- Enas Adawi كتب:
- اشتقت ليك ساعة المساء فرد الجناح ولملم مصابيح النهار
والكون شرب لون الجراح والعتمة نامت فى الدروب والليل لبس اجمل وشاح
فى اللحظه اشتقت ليك واحتجت ليك
فى اللحظه والناس بتسئل عن بلاد اصلو مامعروفه وين
ياقلبى لى زول بيئن حاضن الاسىء عبر السنين
فى اللحظه ديك اشتقت ليك شوق السحابة الراحلة
فى جوف الشتاء عطشانه تحلم بالخريف بقيت ضعيف
فى اللحظة ديك مديت معابر شوقى ليك
وحنين حنينى الطاغى ليك
كايس مجيك
وداير يجيك
فى اللحظه ديك اشتقت ليك واحتجت ليك
حين توارت الشمس غروبا بين الجبال .. وأسدل النور خيوط الظلام .. واختلطت أمام ناظري الألوان .. من زرقة السماء .. إلى اصفرار الشمس مع احمرار الشفق ..مع بياض الغيوم وسواد الليل القادم .. وقفت أمام هذه العظمة عاجزة عن التفكير
يا للجمال ويا للعظمة ! ما يخلق هذا الكون إلا عظيم .. فأين الذين عبدوا الطبيعة لينظروا هل للطبيعة أن تصمد أمام هذه العظمة ؟! أم أين الذين عبدوا الحجارة هل عميت أعينهم عن رؤية هذا الجلال ؟! أم أين الذين تعاموا عن التفكر في هذا الكون الفسيح تعالوا شاهدوا ما أعجب هذا الكون الذي تعيشوا فيه .. تفكروا تزدادوا أيمانا ويقينا .. تفكروا تزيدوا قربا من الله وطاعة له .. ما ميزكم الله عن المخلوقات إلا بالتفكر .. إن تفكركم فيما خلق الله .. وفي نظام هذا الكون العظيم .. يجعلكم تقرون
بضعفنا ـ نحن البشر ـ وأننا لا نسوى شيء أمام هذه العظمة .. ومع هذا ميزنا الله واختارنا لعمارة الأرض وسخر لنا كل ما في الكون لنسعى سعيا محمودا ... فما بالنا قد قلبنا النعم نقما ؟! وغيرنا التعمير إلى تدمير ؟! هل ستغفر لنا هذه المخلوقات ما عملنا ؟! حين استخدمناها لغير ما خلقت له... فترانا إلى ما نهانا الله عنه مسارعين وعما أمرنا الله به معرضين...
فيا للأسف أيها الإنسان حين تغشاك حب الدنيا وتناسيت أنك يوما ستسأل .. لن أقول ستسأل عن كل شيء فحسب .. بل والله سنسأل عن كل قطرة دم ضختها قلوبنا إلى كل عضو من أعضاءنا فاستخدمناه فيما يغضب ربنا
لا تحسبن ـ أيها القارئ لهذه الأسطر ـ أن هذا القول مبالغة أو أنه تعقيد .. لا والله بل هو الحقيقة فحين أنعم الله عليك بالبصر وغيرك الكثير ممن لا يبصرون واستخدمت هذه النعمة لترى بها ما يغضب الله وما لا يفيد تكون فرطت في خير وهبه الله لك واستحققت به العقاب غير أن الله يمهل .. وحين أعطاك الله السمع فسمعت به ما منعت من سماعه وغيرك الكثير ممن لا يسمعون تكون عصيت الله بنعمته ولو شاء سبحانه ما أسمعك غير أننا في دار ابتلاء واختبار والخيار لك
فكن فطنا ودع عنك غبار الدنيا وما حوته فما هي إلا دنية فانية .. ولا تحسبن أبدا أن طاعة الله والتقرب منه ستمنعك مما تحب .. لا بل قرب الله يهبك كل ما تحب وترضى لن تمنع من شيء تشتهيه .. بل يهذبك الدين وطريقة حياتك .. فكل شيء حرام له بديله الأنفع بالحلال .. فتورع وعش مع الله
فللحياة مع الله طعم لا يوصف بالكلمات وحلاوة لا تشبه الشهد .. بل هي أحلى والله
طمأنينة وراحة وسرور وكما قيل لو علم الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف فما أن أعظم أن تكون قريبا ممن بيده أمرك وحياتك .. إن احتجت شيء ـ وكلنا محتاجون وحاجاتنا لا تنتهي ـ أعطاك وأكرمك وإن رجوت شيء لا يخيبك .. وإن اقترفت ذنبا سامحك وعفا عنك .. فما أعظمه من إله وما أكرمه من
من رب .. في هذه الأثناء لم أنتبه إلا على صوت أمي تناديني أن وقت الصلاة ـ صلاة المغرب ـ
كاد أن يفوت
فقمت إلى الصلاة تغمرني فرحة وسعادة لا أعلم سرها ... ويتغشاني سرور لا أعلم مصدره