يشارك زعماء العالم اليوم الاثنين في إحياء الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين الذي كان يقسم ألمانيا إلى شطرين، وهو الحدث الذي مهد لنهاية الحرب الباردة.
وكانت ألمانيا الشرقية قد اقامت جدارا بطول 155 كيلومترا عام 1961 يحيط بالجزء الغربي من برلين، بهدف منع مواطنيها من الفرار إلى ألمانيا الغربية.وافتتحت المعابر عبر الجدار بشكل مفاجئ في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1989 عقب أعمال احتجاجية استمرت أسابيع.
التحضيرات الالمانية للاحتفالات الرسمية والشعبية الضخمة التي ستستمر حتى صباح غد الثلاثاء، يواكبها استنفار إعلامي بالحجم ذاته. جرائد تروج على صفحاتها الاولى منذ أيام للذكرى. مراجعة تلفزيونية مستمرة للاحداث التي رافقت سقوط الجدار. ومقابلات حية، في عشرات شاحنات النقل التلفزيوني، وفي الاستديوهات، الزجاجية الواجهة، المطلة على البوابة.
ومن المتوقع ان تقود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الاحتفالات التي تنطلق من بوابة "براندنبورج" رمز إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 ، وبعد ظهر اليوم الاثنين تتوجه ميركل إلى جسر "بورنهولمر شتراسي" الذي كان أول نقطة عبور حدودية فتحت قبل عشرين سنة وتدفقت منها الحشود بأعداد غفيرة.
وصرحت ميركل الأسبوع الماضي بأن "سقوط الجدار كان أسعد يوم في تاريخ ألمانيا الحديث". وأضافت المسئولة المحافظة التي نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية "الشرقية" ودخلت المعترك السياسي مع انهيار الستار الحديدي: "لقد غير هذا اليوم حياة عدد كبير من الأشخاص وغير حياتي أيضا".
ويتوقع أن تشهد الاحتفالات ذروتها بحضور زعماء دول وحكومات دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، الرئيس الروسي دمتري ميدفيديف، والفرنسي نيكولا ساركوزي ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي وصلت السبت.
وكانت ميركل قد استقبلت الرئيس السوفياتي الأسبق ميخائيل جورباتشوف الذي ساهمت سياسته بقدر كبير في تحقيق الوحدة الألمانية.
ومساء تبلغ الاحتفالات ذروتها مع حفلة شعبية ودبلوماسية في آنٍ تقام عند باب "براندبور" ويفتتح "عيد الحرية"، بحفلة موسيقية في الهواء الطلق تحييها اوركسترا اوبرا برلين بقيادة الإسرائيلي الأرجنتيني دانيال بارنبويم ، ثم يلقي مسئولون ألمان وأجانب خطابات .
وستطلق الألعاب النارية وستشكل سلسلة بشرية تضم آلاف الألمان والأجانب في الموقع السابق للجدار. وتتوقع البلدية مشاركة 100 ألف شخص في الاحتفالات الليلية إذا ما سمحت الأحوال الجوية بذلك. إلا أن الأرصاد الجوية تتوقع هطول الأمطار اليوم .
وكانت الوفود كانت قد بدأت في التجمع لمشاهدة تساقط ألف قطعة دومينو عملاقة في وسط المدينة في الموقع السابق للجدار الذي قسم برلين بين عامي 1961 و1989. ومساء اليوم، ستسقط قطع الدومينو الملونة التي تحمل رموزًا مختلفة ويبلغ ارتفاعها مترين ونصف الواحدة تلو الأخرى لمسافة كيلومترين في وسط المدينة، كرمز لسقوط الجدار
( اراك حيثما كنتي قريبة وتشتاقين للكلمات احيانا وللامطار يابرلين)