
ﺍﻟﻘﺘﻞ
ﻭﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ، ﻭﺃﺩﺍﻧﺖ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ،
ﻭﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻂ
ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺩ
."
ﺳﺎﻡ ﺷﺒﺮﺩ " ﺍﻟﺬﻱ ﺃُﺩِﻳﻦ ﺑﻘﺘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺿﺮﺑًﺎ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1955 ﺃﻣﺎﻡ
ﻣﺤﻜﻤﻲ
ﺃﻭﻫﺎﻳﻮ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ
ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ
" ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ " The Fugitire ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
.1984
ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ
ﻗﻀﻴﺔ ﺭﺃﻱ ﻋﺎﻡ، ﻭﺃُﺫِﻳﻌَﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ
ﻋﺒﺮ
ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ ﻭﺳُﻤِﺢَ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻛﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ
ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺇﻻ ﻭﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺹ، ﻭﻭﺳﻂ
ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺃُﻏﻠِﻖَ ﻣﻠﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﻛﺮ
ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺨﺺ ﺛﺎﻟﺚ ﻭُﺟِﺪَﺕ
ﺁﺛﺎﺭ
ﺩﻣﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ، ﻗﻀﻲ ﺩ ." ﺳﺎﻡ " ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺛﻢ ﺃُﻋِﻴﺪَﺕ
ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ ﻋﺎﻡ 1965، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﺑﺮﺍﺀﺗﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ
ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎﻡ 1993 ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻃﻠﺐ
ﺍﻻﺑﻦ
ﺍﻷﻭﺣﺪ ﻟـ " ﺩ . ﺳﺎﻡ ﺷﺒﺮﺩ " ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ
ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ
ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ.
ﺃﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ 1998 ﺑﺄﺧﺬ
ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺟﺜﺔ " ﺷﺒﺮﺩ "، ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻄﺐ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﺟِﺪَﺕ ﻋﻠﻰ
ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻣﺎﺀ "
ﺳﺎﻡ
ﺷﺒﺮﺩ "، ﺑﻞ ﺩﻣﺎﺀ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ،
ﻭﺃﺩﺍﻧﺘﻪ
ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ، ﻭﺃُﺳﺪِﻝَ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ
ﻳﻨﺎﻳﺮ 2000 ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺪﺩﺕ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ