رحيق السنابل
كتب / حسن وراق
تتهورون !!
§ احد( المتهورين) أعجبته فكرة العربة الرقمية التي تصحح أخطاء القيادة و السائقين. انطلق بالعربة في احد الجسور بسرعة وقام بصدم الجانب الأيمن للعربة، فإذا بجهاز التنبيه يحذره قائلا،، يا أيها السائق.. لقد أصبت الباب الأيمن للعربة وسوف نقوم بإصلاحه فورا، نرجو الانتباه . زاد من سرعته حتى صدم الجانب الأيسر فبدأت أجهزة التنبيه.. ، يا أيها السائق لقد أصبت الباب الأيمن للعربة وسوف نقوم بإصلاحه علي الفور، نرجو الانتباه. بدا يكرر في (تهوره ) وأجهزة التنبيه تحذر و تصلح الإعطاب وهكذا حتى فكر أخير في أن يضاعف السرعة ويطير خارج الكبرى فوق النهر مباشرة .. كل أجهزة العربة تعطلت ماعدا أجهزة الصوت ( الاوديو ) والتي راحت في تنبيه بصوت عالي قائلة ،، يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضيا مرضية ..
§ أزمة الحكم أصبحت تتسع صباح كل يوم جديد وتزداد معها معاناة المواطنين والحكومة مخدرة تماما بمشاكلها الداخلية والصراعات العديدة المتفرخة داخل مراكز القوي الحاكمة .تنامي مضطرد ومذهل لمؤسسة الفساد التي قضت علي الأخضر واليابس حتى لم يتبق شيئ ( يؤكل ) إلا وهو بحوزتهم . عندما تم نهب كل شيئ بدأوا ينهبون ما بحوذة بعضهم بعضا ، فبدأ الصراع علي ( مواقع ) الثراء و ( مصادر ) الغني و ( مناطق ) النفوذ و ( مفاتيح ) السلطة . شرعوا يطيحون في بعضهم بعضا بالإبعاد أو الإقالة أو التهميش أوالتغريب ، لتبلغ الأزمة أقصي معدلات تراكمها النوعي الذي يبشر بالتغيير الحتمي .
§ الأزمة المالية العالمية تجتاح العالم وتترك آثرها علي اقتصاديات كل الدول دون استثناء إلا أن عباقرة الحكم والاقتصاد في هذا البلد ( الأمين ) يقللون من تأثيرات الأزمة علي اقتصادنا ( المعطوب ) بسبب ساذج وفطير فحواه ،أن اقتصادنا لايدور في فلك الاقتصاد الأمريكي مصدر الأزمة والذي فرض علينا الحصار منذ قيام الإنقاذ وان السودان خارج منطقة نفوذ الدولار..كذا . خاب ظنهم وكذب حدسهم وأصبحت فضائحهم بجلاجل ، نضب كل رصيد العملات الحرة بالبنك المركزي المجنب من عائدات البترول وعندما أفاقوا، وجدوا أن مخزون النفط علي وشك النضوب ، ليفشل أي أمل في النهوض بالصادرات غير البترولية لانهيار مقدراتها التنافسية. الدول المانحة اشترطت تقديم العون بوقف الحرب في دارفور وتحسين حقوق الإنسان واستكمال مستحقات التحول الديمقراطي وإرساء الحكم الراشد وتطبيق الشفافية.
§ القوي السياسية والمعارضة بدأت خطوات جادة للتحرك من اجل إنقاذ البلاد من خلال ما خرجت به من مقررات في مؤتمر جوبا كانت بمثابة الحد الادني للتنسيق والتفاهم من اجل إحداث التغيير . الحكومة كعهدها دائما تقابل كل ذلك بالاستهوان والمكايدة حتى جاء مؤتمر طيبة الذي نظمه تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل الذي وضع أمام كل القوي السياسية والاجتماعية بمختلف تنظيماتها القضية الجوهرية والمصيرية لوحدة المعارضة وقطاعات الشعب الاخري والمتمثلة في الدمار الذي الحق بمشروع الجزيرة والذي فصلته الدراسة التي أعدتها لجنة الخبراء برئاسة البروف عبدا لله عبد السلام بان هنالك جهة ( ما ) تعمل ضد قرارات رئيس الجمهورية وضد قانون 2005 لتصفية المشروع في الوقت الذي لم ترد فيها إشارة لتصفية أو بيع المشروع في القرارات الرئاسية أو في جوهر القانون. تقرير لجنة الخبراء مستند اتهام رقم واحد ضد المتسببين في تدمير المشروع ولا بديل لمشروع الجزيرة إلا مشروع الجزيرة ولا ندع الفرصة لهؤلاء ( اللصوص ) المتهورون و حتى لا تردد أجهزة الاوديو ولا احد يستمع ..يا أيتها النفس المطمئنة .. وعلي السودان السلام