شكرا حسن وراق على هذا التلخيص
اتمنى ان يتضامن الجميع لهزيمة مرشح المؤتمر الوطنى لكى يتعلم الجميع وان يعوا الدرس من هذا الشعب العملاق أن كل من يلوث نفسه برداء المؤتمر الوطنى لن يجد القبول منه .
اسمح لى ان اصحح معلومة وردت فى هذا التلخيص وهى تاريخ استشهاد الشهيد عبدالمنعم رحمة
لقد تم اعتقال الشهيد عبدالمنعم رحمة من منزله فى حى القبة بودمدنى ، جاءته كتيبة من كلاب الامن مدججين بالاسلحة بعد منتصف الليل وانتزع من احضان ابنائه وزوجته واودع زنازين الامن فى حى 114 بالقرب من ادارة الكهرباء وظل يتعرض لتعذيب هناك لا يتحمله بشر ، كان يوميا يقاد خارج زنزانته ليلا ويتناوب عليه كلاب الامن بالتعذيب ، الضرب بالايادى والهراوات واجباره على أداء حركات مثل أرنب نط وغيرها وكان يوضع على حافة تربيزة وظهره محنى عليها حتى تمزق جلده ولكنه رغم ذلك كان عندما يأتون به الى زنزانته كان يبعث التفاؤل فى مرافقيه من المعتقلين ، كان ينشد قصائد محجوب الشريف التى تدعوا للصمود ، لم تلن له قناة ولم ينحنى لهم مما اغضب كلاب الامن فاستشاطوا غضبا وضاعفوا عليه جرعات التعذيب ثم قرروا نقله الى الحيصاحيصا وتسليمه الى كلاب الامن القابعة قبالة نهر النيل الازرق فى جهة المحافظة والمحلية ، كان ذلك فى عام 1994
وفى الحيصاحيصا فى ذلك التاريخ كان تيم افراد الامن يتكون من
نبيل عبدالصادق - ضابط اصلا من واوسى ويسكن الدروشاب
جمال بدوى ابشر ( ودحلوة ) الحيصاحيصا
صديق عبدالمطلب - قرية المناصير غرب المسلمية
حسن العوض - من قرية دلوت
عزالدين الصول - المايقوما
أمير مصطفى
ابراهيم الشهير بشيش - حى الامتداد الحيصاحيصا
حيدر على موسى - ضابط الامن الاقتصادى - المحالج - من جبل اولياء
صديق محمد بخيت - الطالباب
سعيد - من الطالباب
على عبدالباقى
وآخرين
ظل الشهيد عبدالمنعم رحمة يتعرض للتعذيب فى زنازين الامن بالحيصاحيصا بصورة وحشية تنم عن مفارقة هؤلاء الوحوش لأى ذرة او قيمة من قيم البشر والانسانية ، لقد نزعت من قلوبهم الرحمة وحتى قيم الدين الذى يتشدقون به كانوا هم ابعد الناس عنه ولا الاعراف السودانيه ولا قيم الرجولة والفروسية التى تمنع من مهاجمة الشخص الاعزل والاسير ، بل كانوا اجبن خلق الله لأنهم لا يستطيعون مواجهة الرجال وهم بعيدين عن هذه السلطة التى يمارسونها الا بتخفى وتحت جنح الظلام ، هم مرضى نفسانييين وكما وصفهم وشخصهم طبيب سودانى اخصائى فى الامراض النفسية والعصبية فقال انهم يتسمون بحب التسلط وبالكراهية والحقد على الآخرين والشك والتوجس وهم عادة يعانون من خواء عاطفى وضمور فى المشاعر وفقدان الضمير وانعدام روح الانتماء والهوية وتكون لديهم ميول لا اجتماعية سايكوباتية ونزعات انحرافات سلوكية وسادية متجزرة ويفقدون القيم والاستقامة ولا يتورعون فى تنفيذ اى افعال ضارة بالآخرين لازلالهم واهدار انسانيتهم ولا يقيمون وزنالأحد ولا يحترمون آراء الغير ولا يقدرون وجهات نظرهم ويتميزون بالاحادية والتعصب وقد تبطرهم السلطة اذا آلت اليهم واستحوذوا عليها ويدعون امتلاك الحقيقة المطلقة والحكمة وفصل الخطاب وتبدوا عليهم الشراسة ومظاهر العنف والعقد النفسية ويرهبون الناس لاطاعتهم وموالاتهم واتساقا مع اتجاهاتهم العدوانية يشعرون بالعظمة والكبرياء عند ممارسة عمليات التعذيب ويشعرون بالاعتداد بالنفس والشعور بالمتعة واللذة السادية ويكونون مندفعين بنوع من الهوس المرضى لارضاء دوافعهم الخاصة المريضة ويكون ممارسة التعذيب بالنسبة لهم كتعويض عن شعورهم بالنقص ولتخفيف الضغوط والتنفيس والتفريج عن توتراتهم العاطفية والعصبية فى بعض الاحيان.
تحت هذا التعذيب اللا انسانى خر الشهيد وفاضت روحه الى بارئها فى ليلة شديدة التوحش والوحشية ، ليلة كئيبة ، كان ذلك داخل زنازين الامن بالحيصاحيصا فى عام 1994 ، حلقت روحه الطاهرة عاليا الى بارئها وتركت هؤلاء الوحوش حيرى مع جسده ، تركتهم يواجهون غرائزهم الدنيا ، ايديهم ملطخة بالدماء ، انيابهم واظافرهم تسيل منها الدماء ، فكروا فى طريقة دفنه بمقابر الحيصاحيصا ، ثم فكروا فى فبركة تقرير طبى يعفيهم من المسؤولية ، ثم فكروا فى كيفية اخبار أهله واخيرا وجدوا ضالتهم فى حسن عبدالعزيز ذلك الانقاذى ومسؤول الشؤون الدينية والانقاذ بودمدنى ومقدم برنامج فى اذاعة ودمدنى ، ذهب هذا الرجل وعند صلاة الصبح وجد عم الشهيد ذاهبا الى صلاة الفجر فأخبره بأن ابن اخيه وزوج بنته عبدالمنعم رحمة توفى الى رحمة الله تعالى بالحيصاحيصا وان جثمانه قد احضر فى مكاتب الامن بودمدنى وطلب منه الذهاب لتسلمه وكان الخليفة على يعرف ان زوج بنته فى قبضة زبانية الامن ، الجمه الخبر وصعقه فجلس على الارض لا تحمله رجليه وعندما استعاد وعيه فكر فى كيفية توصيل الخبر لزوجته ، تم استلام الجثمان من مكاتب الامن بودمدنى بعد احضاره من الحيصاحيصا وعند الكشف عليه وجدت آثار التعذيب على كل انحاء جسده ، فى رأسه وفى بطنه ، جروح وسجحات واورام .
خرجت مدينة ودمدنى عن بكرة ابيها تحمل الجثمان وتطوف به فى الشوارع وكانت الجماهير تهتف منددة بهذه الوحشية وبجهاز الامن وبحكومة الانقاذ ، انحنت حكومة ودمدنى للعاصفة الذى كان واليها آنذاك دكتورابراهيم عبيدالله ، كانت قوات الامن والشرطة تراقب الجماهير عن كثب دون تدخل لأنهم عرفوا لحظتها ان تدخلوا سوف تحدث مذبحة رهيبة .
أمر دكتور ابراهيم عبيد الله مولانا الامين ابوقناية بعدم الذهاب والصلاة على المرحوم وعدم مخاطبة الناس ، احضر مولانا لابراهيم عبيدالله بواسطة الامن وتم تحذيره .
تم فتح بلاغ اجراءات اولية ، تم تكوين لجنة تحقيق مكونة من وكيل النيابة الاعلى نمر وضابط شرطة وحصرت اللجنة الاتهام فى خمسة ولأن من مستلزمات فتح بلاغ ضد افراد الامن يجب اخذ اذن من مدير جهاز الامن ( الخصم والحكم ) منذ 1994 وحتى تاريخ اليوم لم تستكمل اجراءات البلاغ .
هل يفلتوا من العقاب ؟
هل يفلتوا من العذاب ؟
هل لهم ضمير مثل البشر يؤرقهم عندما يضجعون ليلا ؟
هل يستعرضون حياتهم مثل شريط سينمائى ويشاهدون انفسهم وهم وحوش مفترسة ملطخين بدماء الابرياء ؟
هل يخبرون زوجاتهم وابناءهم بأفعالهم هذه ؟ ترى ماذا يكون رد فعل عائلاتهم ؟