مذكرات طفلة افريقية..
كتبتها بأسمها المستعار .. (لون أساسي) على ملتقى التشكيلين..
اسمي سيسليا
اسكن في مكان بعيد
خلف النهر
أبي يدعو بوجو
وامي تدعى روسا
نعيش في كوخ
تحت الجبل
وابي يعمل في الحقل
يذهب في الصباح
ويعود في المساء
و نأكل حين يعود
وحين نجوع في النهار
نقطف الثمار من الاشجار
وامي روسا لا تذهب للحقل
فهي تنجب الاطفال
وتطبخ لنا الطعام
احب كثيرا ما تطبخه امي
اخي ماديث
لا يحب طبخ امي
ولا يحب شيئا
ذلك اليوم كسر لها قدرها الوحيد
بكت امي وخافت ان يؤذيه ابي
فاخرجت الفرانكات التي تخبئها
واعطتها لاخي جاجا
فاشتري لها واحدا جديدا
ماديث كان غاضبا على الدوام
لا يلعب معي
ماديث لا يحب ابي
يقول له : لما انجبتنا سودا ، لما نحن سود ؟
ابي لا يرد عليه
امي تنظر لابي كانها تبكي
ويخرج ماديث غاضبا
يركل الاشياء في طريقه
وفي المساء لا يعود
يغيب ماديث طويلا
وابي يقول : مات ماديث
امي تبكي وتقول : هو حي !
احب اخي جاجا
لانه لم يجعل امي تبكي
احب امي
لانها تطعمني كل يوم
وتغطيني حين ابرد
واحب ابي
فهو ياتي لنا بالطعام
ويقتل الحيات التي تزحف ليلا حيث ننام
نحن سبعة اخوة
انا اصغرهم
اجي جاجا يعمل في النهر
يصطاد الاسماك التي تطبخها امي في العشاء
وبعد ان يبيع اسماكه في السوق
يجلس على جذع الشجرة المقطوع
جاجا يحب ان يدندن بصوته
( اوكا .. اوكا )
( سن برو )
( اوكا ين ، اوكا ويبا )
( ينا سرغو بونا )
اختي ونجا تجلب لنا الماء
من النهر
تعود وشعرها مبلل
هي تجدله في ضفائر صغيرة
وتضع فيه اشياء ملونة
العب بها خلف الكوخ
حين لا تضعها على شعرها
وتغضب حين تراها على يدي
فتركض خلفي
ويا .. ويا كنت اصرخ
حين تشد أذني
هي طيبة تساعد أمي
وتقلي لها البطاطا
ولكن ذاك الشاب جعلها تبكي
ليس اسودا مثلنا
لونه ابيض كسنابل القمح ..
وابوه يملك الاشياء
اخي ماديث تشاجر معه ذاك اليوم
وجرح له ذراعه
ونجا تذهب لتساعد امه
كما تفعل كل يوم
السيدة طيبة
تعطي ونجا ما تبقى من طبخهم
هو لذيذ ومختلف
فيه اشياء لم اعتدها
ولكن طبخ امي هو الاشهى
ذات مرة تبعت ونجا الى هناك
رايتها تحلب البقرات في الحقل
وتكنس قن الدجاجات
وتطعم الخيول
ثم تركض خلف الاوز
والعرق يعمي عينيها
تعثرت ونجا فوق الاحجار
وجرحت ساقها
فصرخت انا
راتني ونجا ، فغضبت
وعادت بي
امي غضبت ايضا
وضربتني على مؤخرتي
لم ابك هذه المرة
ورجعت ونجا دار السيد
وبعد ايام
جاءت تركض وردائها ممزق
هي تبكي
وتقول لامي : انه خلع حذاءه
وجذبها بالقوة فوق السرير
ونجا بكت
وقالت لامي كلاما لم افهمه
ضربتها امي .. وصرخت ونجا كثيرا
ثم احتضنتها امي وبكتا سوا
انا اكره الشاب الابيض
واكره طبخهم
لانه جعل امي غاضبة
رايتها خلف الكوخ تبكي
ولم تخبر ابي
لكنه في الصباح قال لونجا اذهبي للعمل
ونجا قالت هي مريضة
غضب ابي وتمتم بكلمات
ونجا لم تعد تذهب هناك
أخي بوبا لا يعمل
مذ تشاجر مع الرجل الضخم
الذي يصنع معه المراكب
بوبا كان اطول اخوتي
واكثرهم وسامة
حين كنت اذهب مع امي
للتبضع
كانت الفتيات يتغامزن
فتقول لي امي :
هن فيقات بوبا
اصبح بوبا جالسا بالكوخ
ولكنه يحتطب مع امي
ويرسم على الارض
اشياء تروق لي
ذات ليلة كان بوبا بعيدا
داخل الاشجار المتشابكة
تأخر ولم تنم امي
عاد صباحا بلا ذراع
هاجمه تمساح
حين كان يغتسل
صرخت امي
وصرنا نبكي
الدماء كانت تخرج
من ذراعه
هو لا يبكي
اخذه ابي للمعالج
ربط له جرحه بقماش
وظل بوبا راقدا لايام
يشرب الكثير من المرق
وحين تعافي بوبا ..
صلت امي تشكر الله
وذبحت امي الدجاجات
التي جلبها ابي ..
واطعمت بوبا ..
دجاجة كاملة
واكلنا نحن باقي الدجاجات
وصار بوبا يرسم بيده الاخرى
رسمات اجمل
بوبا لم يعد يحتطب مع امي
نتابع