الرسالة دي مرسلة لأيدي راجفة إقتلعت كاميرا دوت كوم من مرقدها الآمن ، وددت لو ساهم كل من يمر بـهذا البوست في كتابتـها ، فعلى ما أرى أنا كاتب هذه الرسالة (( على الأقل )) بأن علاقتي بـتلك الكاميرا فيـها شي من الحميمية ، فقد جابت بيت والدتي بت العوض عليـها رحمة الله تعالى وبركاته شبراً شبرا ، واطلعت على كثير من خصوصيات هذا البيت المتواضع ، ومازالت تلك الصور في ذاكرة الكاميرا وذاكرتي على حد السواء ، لذلك فمن غير المتصور أن ندعـها تذهب فور قود ، وسوف أبدأ في كتابة هذه الرسالة وسأنتظر إضافاتكم ومعاً حتى نسترد بصرنا غير خاسئاً ولا هو بحسير ،،
عزيزي الفاضل ،،
لك مني خالص الود وأرق التحايا ،،
قبل ثلاثة أيام من الآن نعى ناعي الموقع تغييب كاميرا دوت كوم بفعل إقتلاعك لـها من مضجعها الآمن بعربة أحد أعضاء الموقع ، ظناً منك بأن فعل الإقتلاع سيصيبه بمكروه ، وقد غاب عنك حينـها المكروه الذي أصابنا في مقتل قصدت ذلك ام لم تقصد ، فقد قمت بإقتلاعـها على حين غرة ، بعد أن حطمت زجاج قلوبنا وأفئدتنا.
ولا أخفي عليك صعوبة التعايش مع واقع تغييب من يتحسس مواطن مواجعنا وآلامنا ، ويعمل ليلاً ونـهارا يبني في جسور تواصلنا الاجتماعي والسياسي والثقافي ، بعين لا يعرف النوم إليـها طريقاً ، وعزيمة تحاكي الصخر قوة وثباتا ، فكيف وجدت الطريق لإقتلاعـها ؟؟ وكيف طاوعك قلبك لفعل كهذا ؟؟.
فأعلم عزيزنا الفاضل بأن صاحب العربة الذي حطمت زجاج عربته سيقوم بإستبدال الزجاج الذي قمت بتهشيمه بآخر جديد يؤدي الغرض وأكثر ، ولكن ليس من السهل إستبدال الكاميرا بواحدة أخرى ، وذلك لأسباب عايدة لخصوصية علاقة الكاميرا بأصحابـها ، فقد خاب ظنك حينما إعتقدت بأنـها خاصة صاحب العربة ، لا فهي ليست كذلك بل إنـها لأناس يصعب تعدادهم في هذه الرسالة ولو إستعنا بمساحة مئات المواقع المماثلة.
فمنـهم من يرقد الآن متوسداً يمينه وروحه عند مليك مقتدر ، نعتهم تلك الكاميرا بقلب راجف وعيون دامعة ، ومنهم من ينتظر على مشارف مقابر النفايات والمواد السامة بالقرب من محالج الحصاحيصا ، ومنهم كذلك من هو كائن الآن بمشفى عبد القادر الشين لغسيل الكلى ، ومنهم من يجلس الآن في عراء مدرسة أركويت للبنات ومن يقاوم حمى الملاريا في كمبو حاج علي والرحمانية.
..................................