ﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺒﺔ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﻮﺍﺿﻴﻊ
ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ -- ﻣﻦ ﺍﺟﻞ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﻐﺘﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ
ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ -- ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﻰ ﺟﻠﻴﻞ
ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻭﻻﻥ ﺍﻣﺮﻩ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻳﻀﺎ . ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ --: ﻭﻫﻮ
ﺃﺑﻮ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﺍﻟﺴﺮﺡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ( ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ
23 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ) , ﺻﺤﺎﺑﻲ
ﻭﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﻫﻮ ﺃﺥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻭﻭﺍﻟﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ
ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﺗﺢ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻫﺰﻡ ﺍﻟﺮﻭﻡ
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻱ ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ
ﻓﺘﺢ ﻣﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ
ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ , ﻭﻛﺎﻥ
ﻓﺎﺭﺱ ﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻟﺆﻱ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﺩ ﻓﻴﻬﻢ
ﻭﺭﻭﻯ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻋﺪﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ[ 1] .
ﻧﺴﺒﻪ
ﻫﻮ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ
ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺟﺬﻳﻤﺔ ﺑﻦ
ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺴﻞ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻟﺆﻱ ﺑﻦ
ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﺶ ،
ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ .
ﺃُﻣﻪ ﻫﻲ : ﻣَﻬﺎﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ [ 2] .
ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺍﻷﻭﻝ
ﺃﺳﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﺃﻭﻝ
ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ ﻭﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺴِﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ, ﻭﺃﻧﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﻬﻤﺔ
ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ .
ﺭﺩﺗﻪ
ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ
ﻟﻠﻮﺣﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﻣﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ( ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ) ﻓﻜﺘﺒﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ) ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﻨﺒﻲ :" ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ -
ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻌﻼً ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﻭﻫﻮ
ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ - ". ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺼﺪ ﺑﻜﻼﻣﻪ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ
ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ
ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺑﻞ ﻓﻬﻢ
ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺮ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﻩ ﻟﻠﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ , ﻓﺄﻓﺘﺘﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻱ
ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ، ﺇﻧﻲ ﻷﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺎ
ﺷﺌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﺖ ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻲّ ﻛﻤﺎ
ﻳﻮﺣﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﺳﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻟﻴﻼً، ﻭﻋﻨﺪ
ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺤﺮﻳﻒ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻭﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﻭﺃﻧﻜﺮ ﺃﻏﻠﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺻﺢ
ﻟﺮﺩﺗﻪ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻟﻴﻜﺘﺒﻮﻫﺎ ﻓﺮﺗﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻣﺤﻤﺪ
« ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﺳُﻠَﺎﻟَﺔٍ
ﻣِﻦْ ﻃِﻴﻦٍ ( 12) ﺛُﻢَّ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻩُ ﻧُﻄْﻔَﺔً ﻓِﻲ
ﻗَﺮَﺍﺭٍ ﻣَﻜِﻴﻦٍ ( 13) ﺛُﻢَّ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﻨُّﻄْﻔَﺔَ
ﻋَﻠَﻘَﺔً ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﻌَﻠَﻘَﺔَ ﻣُﻀْﻐَﺔً ﻓَﺨَﻠَﻘْﻨَﺎ
ﺍﻟْﻤُﻀْﻐَﺔَ ﻋِﻈَﺎﻣًﺎ ﻓَﻜَﺴَﻮْﻧَﺎ ﺍﻟْﻌِﻈَﺎﻡَ
ﻟَﺤْﻤًﺎ .... 14)») ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺗﺮﺗﻴﻞ
ﺍﻵﻳﺔ :
«ﺛُﻢَّ ﺃَﻧْﺸَﺄْﻧَﺎﻩُ ﺧَﻠْﻘًﺎ ﺁﺧَﺮَ ...( 14)» .
ﻓﻘﺎﻃﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﺗﻴﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺇﻧﺒﻬﺎﺭﻩ ﻭﻋﺠﺒﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ: " ﻓﺘﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﻴﻦ ". ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ:
"ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃُﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻲّ - ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻵﻳﺔ
ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ".
ﻓﺸﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ
ﻣُﺤﻤﺪ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺣﻲ ﺇﻟﻲّ، ﻭﻟﺌﻦ
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎً ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ[ 3] . ﻓﺈﺭﺗﺪ
ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻋﺎﺩ ﻟﻠﻮﺛﻨﻴﺔ ﻭﻫﺮﺏ ﺇﻟﻰ
ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ
ﺍﻟﻜﺬﺍﺏ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻌﻨﺴﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ:
«ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻇْﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦِ ﺍﻓْﺘَﺮَﻯٰ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻭْ ﻗَﺎﻝَ ﺃُﻭﺣِﻲَ ﺇِﻟَﻲَّ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﻮﺡَ
ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺷَﻲْﺀٌ ﻭَﻣَﻦ ﻗَﺎﻝَ ﺳَﺄُﻧﺰِﻝُ ﻣِﺜْﻞَ ﻣَﺎ
ﺃَﻧﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ۗ. ..( 93)» ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ: ﺃﻥ "ﻭَﻣَﻦْ
ﺃَﻇْﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦِ ﺍﻓْﺘَﺮَﻯٰ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻭْ
ﻗَﺎﻝَ ﺃُﻭﺣِﻲَ ﺇِﻟَﻲَّ ﻭَﻟَﻢْ ﻳُﻮﺡَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺷَﻲْﺀٌ "
ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻭَ "ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ
ﺳﺄﻧﺰﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ " ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ
ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ [ 4]
[ 5] [ 6 ] [ 7] .
ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻭﻋﻔﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻨﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ، ﻛﺎﻥ ﻓﺘﺢ
ﻣﻜﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫُﻨﺎﻙ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﺷﺨﺼﺎً
(ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺛﻼﺙ ﺳﻴﺪﺍﺕ) ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺑﻘﺘﻠﻬِﻢ ﻭﻟﻮ ﻭﺟﻮﺩﻭﺍ ﻣُﺘﻌﻠﻘﻴﻦ ﺑﺄﺳﺘﺎﺭ
ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻬُﻢ، ﻭﻟﻢ
ﻳُﻘﺘﻠﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗُﺘﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻋﻔﻰ
ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ , ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻣﻤﻦ ﻋُﻔﻲ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻘﻴﻖ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ، ﻓﺄﺧﺘﺒﺄ
ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ - ﺃﻱ ﻣﻨﺰﻝ ﻋُﺜﻤﺎﻥ - ﻭﻟﻤﺎ
ﻭﺟﺪﻩ ﻋُﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻳﺎ ﺃﺧﻲ
ﺇﻧﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺘﺮﺗُﻚ ﻓﺄﺣﺘﺴﺒﻨﻲ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ
ﻭﺇﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣُﺤﻤﺪ ﻭﻛﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻱ،
ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺇﻥ ﺭﺁﻧﻲ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ
ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺇﻥ ﺟُﺮﻣﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠُﺮﻡ ﻭﻗﺪ
ﺟﺌﺖ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋُﺜﻤﺎﻥ ﺑﻞ ﺗﺬﻫﺐ
ﻣﻌﻲ , ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻻ ﺑـ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﺧﺬ
ﺑﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ
ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋُﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﻣﻪ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﻭﺗﻤﺸﻴﻪ ﻭﺗﺮﺿﻌﻨﻲ ﻭﺗﻘﻄﻌﻪ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻄﻔﻨﻲ ﻭﺗﺘﺮﻛﻪ ﻓﻬﺒﻪ ﻟﻲ،
ﻭﺃﻛﺐ ﻋُﺜﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻘﺒﻞ
ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺗُﺒﺎﻳﻌﻪ،
ﻓﺪﺍﻙ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺼﻤﺖ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻮﻳﻼً ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : " ﻧﻌﻢ "
ﻓﺒﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ
ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﻓﻴﻘﺘُﻠﻪ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺃﻻ ﺃﻭﻣﺄﺕ
ﺇﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻓـ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻚ
ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺇﻧﻲ ﻷﺗﺒﻊ ﻃﺮﻓﻚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻓـ ﺃﺿﺮﺏ ﻋُﻨﻘﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :"
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺧﺎﺋﻨﺔ
ﺍﻷﻋﻴﻦ ".
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ
ﺇﻟﻰ ﻣُﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ
ﻳﻈﻬﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻳﻔﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺫﺍ
ﻗﺎﺑﻠﻪ ﺻﺪﻓﺔً ﻳُﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﻀﻊ ﻋﻴﻨﻪ
ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺧﺠﻼً ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ : ﺑﺄﺑﻲ
ﺃﻧﺖَ ﻭﺃﻣﻲ، ﻟﻮ ﺗﺮﻯ ﺃﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ
ﻳﻔﺮُ ﻣﻨﻚ ﻛﻠﻤﺎ ﺭﺁﻙ ﻓﺘﺒﺴَّﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻣﺤﻤﺪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺃﻭ ﻟﻢ ﺃﺑﺎﻳﻌﻪ ﻭﺃﺅﻣﻨﻪ؟ "
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻠﻰ، ﺃَﻱْ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺟُﺮﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ : " ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳَﺠُﺐُّ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻠﻪ ".
ﻓﺮﺟﻊ ﻋُﺜﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ
ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻓَﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ [ 8 ]
[ 9] [ 10] [ 11 ] . ﻭﻗﺪ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻪ
[ 12 ] ، ﻭﻟﻢ ﻳَﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ , ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺗﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻓﺘﻨﺔ
ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻞ ﺃﻋﺘﺰﻟﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : " ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﻜُﺮﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ " ﻭﻟﻢ ﻳﺰﺩ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ [ 13] .
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍً ﻭﻓﺎﺗﺤﺎً ﻭﻭﺍﻟﻴﺎً
ﺷﺎﺭﻙ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ
ﺭﺑﻪ، ﻭﻭﻻﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺛﻢ ﻭﻻﻩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺑﺰﻣﻦ
ﺧﻼﻓﺘﻪ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 27 ﻫـ، ﻭﻓﻲ
ﻣﺪﺓ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻓﺘﺢ ﻓﺘﻮﺣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺳﻨﺔ 31 ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ،
ﻭﻋﻘﺪ ﻋﻬﺪﺍً ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺑﺄﻥ
ﻳﺆﻣَّﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﻳﺤﺎﻓَﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻧﻘﻠﺔ .
ﺗﻮﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻭﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﻄﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻱ . ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﻴﻦ ﻭﺃﻏﺮﻕ 900 ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﻦ
ﺍﺳﻄﻮﻝ ﻗﻨﺴﻄﻨﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .
ﻛﻤﺎ ﻏﺰﺍ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ
ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭ 31 ﻫـ ﻭ 33 ﻫـ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ
ﺗﻮﻧﺲ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ: ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ
ﺳﻌﺪ ﻭﺍﻟﻴﺎً ﻟﻌﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ، ﺛﻢ ﻭﻻﻩ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺼﺮ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩﺍً . ﻏﺰﺍ
ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻓﻘﺘﻞ ﺟﺮﺟﻴﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ . ﻭﺑﻠﻎ
ﺍﻟﺴﻬﻢ ﻟﻠﻔﺎﺭﺱ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ،
ﻭﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ . ﺛﻢ ﻏﺰﺍ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻱ ، ﻓﻠﻘﻮﺍ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﻛﺐ ﻟﻠﺮﻭﻡ ،
ﻓﻘﺘﻠﺖ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﺎ
ﻗﻂ . ﺛﻢ ﻏﺰﻭﺓ ﺍﻷﺳﺎﻭﺩ , ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﺪ ﻭﻻ
ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ
ﻋﻘﻼﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺃﺟﻮﺍﺩﻫﻢ [ 14] .
ﻣﻮﺗﻪ
ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻧﺠﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ،
ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺴﻘﻼﻥ ﻓﻈﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺑﺪﺍً
ﻭﺫﻛﺮ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻮﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺃﻧﻪ : ﺣﻴﻦ ﻣﺎﺕ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻋﻤﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻓﻲ
ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻭﺻﻠﻰ ﻭﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻡ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ) ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺳﻮﺭﺓ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ﻋﻦ
ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻓﻘﺒﺾ
ﻭﻣﺎﺕ ﻭﺩُﻓِﻦ ﻓﻲ ﻋﺴﻘﻼﻥ [ 15] .
ﻭﺫﻛﺮ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺒﻴﺐ : " ﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﻀﺮ
ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻋﺴﻘﻼﻥ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺎﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ، ﻓﺠﻌﻞ
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ : ﺁﺻﺒﺤﺘﻢ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ :
ﻻ . ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻮﻻﻩ :
ﻳﺎ ﻫﺸﺎﻡ ! ﺇﻧﻲ ﻷﺟﺪ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﺼﺒﺢ
ﻓﺄﻧﻈﺮ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺟﻌﻞ ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻋﻤﻠﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﻓﺘﻮﺿﺄ ، ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ،
ﻓﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺎﺕ ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﻯ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ) ﻭﺳﻮﺭﺓ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ،
ﻭﺫﻫﺐ ﻳُﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻓﻤﺎﺕ [ 16 ]
[ 17 ] ".
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﻳﻊ ﻋﻠﻴﺎً ﻭﻻ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ .
ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ
ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ