موضوع: مات والجمر ما زال متقداً بقلبه..؟؟ الجمعة 8 يناير 2010 - 22:24
يبدو أن (المعاكسات) أو المغازلات متأصلة ومتوارثة فى الأجيال العربية . والمغازلات مختلفة ، فمنها المغلف بالأدب ، وهذا مما قد يغض عنه الطرف أحياناً ، والصنف الآخر ممتلئ بثقالة الدم والرزالة ، فتجد الرجل من هؤلاء يتخلى عن وقاره ويظل يلاحق المرأة المستورة مثلما يلاحق الذباب الدبق . وفى كتاب (طوق الحمامة) يروى ابن حزم التالي : كان الشاعر يوسف بن هارون ، مجتازاً عند باب العطارين بقرطبة ، وهذا الموضع كان مجتمع النساء ، فرأى جارية أخذت بمجامع قلبه ، وتخلل حبها جميع أعضائه ، فانصرف عن طريق الجامع وجعل يتبعها ، فلما رأته منفرداً عن الناس لا هم له غيرها انصرفت اليه قائلة : مالك تمشى ورائي ؟!، فأخبرها بعظم بليته بها ، فقالت له: دع عنك هذا، ولا تطلب فضيحتي فلا مطمع لك فىّ البتة ، ولا إلى ما ترغب من سبيل . قال : إننى أقنع بالنظر ، فقالت : ذلك مباح لك ، فسألها : يا سيدتي أحرّة أنت أم مملوكة ؟قالت : مملوكة ، فسألها مرة أخرى ما اسمك ؟ قالت (خلوة) قال : ولمن أنتِ ؟ فقالت له : علمك والله بما فى السماء السابعة أقرب إليك مما سالت عنه ، فدع المحال ، فقال لها : يا سيدتي وأين أراك بعد هذا ؟ قالت : حيث رأيتني اليوم فى تلك الساعة من كل جمعة . ومضت هي فى حال سبيلها ، فيما عاد هو وذهب إلى الجامع ، ولا أدرى كيف كانت صلاته ؟! غير أن (ابن هارون) قال فيما بعد : من يومها ذاك لم أرها أبداً ، رغم أنني حرصت أكثر من شهر كامل من أن أحضر فى كل يوم جمعة وفى المكان نفسه والساعة نفسها ولا أجدها ، ولا أدرى أسَماء لحستها ، أم أرض بلعتها ؟! وإن فى قلبي والله منها لأحر من الجمر . ويبدو لي أن الشاعر قد مات بحسرته والجمر ما زال متقداً بقلبه . وأعتقد أن تلك الجارية (المملوكة) أرادت أن تتخلص منه بأدب فكان لها ما أرادت . وهى تختلف نهائياً عن امرأة أخرى فى مدينة خليجية ، عندما كانت قبل أسابيع تتسوق فى أحد (المولات) مع أطفالها ، وأخذ أحد الرجال الثقلاء يطاردها ويتابعها وبترصدها من مكان إلى مكان بإلإبتسامات والإشارات والكلمات ويرسل لها رقم هاتفه الجوال . حاولت أن تتجاهله ، وأن تصده ، وأن تشتمه ، ولكنه كان يزيد فى ملاحقتها معتقداً بالمقولة السخيفة عن النساء أنهن (يتمنعن وهن الراغبات).. ووصلت المرأة إلى مكان للألعاب وتركت أطفالها هناك يلهون ، ثم خرجت ووجدت الرجل لا يزال واقفاً يحملق فيها ، فأشارت له تدعوه وكأنها تريد أن تلاطفه ، وعندما إقترب منها ، وإذا بها تختطف عقاله من على رأسه بسرعة ، ثم تهوى به أولاً على وجهه ثم على صدره ، ومن شدة المفاجأة استدار محاولاً الهرب غير أنه تعثر بثوبه وسقط على الأرض ، عندها أخذت المرأة راحتها ، خصوصاً أنها كانت جسيمة وهو صعلوك ، وهات يا ضرب (ومن فين يوجعك) وسط استحسان وتصفيق الجميع ، ولولا تدخل (السكيورتى)، أي رجال الأمن وإفتكاكهم له منها ، لكانت (هرته) وقطعت جلده . الحقيقة أنها امرأة محترمة ، ولكن أقول لكم الحق :لو أنني شاهدتها بالسوق لأطلقتُ لساقي الريح وتركت لها السوق كله – على فكرة – بعدما قرأتُ الخبر ، أصبحتُ أذهب (للمولات) بدون عقال .
للكاتب مشعل السديري- صحيفة الشرق الأوسط
الرشيد حبيب الله التوم
موضوع: رد: مات والجمر ما زال متقداً بقلبه..؟؟ الإثنين 11 يناير 2010 - 23:22
كنت أتمني تداخل حواء هنا لأن الموضوع يعنيها في المقام الأول و بما أن حواء تستعصم دوماً بحيائها الفطري الديني، فقد ألجمت ما بداخلها و جعلته حبيساً و هكذا هي في الغالب.