الإنسان أسير تجربته مع الحياة.. مجموعه من الأحاسيس المتوهجه خيراً و شراً.. ضجيجاً في الدواخل.. تساؤلات ليست لها إجابات شافيه..؟؟ و أخري لها إجاباتها التي تتحول إلي قناعات ثابته و ديدن حياه، إلا أنها عُرضه للتحوٌر و التبدُل..؟؟ ليس لأن أكثرنا يساير الحياة علي نحوٍ يجرفه فيه التيار، بل أن التيار نفسه هو سيل العرم الذي لا يقاوم..؟؟ و إن و قفت لتسبح عكس ذلك التيار، سوف يقذفك و يرمي بعيداً إلي مدائن ليس بها أنيس سوي وسوسات و همهمات تأبي الذات أن تناقشها مع ذاتها أحياناً..؟؟
عندما يسعد الإنسان، فإن حروفه تنساب تفاؤلاً و إقبالاً علي الحياة.. و قد يجزم أحدهم أو بعضهم أنه بفعل تلك السعاده بفعل النجاح أو الإنتصار أو غيرهم، قد تم خلقه و حيداً فريداً في هذه الدنيا.. و عندما تأتيه غاشيات الليالي و جحود الدنيا و ربما إمتحاناتها و إبتلاءاتها، يتحول ليكتب أو يتلفظ مُستصحباً معه كل مرئيات الكأبه المنظورهه و غير المنظوره..؟؟.. و تختلف أشكال التعبير عن الإحساس بالرضا و السعاده عن الواقع حسب الشخص و مقدرته علي إستبصار حاله و منظوره للتعاطي مع معطيات حياته وتناول ذلك حسب إدراكه و لغته الرمزيه و التعبيريه للموجودات من حوله..
..كتب أحدهم علي إحدي المواقع الإلكترونية..(الدنيا لا تتركك لشأنك حتي و إن جلست داخل بيتك لا تخالط أهلها في حواراتهم و أفراحهم و أتراحهم.. إذن عليك أن تجلس تناظر لجدران منزلك و تبادل صمتها صمتاً تتعفن معه رائحة الأفواه ليتناغم العفن النفسي مع العفن البدني..؟؟ و إلا فعليك اللجؤ إلي وسائل الترفيه المتاحه داخل منزلك و أولها أجهزة التلفاز، ليجلب إليك ما هربت منه في الخارج و تجد نفسك مٌحاصراً بدموية المشاهد و حوارات الساسه الذين يتجادلون و لا يعيرونك إهتماماً و هم من يتحدثون بالنيابه عنك في منابرك التي رشحتهم أو لم ترشحهم إليها.. و إذا جلست تتابع المسلسلات، فهي أيضاً واقعك من قريب أو بعيد أو في الأصل أن حياتك هي نفسها مسلسل لا تدري متي يقرر المخرج(القدر) حلقته الأخيره.. ؟؟).. إنتهي حديثه
..أحياناً تبكي صغيرتي (رهف) و هي (جالسه) لا تبارح مكانها و أفهم من هذا أن هناك (مناحه) تريد إخراجها و أن في وجدان الصغيره نواحٌ ما و مُوجدات شخصيه و بغاضات تفهمها هي و تمزق فؤادها النبيل.. و قد يسألني أحدهم لماذا (جالسه)..؟؟ لأقول أنه إذا كانت تبكي و هي (ماشيه)، نفهم أنها ربما متسخة الملبس أو جائعه أو أنها في حالة عِراك لا نراه مع شقيقها الأكبر (حبيب) أو أنها تحتاج (مس كول)، أي (رضعه) خفيفه من ثدي أمها الطاهر تساعدها علي النوم أو أنه في الأصل (العافيه في الرضاعه الكافيه) .. إلا أن الصغيره أيضاً لها ضحكاتها التي تدرك كينونتها هي وحدها، فتندلق قهقهة في ثغرها الغض و إستبشاراً في وجهها و و جوهنا..
و هكذا يعبر بعض من بعضنا عن تأذيه من الدنيا و يكون في تعبيره شجاعه لا تتوفر لغيرنا سواء أن يبكي أو يكتب حروفاً (قد) يفهم بها أخرون أن هذا حٌزناً مقيماً في نفسيات بعضٍ منا.. أما الأشكال التعبيريه للإحساس بالسعد فهي كثيره أيضاً و لك أن تجيب علي نفسك ماهية أنماطها عندما تكون فرحاً و زهواً تبعاً لغبطه خالجت النفس عند لحظات سعادتك الحقيقيه.
.. كثيرون هم من هجروا الدنيا و إلتفوا حول ربهم يتعبدون و يرجون لقاء الله تعالي.. أخرون، أدخلوا أنفسهم في حالة من الإنعزاليه و هجروا الأخرين ودنياهم علي خلفية (خذوا دنياكم هذه.. فدنياواتنا كُثرو..).. و عاشوا واقعهم الخاص قانعين به و إكتفوا به عن غيرهم.. أخرون، تقوقعوا أكثر داخل أنفسهم و قرروا الرحيل الأبدي، طالما أنهم لم يختاروا المجئ (حسب منظور البعض منهم) فإنتحروا و قرروا اللارجوع، فخاصموا الدنيا و الأخره و ربهم و إنقلبوا هناك خاسرين.. و أخرون جلسوا أحياء في الحياة، أموات في واقعها حيث كفروا بربهم و عادوه و جادلوه..!! و العياذ بالله.. و أخرون جلسوا يتأرجحون بين نعيم الدينا و جحيمها، يقارعون الخمر أو يتعاطون المخدرات أو راكضين وراء الملهيات أملاً في الحصول علي شئ من نشوة و لذهـ تخفف عنهم قليلاً من مرارات واقع الحال..!!؟؟
هكذا حال بني أدم مع الحياة (حلة جقاجق (تجقجق))..؟؟ و الذي لا يتناولها، يتأذي من رائحتها أكثر..؟؟ و الذي يتناولها بشهيه مدعياً الحكمه في تناول هذه (الحَله) و هي الحياة، يضع علي (حَلته) كميه من التوابل حتي أن مذاقها أحياناً يتحول و يجعلها (حَلة) بٌهارات..؟؟
أن نكتب حروفاً سوداء، فهذا لا يعني أنها واقع الحال الذي نعيش..و أن نكتب عن الحب و جمال دنيانا، لا يعني أيضاً أننا نعيش واقعاً جميلاً صفصافاً.. إلا أنه و إن جحدنا وجوده في حياتنا، فهو موجوووووود و لا بد أن نتطلع نحو تنقيبه و بقائه مرسوماً علي لوحة حياتنا في كل صباح و مساء و جعله الميقات الأول الذي تتبعه بقية المواقيت..؟؟
كتبت هذا و لم تكن حينها (روحي مُكركرهـ) ،كما قد يتخيل البعض، أو أن النفسيه كانت حينها في واحده من أسوأ دركات كدرها.. بل علي العكس، كتبت وأنا أعيش حاله من التوازن الداخلي قد لا أجده إذا أردت أن أكتب مثل مكتوبي هذا مره أخري..
أخيراً.. قال أحدهم.. (ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه.. فهذه قناعاتي .. وهذه أفكاري ..وهذه كتاباتي بين أ يديكم.. أكتب ما اشعر به .. وأقول ما أنا مؤمن به .. ليس بالضرورة أن ما أكتبه يعكس حياتي الشخصية ... هي في النهاية مجرد رؤيه لشئ من أفكاري)
يالله..لا نسألك، فتعطينا.. نسألك، فتمنحنا من خيرك الكثير.. نستجديك، فتغدق علينا من جزيل جودك و كرمك.. اللهم أجعلنا هداة مهتدين و لا تجعلنا ضالين مُضلين.. سائلاً الله تعالي لكم جميعاً التمتع بنعمة الحياة و حتي التمتع بسكرات(الموت) و الموت نفسه وما بعده..؟؟
و ما علي أحدٍ جنيت..؟؟
و دمتم