صباح يكدكِد مغتغت بأشعة شمش الشتاء
محنان في "الزيف" المابي يقيف
وضل الشدرة مالي نص "خِرق" الحوش إلا شوية رقراق
رقراق يغير ويبدل في كرعينو علي كيف "التعلمجي"
تفتر اليسار يحول على اليمين وبالعكسي
أوهكذا دلاليك
رقراق أسعد من ويليام فاريل يتراقص ويصفق في نص "الخرابات"
ونسائم الصباح تداعب في فروع شدرة النيم "الوليفة"
أجواء "تُدركك" بعدوى السعادة ولو كنت في خرابات مشرتمة
لا تؤثر في رونق جمالا عِلة
ولو مرِضت الحِلة عن بكرة جدها أبو أمـها وعِدمت نفاخ الحمى
والنعيم مشنقل تارك جسده لأنثى الأنوفلس الغلب أم غلاب
مجرّحـــاً عليل الجسد مُمتنع القيام
شديد السكر من غير المدام
لم يبق فيه مكان للسيوف ولا السهام "علي قول المتنبي"
هداهو راقد مغتغت في الضل
صباحية قليب وطن دواخلو ملانة حنية
أمل ناسا على الغيمات همومن ديمة مرمية
مغتغت من الحمى البلمسوها بالعود والكمنجات كمادات
والورتاب زي الجنجويد معسكر في صينة الشاي في التربيزة "حِداهو"
وميمونة "المدام" تخش وتمرق "زي محروقة الحشا"
مشغولة بمضايرة "المكان" صباح ليلة شتوية تمددت قدر دلاقين الغُتا
دخلت العناقريب ورصت اللحفات في تربيزة"متهايسة" في صالة المطبخ
ما خلت إلا عنقريبين جنب عنقريب النعيم
جدعت في كل واحد من العنقريبين مخدة
صاح ليـها "عليك الله جيبي لي الرادي دا معاك"
"النشوف الحساب الفردي عملوا لينا فيهو شنو ؟"
شالت صينة الشاي وختت ليـهو الرادي في مكانا
وقالت ليهو "أسي ناس كفارة كفارة بجونا داخلين خلينا النضاير الحوش دا "
"فترنا ذاتو من كفارة كفارة والبركة في رقبتكن .. رقبتنا فيـها قِدة بركة النبي"
النعيم إتناول الرادي فتحو ودور المؤشر ولمن لقاهو بغني زاد الشوق شوية
"ﺍﻟﺮﺷﻴﻢ ﺍﻷﺧﻀﺮ في ﺍﻟﺨﺪﻳﺪ ﺍﻷﻧﻀﺮ
ﻫﻢ ﺳﺒﺐ ﺁﻻﻣﻲ ...
ﻓﻜﺮي ﺃﺿﺤﻰ ﻣﺒﻌﺜﺮ ..
ﻣﻦ ﻏﺮاﻳﺐ سحرو ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻧﻮ ﺍﻟﻔُﺘّﺮ ..
ﺣﻜﻤﺔ ﻟﻮ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ .. أو ﺳﻔﺮ وﺗﺒﺨﺘﺮ ..
ﺇﻳﻪ ﺑﺜﻴﻨﺔ وعزة ..
ﺇﻳﻪ ﻋﺒﻴﻠﺔ ﻋﻨﺘﺮ ..
أهو ﺣﺴﻨﻮ أﻣﺎﻣﻲ ..."
كلمات الأغنية سرت في جسده المنهك تقول "كلوروكين"
مشى هناك سرح بوشو مع الزمن "داك" وهو يدوبي بصوت خفيت
زمن "الدرب اللنشخط واللوس جبالو إتناطن
والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن"
فكت عليهو " ميمونةً "سكرة نشوتو حينما وقفت قدامو قالت ليـهو
"ما تقوم علي حيلك آآكثير ميمونة النجر ليك العنقريب دا علي صالة المطبخ "
"دايرة أقشقش الشدرة دي آآ حلال المضيق وقت الخيول يتشبكن
رباي الضعيف قشاش دموع الببكن يجعرن كدي في الصقيعة"
شايلة مقشاشتا والراس مربوط بي فوطة إتقاء صرصر "القشقيش"
ولمن شافتو "مِتره فاتح خشمو"
يسمع في ناس عزة وعبيلة وبثينة وبخيتة بت النور وبت المنى بت الزبير
وقفت وأخدت ليـها "ميلة كدي لي ورا" وعملت "إسكاننق" لحالتا
"وﺳﻔﺮت جدعت الفوطة في كتفا وإتمخترت خطوة خطوتين مستحيل"
وبلحيل رقبتا "عجبتا" باقي كل زول بعجبو "صُرارو الصارو "
واتذكرت أيام "عودك حكمو الباري الجميلة صنعتو
ختة ورسما بي عديلة شمعتو
عنقا زي حراريب البطانة فدعتو
يصبر عاشقو كيف ما دام نار جهنم تحتو "
"نزلت مني دمعة واللِمة مجتمعة واليوم اكان خميس ـ أستغفر الله العظيم"
أها قالت "احسن تملا التوابير برا فديع وجديع وكلام فاضي"
النعيم إتنفض قام "تقول قرصو كلب" وخم فردة غتاهو في يد
والرادي شغال في الايد التانية
جرجر كرعينو ويا الله ويامين وصل لي ضل الصالة
ميمونة بي هناك كبت الجردل في التيبار وقالت ليـهو
"ماتجي تشيل معاي العنقريب دا يشيلك الشال مرت ولدو في صفِحتو"
ضحك قال ليـها "أنا ما عندي ملاريا بعيد عنِك حياتي عذاب"
"عليك الله ما تجري العنقريب ساي "
"خليني النشوف الخشيم الفردي في الوشيش الزي وش ملاح البصارة دا "
"أسي أنا رقبتي قادر أشيلا خلي أشيل لي مرت ولد"
وإستدرك " أنا كان بقدر أشيل ما كنت شلت الليل حدادي مدادي مع موية القمح"
وبي ضحكة ختما "جُريهو ساي ولا خايفاهو يكسر السراميك ؟؟"
قالت ليهو "ما تجرو إنت مالك الملاريا حامياك الجر برضو ؟"
استفزتا حكاية السراميك دي
وبي ضحكة رسلت ليهو المسيج "بري ياود أمي خائفة أكسر العنقريب"
وعشان تجهجه الباكات قالت "يكبرو العيال ويزيلو الغبار ونكشح موية التيبار"
"عِلا بالمناسبة متيمنة المرة دي صرفة الحواشة أكان أمش معاك المكتب "
قال ليها "مكتب الصرف ما بتباريني كفاية علي الناس الطالبني"
"لكن ما قتي لي المرة دايرة تشتري شنو ؟؟ "
"داكي الليلة قروش شوالات ود أحمد وديتيها وين ؟؟"
"أصلي ما مُذكر أنا عرست لي بنك زراعي !!"
وعشان توقف سيل المداولات
شبت ليهو في حلِق أسئلتو
"دايرة تلاجة كولجيت ولا شنو كدي ما عارفة جابوها ناس السر المِدرِس"
وعشان ما تفتح "أبواب النقاش" وتتحصل على التلاجة بالسكوت الجماعي قالت
"كدي قوم جُر معاي العنقريب دا"
" إنتي ما سمعتي الدكتور قال لي لو جدعو ليك جوكر ما تجرو ؟"
قالت ليهو "و الدكتور دا ما قال ليك ما تجر العرقي العشية العشية من ناس التومة ؟؟"
بلع ريقو وقعد يبرم في شنيباتو متحسر
"حننا" إتباقصت شوية وقالت تلملم الحكوة
"ياخوي أنا ما قت ليك جرجر لي فتحي فرج الله ولا حافظ عبيد"
وعملت فلاش باك لـ ليالي المزاح
ليالي "براي يا خِلا أنا من عيني النوم قلا"
رجعت وكأنـها في حيرة قالت ليهو " أهد الله آآ النعيم شغلك دا ما ملاريا !!"
"قسمت بالله إلا جاتك ريطوبة الخليج"
قال ليـها "ودي شنو كمان الدايرة تلصقيـها فيني دي ؟؟"
قالت ليـهو "بري ما عارفاها سمعت بيـها يوم داك في طهور بت صفية بت زهرا "
"قالوا بت الطاهر سافرت لي راجلا في الخليج قعدت معاهو ستة شهور"
" الحطب دا كدي شالتو بالشوال لا خلت طلح لا صباغ للكليت دا شالتو"
"والريحة بالجردل الربعي بدل البرطمانيات"
والنعيم فتح خشمو والجرادل والبرطمانيات تتطاقش قِدامو والنخرين في السما
"أها قالوا ليك ـ ياكافي البلاـ الراجل لا جرّ يد ولا جرّ كراع"
"جات راجعة مغوبشة حتة حنة كدي في يدها ما خاتاها"
" الحريم سألنـها قالن ليها إمكن وحم ؟؟"
"قالت ليهن إنتن متمكنات وحم شنو ؟؟"
" الراجل قدُر ما أشيلو وأختو يقول لي أنا عندي ريطوبة الخليج"
"نـهايتو خمتو جابتو وجات تشوف ليـهو دبارة"
"وقالوا يوم تسو ليـها في جبنة في راكوبتا والراجل منبطح حِداها قائمة عليهو الرطوبة"
بعيد عنكن
"أها عندهن سخيل ربيان سمممممح كدي قام ينطط كشح ليها السكر في عِدة الجبنة"
"زعلت ــ علي العليها ـ قامت بي حُرقة داعت السخيل زينتية"
قالت ليـهو "أريتك آآيابا بي ريطوبة الخليج التكسرك تلحقك الرقدو ديلك"
تحكي وتستريح وعينا في النعيم
"المهم يا سيدي الامانتي ليك سوتو ليـهو داك يا الدستور.."
"دستور للسخيل ولا لي راجلا ؟؟" سألا النعيم بإندهاش
"أحي أنا يا بنات أمي شوفو شقاوتنا !!"
"السخيل كشح سكر بت الطاهر والراجل دا رفع لي دغتي"
"يازول الدستور لي راجلا وجابت ليـهو الشيخة من الخرطوم"
"دستور وشيختو من الخرطوم يسوهو لي سخيل ؟" تمتمت بالراحة
"السخيل اللركب من فوق ليك شحدت ربي عليك آآلنعيم"
"أها الشيخة بي فِرقتا ... أهد الله رجال الواحد شنبو كُليقة"
"دستور لا هوخج ولا هو خمج قالوا ليك الخِلوق تتناقز والطلبات خليـها ساي"
"قالوا خديجة بت النور المن ناس قريعتي راحت ديك طلبت ليـها برلماني بالتهديد"
"وقالت ليهن بالعدم كدا جيبو لي واحد إن شاء الله من تشريعي ولائي"
"قوم شيل معاي العنقريب الضحوية كربت وأنا ما عُست خليني من السراميك "
والنعيم مع "الرشيم الأخضر في الخديد الأنضر والرويس المربوط بالفوطة "
فجاة سمعوا "صفقة" قدام خشم الباب ...
ونواصل