(( هكذا وبعد قرن من هذا العرض المسرحي الذي فاق كل المسرحيات العالمية التي عرضت علي مسارح العالم المختلفة سنين عددا ربع قرن من الزمان وفاقها من الناحية التراجيدية والمأساوية من ناحية السيناريو والحبكة الدرامية لشخوص لم تبرح مكانها من هذا المسرح نفس الشخوص التي شاهت وشاخت ومافتئت وما برحت متمسكة بعصا السلطة والمكانة والسيادة وكأن حواء السودان اصبحت عقيمة لا تلد الساسة والمفكرون. من ما تبينا ياهو نفس الصادق المهدي لم يزد عن امس الا لسانا وصبغة حناء تكسو لحيته والمحصلة جعجعة كلا م ولعب بهلواني علي الحبال فاق به لاعبي السيرك الروسي .. اما مولانا فلقد ترك بعض من ناس حزبه يرضون بفتات الوزارات ويجلس بعيدا يردد مع شوقي فَمِصرُ الرِياضُ وَسودانُها عُيونُ الرِياضِ وَخُلجانُها وياهو نفس الترابي بحركة يديه وضحكته الشهيرة له في كل هذه المسرحيات دور البطولة المطلقة وان ترك احيانا حسب ما تقتضي الحبكة الدرامية ان يلعب دور البطولة آخرون وينزوي هو من خلف الكواليس يحرك عرائس المسرح وياها نفس المعارضة لم تغير من خطط لعبها القديم واسلوبها العقيم علي مسرح السياسة السودانية فهم يلعبون دور الناقد الذي لا يمتلك ادوات النقد المتعمقة لما يدور علي الخشبة فيوغلون في الانطباعية ويقبلون من المخرج دعوته للحوار حتي يجد لهم مكاناً في عرض مسرحي جانبي لا يشاهده المتفرجون.
والشعب بين أولئك وهؤلاء لا يجد بصات بعد العرض تعيده من حيث اتي .. الآن تعرض علي المسرح السياسي السوداني ما يسمي بمسرحية العبث وهذا النوع من العروض مخصص لشغل الحضور عن مسرح الواقع والذي تعرض فيه سقطات وخيبات من يديرون الخشبة من عام 55 ولعام 15 رغم بعض التململ هنا والهبة هناك بل وبذل الأرواح أحيانا من اجل ان يغادروا اماكنهم ويترجلوا ويفسحوا المجال لجيل جديد ,, هذا المسرح العبثي كتب فيه المؤلف النص البايخ بان المسرح لنا وحدنا فالنلعب كل الادوار دور الحاكم ودور المعارض ودور الشعب نحكم وعندما يلوح في الافق صفير استهجان من مكان ما في مسرح العرض فاليهب احد منا ليلعب دور المعارض من داخل البيت حتي لا تتدحرج الكرة بعيدا عنا فيشوتها آخرون وتسجل اصابة ضدنا وعندما ينوم الشعب نصحيه بصياح ديك انقاذي بتصريح غريب حتي لا يسمعون المؤذن الحقيقي الذي يؤذن للناس حي علي الكفاح حي علي الكفاح فيصوبون آذانهم نحو نقيق الضفادع ومهادنة الخائن الي ان يتعافي البطل من رقدته ويعود ليضرب ضربته.
فلعنهم بعضهم بعضا ونشر بعض من غسيلهم الذي لم تقوي كل منظفات التحلل والسترة من نظافته واستئثارهم بكل دخل شباك التذاكر التي يدفعها الشعب مجبرا لمشاهدة عروضهم المملة بل واجبار من لم يحضر للمسرح بمشاهدة مسلسلاتهم المدبلجة الطويلة وبعضها تركي وبعضها ايراني وقطري ولطول حلقاتها تكاد تكون مكسيكية. صرح الممثل اخيرا ملعون ابوكم كلكم ولم يخرج عن النص اما الفريجة فذهبوا يشتكون في حسرة مسرح بايخ وسينما اوانطة ادونا قروشنا )). منقول