حسن وراق حسن
| موضوع: وداعا استاذي عباس شيخ الدين الخميس 6 نوفمبر 2014 - 23:38 | |
| وداعا شيخ .. عباس شيخ الدين!! (O) لم يكن الموت في يوم ، زائرا مرغوب فيه ولم يك مستأذنا أحد منا ، متخيرا في كثير من الاحيان ارواحاً كالرياحين اريجا وكالصباح ألقا وضياء ، زينوا لنا الحياة الدنيا بحضورهم الباذخ البهي ، يملأون مسامات الروح أمنا و طمأنينة وعشقا ابويا رحيم ، ينيرون الفؤاد ما استطاعوا اليه سبيلا . يملأون الكون علما و حكمة ، جعلوا الأرض كوكباً جدير بالحياة . لم يبخلوا في يوم من الايام بالعطاء الجزيل والخلق النبيل و دوام الاحتراق كالشموع المضيئة واليراعات الوضيئة . علامات بارزة في مسيرة الحياة ، زادوا دسامتها و زينوا وسامتها ، تتعلق الروح بهم بأمر ربها وترتبط وجدانيا و عاطفيا بإطلالتهم متي ما لاح طيف خيالهم زائرا أو ماضي . عندما تلتقيهم أو تستدعيهم الذاكرة ، يجددوا فينا الالتزام بالتضحية و البطولة والاستمساك بفضيلة كيف تقضي العمر شريفا ، امينا وأنسانا مفيدا ، يحرضوك علي العطاء والإقدام عند الوغي و العف عند المغنم . رهط من فصيل الصحابة ، أولياء الله الصالحون ، عندما يغادرون الحياة الدنيا يأخذون بعضك معهم و تظل الحياة رغم ديمومتها وكأنها فقدت صلاحيتها ، تنيخ أحمالها لتنفث من الجوف أحزانها . رحيل أي معلم نحت حرفا بكيانه ، رعاه جملة مفيدة ، صاغه علما نافعا، أودعه أمانة راسخة في عقول ناشئة الأجيال حدث جليل يستوجب الوقوف الاخير له لأنه صار رسولا اكتملت رسالته بالرحيل. بعد أن أدي الامانة (O) ودعت مدينة الحصاحيصا قبل ايام أحد عباقرة التربية والتعليم ، المعلم الجليل و المربي الأبي القدير الاستاذ عباس شيخ الدين أو كما يحلو لتلاميذه مناداته بشيخ عباس ، استاذ الاساتيذ و معلم الاجيال ، افني عمره في تعليم الناشئة لأكثر من نصف قرن قضاها كالنبيين مستعصما ، برسالة سامية كرسها في تربية أجيال من التلاميذ هم اليوم علامات بارزة خلقا ، أخلاقا و علما ، زينوا بعلمهم و أدبهم دور العلم ، رجال دولة أقمار ، تركوا بصماتهم في مؤسساتها المختلفة . شيخ عباس أحد المعلمين الأوائل الذين تتلمذنا عليهم في مرحلة الكتاب (الاولية أو الاساس) فكان استاذا مختلفا عن بقية زملائه في ذلك الزمان الذي يترك الآباء أبنائهم للمعلم (يشفي الحم وبترك العظم ). كان شيخ عباس أباً رحيما نلوذ اليه كلما تشتد علينا صرامة التربية ومسئولية التعلم . كان الملاذ الآمن والحضن الرحيم الذي كفلنا حبا ورعاية ، تربية قويمة وتعليما متفوقا . كان مدرسة متفردة قائمة بذاتها . عملت معه معلما فتلمست عن قرب عبقرية إدارته في خلق بيئة تعليمية و تربوية منضبطة كانت مضرب للأمثال نتائجها باهرة تتجلي علي الدوام في مرتبة البرنجي . الراحل شيخ عباس شيخ الدين ، ترك فينا حزنا مقيما وكأنه يستعجل الرحيل للحاق بزملائه و أصدقائه الافاضل الذين سبقوه الي بارئهم العظيم ، الاساتذة صديق حسين والاستاذ فاروق وراق ، ايقونات التربية والتعليم في مدينة الحصاحيصا . وداعا استاذ الاجيال !! سنظل نذكرك علي الدوام ، لك الرحمة والمغفرة في عالي الجنان يا منان .
| |
|