انها الرياح تاتي بما لا تشتهي السفن, فسفينه الوحده تشتهي ان يكون الجنوب موحدا مع
شماله الا ان رياح الانفصال كانت اقوي ولامحال انها ستعصف بسفينه الوحده هكذا هو البحر
وظروفه ,يعز علينا ان نري السودان بلاجنوب ويصبح الجنوب دوله قائمه بزاتها,ولم يكن هذا
الواقع الانفصالي الذي ياباه جل اهل السودان هو من صنيع الحركه الشعبيه
فالحركه الشعبيه لم تكن يوما انفصاليه بل كانت وحدويه حتي النخاع, والمناضل الراحل
الدكتور جون قرنق كان وحدويا بلاحدود وكذلك جيله في الحركه الشعبيه اللذين حملو الرايه
من بعده دونما حياد عن الثوابت رغم كيد الكائدين,فالواقع الانفصالي الذي نراه الان هو
افراز ونتاج لسياسات المؤتمر الوطني التامريه هي التي افضت الي هذا الواقع الاليم
فما يعانيه القيادي الجنوبي من مضايقات وتهميش مفتعل وممنهج هو المسؤل عن هذا الواقع
والمصير المشؤم.
وبالرغم من المحن والابتلائات التي يمر بها الجنوب هذه الايام من قتل وتشريد وفتن
مفتعله اشبه بالتي نسجها الحكماء في دارفور ,بالرغم من كل ذلك الا اننا علي ثقه منقطعه
النظير علي ان القياده الجنوبيه متمثله في الحركه الشعبيه وكادرها الواعي قادره علي
تجاوز هذه المحنه ووضع حد لهذه الممارسات وكبح جماح هذا التفلت وفضح خيوط هذه المؤامره
الجديده التي تهدف الي زعزعه الاستقرار بالجنوب واظهار الحركه الشعبيه علي انها ضعيفه
,فرهاننا علي حنكه كوادر الحركه الشعبيه وقدرتها علي حسم هذه الفوضي والسيطره علي
الاوضاع حتي لاتتفاقم اكثر, وعزائنا انهم قادرون علي ذلك.
علي القوي السياسيه في السودان ان تدرك وتحترم رغبه حكومه الجنوب وخصوصيته في اختياره
وتحديد هوينهم, فقد قطع المؤتمر الوطني كل الطرق التي يمكن ان تؤدي الي الوحده ,لقد
تبددت احلامنا في الوحده خصوصا بعد ان صرح النائب الاول ورئيس حكومه الجنوب الفريق
سلفاكير ميارديد بانه لم يعد هناك مايدعو الي الوحده الجاذبه وكذلك بعد الذياره
التاريخيه التي قام بها سماحه الدكتور حسن الترابي الي الجنوب فالرجل العصامي الذي ابي
ان تكون قرابين اطلاق صراحه من السجن هي الغاء مزكره التفاهم بينه وبين الحركه الشعبيه
الا ان عصاميته تابي عليه التراجع ,هذا الموقف ومواقف كثيره هي جعلت من الرجل يحظي بهذا
الحب والثقه بين الجنوبيين وهم يكنون له التقدير والاحترام وقد رئينا الحفاوه التي
استقبل بها في الجنوب ,فتصريح اكبر حزب سوداني معارض علي لسان زعيمه الدكتور الترابي
بان جل اهل الجنوب يؤيدون الانفصال كل هذه بواعث تقضي علي امالنا في الوحده.
بعد ان اصبح الانفصال واقع لامهرب منه بسبب ممارسات المؤتمر الوطني الذي هو مسؤل
بالدرجه الاولي عن هذا الشرخ جراء سياساته الهدامه التي هدمت كل الجسور المؤديه الي
وحده السودان , سنري عن قريب ونشهد قيام جمهوريه جنوب السودان الديمقراطيه وكل المؤشرات
تدعم هذا الاتجاه ولكن عسي ان تكرهو شيئا وهو خيرا لكم, فالجنوب لديه كل المقومات التي
تجعل منه دوله قائمه بزاتها وبها موارد غنيه كالمياه العزبه والاراضي الخصبه والثروه
الحيوانيه الهائله بالاضافه الي المعادن ومواد الطاقه من بترول وغيره, والاهم من ذلك
الثروه البشريه الهائله التي يتمتع بها اهل الجنوب هذا اذا اضفنا العوامل الخارجيه
الاخري من علاقات جيده تربط حكومه الجنوب بالولايات المتحده الامريكيه والدول الغربيه
كل هذه المقومات تنبئ بمستقبل مشرق للجنوب ليكون دوله ودوله جاذبه ليس فقط للدول
الافريقيه بل لدوله شمال السودان فكل ما ضاق بمواطن شمال السودان نظامه العنصري الجائر
كلما شد رحاله الي دوله جنوب السودان حيث العدل والمساواه والحريه فالكل سواسيه لاتمييز
عنصري ولامحسوبيه دوله حديثه لاتقل حداثه عن اي دوله اوروبيه فمستشفي الدكتور جون قرنق
الدولي هو صرح علاجي ضخم للمرضي جميعا بلا تمييز ورسومه رمزيه للجمييع حتي يتثني للجميع
التداوي والاستشفاء فيه,كذلك هو الحال مع جامعه الدكتور جون قرنق للعلوم والتكنولوجيا
هي مناره علميه جاذبه للجميع فنظامها التعليمي المتبع هو مواكب لنظام الجامعات العالميه
الحديثه, النظام القضائي المناهض للظلم والمحسوبيه نظام عادل, والنظام السياسي
الديمقراطي هو مفخره لكل افريقيا.
نفس السلوك المتطرف الذي سيقود قرينا الي انفصال الجنوب هو الذي سيقود الي قيام دوله
جمهوريه غرب السودان الديمقراطيه فالتعالي والعجرفه لايمكن ان يكون جازبا ولايمكن ان
يصنع السلام وهو الذي سيعمق الشرخ الموجود اصلا ويقود الي الانفصالات, وعند قيام دوله
غربه السودان الجاذبه ايضا ستكون مناره للابداع بشتي انواعه الثقافيه والاجتماعيه
والسياسيه فبعد ان يلحق الاقليم بركب التقدم والتطور ويتم اعاده بناء العلاقات
الاجتماعيه , واستئصال الورم الخبيث الذي جثم علي جسد الوطن رتحا من الذمن مسببا له
الامراض المزمنه عندها يمكننا اقامه الشراكه الذكيه بين جمهوريه غرب السودان وجمهوريه
جنوب السودان للتعاون المشترك والمصير المشترك فطوبي لشعب البلدين التعاون والتعاضض
وطوبي للمؤتمر الوطني حكم جمهوريه شمال السودان الي ماشاء الله
ابو الريش