هو يوم من أيام خريف عام 1985م عادة ما أخرج للتمرين قبيل الساعة الرابعة عصرا .. كان يومها الجو منعشا و عبق الخريف يملأ شوراع حي العمدة .. تمرين اليوم ليس كأي تمرين فاليوم سيحصل المنتصر في المباراة على أكياس حلوى السمسمية التي تم شراؤها من إشتراكات الأعضاء .. قبل وصولي نهاية المربوع أسمع من يناديني .. "الريشة" .. "الريشة" فقد كان ذلك لقبي في الفريق وقتها حيث كان لغالبية أعضاء الفريق لقب و أحيانا عدة ألقاب .. إلتفت للمنادي فإذا هو السموأل خضر أو "السقنقل" كما كان يحلو لنا أن نسميه كان آتيا بخطواته السريعة من منزلهم الذي يقع في نفس الشارع .. إنتظرته و أكملنا الطريق سوية نتحدث عن معركة اليوم .. إلتفت يمينا حيث توجد نقطة التجمع الشهيرة لأعضاء الفريق بالقرب من منزلي عبدالحفيظ اورك الدين و عوض الطاهر .. أستطيع أن اميز ياسر عبد الحفيظ "يسوري" و شقيقه محمد "وردي" و راشد عوض و شقيقه مرتضى .. كان البعض جالسا و البعض الاخر واقفا .. رفعنا أيدينا بالسلام و صرخنا بهم أن هيا إلى الميدان .. ظهر في تلك الأثناء علي إبراهيم الحلفاوي يحمل الكرة و رفع يده بالتحية .. أكملنا انا و السموأل الطريق إلى ميدان ماربلس الذي يقع من ضمنه ميدان فريق النجوم .. كان الجو منعشا بحق .. من على البعد أرى نقطة التجمع الثانية حيث المنطقة الغربية لميدان المريخ .. حيث عمود الكهرباء الملقى على الأرض لا أحد يدري من أين أتى هذا العمود مثل أشياء كثيرة في بلادي لا ندري من أين أتت !!. كانت نقطة التجمع الثانية تضم أحمد بابكر "الكوني" و عبده "كاسر" أو "كسر" بضم الكاف و ممدوح عليش و صلاح السر و طلال عبيد و بدر نمر "القرج" .. كانوا يتحدثون و يضحكون .. تستطيع أن تميز ضحكة عبده كاسر المميزة .. كانت الحياة غضة وقتها و كنا صغارا لا نعرف هما .. كانت النفوس صافية و متطايبة .. تجمعنا في الميدان نركل الكرة و نتبادلها قبل أن يبدأ التمرين .. حينها أطل صداح فاروق بمشيته المميزة و بمعيته عمر حسين "أب ساقين" و أمين حسن "رحمه الله" .. كان الكل متحمسا و متأهبا .. أوكل أمر "العزلة" أو إختيار الفريقين لي و لعلي الحلفاوي و أوكل أمر التحكيم لصداح ربما حتى لا يعترض على الحكم في حال هزيمته !! تم توزيع الفريقين .. السموأل متحفز كعادته كأنه يلعب نهائي كأس القارات .. ياسر عبد الحفيظ يواصل المزاح .. شاكر صلاح في حراسة مرمى فريقي .. الكل مطالب بالجدية اليوم .. صداح هو الخصم و الحكم ... لم تكن هناك صافرة و لا كروت صفراء أو حمراء وقتها .. كانت البين الناس عامرة حتى إذا حدث فاول .. بنات كمبو حاج علي يقطعن الميدان من جهته الجنوبية راجعات من السوق يطلقن الصيحات و الضحكات .. كثيرا ما أثر مرورهن على أجواء المباريات !! .. عمر حسين في المرمى الآخر و قريبه إدريس "تضاريس" بالقرب منه في خط الدفاع .. أحمد "الكوني" بدأ بالإحتجاج على التحكيم قبل أن تبدأ المباراة !! صفق صداح معلنا بداية موقعة السمسمية !! .. سقيا لها من أيام ،،،