ﻛﻴﻒ ﻧﻨﻤﻰ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ --:
ﺗﺤﺘﻞ ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻓﺌﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ
ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻜﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﻴﻦ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺗﻘﺼﻲ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺻﻘﻠﻬﺎ ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻﻧﻄﻼﻗﻬﺎ، ﺣﻴﺚ
ﻭﺟﺪ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻄﻨﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ .
ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺷﻬﺮ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﻮﻻﺩﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺣﻨﺎﻥ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺴﺎﻋﺪ
ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ
ﺩﺭﺟﺔ ﺫﻛﺎﺋﻬﻢ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ .. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﻷﻣﻬﺎﺕ ﻣﺘﻬﺎﻭﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻄﻮّﺭﻭﻥ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺇﺭﺿﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﻣﻬﺘﻤﺎﺕ ﻭﺣﻨﻮﻧﺎﺕ، ﻣﺸﻴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻣﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﺣﺠﻢ ﻣﻨﻄﻘﺔ
" ﺍﻟﻬﺎﻳﺒﻮﻛﺎﻣﺒﺎﺱ " ﻓﻲ ﺩﻣﺎﻏﻪ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻴِّﺰﻱ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﻛﺎﺀﻩ ﻓﻤﺜﻼ ﺗﻌﻮﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ
ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻷﻥ ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ،ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ،
ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻠﻜﺎﺗﻪ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻻً ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻮﻳﺪ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ
ﻳﻘﺮﺃﻭﻥ ؟
ﻭ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻐﺮﺱ ﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻟﻠﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ،ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺒﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻧﺸﺠﻊ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ .
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ – ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻮﺗﺮ ﻭﻛﻼﻱ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻛﻤﺎً
ﻫﺎﺋﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﻬﺎ .
ﻭﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ، ﻭﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺘﺨﻠﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ
( ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻼ
ﺻﻔﻴﺔ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﺩﻑ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻧﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ
ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻤﻴﻘﻴﻦ ﻷﻃﻔﺎﻟﻨﺎ .. ﻓﻤﺜﻼً ﺃﻟﻌﺎﺏ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺔ ﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻪ
ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺸﻘﻮﻥ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺘﺨﻴﻠﻲ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ
ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻣﺘﻔﻮﻗﺔ
ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ،ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻢ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﺘﺼﻞ
ﺑﻤﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻌﺐ، ﻓﻬﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ،ﺇﻧﻪ ﻳﺮﺳﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ،ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺸﻜﻞ
ﺭﺳﻮﻣﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﺇﺑﻼﻏﻬﺎ ﻟﺸﺨﺺ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺮﺳﻤﻪ،ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺪﻑ
ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺳﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻤﺜﻠﻬﺎ .
ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،
ﻓﺈﻥ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ،ﻭﻫﺬﻩ
ﺻﻔﺎﺕ ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﺭﺍﺳﻴﺎ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺩ . ﺣﺎﻣﺪ ﺯﻫﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ
ﺑﺎﻟﺬﻛﺎﺀ
ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ( ﺇﻥ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﻭﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺷﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺩﻟﻴﻔﻮﺭﺩ ﺃﻥ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﺪﻧﻲ .
ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﺤﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺻﺤﺔ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ
ﻭﺫﻛﺎﺋﻬﻢ .
ﻭﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﺭﺍً ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ( ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ
ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ
ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ،ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ،ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻇﻬﻮﺭ
ﻭﻧﻤﻮ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ - ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻐﺔ - ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺇﺛﺮﺍﺀ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻣﺘﻨﻮﻉ، ﻭﺗﺘﻨﻮﻉ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻧﻤﺎﻁ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ
ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺮﻋﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ .
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ ﺇﻣﺎ ﻓﺮﺩﻳﺔ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺇﻣﺎ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻓﺎﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺗﺮﻭﻳﺤﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻲ، ﻭﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ
ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻓﻬﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺗﻔﻜﺮ ﻣﻌﺎً ﻭﺗﻠﻌﺐ ﻣﻌﺎً، ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻠﻌﺐ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬﺎ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍً ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺗﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ،ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻧﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﻴﺮ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ
ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﻧﻤﻮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻻ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻘﻂ ﻭﻗﺘﺎً ﻟﻠﺘﺮﻭﻳﺢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﻤﺎﻡ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻯ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻲ
ﻏﻀﻮﻧﻬﺎ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﺰﻧﺔ ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ مُحتوى الرسالة