العاشر من يوليو 2015 ومطار الخرطوم ملفلف برياح الخريف "المهبب"
تخلفت الأمتعة بفعل التدافع الحنين وتدفقت الأشواق وضاق بيها المكان
جرجرنا أشواقنا خارج صالات المطار وأم الوليدات قدامنا في كرسي متحرك
"أها دا خُدير نقدو طير بس في رجلو يعني جات سلاخية" والحمد لله
وصلنا المواقف وأشعة الشمش كانت أقسى من قوات الضبط في المطار
أدرنا رقم هاتف الفارس المغوار أحمد صديق دون إجابة "مع التكرار"
"بالمناسبة أحمد صديق عليه الرحمة صاحب أرحب مطاعم رفاعة بل السودان"
وبالسؤال عن المستشفى أفادنا "ودفرح" بأن ود الصديق في "الفؤاد"
سألنا الرجل الذي كان في إنتظارنا في المطار بحافلته الرحيبة
"يا متوكل بتعرف الفؤاد" قال بلحيل قريب للمينا البري يعني في طريقنا
وإنطلقنا عشان نطمئن علىهو وللتعترا علينا لقيناهو طلع قبل الضهر
وتحركنا بعدها صوب الجزيرة "الخدرا" وأحمد في الفؤاد ترعاهو العناية
ولمن فتنا سوبا إتصلنا تاني ورد فوزي وطمنا وقال طلعنا وأسي في أمدرمان
قلنا ليهو خلاص نتقابل في "العزيبة" لمن تجو بالسلامة إن شاء الكريم
مرت الأيام بسرعة وجابوهو يوم اللتنين ولمن مشينا يوم التلاتا لقيناهو نائم
داهمنا العيد وإنشغلنا بعرس مهدي وسيدة أبناء عبد الرحمن المهدي
عرس مذدوج في يوم مفتوح إنتهى على أروع ما يكون والحمد لله
حفلتين واحدة العصر غنا فيها سيف الدين بلة فنان ودسلفاب الواعد
والمغرب سافر العريس وعروستو وبدت مراسم زفاف المهدي الساعة عشرا
وفي الحفلة التانية غنا فنان من أبوفروع إسمو أكرم وعِرف يحرك الشدر اللخدر
أغنية "الخُدير النقدو الطير" كانت الخيت الحرك الناس ووقفن علي قنقرة ضنبن
الحيرني "خُدير ونقدو الطير" !! طيب الناس بتنقز وتردح فوق أم كم ؟؟
ياخي الحفلة من قولة "تيت" زول قعد مافي أي زول داير يشوف
لملمنا باقي مروتنا وما كنا عارفين الطير مدخر لينا "النقِد" البصح بالصِح
محمد حسن العوض صحو من النوم ما قام لملم شبابو النضر ورحل فات
ضاق علينا حوش الخال المرحوم حسن ود العوض علي وسيعتو والموت حق
أيام من الحزن أحيت ذكرى فراق أولاد العوض وأمهم حاجة عشة عليهم الرحمة
مرت أيام "الفراش" وإنطوت صفحة محمد حسن عند الخامسة والعشرين
شاب خلوق ورزين ومهذب عفيف قليل الكلام كتير السلام مواصل للأرحام
من شديرات الختمية شلنا أحزانا بي صمتا ومشينا العزيبة أحمد صديق برضو فات
وأحمد صديق براهو قصة .. قصة فارس مغوار لا ليها أول ولا ليها آخر
بكاهو الهوج والشرق والبركة في فوزي وعثمان ومحمد والبقاء لله وحده
رجعنا للخُدير النقدو الطير تاني مع وليد البويضا في عرس بكري ود "نكير"
أها الطير ينقد والناس تردح تنقز
شما جات لابسة العاجات وأنا ماني حي
والليل برد والصيد ورد وأنا ماني حي
وياحليل الخُدير النقدو الطير وأنا ماني حي
والنقد مستمر وقبل ثواني رحلت إبنة خالتي آمنة بت العوض
"إخلاص أبو عاقلة" زوجة ابن عمي عوض ابراهيم تاي الله
دا طير شنو دا الداير يعدمنا السارحة والمتراوحة ؟؟ استغفر الله العظيم