كيف تتحكم في غضبك ؟
أوصني يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : لا تغضب..
كلنا يتمنى أن يصبح انساناً حليماً وقوراً بطيء الغضب....
ولكن كيف ؟؟
أول خطوة هي معرفة سر الغضب....يكمن الغضب في سببين لا ثالث لهما :
1- الشعور بفقدان السيطرة على شخص أو موقف أو حوار معين
2- الشعور بالإهانة أو عدم الاحترام من شخص أو موقف معين
فكر في المرات التي غضبت فيها وسترى أنه لا يكاد يكون هنالك موقف غضبت فيه إلا وسيرجع السبب إلى أحد هذين الأمرين.
فهم هذا السر هو أول خطوة في أن تتحكم في غضبك...
عادة يسبق الغضب حالة من ارتفاع ضغط الدم وشيء من الحرارة في الجسم....الآن كلما شعرت بأنك على وشك الغضب حدد أحد السببين أعلاه ثم قم بالآتي :
ان كان شعور بفقدان السيطرة :
الشعور بفقدان السيطرة هو أفضل وقت وأحسن حالة لاستشعار عبوديتك لله....لن أنسى يوما كنت أوصل فيه الحبيب علي الجفري للمطار وكنا في السيارة قد تأخرنا كثيرا على الطائرة وكان عنده موعد مهم جدا في اليمن يجب عليه حضوره فقال لي (سر بسرعة لا تعرضنا فيها للخطر ولا تسيء الأدب مع السائقين الآخرين !! )...فاتصل به أحد معاونيه وأبلغه أن الطائرة أقلعت...فما كان منه إلا أن بدأ يردد قدر الله وما شاء فعل في كل هدوء...فسألته عن سر هدوئه في ظل هذا الظرف فقال : نحن يا أحمد عبيد ، يسيرنا الله كيف يشاء !!!.....هذه إخواني قمة العبودية وقمة التوكل على الله وهذا خلق نبوي قلما أراه في البشر خاصة هذه الأيام.... فكما يقول الغزالي : غضبك دليل على أنك تريد أن تسير الأمور على مرادك لا على مراد الله.....
جرب صدق العبودية لله في حياتك وستشعر بارتياح نفسي عجيب ولن تغضب عندما تشعر أنك فقدت السيطرة فالسيطرة وإن فقدتها فهي ما زالت بيد الله سبحانه.
أما ان كان غضبك بسبب شعور بالإهانة أو عدم الاحترام :
فالسر في علاج ذلك هو حسن الظن....اعلم أن أغلب الحالات التي كنت تعتقد أن شخصاً يريد اهانتك لم يكن الأمر كذلك...فقد يكون 1- هذا هو أسلوبه في الحديث الطبيعي فطبعه الغلظة 2- يمر بظروف صعبة جعلته يتكلم بأسلوب غير مناسب 3- فهم أمر معين بشكل خاطئ جعلته يهاجمك.... إلخ من الأعذار التي يمكن أن تعذر أخاك بها......إن أحسنا الظن بالناس فيمكن نصف المشاكل والمشاحنات بين الناس ستنتهي !...
جرب صدق حسن الظن في تعاملك مع الناس وستشعر بارتياح نفسي ولن تأخذ الأمور بشكل شخصي وبعصبية.
ملحوظة : الكلام أعلاه لا يقصد به الغضب لله فهو أمر محمود ...وإنما يقصد الغضب للنفس أو الغضب ظاهرا لله ولكن باطنا للنفس...