عتـاب من القبر
يا ايها الطيف البعيد فى القلب شىء من عتاب ودعت ايامى وودعنى الشباب
لم يبق شىء من وجودى غير ذرات التراب
وغدوت يادنياى وحدى لا انام الصمت الحان ارددها هنا وسط الظلام
لا شىء عندى لا رفيق ولا كتاب لم يبقى شىء فى الحنايا غير حزن واكتئاب
فلقد غدوت اليوم جزء من تراب بالرغم من هذا احن الى عتاب
اعطيتك الحب الذى يرويك من ظمأ الحياة
اعطيتك الأشواق من عمر تداعى فى صباه
قد قلت لى يوما سأظل رمزا للوفاء
فاذا تلاشى العمر ياعمرى ستجمعنا السماء
ورحلت يوما للسماء وبنيت قصرا من ظلال الحب فى قلب العراء
وأخذت أنسج من حديث الصمت ألحانا جميلة
وأخذت اكتب من سطور العشق ازجالا طويلة
ودعوت للقصر الطيور وجمعت من جفن الأزاهر كل انواع العطور
وفرشت ارض القصر أثواب الأمل
وبنيت أسوارا من الأشواق تهفو للقبل
وزرعت حول القصر زهر الياسمين قد كنت دوما تعشقين الياسمين
وجمعت كل العاشقين فتعلموا منى الوفاء
وأخـذت أنـتـظر اللـقـاء
ورأيت طيفك من بعيد يهفو الى حب جديد وسمعت همسات الهوى تنساب فى صوت الطبول
لم خنت يا دنياى
أعطيتك الحب الذى يكفيك عشرات السنين وقضيت أيامى يداعبنى الحنين
ماذا أقول وحبى العملاق فى قلبى يثور
قد صار لحنا ينشد الأشواق فى دنيا القبور
قد عشت يا دنياى أحلم باللقاء وبنيت قصرا فى السماء
القصر يا عمرى هنا ابقى القصور فهواك فى الدنيا غرور فى غرور
ما أحقر الدنيا وما أغبى الحياة فالحب فى الدنيا كأثواب العراة
فاذا صعدتم للسماء سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب
سترون أن الناس صارت كالذئاب
سترون أن الناس ضاعت فى متاهات الخداع
سترون أن الأرض تمشى للضياع
سترون أشباح الضمائر فى الفضاء تمزقت
سترون الام الضحايا فى السكون تراكمت
واذا صعدتم للسماء سترون كل الكون فى مرآتنا
سترون وجه الأرض فى أحزاننا
أما انا فأعيش وحدى فى السماء
فيها الوفاء والأرض تفتقد الوفاء
ما أجمل الأيام فى دنيا السحاب
لا غدر فيها
لا خداع
ولا ذئاب
تسلم أخ عثمان علي فاروق جويده
بالجد روعة
تقبل مروري