... وداعا يا عازف علي اوتار القلوب ...

" />





.... في مسرحية يوليوس قيصر لشكسبير يقول يوليوس:.. " أحذركم من كاسيوس، فهو رجل .. لا يحب الموسيقى" .. في نظر شكسبير الإنسان الذي لا تهتز أعماقه للموسيقى .. هو رجل عاجز عن .. (الحب )... و الرجل العاجز عن الحب...رجل خطير !  

...  ونشهد   انك  تحب  الموسيقي  ..

..  ونشهد  انك  تنشر .. ( الحب  المباح  ) ..   في   كل   البيوت .. وتداوى بالموسيقي  ..المثقلين بهموم السياسة والأوضاع  الاقتصادية  .. وتعيد  لهم  لذة الاستمتاع بنغمة .. الفرح .. والحب ...



... مرحي  لتلك  الابتسامة   ..

..  كم  احببناك ..  يا  محمدية   ... دموعنا  لا تتوقف .. فكل   اغنية   انت   جزء   منها   ... وكل  اهل  السودان   نصبو   في   قلوبهم  .. مأتم  للفن  الرفيع   .. هنيئا   لك  بكل   من  احبك   ..

.. كم  ذابت  قلوبنا  بالعزف  الشجي  ..  للجمل  الموسيقية  المنفردة   .. وانت  تؤديها   باحساس  كانك  تعزفها  بقلبك  وتنقل  لنا  اسرار  عواطفك  ... كان  عزفك  الشجي  ..  يهز   اوتار  قلوبنا  حين  تضيق .. الدنيا  .. والبلاد ... وتتجهم  وجوه  العباد  ....

.. وكان  عزفك  ..  يطابق  قول    ذلك   الشاعر   الذي  يقول   :

ويعزفُ أنغاماً مسكرةً تتطهّر فيها كلمات الحبّ
كما يتطهّرُ قلب ُالغيمة ِفي قزح ِالعذراءِ
وتصفو في كفّ العاشق ِحبّاتُ الرمانْ !

.. فقد  عشت .. مشعا كالألماس ... وبسيطا كالهواء ...وعملت   كل  جهدك   علي   تطوير  موسيقاك  ... والكثير لا يعلمون .. انك   الاب  .. (الحقيقي )   لكثير  من  الاغنيات   ...




..  و نناديك   هنا  .. لتعزف  .. لنا  .. .. (  تلك الجمل  )   ...






ونستعير   هنا  صوت  ذلك  الشاعر   الذي   يقول   :


اعزف ما يجعلُ ضوء َالقمرِ الآفلِ
ينحلُّ على صدر ِالعاشقِ
كالغصّاتْ !

اعزفْ كي تتطهّرَ نفسي السكرى
في لحظات ِالصمت ِالصوفيّ
وتنحلَّ سكينةُ حزني الأبديِّ
إلى قطرات ْ!

اعزف ما يجعلُ روحي
تتكهرب ُبالأنوارِ الورديَّةِ



..


... كانك  هنا  .. احد العشاق .. أو التروبادور في أوروبا القرون الوسطى  الذين كانوا يعزفون على أوتار  الكمان .. تحت شرفات حبيباتهم .. المتمنعات .. أعذب الألحان .. المليئة بآلام الهيام والوجد  ..



.. ولوركا   من   بلاد التروبادور  .. يقول  

في دربٍ ما
يَمضي الموت مكللا بأزهارٍ برتقاليةٍ ذاوية
أزهارٌ تغني على كمانِها الأبيض

..

وداعا يا صانع .. المتعة  ..  و السرور
وداعا يا عازف على اوتار قلوب .. محبتنا ابدا .. أبدا  ..
و صلوات من الدموع .. تتبعك أيها الراحل ..



... وعن  من  يهدي  السعادة  ..والسرور ..  لقلوب  الناس  ..   يقول   الحديث  :

.. عن جعفر ابن محمد.. عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماأدخل رجل على مؤمن من سرور إلا خلق الله من ذالك السرور ملكاً يعبد الله تعالى.. ويوحد.. فإذا صار العبد في قبره أتاه ذالك السرور فيقول له:أما تعرفني؟ ... فيقول له: من أنت؟ فيقول أنا السرور ... الذي أدخلتني على قلب فلان... نا اليوم أؤانس وحشتك...وألقنك حجتك... وأثبتك بالقول الثابت وأشهد مشاهدك يوم القيامه... وأشفع لك إلى ربك... وأريك منزلك في الجنه ...

 ...   رحلـت  عن عيوننا لكنك .. لن ترحل عن قلوبنا

 ... عليك الف رحمة ..  و طيب الله ثراك و أسكنك فسيح جنانه .. أنا لله و أنا اليه راجعون  ..


..