أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي
كتاب من اجمل و احلى الكتب التي قرأتها قبل سنوات طويلةاتتخيلون
انني قرأت في المرحلة الثانوية .. و هو للشاعر المصري الرقيق الحرف
فاروق شوشة له التحية على ابداعه الباهي ..
و في الحقيقة لدي شقيق اكبر مني هو الذي حببني للادب قراءاته
المنتقاة و قد قرأت الكتاب من مكتبه التي ( كانت ) عامرة ثم تفرقت
و تشتت في ارجاء البلد الاربعة كشتات اليهود و للاسف لم يتبقى منها
سوى شذرات من كتب كلما اراها تأخذني الحسرة على ماضي الايام ..
اعود لموضوع الكتاب ..
ينتقي لنا الشاعر الكبير فاروق شوشة في كتابه "أحلى 20 قصيدة حب في الشعر العربي"، مجموعة من أروع القصائد الشعرية التي وردت على لسان العشاق من الشعراء العرب، فيقول في مقدمة كتابه "كثيراً ما كنت أتوقف أثناء البحث في كنوز لغتنا الجميلة أمام نص شعري فاتن، لشاعر عربي عاشق، ينطق بصدق العاطفة والشعور، وجمال التعبير والتصوير والأداء، وأقول لنفسي: ما السبيل إلى أن يضم هذا النص وأمثاله من عيون الشعر العربي كتاب واحد يسهل الإطلاع عليه والرجوع إليه والطواف بين صفحاته".
الحب على مر العصور
ويتجول شوشة في كتابة متنقلاً بين العصور المختلفة في رحلة مع عشرين قصيدة حب تبدأ من العصر الجاهلي مروراً بصفحات من الشعر الأموي والعباسي، والتوقف مع الشعراء العذريين مثل مجنون ليلى وجميل بثينة وكثير عزة وغيرهم، ثم ابن الرومي وأبي فراس الحمداني والشريف الرضي، ثم شعراء الأندلس مثل ابن زيدون، ومن العصر الحديث الشابي وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي وغيرهم في تنوع ثري.
قال شوشة عنها " أنها وجوه تضيف لتجربة الحب في الشعر العربي ألواناً وتنويعات ومذاقات مختلفة، تثريها وتعمقها، وتكشف عن جوهر الإنسان العربي والشاعر العربي في نظرته للحياة والوجود من خلال المرأة".
القصيدة الاولى :
فتاة الخدر .. المنخل اليشكري
يبدأ شوشة كتابه بالحديث عن المنخل اليشكري والذي اتهمه النعمان بن المنذر بامرأته المتجردة، وكانت بارعة الجمال فأغرقه أو دفنه حياً، ويضرب به المثل لمن هلك ولم يعرف له خبر، وكانت "فتاة الخدر" هي قصيدته الشهيرة التي قالها في زوجة النعمان وقال فيها:
نبذة عن الشاعر :
غاية العرض لسيرة شاعرنا المنخل اليشكرى ، هو ماجاء بكتب التراث والأدب ، ومنها فان المنخل اليشكرى "شاعر جاهلى، حفظ لنا الرواة عنه قصيدة ماجنة لاهية ، الى جانب أنه شاعر متظرف ، يميل الى السهولة فى القول.
وخوضا" فى سيرته الى قريب ماتقدم عرضه، ان أعوزتنا الاستزادة من سيرته ، ففى أمهات كتب التراث العربى، فهو الشاعر الذى اتهمه ( النعمان بن المنذر ) بامرأته "المتجردة، صاحبة الجمال الفتاك، فقيل أنه أغرقه، أو أنه دفنه حيا"، أو قيل أنه أخفاه، وفيه يضرب به المثل لكل من هلك ولم يعرف له خبر.، وقيل أن وفاته كانت سنة ستمائة وثلاث ميلادية.
ومن خلال قصيدته هذه التى لم تكن من ضمن المعلقات الشعرية، والتى لم تكن كذلك من المذهبات، ولم تكن من بين قصائد الفخر والحماسة، ولاتسجيل الماّثر والمحافل، نتعرف على شخصية الشاعر من خلال تك القصيدة، باستقراء وجدان الشاعر منها ، ورسم صورة تقريبية من خلال كلماتها وخطوطها، لنعرف الى أين كانت اتجاهاته ومطامحه.
فنجد أن أول مايلفت النظر فى شخصية المنخل بن الحارث اليشكرى، هى تلك الظرافة والرقة التى تنطق من ثنايا شاعريته، فيومه كيوم امرئ القيس يومان: يوم وغى وطعان، ويوم متعة ولهو وانطلاق، أو كما قال امرؤ القيس: اليوم أمر وغدا" خمر.
وان كانت هذة الطرافة والرقة والفكاهة تبلورت فى صورة أخرى وعلى نحو غير مألوف بالشعر العربى ، فنجد القصيدة ماهى الا تسجيلا" لحالة فريدة( اقتحام الشاعر لخدر محبوبته، فى يوم لهوه ولعبه ومتعته! )
وهو اذ يفعل ذلك يختار يوما" مطيرا"، لايصلح فيه قتال أو صيد أو زيارة، دالا" على أنه يوم مؤانسة وفراغ بال.
وهو اذ يدلل على أن هنالك حوارا" بينها وبينه ، فهو يبين فى الحاح يشف عن جموحه الحاد ونزواته الحادة نحوها، فهاهو يقول أنها تلمس جسمه لتقف على مابه من حرور<حرارة واشتعال> دليلا" على فحولته ورجولته، بل أنه يوعز أن فتاته قد هتفت عندما اقتحم هو خدرها سعيدة بهذا الاقتحام ، بل أنها تطرب وتهش له!
وهو اذ يخشى أن يقولوا عن هذا اللقاء أنه لقاء عابر، فقد مد للقاء بعدا" زمانيا" ومكانيا"بما يدل على أن علاقتهما لها عمق بالزمن ، حتى أنه يقول بروحه المرحة أنه يحبها وهى تحبه، وأن بعيره أيضا" يحب ناقتها...!!
إن كنـت عاذلتـي فسيـري نحو العـراق ولا تحـوري
لا تسألـى عـن جـل مالـي وانظـري كرمـي وخـيـري
وفوارس كأوار حر النـار احـــــــــلاس الــــذكـــــور
شـــدوا دوابـــر بـيـضـهـم فـي كــل محكـمـة القتـيـر
واســتــلأمــوا وتـلـبــبــوا ان الـتــلــبــب لـلـمـغــيــر
وعلى الجياد المضمـرات نــوارس مـثــل الـصـقـور
يخرجـن مـن خلـل الغبـار يـجـفـن بـالـنـعـم الـكـثـيـر
أقررت عينـي مـن أولئـك والــفــوائـــح بـالـعــبــيــر
واذا الــريــاح تـنــاوحــت بجـوانـب البـيـت الكسـيـر
ألفيـتـنـي هـــش الـيـديـن بمري قدحـي أو شجيـري
ولقـد دخلـت علـى الفـتـاة الخـدر فـي اليـوم المطيـر
الكاعـب الحسـنـاء تـرفـل في الدمقس وفي الحريـر
فـدفـعــتــهــا فــتــدافــعــت مشى القطـاة الـى الغديـر
ولـثـمــتــهــا فـتـنــفــســت كتنـفـس الـظـبـي الـغـريـر
فـدنـت وقـالـت يــا منـخـل مـا بحسـمـك مــن قــرور
ما شف جسمي غير حبك فاهـدئـي عـنـي وسـيــري
واحــبـــهـــا وتــحــبــنـــي ويـحــب ناقـتـهـا بـعـيــري
ولقد شربت مـن المدامـة بـالـصـغــيــر وبـالـكـبــيــر
فــــإذا انـتـشـيـت فـإنـنــي رب الخـورنـق والـسـديـر
واذا صــحـــوت فــإنــنــي رب الشـويـهـة والـبـعـيـر
يـــا هــنــد مــــن لـمـتـيـم يــا هـنـد للعـانـي الاسـيـر
يـعـكـفـن مــثــل أســـــاود التنـوم لــم نعـكـف بــزور
واحــبـــهـــا وتــحــبــنـــي ويـحــب ناقـتـهـا بـعـيــري
بالطبع كلنا مر عليه هذا البيت الشهير جدا" من هذه القصيدة
و هي هنا كاملة و ليست موجودة بكثرة ..
القصيدة الثانية :
أمن آل نعم ... عمر بن ابى ربيعة
الوقفة الثانية مع قصيدة فتى قريش المدلل عمر بن أبي ربيعة في واحدة من أشهر قصائده
والتي قالها في محبوبته "نعم"...
نبذة عن الشاعر :
شاعر قريش وفتاها، وهو أحد شعراء الدولة الأموية. (ولد 644 م)، أبو الخطاب، هو أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه. ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب سنة 23 هـ، فسمي باسمه.
شب الفتى المخزومي على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمارا
ومما يروى أن سليمان بن عبد الملك سأله: «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنالا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرائقهن في الكلام وحركاتهن و برع في استعمال الأسلوب القصصي و الحوار...و تتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي. وقد تغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائد هذا الشاعر.
جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. وكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه معجبا بأشعار عمر.
كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة لان القمر لا يخفى على أحد:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر
يقال أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك. وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو و المجون و ذكر النساء إلى أن توفي عام 93 هـ.
أمــن آل نــعـــم ان غـادٍ فــمبكـــــــر .. غـــداة غـــد أم رائـــح فمهجـــــــرُ
بحـاجــــة نفس لم تقل فى جوابهـــــا .. فتبلـــغ عـــذرا و المقــالة تعـــــذرُ
اهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
بآيــة مـــاقــالـت غــداة لقيتهــــــــــا .. بمدفـــع اكنـــان اهـــــذا المشـــهرُ
قفى فأنظــرى اسمــاءُ ه تعرفينـــــه .. أهــذا المغيـــرى الذى كان يذكــــرُ
لئن كان اياه ، فلقد حـــــال بعدنـــــا .. عن العهـد و الانسـان قد يتغيـــــــرُ
رأت رجلاً اما اذا الشمس عارضت .. فيضحـى وأما بالعشـى فيخصــــــرُ
أخـا سفـر جــواب أرضٍ تقــاذفــــت .. بــه فــلواتٌ فهــــو أشعث أغبـــــرُ
قليــل على ظهـــر المطيــــة ظلــــه .. سوى مـا نفى عنــه الرداء المحبرُ
وأعجبهـا من عيشها ظل غـرفــــةٍ .. وريــانٌ ملتف الحــدائق أخـــضــــرُ
ووالٍ كفــاها كــل شــئٍ يهمــهـــــا .. فليست لشـئ آخر الليــل تســهــــــرُ
وليلـةٍ ذى دوران جشمتنى السرى .. وقــد يجشـم الهـول المحـب المغررُ
فبت رقيبــاً على الرفـاق على شفا .. أحــاذر منهم من يطــوف و أنظــــرُ
فدل عليهـا القــلب ريا عرفتهـــــــا .. لها و هوى النفــس الذى كاد يظهرُ
فحييت اذ فاجأتهــا فتولهــــــــــــت .. وكادت بمخفوض التحية تجهــــــــرُ
وقـالت و عضـت بالبنـان فضحتنى .. وأنت أمـرؤٌ ميسور أمرك أعســــر
أريتك اذ ههنـا عليك ألم تخـــــــف .. وقيت و حولى من عــدوك حضـــرُ
فوالله مــادرى أتعجيــل حــــــــاجةٍ .. سرت بـك أم قد نــام من كنت تحذرُ
فقلت لها بل قادنى الشوق والهوى .. إليك ز ما نفس من النــاس تشعـرُ
فبت قريــر العيــن أُعطيت حاجتى .. أُقبـل فـــــاها فى الخــلاء فأكثــــــرُ
فيــالك من ليــل تقـــاصر طولـــــه .. وما كان ليلى قبل ذلك يقــــصــــــرُ
ويالك من ملهـــى هناك و مجـلس .. لنا لم يكــدره علينـــا مــكـــــــــــدرُ
يمج ذكى المسك منها مقبـــــــــــل .. نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـــــرُ
اجمل ابياتها :
أهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامـــــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
حيث كل من ذاق نار الهوى لابد له من ان شعر بهـذا حين يكون الشعور مضطرب
سواءاً كان بقرب الحبيب ام لم يكن ولا يطفىء سعير قلبه الا ان يكون الحبيب يبادله
نفس الشعــور .. وأظن بأن بهذا البيت يكون ابن ابى ربيعة ابلغ من وصف الم الحب
من طرف واحد .. !!
فاصل ونواصل قريبا