موضوع: أهون عليك يا القمرا ؟ الخميس 11 سبتمبر 2014 - 18:50
علي بن خالتي ستنا.. مكث في اليونان طويلا بزعم أنه يدرس الطب، قالت خالتي بأنه انطمس فغتس عند الأغاريق. عند رجوعه كان لونه غريبا.. وتتأبطه امرأة كمن خارجة للتو من جملة لهوميروس، قالت الناس: غجرية، قلنا صدق الرب العظيم. فلاليح العرضي. فاطنة لا تحب صمتهم القلق ونظراتهم الماسحة للمكان كمن به نية، وحدهم كانو ( يسحرون ) طرمبة الموية في حوش محمد قاضي وبقية حيشان البلد.. فيرتد ماء النيل إلى الطرمبة العتيقة الحشراجة. ويصلحون السراير، وبوابير الجاز، والرتاين والفونوغراف القديم - تعلوه وردة التيوليب النحاسية.. خضراء الصدأ - ليخرج من بطونها غناءٌ مختلفٌ أصواته، ( فِيْهِ شِفَاءٌ لِلنَاسْ ): كرومة وبرهان و ود البنا والتواشيح، وطقاطيق سيد درويش، و الشيخ إمام.. مشروخي الحبال الصوتية يخرجون .. كما أروع ). ... الليلة القمرة كبيرة، وأظنني أقوم مع القمرة ( كان صلاح الطير يقوم مع البحر، فيربطه أهله بسلاسل عجيباتٍ إلي مرق العنقريب الكبير في الزقاق أبو برج الحمام المندس عند آخره ). بلا مزاج كنت. منذ يومين وأنا كذا بلا مزاج لأيما شي. هذه الشهور العربية لا تعنيني في كثير إلا لحسابها طلعة القمرة. و ذات الطناش أحمله للشهور الأفرنجية و التانية القبطية. على أنني كنت قديماً أعنى بتلك الأسماء الغريبة للزمن عند يُمه الزلال. يطربني غنجها ذو اللكنة الشايقية حين تنطق بها. تفعل ذلك عن يقين العارف و استتاب الأمر له دون شوائك الأسئلة، تلك التي تجاوزتها الإجابات الشعبية عبر ميثولوجيها الخاص بها. و هي خصوصية خرجت من بين تواريخ الدميرة و الطمي و النخل و بحر النيل و الخلاء و الرفيق الفسل و الأخر مقنع الوليات و كباّس دراير ام حجر و القمرة و الزفايف و الصي و كائنات عج بهن تاريخ الكون السوداني، من اول دولة كوش، و من الفونج للمغرات، للسوبات، فالتناجير، وإيال دار صباح، و ولاد البحر والسماكة والتربالة والمندو كورو و التيان بيانج، إلي حتي القيامة التى فجأها المهدي الإمام، فابتنى رصاصاً من طين - أو هدم لرصاص كان قائما - لا أدري. ما كانت يمه الزلال سائلة في التقاويم التي نجرها العجمي و لا الإعرابي. فالزمان عند يُمه مخلوق زيو زي بقية المخاليق من مطر و هبوب و بحر و سما و واطه و موت و حياة، ويقع جوه دائرة أهل سودانها المتراكم نسيجه في ثوب ذاكرتها، زيو زي بقية أخوانو، أخرج قنجة معرفته و الوشيجة الوجودية به نول أهلها منذ أبونا آدم و إنت طالع، غلالة فوقها غلالة فوقها غلالة فوقها غلالة، و بقيت كذا: لا تحجب الكون الموار في حراكه عن البصيرة، لكنها طبقات من ( عِرفَة ) تدفيء القلب و تمنع العوالق و العواليق. فهكذا صار أمر المخلوق الزماني أبو تلاتين يوم عندها: الويحِيد / أب كرامة / تاني الكرامة / تالت أب كرامة / سايق / قِصَيِّر / رمضان / الفَطُر / الفطرين / الضحية / تانيها. بلا فنكهة، و تقول في ذلك حين تنمغس من أحدهم يرمي بشوية كلام لا يشبه لسان أهلها: هييي يا ولد، ياها عاد ( الفلفسة العورا و شيل البطارية في القمرا ). القمرة يا يمه، محبوبتك القمرة التي تحضك على الحجاوي و الحكي الملون ذو التنغيم أبو لسان شايقي الطعم.. و لذيذ لذيذ. ما علينا .. و أنا بمزاجي العضير هذا مرقت فلقيت القمرة هكذا، يبقُّ نورها في بلقع نجد الصحراوي هذا. فعرفت بأن الله واحد، و أنني الليلة ملاقٍ مسرة ما، تعين قيامتي بالقمرة. ثم شويتين و ارتكبني تور الجر - عثمان حميدة - بـ : عِن طلعة القمره أخير يا عشايّ الخ الخ الخ، لكنها لم تهبش جني إلا قليلا - يعني كلما تطلع القمره تقعد تجيب غنا فيهو سيرة القمره ؟ إيه العوارة العليك دي ؟ - فتركتها لمزيد ارتكاب للفعل الغنائي فاحش الجمال. بقيت كذا وعيني في القمرة التي بدأت زحفها من جهة الصعيد الشرقي، غبشاء ذات حمرة. ثم شوية شوية اشتغلت عليها السموات نضافة نضافة نضافة، كلما قدلت إلى وسط البرش السماوي، جلتها السموات فتمرتها. فهاهي الآن بت السما، شعّت كمثل أخيتها القديمة تلك التي قعدت تغوي يمه الزلال بالحكاوي ذات اللسان السوداني البلا فلقصة، لسنوات جهالتنا فيفاعتنا فصبينتنا، حتى قام فأخد صاحب الوداعة وداعتو العندها و غيبتها السماء. اللسان السوداني ذاك، شديد الأسر والسحر والحكمة أم عبقرية. ثم و أنا في عز الإرجحنان بالقمرة، فجأة دهمني الجابري من أين تجيئك الفجاءة يا ولد و هي هاجرتك منذ نضوت عن روحك توب أهلك و قعدت كده: ميطي ؟ يبقى مافي غيرك يا القمره . و رادينا الأزرق في الشباك بين البرندة و الأوضة البرانية، ايضاً دخلني بثقل حمولاته القديمة كلها، كانت ( أهون عليك ) من جملة الحمولة تلك. مدرارة للشجن.. تهبش فتعوق، و لا تفكك إلا و أنت عارف الله واحد. قلت فلا بأس بقليل عافية تجيبيها الليلة يا القمرة.. كتر خيرك و بارك الله فيك. فـ ( غدٌ يوم آخر ). ........ أهون عليك تنسى ودادي و تخلف معاي يوم ميعادي كان الصحيح توفي عهودي في حال غيابي و في وجودي تعرف مرادي و مقصودي لكن دلالك منع وصالك يا روحي مالك؟ الشاغل بالك و الغير حالك: شي ما اعتيادي ... حيرت فيك أوصافي ما كنت دايماً وافي أعرضت ليه يا جافي محتار أظنك ما أعتى ظنك و بعادي عنك ما مني منك مشتاق لأنك: حبيب فؤادي ... يا أسمر اللون يا ناير في وجهك القمر الداير خلاني في وصفك حاير لأنك إنت ملاك في الحسن سامية علاك كيف الفؤاد يسلاك حبك مرامي رمز احترامي و عنوان غرامي: دمعي و سهادي.
عماد عبدالله
حسن وراق حسن
موضوع: رد: أهون عليك يا القمرا ؟ الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 19:51
فعل ابداعي رصين يشبه ترو
True
موضوع: رد: أهون عليك يا القمرا ؟ الإثنين 15 سبتمبر 2014 - 7:52
..
.. يقول الشاعر عبدالله محمد خير .. بلسان شايقي عذب ..
يوم القمر في بيتنا متواضع قعد فوق السرير ...
.. .. ولكنه .. ( عرف ان الله واحد ) .. حين انتهرته .. ( النجدية ) ... وهو يطالع في القمرا .. وفي القيامي القايمي في الشارع .. :