يا قلب حاربك الكرى
والحب منك كما ترى
ناء يقربه الخيال
فاقنع وحسبك ما جرى
فأنا الذي ذقت العذاب
وفقدت لذات الشباب
وأضعت عمري كله
ما بين أصداء العتاب
الكون يغمره الضياء
وتزينه شمس السماء
وأنا الذي غمر الظلام
روحي وأضناها الجفاء
حالفت سهدي والأنين
وسئمت دنيا السادرين
فوأدت أيام الصبا
يا قلب بالحزن الدفين
أما الهجوع فلا هجوع
مذ أن خلت منها الربوع
إلا إذا سمح الزمان
يوما لحبي بالرجوع
أطيلي الوقوف
هو الداء يعبث في أضلعي
إذا ما نعيت فلا تفزعي
ولا تبعثي صرخة في الفضاء
ولا ترسلي مدمع الموجع
فلا بالمدامع برء الجراح
فخلي النواح ولا تجزعي
ولكن عليك بحفظ الوداد
وصوني عهود الفتى الألمعي
وعيشي مدى العمر بالذكريات
وطوفي بمغنى الهوى واخشعي
وزوري ثراي إذا ما السكون
أطل وعند الثرى فاركعي
لئن ضم جسمي ذاك الثرى
لقد ضم عهدي وحبي معي
وحطي على القبر بعض الزهور
ففي الزهر ذكرى لقا ممتع
أطيلي الوقوف على مدفني
إذا ما اعتزمت بأن ترجعي
فطيفك يخفق في خاطري
وصوتك يهتف في مسمعي