يعتبر مستشفى الحصاحيصا بمثابة القلب لهذه المدينة الانيقة
فنبضات هذا القلب تكاد ان تتوقف عن الخفقان
زيارة واحدة لهذا المستشفى العريق
تكفى لتلمس الخلل الذى اصاب هذا المرفق الهام
تم تحويل العيادة الخارجية القديمة والذى من المفترض ازالتها
الى قسم للحوادث والذى لايمت الى هذا الاسم باى صفة
مكان كئيب ويجلب الاسى والحزن لما اصاب هذه المدينة الراقية
من اهمال متعمد..فهذا المكان وبحالته الراهنة يجلب الالام للانسان المتعافى
دعك لمن ياتيه طالبا للشفاء
الوصول الى هذا القسم يتم بصعوبة نسبة للحفريات والركام
الذى يغطى مساحة واسعة ويكاد يحجب مدخل القسم
لاتكاد تستبين ان كان هناك اصلاحات تتم ام هى مجرد انقاض
منظر اقرب الى القبح
بداخل الغرفة المسماة غرفة الحوادث عدة اسرة قديمة يستلقى
عليها المريض وبها اسطوانة قديمة اكلها الصدا تستعمل للتنفس
واحيانا يستعملها المريض بنفسه وهذا ما حدث امامى
يستلقى المريض لتتم معاينته عن طريق اطباء الامتياز
تحس انهم من الجامعة راسا الى هذا المستشفى الحزين
نفس المعطيات القديمة الهالكة المتسخة موجودة بالصالة وماهى الا مسطبة قديمة
يجلس عليها المريض ومرافقيه فى ان واحد.
هناك اهتمام واضح بمدخل المستشفى الرئيسى الذى يقودك الى العنابر التى يحجز بها المرضى
مدخل انيق اقرب الى الفخامة وماهذه الابهة الا لجباية الاموال من مرافقى المرضى
البؤساء والمحتاجين للرعاية ايضا
رسوم الدخول 1000ج للفرد واذا اكتشفنا ان هذا المستشفى هو الوحيد
فى منطقة شمال الجزيرة شمال وادمدنى هذه المنطقة متعددة الاطراف
عشرات المدن والقرى يتدفق مواطنيها يوميا اليه طلبا للعلاج او مرافقين للمرضى
الاف الزوار يعبرون هذا المدخل الانيق يوميا وفى اى وقت يشاءون بعد دفع الرسوم المقررة
ولكن ليس معنى ذلك ان يتمكنوا من زيارة مرضاهم..لان العنبر يكون مقفولا
والزيارة من المفترض ان تتم فى اوقات معينة..وغير مسموح بها حالة مرور الدكتور
وغالبا مايتم تجاوز ذلك خصما على صحة المريض
ما اردت توضيحه ان هذه الرسوم المتحصلة هى نوع من انواع الجباية المفروض
بغير وجه حق على هذا المواطن المغلوب على امره ملايين الجنيهات تتدفق يوميا على هذا المستشفى
متحصلة من عرق هؤلاء الكادحين وخصما على لبن الرضيع..
هذه الملايين يتم تحويلها اول باول الى وادمدنى رئاسة الولاية
ليستلم المسئول الذى يورد هذا المبلغ الضخم على نصيبه نقدا وعدا وفى الحال؟؟؟
فكيف لا يجتهد اذن ويتحصل على هذه الاموال من محدودى الدخل والبسطاء من اهلنا
عند وصولك الى عنبر الباطنية مثلا.. فحدث ولا حرج
العشرات يتواجدون امام العنبر صباح يفترشون الارض رجالا ونساء يتناولون وجبات طعامهم فى هذا المكان الكئيب فى منظر يدعو للرثاء والحزن
داخل العنبر هناك عدة غرف فى كل واحدة حوالى اربعة من الاسرة القديمة موضوعة عليها مرتبات متسخة وقديمة مع (طست ) واحد فى الغرفة لكل المرضى يستعملوه بطريقة محزنة
ولان العنبر يشبه عنابر القرون الوسطى فالممرض المسئول عن مجموعة المرضى
لديه كرسى وتربيزة موجودة بالصالة مع ملاحظة عدم وجود دواليب مجهزة بالقرب لحفظ الادوية
والمعدات الطبية المعقمة والتى لاتوجد اصلا.
فاذا احتاج المريض لان يعالج عن طريق الحقن ما على الممرض الا اخذ انبوب الدواء
ليتم كسره بواسطة(شنكل) الشباك ليتطاير راس الانبوب فلا يلقى له بالا ليتجمع مع البقايا فى اركان الغرفة.
منتهى التراجيديا المفضية الى البكاء
حدثنى احد العاملين بالمستشفى بكل اسى وحرقة بان كل مرافقى المرضى الذين ينامون خارج العنبر على الارض امامه مباشرة..يقضون حاجاتهم خلف عنبر المرضى مباشرة؟
لان الحمامات التى بداخل العبر هى للمرضى ومرافق واحد ينام مع المريض بالداخل.
هنا يتوقف نبض القلب فيا لهول ما الم بوطن ويا لفداحة الفقد ويا للكبرياء الكسير
اما كان الاجدى بناء حمامات داخل المستشفى لهؤلاء المرافقين للمرضى
ومن اموالهم التى يدفعونها عند عبورهم مدخل الجباية هذا..وليكن استعمالها مدفوع الاجر وليكن اجر رمزى للمحاظة على نظافتها.. احترما لانسانية المرضى والمرافقين..كفى ارهاقا لهذا المواطن البسيط
نرجو معاينة الحدث على الطبيعة ..لعلاج ما يمكن علاجه حتى لايتوقف قلب
هذه المدينة الانيقة عن الخفقان.
كانت هذه الصرخة موجهة لوزيرة الصحة منذ اكثر من عام...ومن خلال
متابعتى للحصاحيصا نت..هناك مجموعة من الصور يحتويها الموقع
عن المستشفى..يندى لها الجبين...فلنتحرك وعلى وجه السرعة
لانقاذ ما يمكن انقاذه..لتعود المستشفى مكانا لائقا..للعلاج
فمشروع نهضة الامم يبدأ بالانسان.
فليطلع ابن الحصاحيصا معتمد المدينة..على كل مايكتب وكتب
عن المستشفى..ونثق فى انه سيولى هذا الامر الاهتمام المطلوب.
معا لتعود مدينة الحصاحيصا ..لسابق عهدها..مدينة العلم والنور ..والجمال.
فمستشفى الحصاحيصا بمثابة القلب النابض..فلتعد له الحيوية والحياة.
....
عبدالمنعم سيد احمد
(حى الامتداد)
مقيم بتورنتو..كندا
منذ العام 1999