من داخل مشرحة الخرطوم………..الكلاب المتوحشة

عفوا هذا الموضوع كان من المفترض ان يعرض في وقت مضي ولكن عزرا للقراء الاكارم انتظرت حتي اري ماتوصل اليه الشارع العام عنه
الان اقول ان ظهور هذه الكلاب كان قبل اكثر من سنتين وسوف ادلل علي هذا بادلة شاهدتها بام عيني
اول هذه الادلة كنا ان ومجموعة من الزملاء مكلفين باعداد تقرير عن احدي المواد في مجال التشريح الجنائئ وكان مكان العمل (مشرحة الخرطوم الجنائية)تحت قيادة الدكتور:صابر(اختصاصي التشريح الجنائي) كنا نحضر باكرا لكي نبدا في العمل سريعا وكنا دائما مانبدا بتشريح الاطفال واقول :صادف اسبوعا كاملا نجد اطفالا حديثي الولادة قد احضروا من قبل الشرطة قد وجدتهم في العراء (اطفال غير شرعيين) وعندما ندرس اسباب موتهم اولا:نفحص عليهم خارجيا فنجد ان بعضهم قد تقطعت اوصاله ولم يبق منه الا اجزاء بسيطة تدل علي انه كان انسانا وياتي تقرير سبب الوفاة(ان كان قد ولد حيا اوميتا)التعرض لتقطيع بواسطة الة حادة قريبة من قاطعة اقرب لان تكون انياب حيوان مفترس (هذا هو تقرير الوفاة) هذا هو الدليل الاول علي وجود هذه الحيوانات المفترسة منذ سنة2008
الدليل الثاني:كنت في بداية سنة 2009اعمل في مستشفي الحصاحيصا قدمت الينا حالة نادرة من جهة ما (قروية)في الحوادث ,الحالة هي :فتاة في سن الشباب تعرضت لهجوم من حيوان في جنح الليل وهي نائمة منزلها ولكن المنطقة عامة( خلوية) ,هذا الحيوان نهش جزءا من كتفها وهرب ,عولجت الفتاة ولكن لم تتحسن,وبعد 15 يوم من الحادثة احضرت الي المستشفي للعلاج وهي في حالة متاخرة جدا
في البداية ظننا انها مصابة بداء السعر ولكن بالفحوصات تبين غير ذلك ,لم تمضي سواء 3ساعات حتي توفيت الي بارئها
خلاصة الموضوع
هذا الكلاب الضالة او ان صح التعبير الحيوانات المتوحشة هي موجودة سوا لوحظت ام لا واقول :ان في هذا العصر الذي كثرت فيه جرائم القتل –وظاهرة رمي الاطفال الغير شرعين في العراء وتعرضهم لهذه الكلاب اكسب الكلاب خاصية اكل لحوم البشر واستساقتها ,صحيح قد عقدت الندوات في هذا الموضوع ومنهم من ارجا الاسباب لاشياء كثيرةمنها:
هروب الزئاب من مناطق تنقيب الزهب
المتاجرة في نوع معين من الكلاب يستورد من الخارج فتهجنت مع الكلاب المنزلية
اختلاط الكلاب البوليسية مع الكلاب الاخري
ومنهم من يقول انها زئاب ليست بكلاب
ولكني كنت حاضرا لندوة اقيمت في العاصمة تتكلم عن هذا الموضوع وذكرت تلك الاسبا جملة وتفصيلا ولكن ما شد انتباهي ان هناك راي يقول بان هذه الكلاب قد تعودت علي اكل لحوم البشر عن طريق هجومها علي الطفال الغير شرعييين المرميين في العراء في جنح الظلام
اذن التاريخ يرجع بنا الي الوراء الي سنة 2008 ونحن نعد تقريرا عن فصل من فصول التشريح الجنائي في مشرحة الخرطوم الجنائية (وهذا هو الدليل الثالث علي صحة كلامي في البداية)
نعم الكلاب المتوحشة موجودة منذ فترة ولكن………………

آخي محمد صديق والله وانت بتسرد في القصة دي افتكرتك بتقصد كلاب متوحشة أخرى غير الكلاب صاحبة الإسم وحينما ذكرت المشرحة راح عقلي لموضوع الطالب المسكين
المهم قد تكون حكاية المواليد التي يتم التخلص منها بوضعها في أماكن مهجورة أو شبه مهجورة لها دور كبير في تعود الكلاب على لحوم البشر كما ذكرت
أذكر أنني في ثاني أيام عيد الأضحى في عام ١٩٩٥ وقرابة السادسة صباحاً تقريباً كنت متوجهاً من بيتنا في الحلة الجديدة إلى منزل أختي في الحي الأوسط (حينما كانت تسكن هناك)... حيث كان هو اليوم المقرر لذبيحتهم .. حسب الجدول المخطط له... وكعادتنا حينما نحب الذهاب إلى السوق أو الحي الأوسط نمشي مع خط السكة الحديد .. وبعد أن تخطيت نادي الشبيبة على يساري وعند كبري السكة الحديد في منطقة الخور.. وقبل أن أضع رجلي على أول درجة من درجات الكبري سمعت ما يشبه صراخ طفل صغير ... وقبل أن أنقل رجلي الأخرى .. عاد الصوت .. فتسمرت في مكاني ... وبدأت دقات قلبي تتسارع .. وعقلي يرفض فكرة أن يكون هذا طفل ... ويقول لي يمكن أن يكون الصوت آت من الحلة الجديدة أو بيوت الحي الشرقي الجديد أو البيوت التي خلف نادي المريخ ... أو ... أو... .. وكان الجو بارداً والهواء لاسعاً.. وقبل أن أستمر في مزيد من الأفكار .. سمعت الصوت مرة أخرى .. وحينما التفت على يساري تحت الكبري رأيت ما خشيت أن أراه ... مولود موضوع على بشكير باللون الوردي .. يصرخ حينما يلفحه الهواء البارد ..وقبل أن أتحرك من مكاني التفت يميني فإذا بأخي أمير تاج الدين يخرج من بيتهم متجهاً نحوي .. فصحت به منادياً ... ورفعت رأسي لأشاهد الصادق عثمان آتياً نحوي .. فقلت لهما : شايفين اللي أنا شايفه؟
فلم أسمع إلا وهما يحوقلان : لا حول ولا قوة إلا بالله!!!
فنزلنا إلى المسكين ... ووجدنا لونه تحول إلى اللون البني القاتم من شدة البرد فلففناه .. ولم نجرؤ على لمسه أو محاولة تدفئته بآجسامنا .. خشية المساءلة القانونية وحفاظاً على أي أدلة يمكن أن تكون موجودة .. وبصفتي أول من شاهده وبصفتي عضواً في اللجنة الشعبية - وقتها - طلبت منهما انتظاري إلى أن أقوم بإبلاغ أقرب شرطة ..
وحينما وصلت نقطة شرطة الحلة الجديدة .. وجدت العسكري في آخر نومة .. فقمت بإيقاظه وإخباره بالبلاغ .. وكان شاباً صغيراً.. فكاد الحبيب أن يجن .. ونزل من الطرف الآخر للسرير الذي ينام فيه.. وبعد أن استجمع قواه .. أخذته ونحن ذاهبين .. شاهدنا أخونا عبدالرؤوف الدامر في سيارته فأخذناه ووصلنا وقد وجدنا التجمع قد زاد والمسكين يصرخ من الألم .. ورفعناه وأكملنا بقية الإجراءات بوجود الشهود ... وعلمت فيما بعد أنه تم تسليمه إلى المستشفى قسم الولادة ... حيث تبنته بعد ذلك إحدى الأسر من الجنيد...
ومن يومها وأنا لا تفارقني تلك اللحظات وما زالت صرخته تدوي في أذني تحملنا جميعاً المسؤولية ..وما زلت أفكر... ماذا لو عثرت عليه أحد هذه الكلاب ..
وأي ذنب جنته الأم ... والأب في لحظة شهوة زائلة.. ومن ذلك الذي أشار للأم برميه في هذا المكان وشاركها هذا الجرم الفظيع .. .فهي إذاً لم تشرع في قتل نفس واحدة ... فهي أطعمته للكلاب .. وانتشر هذا المرض وسطها وانتقل من جيل إلى جيل وشاركت في خلق نوع جديد من هذه الكلاب المتوحشة ..
فإلى متى سيستمرون في حصد السيئات والأوزار؟؟؟
نسأل الله أن يلطف بنا وبأهلنا ... وبأمته جميعاً
فمن قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً..

والله مانقدر نقول يا ابونوره شئ الاحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله.