#هرطقات_صائم 1
الدين و العلم و الباباوات الجدد
... " ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ " .
كانت تلك عبارة " غاليليو غاليلي " امام محكمة الكنيسة و لجنة الكرادلة المنوط بها محاكمته ، ﻓﺤﻜﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﻡ 1633 ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺟﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻣﻌﻠﻠًﺎ ﺃﻥّ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻻ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ، ﻭﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ : ﺍﺗﻬﺎﻡ ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﺑﺎﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﺑﺎﻟﻬﺮﻃﻘﺔ ، ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ خفف ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺒﺮﻳﺔ ، وتم ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ، ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺑﺄﻥ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻤﻨﻮﻋﺔ .
- قد نتساءل نحن و ماعلاقة الكنيسة بنظريات الفيزياء العلمية حتى تعين نفسها وصيا لتقييم صحة النظريات العلمية ؟! .
الجواب هو انه ﺑﻌﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻭﺃﺭﺳﻄﻮ ، ﻭﻫﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺮﻛﺰية ﺍﻷﺭﺽ . لتفسير بعض نصوص الكتاب المقدس ، فعندما ﺑﺪﺃ ﻏﺎﻟﻴﻠﻴﻮ ﻧﺸﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮس و ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ .
- ما دفعني لكتابة هذه السطور هو الهجمة الشرسة على النظريات العلمية و العلماء التي تشنها شخصيات دينية تحمل درجات دكتوراة و القاب " شيوخ " ، فمنهم من انكر هذه النظريات جملة و تفصيلا و منهم من طالها بالجرح و التعديل !! و منهم من ذهب الى ابعد من ذلك منفرا للناس بأن هذا علم دنيا لا فائدة منه و يجب الابتعاد عنه !! .
تبنى "الشيخ" "محمد العريفي" في احد المنتديات نظرية ان "ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺑﻞ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﻘﻂ " !! .
- و القول العجاب في ما يلي ذكره من مقال احد "الشيوخ الفيزيائين " قائلا :
" ﺃﺛﺒﺘﻨﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻛﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ، ﺃﻱ ﺣﻮﺍﻟﻲ 7 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻛﻢ . ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ . ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺭﺳﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺓ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ . ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻻ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﻤﺴﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻳﻨﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . ﻓﺎﻷﺭﺽ ﻫـﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻜـﻮﻥ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﻄـﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻧﺼﻒ ﻗﻄـﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ :1 1000 ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﻤﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻗﻤﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻛﻮﻛﺒﺎ ﻭﻋﺪﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻣﺠﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺷﻬﺒﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﺪﺣﺮ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻌﺪﻭﻥ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻳﺘﺴﻤﻌﻮﻥ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﻇﺎﺋﻒ، ﻫﺪﺍﻳﺔ، ﻭﺯﻳﻨﺔ، ﻭﺣﻔﻆ . ﻭﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺜﺒﻮﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ . ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﺃﻭ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﻫﻮ ﺷﻬﻴﺪ " .
انتهى كلام عالمنا " الفيزيائي الشيخ" الجليل . تاملوه فقط و ستدركون في اي عصر نحن نعيش ، و ما ستؤول اليه امتنا الاسلامية لو تبنى هذه الافكار العلمية احد المتطرفين في امارات الاسلام الناشئة و اعتبرها تفسيرا علميا لهذه الآيات فحينها لن يرسل مخالفيه في الرأي الى محكمة كما فعلت الكنيسة بل الى الدار الآخرة مباشرة ! .
و لنا عوده ..
Eltayeb Elsadig
alshoukry@gmail.com