هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات طفلة أفريقية..

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمدمبارك

محمدمبارك



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الأحد 27 ديسمبر 2009 - 12:21

مذكرات طفلة افريقية..
كتبتها بأسمها المستعار .. (لون أساسي) على ملتقى التشكيلين..

اسمي سيسليا
اسكن في مكان بعيد
خلف النهر
أبي يدعو بوجو
وامي تدعى روسا
نعيش في كوخ
تحت الجبل
وابي يعمل في الحقل
يذهب في الصباح
ويعود في المساء
و نأكل حين يعود
وحين نجوع في النهار
نقطف الثمار من الاشجار
وامي روسا لا تذهب للحقل
فهي تنجب الاطفال
وتطبخ لنا الطعام
احب كثيرا ما تطبخه امي

اخي ماديث
لا يحب طبخ امي
ولا يحب شيئا
ذلك اليوم كسر لها قدرها الوحيد
بكت امي وخافت ان يؤذيه ابي
فاخرجت الفرانكات التي تخبئها
واعطتها لاخي جاجا
فاشتري لها واحدا جديدا
ماديث كان غاضبا على الدوام
لا يلعب معي
ماديث لا يحب ابي
يقول له : لما انجبتنا سودا ، لما نحن سود ؟
ابي لا يرد عليه
امي تنظر لابي كانها تبكي
ويخرج ماديث غاضبا
يركل الاشياء في طريقه
وفي المساء لا يعود
يغيب ماديث طويلا
وابي يقول : مات ماديث
امي تبكي وتقول : هو حي !
احب اخي جاجا
لانه لم يجعل امي تبكي
احب امي
لانها تطعمني كل يوم
وتغطيني حين ابرد
واحب ابي
فهو ياتي لنا بالطعام
ويقتل الحيات التي تزحف ليلا حيث ننام


نحن سبعة اخوة
انا اصغرهم
اجي جاجا يعمل في النهر
يصطاد الاسماك التي تطبخها امي في العشاء
وبعد ان يبيع اسماكه في السوق
يجلس على جذع الشجرة المقطوع
جاجا يحب ان يدندن بصوته
( اوكا .. اوكا )
( سن برو )
( اوكا ين ، اوكا ويبا )
( ينا سرغو بونا )
اختي ونجا تجلب لنا الماء
من النهر
تعود وشعرها مبلل
هي تجدله في ضفائر صغيرة
وتضع فيه اشياء ملونة
العب بها خلف الكوخ
حين لا تضعها على شعرها
وتغضب حين تراها على يدي
فتركض خلفي
ويا .. ويا كنت اصرخ
حين تشد أذني
هي طيبة تساعد أمي
وتقلي لها البطاطا
ولكن ذاك الشاب جعلها تبكي
ليس اسودا مثلنا
لونه ابيض كسنابل القمح ..
وابوه يملك الاشياء
اخي ماديث تشاجر معه ذاك اليوم
وجرح له ذراعه
ونجا تذهب لتساعد امه
كما تفعل كل يوم
السيدة طيبة
تعطي ونجا ما تبقى من طبخهم
هو لذيذ ومختلف
فيه اشياء لم اعتدها
ولكن طبخ امي هو الاشهى
ذات مرة تبعت ونجا الى هناك
رايتها تحلب البقرات في الحقل
وتكنس قن الدجاجات
وتطعم الخيول
ثم تركض خلف الاوز
والعرق يعمي عينيها
تعثرت ونجا فوق الاحجار
وجرحت ساقها
فصرخت انا
راتني ونجا ، فغضبت
وعادت بي
امي غضبت ايضا
وضربتني على مؤخرتي
لم ابك هذه المرة
ورجعت ونجا دار السيد
وبعد ايام
جاءت تركض وردائها ممزق
هي تبكي
وتقول لامي : انه خلع حذاءه
وجذبها بالقوة فوق السرير
ونجا بكت
وقالت لامي كلاما لم افهمه
ضربتها امي .. وصرخت ونجا كثيرا
ثم احتضنتها امي وبكتا سوا
انا اكره الشاب الابيض
واكره طبخهم
لانه جعل امي غاضبة
رايتها خلف الكوخ تبكي
ولم تخبر ابي
لكنه في الصباح قال لونجا اذهبي للعمل
ونجا قالت هي مريضة
غضب ابي وتمتم بكلمات
ونجا لم تعد تذهب هناك
أخي بوبا لا يعمل
مذ تشاجر مع الرجل الضخم
الذي يصنع معه المراكب
بوبا كان اطول اخوتي
واكثرهم وسامة
حين كنت اذهب مع امي
للتبضع
كانت الفتيات يتغامزن
فتقول لي امي :
هن فيقات بوبا
اصبح بوبا جالسا بالكوخ
ولكنه يحتطب مع امي
ويرسم على الارض
اشياء تروق لي
ذات ليلة كان بوبا بعيدا
داخل الاشجار المتشابكة
تأخر ولم تنم امي
عاد صباحا بلا ذراع
هاجمه تمساح
حين كان يغتسل
صرخت امي
وصرنا نبكي
الدماء كانت تخرج
من ذراعه
هو لا يبكي
اخذه ابي للمعالج
ربط له جرحه بقماش
وظل بوبا راقدا لايام
يشرب الكثير من المرق
وحين تعافي بوبا ..
صلت امي تشكر الله
وذبحت امي الدجاجات
التي جلبها ابي ..
واطعمت بوبا ..
دجاجة كاملة
واكلنا نحن باقي الدجاجات
وصار بوبا يرسم بيده الاخرى
رسمات اجمل
بوبا لم يعد يحتطب مع امي


نتابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدمبارك

محمدمبارك



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الأحد 27 ديسمبر 2009 - 12:32

ذاك اليوم اخذتني امي للمرأة التي اكره
دخلنا حجرتها المليئة بالاشياء
طوقتني امي بذراعها
ورفعتي على السرير العالي
وباعدت بين فخذاي
المراة البشعة تحمل مبضعا بيدها
وتقترب مني
صرخت بشدة
حين وضعت يدها على ( شيئي )
وامي تضمني على صدرها
صرخت عاليا حين ألمني ( شيئي )
حتى انني لم اعد اري
عيني امي التي تغطيها الدموع
عدنا الكوخ
وقدماي لا تقو على الحركة
حملني اخي جاجا
ووضعني على سرير امي
بكيت طيلة اليوم
ولم انم تلك الليلة ...
انتباتني الحمى
فغطتني امي باللحاف الثقيل
واعطتني شرابا ساخنا
جعل الالم يخف ..
وفي الصباح طلبت من امي
ان تفك وثاق ساقيي
رفضت وقالت ان ذلك
سيجعل جرحي يخف سريعا
جاء جاجا وحملني الى الخارج
واخذ يغني بصوته اغنيات جميلة
ظللت مريضة لعدة ايام
وامي تعد لي الطعام اللذيذ
المصنوع من كبد البقر
سقتني الكثير من الحليب
وصنعت لي حلوى المانجو
التي احب
وفكت وثاقي ..
وحين برأ جرحي
جاءت الصبية
وخرجن نلعب بعيدا عن الكوخ
واخبرني ابي ذاك المساء
ان هناك ارسالية
ستفتح بعد موسم الامطار
وعلي الذهاب
وتعلم القراءة والكتابة
ففقزت فرحا
ولكن امي قالت
هي حزينة
لان البنات اللواتي
يتعلمن القراءة يرحلن بعيدا

لدي اخ يدعى إدي
يكبرني ببضع اعوام
إدي لا يسمع
ولا يتكلم
قالت لي امي
انها حين حملت به
اصابتها الحمى
لذا جاء إدي اصما
علمته امي القليل
من الكلمات
ينطقها على نحو مضحك
وبختني امي كثيرا
حين اسمع صوته واقهقه
قالت لي ان الله
اراد ان لا يسمع
وان لا ينطق مثل ما نفعل
لذا علينا ان نحترم ارادة الرب
ادي يجيد صناعة الاشياء
ذات يوم صنع لامي
قلادة من جلد الغزلان
عليها خرز ملون
وتتوسطها خرزة بيضاء
ادي اخبرني انه صنعها من سن الفيل
حين كان يذهب للصيد مع السيد الآخر
حيث اخذه ابي ليعمل معه ..

بعدها صنع إدي الكثير
من الخرز الابيض
وذات صباح اخذت امي خرزات
إدي وباعتها في السوق
وعادت فرحة
والكثير من الفرانكات في يدها
ابتاعت منها لادي قبعة جميلة
ولي حذاءا من الجلد الجميل
ورداءا جديدا
لاذهب به الارسالية

**
اختي ويبي تعيش بعيدا
مذ تزوجت
وانجبت الطفلين
لم تعد تزورنا كثيرا
ما زلت اذكر حين خطفها
يوك
وامضت الوقت هناك
وعادت حاملا
ظلت ويبي جالسة في الكوخ
حتى ليلة العرس
حيث جاء يوك يحمله اصدقائه
كان يلبس اشياء ملونة على راسه

ورقص الجميع ..
حتى امي
ذبح ابي الابقار
وطبخت امي والنساء
اللواتي جئن للمساعدة
الكثير من لحم البقر
وعصيدة الذرة الشهية
وصنعن شرابا لذيذا
وفي نهاية الليلة
وضعت ونجا الاشياء
في سلة ويبي
ورحلت مع يوك
ودعتها امي وبكت ..

نتابع..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كمال الجمل

كمال الجمل



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الإثنين 28 ديسمبر 2009 - 17:48

لاخ محمد مبارك سلامات يارائع
ويا اخي نحن في انتظاربقية قصة هذه الفتاة وبس ما تطول الغيبة
ولك خاص تحياتي


عدل سابقا من قبل كمال الجمل في الإثنين 28 ديسمبر 2009 - 19:54 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رؤى شعيب جبريل

رؤى شعيب جبريل



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الإثنين 28 ديسمبر 2009 - 19:40

في انتظار البقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدمبارك

محمدمبارك



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الثلاثاء 29 ديسمبر 2009 - 8:08

نواصل..

حين فتحت الارسالية
ابوابها ..
كانت اختي ونجا
مريضة بعض الشيء
تبكي كثيرا
ولا تأكل طبخ أمي
وتجلس طوال الوقت
داخل الكوخ
وبطنها يزداد
انتفاخا كل يوم
ذات ليلة
تشاجرت امي مع ابي
وكان ابي غاضبا جدا
وجاء وضرب ونجا
على بطنها
ونجا صرخت
وتساقطت الدموع من عينها
امي كانت تبكي هي ايضا
فجذبت ونجا
وخرجت بها خارج الكوخ
انا صرت ابكي .. كثيرا
واختبأت خلف خزانة امي
ونمت ..
في الصباح لم اجد امي
ولا حتى ونجا
خلف الكوخ
كان اخي بوبا واقفا ..
وبيده الوحيدة كان يضرب
الاخشاب التي
جلبها أدي من رحلات الصيد
كان يضربها بقوة
حتى تصير قطع صغيرة
ناديته : بوبا .. بوبا
لم يجبني ..
اقتربت منه ..
بوبا .. اين ذهبت امي ؟!
اين ونجا ؟
كان وجه بوبا .. مختلفا
كأنه ليس هو ..
رأيت وجهه مليئا بالشر
خفت .. كثيرا..
وركضت داخل الكوخ
خلال النهار ..
جاء اخي جاجا
واعطاني بعض الطعام ..
وطلب منى ان اظل داخل الكوخ !
سألته : اين امي ؟
اخبرني انها بخير !
وستعود قريبا ..
لم ارى ابي طيلة ذاك اليوم
في الليل ..
رأيت ادي يدخل لينام ..
ظللت انتظر عودة امي
وونجا ..
ولم يعد أحد !

منذ ذلك اليوم
لم اعد اذهب للارسالية
فظللت جالسة بالكوخ
وجاجا يعد لنا الطعام
ادي يذهب للعمل .. صباحا
ويعود لينام ..
ادي لا يأكل معنا
غاب بوبا لايام ثم عاد ..
لم يعد يرسم الاشياء ..
كان يجلس تحت الاشجار ..
ولا يكلم أحد

***

ذات نهار سمعت
اصواتا في الخارج
ورأيت بوبا واقفا ..
يبتسم
رأيت امي ..
يحملها جاجا على كتفه
ركضت حيث يقفوا ..
واحتضنت امي ..
وبكت .. !
امي كانت تربط رأسها
بقماش ..
ولا تقوى على الحركة ..
وضعها جاجا على السرير ..
واخذني خارج الكوخ
وقال لي :
دعيها ترتاح
لم ارى ونجا مذاك الوقت
ولا ابي !

ونتبع احبتي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدمبارك

محمدمبارك



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 10:56

حيث ذكرت..

عدت الى الارسالية
على مضض ..
لم ارغب مفارقة امي
علمني جاجا الطبخ
وان اعجن الدقيق
واصنع لها عصيدة الذرة
صنعت لامي
الشراب الذي تحبه
وابتسمت لي حين ذاقته
امي لم تكلمني مذ جاءت
ولكنها كانت تشير لي
باصبعها ..
وتبتسم !
بعض الاوقات
كانت تبكي ..
فكان اخي جاجا
يضمها لصدره
ويطلب منها
ان تكف عن البكاء
بوبا كان ينام
خلف الكوخ
وعاد لرسم الاشياء
رأيت يوما رسومات
لاختي ونجا
فبكيت ..
حينها عرفت انها لن تعود !

الارسالية هي كوخ كبير
مليء بالنوافذ الجانبية
نجلس على المقاعد المصنوعة
من الخشب المطلي
ويبدأ الدرس ..
الاب المعلم ..
يجعلنا نصطف خارج الكوخ
طويلا خلال الصباح
نتلو الصلوات ثم نغنى ..
ويحكي لنا قصص قصيرة
وانا احب ان اسمع ما يقوله
ونذهب بعدها الى الكوخ الكبير
لنتعلم الكتابة
معلمتنا تدعى الاخت كريستنا
تلبس ملابس جميلة
نظيفة جدا ..
وتضع شال ناصح البياض
على رأسها !
تمسك بيديها كتاب
تقرأ لنا منه الكثير من الاشياء
ثم نرى الصور التي
تضعها خلفها على الحائط
صور التفاح الاحمر
على الاشجار
والموز الاصفر
التي تحبه القرود
والقطط الصغيرة
التي تشرب الحليب
والكلاب التي عليها
السلاسل
كنا نردد خلفها ما تقول
a b c d
حتى يرن الجرس الاول
فنخرج لنشرب الماء
والعصير التي تعده الاخت الكبيرة
وناكل القليل
من مربى التوت الاحمر
مع الجبن
المعدة في لفافات الخبز الابيض
ثم نعود ..
لتأتي الاخت ميري ..
وتعلمنا الرسم
تعطي كل واحدة منا ورقة بيضاء
وتطلب منا ان نرسم
كنت احب ان احتفظ
بورقة دون رسومات
لاذهب بها الى بوبا اخي ..
ليرسم لي رسمات اجمل
رسمت في ورقتي ..
سرير امي
وعصا ابي
ووجه ونجا
حين اخذت رسمتي لاريها امي
اخذت تبكي كل النهار !
واحتفظت بالورقة خلف وسادتها !
________________
تعلمت في الارسالية ..
حياكة الاقمشة ..
لكن الابر وخذتني عدة مرات
في يدي
لم ابك ..
كما فعلت فيولا صديقتي
فيولا كنت اطول مني ..
وتسكن مع جدتها المريضة
والدا فيولا لم يعد يعيشا
في الجوار
ذات يوم ساعدتني الاخت
التي تعلمنا الحياكة
في صنع رداء لاخي جاجا ..
وآخر لادي ..
وشال لامي ..
وحين كنت اعود
كنت احب ان اضع الشال على رأسي
كما تفعل الاخوات !
فتضحك امي !
التي اصبحت تخرج من الكوخ
وتعد الطعام

****

ذات يوم عدت من الارسالية
ورايت امي تكلم احدهم
وتضمه لصدرها
وتداعب شعره بيديها
اقتربت كثيرا
فابتسمت امي
ونادتني لاقترب اكثر
نظر الرجل الذي كان يرتدي
الملابس الغريبة
نحوي ..
وفتح ذراعيه ليضمني
اقتربت منه
فاخذ يسلم على ..
ورائحة جسده كانت جميلة
قالت امي : انه ماديث
اخي ماديث ؟
قفزت ورقصت كما فعلت امي !!
وجاء بوبا وجاجا وانضما الينا
في المساء صنعت لنا امي طعاما شهيا
وجاء ادي واكلنا جميعنا
ونام ماديث معنا
ولم يعد يركل الاشياء
سمعت امي تحكي له اشياء
عن ونجا
وعن ابي .. !
فغضب ماديث ..
ثم بكت امي !
ملابس ادي كانت نظيفة
وعليها اشياء معدنية كثيرة
وله حذاء طويل
من الجلد الاسود
اصبح ادي يحمل بندقية
كالاتي يُصطاد بها
قالت امي : اصبح ماديث جنديا !

في الايام التي
مكثها اخي ماديث معنا
جكي لجاجا عن الحروبات
التي نشبت
خلف المروج الخضراء
وعن البنادق التي يستخدموها
والطعام الجاف الذي يعده
طباخ الجنود
وعن الاماكن البعيدة
التى زارها
اخبر جاجا ان العالم
كبيرا جدا
وواسعا جدا
وان هناك الكثير من الناس
اكثر من اللذين نراهم
في السوق
حكي له عن الملاهي
التي يذهب اليها الجنود
في اوقات فراغهم
وعن الشراب الذي
يقدم هناك
والفتيات اللواتي يرقصن
طوال الليل
كان ماديث يحكي عن اشياء
كثيرة لم اعتدها
عن ذاك الشيء
الذي يسير فوق قبضان الحديد
ليحمل الناس من مكان لآخر
قال ماديث يسمونه : قطار
حكايات ماديث جعلتني ارغب
في رؤية ما خلف النهر !
كنت حين تنام امي
استرق السمع
كل ليلة
لسهرات اخوتي
خلف الكوخ
ولكن حين
كان يغلبني النوم
كثير من الحكايات
كانت تفوتني !
في الصباح
كنت انظف المكان
فأجد بقايا ذاك الشيء
الذي يشعله اخي ماديث ..
ويدخنه !
اخي بوبا ..
احب شرب ( الدخان) ..
فاصبحت جميع الصناديق
التي جلبها ماديث فارغة تماما
جاجا .. لم يعجبه ذاك الشيء ..
و يكره مذاقه ..

صحوت ذات صباح باكر
وانا فزعة
حين رأيت
قطرات الدم تسيل
من ( شيئي )
خفت ان يكون مرضا ألم بي ..
او ربما جرح اصابني
وانا نائمة
تذكرت ذاك اليوم
حين جرحت لي
تلك المرأة ( شيئي )
وسال منه الدم
خفت ان يكون
ذلك حدث مجددا
ولكني الآن
لم اتألم مطلقا
ركضت اخبر امي ..
والدموع تكاد تملأ عيني
لم تفزع امي كما حدث لي
قالت ان ذاك أمر ضروري
واني اصبحت امراة ..
قلت لها :
ألم أكن امراة من قبل ..؟؟
صمتت امي ..
ثم ذهبت نحو خزانتها
واخرجت ( تعويذة )
كنت ارى اختي
ونجا ترتدي مثلها
البستني امي تلك التعويذة
المصنوعة من جلد البقر
لفتها حول عنقي
وطلبت مني لا اخلعها ابدا
ثم احضرت المناشف ..
المصنوعة من القماش النظيف
وعلمتني ان اضعها
تحت مؤخرتي
كلما رأيت الدم ..
كانت المناشف ..
تعيق حركتي ..
فلم اعد استطيع اللهو والقفز
كما يحلو لي
وضعتها لايام
وكانت تصدر منها رائحة ..
كرائحة الجزد الميت
اخبرت امي
ان هذه المناشف غير صالحة
قالت امي :
علي ان اغسلها وادعها تنشف
ثم اضعها من جديد !
طلبت منها المزيد
من المناشف ..
تذمرت امي ثم اعطتني المزيد
فاصبحت املك ثلاثة مناشف
حين اضع واحدة
كنت اقوم بغسل الاخرى !
قالت لي امي :
يجب ان لا اذيع
هذا الخبر لأحد
وان اجعله سري الوحيد
لكن اخي ادي رأني
يوما اضع المناشف
اخي ادي لا يتكلم
ولن يخبر احد
ولكن حين كنت
ادق المرق
مع امي
اخي جاجا ..
حثني لاغسل ردائي
لانه ملوث بالدم
تضايقت حينها
وبكيت
ولم اذق
الطعام طوال اليوم

اخذتني فيولا الى الكوخ
الذي تقطن فيه مع جدتها
التي صنعت لنا
بعض الكعك
اللذيذ المحلي
بالعسل
وخلف الكوخ
لهونا كثيرا
حتى تعرق جسدنا
ثم طلينا وجههنا
بلحاء الاشجار
فصار ابيضا
كجدار الارسالية
والبستني فيولا
قبعة الريش
فأخذنا نرقص
وندق الارض
بأقدامنا
وفيولا تدندن بصوتها
تلك التراتيل
التي علمنا
لها الاب المعلم
وقبل المغيب عدت
كوخنا
حيث وبختني امي
واجبرتني على غسل
الاواني المتسخة
وعلى الذهاب
للنهر لجلب الماء
صباحا
قبل ذهابي للارسالية
توسلت لها كي لا اذهب
فقد كنت اخشى
الذهاب للنهر
فالتماسيح التي اكلت
ذراع اخي بوبا
لا زالت هناك
وسابقا كانت الكوابيس
تطاردني وانا نائمة
رفضت امي توسلاتي
فذهبت على مضض
وحملت الماء من الجزء
القريب للنهر
ثم رفعت
الاناء فوق راسي
وركضت نحو الكوخ
في طريق العودة
رايت ظل رجل
طويلا مثل بوبا
لوهلة خلته هو
ولكن حين اقتربت
لم يكن هو
بالقرب منه كانت
تقف فتاة لها شعر اكرد
على اذنيها اقراط
نحاسية كبيرة
تتدلى حتى تبلغ كتفها
وتضع حول اقدامها
الكثير من الخلاخل
كانت ترقص
على نحو غريب
وجسدها العاري
المغطى
بالطين اللزج
يتطاير منه العرق
لمحتني فاشارت لي
بالابتعاد
ولكن حين هممت
بمواصلة السير
صارت اقدامي
ملتصقة بالارض
اصبت بالفزغ
خاصة حين
رايت ذراعها
يسقط على الارض
ويتدفق منه الدم
الرجل الذي امامها
سمعته يضحك ويضحك
ثم ينحني على الارض
وباصبعه يتذوق دمها
ويقهقه
حينها صار جسده
كجسد تمساح ضخم
فصرخت ...
ولا ادري كيف وصلت الكوخ !
حين افقت ..
كانت امي تجلس قربي
تحمل بعض التعاويذ في يديها
وتمتم بكلمات هامسة
اخبرتني انني عدت من النهر
باكية ، ارتجف من الحمى
فظللت على الفراش
طيلة ثلاثة ليال
كنت خلالها اهذي
بكلمات غير مفهومة
منذ تلك الحادثة
لم اعد اذهب للنهر
ولم تعد امي تجبرني
على الذهاب
ولم اعد ارى ذاك الرجل ،
او الفتاة العارية !

****

حين كان اخي جاجا
يطبخ الاسماك
التي جلبها من النهر
انتهره اخي ماديث
قائلا ان الطبخ شأن النساء
وعليه ان يدع امي او سيسليا
تفعلن ذلك
جاجا واصل الطبخ
ثم تمتم بكلمات سمعها بوبا
فضحك
حينها اقترب ماديث
وقلب المقلاة على الارض
فتطاير الزيت الحار
على قدم جاجا
الذي تشاجر مع ماديث
في عراك عنيف
هرعت امي للمكان وهي تصرخ :
هوليا .. هوليا ..
تدخل بوبا وفض الشجار
امي اخذت جاجا داخل الكوخ
ووضعت له بعض العسل
حيث احترقت قدمه
بعد ايام
قرر ماديث الرحيل
عائدا للجندية
حيث يعمل
ودعته امي
واخي بوبا
وحتى انا
ثم اخرج بعض الفرانكات
من حقيبة القماش التي يحمل
واعطاني لها
كدت أطير من الفرح
فهي المرة الاولى
التي املك فيها الفرانكات
ثم
ابتعد ماديث داخل الاشجار
وسرعان ما عاد
ليدخل الكوخ
حيث يستلقى جاجا
تبعته امي
ثم انا
رايت ماديث
يعانق جاجا
والدمع يفر من عينيه
ثم رحل ماديث
اخي ماديث طيبا
ولكنه يغضب كثيرا
ولا يحب الاشياء
اخي ماديث كان مختلفا


***



وصلت ذاك الصباح الارسالية
فوجدت الابواب مغلقة
والاب المعلم يقف خارجها
ويقول بعض الاشياء المهمة
امرنا ان لا نشرب ماء النهر
دون غليه
وان نتجنب الازدحام في الاسواق
وان نشرب الاعشاب المغلية
التي تنمو في الجوار
وان نزور المعالج
حين نشعر بالحمى
لان الوباء انتشر
في بلاد ما خلف النهر
وقد يزحف نحونا سريعا
قال ان الارسالية
ستكون مغلقة
حتى يغادر الوباء
اراضينا
امرنا ان نودع بعضنا
ثم ننصرف الى اكواخنا
بحثت عن فيولا
فلم اجدها
قررت الذهاب لكوخها
لوداعها
رغم خوفي من عقاب امي
مضيت اليها
طرقت باب كوخها كثيرا
فلم يفتح احد
رايت القدر الذي
تطبخ فيه جدتها
ملقى على الارض
وبعض الاواني المتناثرة
تملأ المكان
رحت ابحث عن فيولا
خلف الكوخ
الذي اغلقت نوافذه جيدا
لم تكن فيولا موجودة
ولا اثر لجدتها في المكان
فقررت الذهاب
خارج الكوخ
وقفت تلك المرأة
التي تسكن على بعد امتار
اخبرتني
ان جدة فيولا توفت ..
فرحلت فيولا لتعيش
مع اقارب لها
حزنت لفراق صديقتي
فعدت الي امي باكية
فكثير من الاشياء السيئة
حدثت
في ذاك اليوم
اغلقت الارسالية
التي احببت
والوباء الذي اخبرنا
الاب عنه
ثم رحيل فيولا
ووفاة جدتها الطيبة

***


تلك الليلة
اعدت لنا امي حساء السمك
على العشاء
وطبخت لنا لحم الغزلان
الذي جلبه ادي
وقلت القليل من البطاطا
لم ارغب في الاكل
لولا خوفي من توبيخ امي
نمت باكرا
وافقت على صوت
اختي ويبي
واطفالها
اصبح لويبي ثلاثة اطفال
ولدين وبنت


كانت تدعى اريكا
ويبي جاءت برفقة يوك
الذي اصبح ضخما جدا
في حين ان
ويبي اختي صارت اجمل
لها شعر مجدول
في ضفائر صغيرة



حكي لنا يوك
عن الوباء
الذي حصد الارواح
هناك
وعن الجوع
الذي يعاني منه الناس
بعد الحروبات
التي نشبت
والاكواخ التي اصابتها
النيران
والاهالي اللذين تركوا
ديارهم
ورحلوا
قال ان الوباء ينتشر
سريعا
لذا جاء هو وويبي
الى هنا
خوفا من المرض
تالمت حين سمعته يحكي
ان المرض اصاب العديد
من الاطفال
وعجل بموتهم
حينها تذكرت فيولا
وخفت ان يصيبها المرض
حيث ذهبت
اخبرت امي عما
قاله الاب المعلم
عن غلي الماء
وشرب الاعشاب المغلية
وعدم الذهاب للسوق
لكن امي لم تفعل
كما قال الاب
قالت ان غلي الماء
يحتاج للكثير من الاحتطاب
ولكنها ستنقع الاعشاب
المفيدة في ماء الشرب
لم تروق لي فكرة امي
ولم اعد اشرب
الكثير من الماء
اطفال ويبي
جعلوا المكان
يمتليء بالضجة
والاشياء صارت تضيع من امي
بسبب لهوهم بها طوال اليوم




ذات نهار
قذفت اريكا قدر الماء بحجر
فتهشم كليا
وسال الماء على الارض
غضبت ويبي وضربت اريكا
امي لم تغضب مطلقا
اخذت الفرانكات التي املك
واعطيتها لامي
لتشتري آخر
استعدت امي للذهاب للسوق
فطلبت منها ان ارافقها
رفضت امي
وخافت ان يصيبني المرض
توسلت اليها
فرفضت
ثم مضت الى السوق


( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمدمبارك

محمدمبارك



مذكرات طفلة أفريقية.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات طفلة أفريقية..   مذكرات طفلة أفريقية.. Icon_minitime1الإثنين 4 يناير 2010 - 12:00

غابت امي طوال اليوم
وحين عادت
كادت الشمس ان تغيب
قالت امي ان الاسواق
اصبحت خالية
من البضائع
وان الناس
لا ياتوا كما السابق
والنسوة اللواتي
كن يبعن الاشياء
لم يعدن موجودات
قالت امي بحزن
ان كايوكا
التي تبيع السلال
والاطباق
قد توفت
وتوفى معها العديد
من الناس
بعدما انتشر الوباء
في منطقتهم
توفت بالوباء ايضا
ابنتها الوحيدة
وابنها الصغير
كان لكايوكا
العديد من الابناء
ولها زوجين
توفى الاول
غرقا في النهر
والآخر هو الذي كان
يساعدها في صنع
السلال الجميلة
كنت احب
الذهاب الى السوق
من اجل سلال كايوكا
الملونة
بعضها عليه
الريش الاحمر
وبعضها
عليه الخرز الجميل
كانت لامي
بعض السلال
ولكنها قديمة ..
امي تحب السلال
ولكنها
لا تجيد صنعها
كما تفعل كايوكا
قالت امي
لو تعلمت انا
صنع السلال
سأجني الكثير
من الفرانكات
زوج كايوكا
كان لا يحب
اقترابي من السلال
ويأخذها مني ويعيدها
الى حيث يضعها
على نحو جميل
قالت امي ان البطاطا
اصبحت غالية الثمن
وكثير من الاشياء
لم تعد متوفرة
قالت امي
السوق ربما سيُغلق
لان الناس
صارت تتكلم عن
الموت بسبب المرض
في كل النواحي
امي كانت قلقة
لان ادي اصم
ولا يعرف عن المرض
ادي لا يذهب الارسالية
مثلي
وحين حاولت امي
ان تحذره
عن المرض
ابتسم وتمتم بكلمات
كانه يقول لا تخافي
في ليلة من الليالي
اصابت الحمى ادي
بكت امي وتضرغت لله
ان لا يكون ذاك المرض
القاتل قد اصاب ادي
اشعلت امي الموقد
واعدت لادي الكثير
من شراب الاعشاب
الساخن
ظلت امي قريبة منه
وسهرت طوال الليلة
تسقه الاعشاب
في الصباح
خفت الحمى قليلا
ونام ادي طيلة النهار
ولكنه ظل يهذي باشياء
غير مفهومة
وظهرت على جلده
الكثير من البثور
اخذته امي للمعالج
فوصف له
اشياء طلى بها جسده
واعطاه ذاك الترياق
المر المذاق
تعافي ادي
ولكن البثور
ظلت على جسده
وبعد ايام
انتباتني
نفس الحمى
خفت كثيرا
وسالت امي :
هل سأموت مثل كايوكا ؟
قالت امي اني
مصابة بمرض الجدري
ويمكنني الشفاء
اذا داومت
على شرب الترياق
وطليت جسدي بالخليط
الذي وصفه المعالج
ظللت عدة ايام
ممددة داخل الكوخ
عارية والبثور
تملا جسدي
ويحكني جلدي كثيرا
حتى شعري ..
وداخل فمي ..
الخليط له
رائحة لم احبها
ولم استطع النوم جيدا
تلك الايام
وكان مذاق الاكل سيئا
بالنسبة لي
ويبي
اصبحت تساعد امي
في اعداد الطعام
ولكنها ظلت
تنام بعيدا
هي واطفالها
خوفا من المرض
وطلبت من يوك
ان يبني لها
كوخ صغير
لان موسم الامطار
قد اقترب
وافق يوك
وبدأ العمل
ساعده بوبا
وجاجا
بوبا يجيد الاحتطاب
ولكن يده الواحدة
لا تساعده
كثيرا
احضر لهم ادي
الكثير
من القش
خلال ايام
اصبح لويبي
كوخ جميل
يبعد بضع امتار
عن كوخنا
تفصلنا عنه
الشجرة الكبيرة
التي ينام عندها
بوبا خلال النهار
انشغالي
بمتابعة بناء الكوخ
جعلني انسى المرض
فتعافيت سريعا
ورحت اجلس
خارج الكوخ
وعدت لمساعدة امي
اصبحت اجيد صنع الطعام
علمتني امي
طبخ السمك
وعمل الحساء
الذي يحبه اخوتي
ذلك اليوم
ابتعدت اريكا
عن الكوخ
وظلننا نبحث
عنها في الجوار
ولم نجدها
اتجهت ابحث
عنها نحو الجبل
التي تظهر الشمس من فوقه
وقربه تعيش الكثير
من الحيوانات المفترسة
حيث ياتي ادي للصيد
ظللت امشي وامشي
وانادي عليها
فكرت ان اقترب
من الجبل
رغم اني امي
طلبت مني
الا ابتعد كثيرا
وحينها سمعت صوت اريكا
تبكي
اتجهت نحو الصوت
لاجدها
تجلس على الارض
وهي تبكي
وقدمها به جرح
حملت اريكا
على ظهري
واتجهت عائدة
عندها
سمعت صوت
الرعد القوي
وسرعان
ما هطل المطر
اصبحت اركض
نحو الكوخ
واريكا
لا تكف عن البكاء
رايت الريح
تلف المطر
حول الاشجار
والرعد يهز الارض
على نحو مخيف
واصلت
الركض
رغم ان وزن اريكا
كان يعيقني
والمطر
ببل كل جسدي
فاصحبت
لا استطيع الرؤية
جيدا
ثم
تعثرت
ووقعنا انا واريكا
على الارض المبتلة
صرخت اريكا
وبكت من جديد
حملتها واختبأت بها
تحت الاشجار
ظلننا هناك لساعات
حتى ظننت ان الليل
قد اقبل
لم اجد
ما اربط به جرح
اريكا
سوى
لحاء الاشجار
خلال ذلك الوقت
نامت اريكا
وظللت
انتظر توقف المطر
افقت
على صوت اخي بوبا
الذي كان يبحث عنا
كان برفقته
كوبا
الذي يعيش
في الجوار
كوبا
كان يرتدي قبعة
ويحمل بيده مصباح
اما اخي بوبا
فقد كان يحمل
عصا ابي
جسد بوبا
كان مبللا بالمطر
كان المكان
مظلما للغاية
ومخيفا
رغم توقف المطر
فما زالت الاشجار
يتساقط عنها الماء
والارض مبتلة تماما
ولزجة
حمل بوبا
اريكا على كتفه
يتقدمنا كوبا
بالمصباح
واتجهنا نحو الكوخ
طلب مني بوبا ان اظل
بين كوبا وبينه
وانا اسير ببطء
بعض اصوات الحيوانات
كانت تجعلني اشعر بالخوف
قلت لبوبا
هناك مصابيح اخرى
في مكان بعيد
انتهرني بوبا
هامسا : اصمتي
فهذه ليست مصابيح !
ظللنا نمضي في الغابة
الكثيفة الاشجار
والجو يميل قليلا للبرودة
وتلك الاضواء البعيدة
تنتقل من مكان لآخر
وحين اقتربنا من الكوخ
رأينا الكثير من الناس
حول الكوخ
وويبي اختي تركض باتجاهنا
وهي تبكي
حملت اريكا
وبكت كثيرا
ثم احتضتني
جاءت امي
وحمدت الله على رجوعنا
جاجا قال انه لم يبيع السمك اليوم
بسبب المطر
وطلب من امي
ان تعده للعشاء
لان هؤلاء الناس
سيبقوا من اجل العشاء
اشعل جاجا النيران
بصعوبة
لان الاخشاب
كانت رطبة ومبللة
واعدت امي القدور الكبيرة
لعمل العصيدة
وجلس يوك في الوسط
وهو يحمل ( الوازا )
التي كان جاجا
يغني مع صوته اثناء طهو السمك

اطبخت امي الكثير
من الاسماك
الذي كان مذاقه مختلفا
جدا تلك الليلة
ويبي وانا
ساعدنا امي
والنساء في اعداد الطعام
كان ادي مبتهجا
هو لا يجيد
الرقص
ولكنه كان يقفز
كالراقصين
اللذين التفوا حول يوك
حيث كان ينادي علينا
( كاليا .. كاليا )
اريكا
كانت نائمة داخل الكوخ
مغطاة بلحاف ويبي
الرقص
جعلني اشعر بالكثير
من الدفء
بعد ان كان جسدي
يرتجف من البرد
بسبب المطر
نمت تلك الليلة
قرب امي
كنت خائفة قليلا
فطلبت منها
ان تسمح لي
بالنوم قربها
وفي الصباح
كان المكان غارقا في
لفوضى
رغم الجو الجميل
الذي يعم الارجاء
وقبل ان ازيج الاشياء
واعدها مكانها
هطل المطر من جديد
اختبأت داخل الكوخ
مع امي
وانضم الينا بوبا
ويبي ركضت
الى كوخها
حيث الاطفال
وزوجها يوك
قالت امي
ان المطر جاء مبكرا
هذه السنة
استمر المطر
لعدة ايام
كنا خلال توقفه
نعد الطعام
اعدت امي الكثير من المرق
ليكون جاهزا
للطبخ السريع
لان المطر يعود سريعا
جاجا قال ان المطر
جعل النهر
يمتليء بالماء
وان الصيد اصبح
سهلا جدا


ذات ليلة
سمعنا صراخ ويبي
ركضت امي
وخلفها انا
نحو كوخ
ويبي
كانت ويبي
على وشك الولادة
امي قالت ان الطفل
ربما يأتي قبل موعده
كانت ويبي تتألم كثيرا
وتبكي
طلبت مني امي
ان اذهب واعد الماء المغلي
وجعلت ويبي تستلقى
على السرير
يوك اسرع لاحضار
تلك المرأة البشعة
التي مازلت اذكرها
حين ( ختنتني )
وختنت ويبي وونجا ايضا
تالمت ويبي كثيرا
حتى وصلت تلك المرأة
التي كانت تحمل في كتفها
حقيبة صغيرة بيضاء
دخلت الكوخ
وظلت امي معها
انا حملت اريكا
ووقفت بالخارج
صرخت ويبي
ثم سمعت صرخة الطفل
مددت رأسي فرأيت امي
تحمله
وتمسح عنه
ما علق على جسده
من دماء
كان صغيرا جدا
خلته يشبه اختى ويبي
ظلت ويبي ممددة لايام
وانا انقل لها الطعام
الذي تعده
امي
صنعت لها امي العصيدة
المصنوعة
من دقيق الحنطة
المضاف اليه الحليب
وكانت ويبي
تغتسل
بمزيج الاعشاب البرية
التي تصنعه لها
امي
قالت امي ان هذا المزيج
سيجعل جرحها
يشفى سريعا
منذ ولادة الطفل
اصبحت مسؤولة عن اريكا
لا اجعلها تغيب عن عيني
اطعمها
واسقيها
الحليب كل صباح
اريكا
كانت تحب اللهو كثيرا
وتحب ان تجلس بقرب الطفل
وتداعبه

( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات طفلة أفريقية..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مهمة أفريقية شبه مستحيلة أمام الترجي
» مذكرات محامي
» مذكرات زوج مفروس جدا ..
» شرطي يغتصب طفلة في حي المصانع
» رسالة من طفلة سودانية لأوباما

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا الثقافى-
انتقل الى: