في الختام جاء حديث امام الانصار ورئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي لترتفع الحناجر بالهتافات المدوية والتهليل والتكبير حتي طلب الامام من الحضور تعطيل كل الحواس ماعدا السمع والبصر ليقدم محاضرة بلغة السهل الممتنع اكثر امتاعا .
بدأ الحديث بالسؤال ، شنو الخسرو السودان بقيام انقلاب الانقاذ؟؟
الخسارة الاولي :انتقل السودان من دولة مؤسسات بقوانينها الي دولة حزبية ليضيع السودان بسبب المحسوبية الحزبية .
الخس
ارة الثانية : الانتقال من دولة الرعاية الي دولة الجباية وجميع المواطنين يشعرون بذلك وكيف ان احدهم حكي له انه كان يعمل في السكة الحديد ويعول 9 من الاولاد رعاية وتعليم وعلاج وسكن وكساء اما الان فان اولاده التسعة ماقادرين عليهو !!
الخسارة الثالثة :الاسلام والذي كان اسلام الصحوة ، الحرية ، العدالة ، الرحمة والتسامح جعلوه اسلام القهر والظلم والبطش ومصادرة الحرية وعدم الحكم وعدم التسامح واضاف قائلا ان احد الاسلاميين في الخارج سأله ( كيف انتو صابرين علي التشويه الذي يحدث للاسلام عندكم ). ظاهرة الاخلاق المنحطة في ظل ما يدعون انه شريعة اصبحت المخدرات خطر بائن وكذلك الايدز وارتفع معدل اللقطاء الي 1000 في العام والسودان بسبب هذه السياسات انتكست الاخلاق فيه وهذا بسبب تطبيقهم الخاطيء للاسلام والذي نقلوه من الفهم الصحوي الصحيح الي استغلاله ،
هل الاسلام ان يعدم انسان برئ لانه يمتلك عملة صعبة بمنزله ؟؟ هل يعدم الضباط بدون وجه حق او محاكمة عادلة ؟؟ حول هذه النقطة تحدث اليه المفكر الاسلامي محمد سليم العوا والذي سأل احد اهل الانقاذ ان كان مافعلوه تجاه هؤلاء المنفذ فيه الاعدام قد وجدوا محاكمة عادلة ، يجيبه الطرف الاخر بلا واوضح ان هدفهم من ذلك هو تخويف الآخرين حتي لا يقدموا او يفكروا في انقلاب او المتاجرة في العملة فاستوضحه العوا ( يعني زي العريس في مصر يضبح الكديسة اما زوجته في ليلة الدخلة لتخويفها وارهابها ؟؟) فاجاب رجل الانقاذ ( فهو كذلك ) فقال له العوا، هذا فراق بيني وبينكم لان الشريهة هي العدل .
الخسارة الرابعة:الجنوب . الي ان قامت المصيبة دي ( في اشارة الي الانقاذ) كانت الحركة الجنوبية حركة مطلبية من اجل السلطة والثروة وعدم تطبيق الاحكام الاسلامية عليهم وهذه مطالب مشروعة وكدنا ان نصل في 18 سيتمبر 89 الي اتفاق بعقد مؤتمر قومي دستوري وكان السلام سيبرم بدون تدخل اجانب او نقري مصير ماذا يحدث الان من اتفاقيات في ميشاكوس ، نيفاشا ، نيروبي وحول دارفور في ابوجا ، انجمينا والدوحة ؟؟ كل المشاكل السودانية سافرت الي الخارج وبواسطة جهات غير سودانية وفي عهدنا لم يك بيننا اجنبي ولا حتي توجد فكرة لتقرير المصير ولم نعلن الجهاد كما فعلوا .
تحدث الامام السيد الصادق عن واقهة لقاءه بشيخ الازهر وسأله العديد من الاسئلة ومن بينها ان الانقاذ حكمت البلد سنتين بالقوة وطالبة البيعة من مواطنيها الا يشبه هذا بأن يدخل رجل علي سيدة ويتزوجها ىوبعد سنتين يطلب ان يعقد عليها ؟؟ رد عليه شيخ الازهر ( نعم ،هذه البيعة تشبه هذا المثال ) نحن في بلد واحد والحرب لم نسميها جهاد وهل يجوز اخذ اتاوة تسمي زكاة؟؟ قال شيخ الازهر، لا الزكاة شروطها معلومة وليس اي معاملة تجارية فيها زكاة!! قال الامام انه طرح 8 اسئلة علي شيخ الازهر وطلب منه ان الاجابة عليها ببيان يخرج منه الا ان تدخل احد اهل الحكم وقال له بالحرف الواحد ( سوف يجرجرك ويدخلك في السياسة ) الا ان شيخ الازهر كانت كل اجاباته بنعم متفقا بان مايدور في السودان (ما ) اسلامي .
الحل لمشاكلنا كله مستورد من الخارج وحتي تقرير المصير جاء من الخارج في عام 1993 دعا هاري جونسون وهو شيخ امريكي كل الحركات الجنوبية في واشنطون واوضح لهم بأن السودان قرر بان البلد اتجاهها اسلامي وعربي ونحن لا عرب ولا مسلمين . تقرير المصير جاء كرد فعل .
الخسارة الخامسة:دارفور . والتي اجملها في 4 مشاكل،
() فجوة التنمية والخدمات .
() صراع بين ناس مستقرين وبين ناس رعاة .
() صراعات مسلحة .
() نهب مسلح
كل هذه مشاكل محلية ومقدور عليها ليس فيها مجلس امن ولكن الصراع الحالي نجم عنه تسييس للصراع الاثني حملت بموجبه العديد من الحركات السلاح ولم تكن في السابقة بندقية واحدة رفعت ضد السودان .
تعامل اهل الحكم الحالي مع اهل دارفور خلقوا ماسأة انسانية ، ارتكاب جرائم حرب ، ضرب قري بالطيران ، حرق قري باكملها تكونت كمية من المعسكرات للاجئين والنازحين يعيشون اكثر من 7 اعوام في الخيام نتيجة لهذه المأساة صدر اكثر من 20- قرار من مجلس الامن ولم يكن من قبل مثل تلك القرارات بل اكثر من ذلك هنال هشرات الآلاف من القوات والاجنبية والجنود لحراسة المواطنين من حكومتهم !! اي مهانة اكثر من ذلك واي اذلال اكثر من ذلك ؟؟ مشكلة دارفور اصبحت قومية في نطاق السودان ودولية علي مستوي العالم.
الخسارة السادسة:المشاريع المروية . في الجزيرة ، القربة والرهد اصابها تلف كبير والانتاج هنالك لا يتجاوز 15 الي 20% وفي الايام القادمة سوف نطلعكم علي بالارقام ماذا حدث للمشاريع. الصناعة تعمل ب 25 من طاقتها تفشت العطالة وتريفت المدن وخربت القري.
الخسارة السابعة :من دولة محترمة اصبحنا دولة متهمة . كان مواطنو الدول الافريقية المجاورة في السابق يشترون جوازات السفر السودانية لان دولهم كانت متهمة اما الان فيشترون جوازاتنا السودانية لاننا دولة منكوبة يبحثون عن العطف بجوازاتنا طلبا للجوء. لابد ان نغير اسطوانة الذل والمهانة اهل الحكم غرسوا انيابهم في لحومنا واظافرهم في جيوبنا علي مدي 20 عاما لماذا يريدون 4 اعوام اخري كانوا منفردين بالحكم ما الذي منعهم من عدم الاصلاح ليطالبوا باربعة اعوام اخري ؟؟
الصرف الزائد والانفاق الزيادة عايزين يغشو الناس، خدعوا الناس وقالوا الانقلاب عملو الجيش وحزبهم الذي عمل الانقلاب اوضح الامام انه اذا كان مافي تزوير يستحيل لهذا الشعب ان يصوت للمؤتمر الوطني الذي خنقه 20 عاما ويأتي ليطلب 4 اعوام اخري ، لابد من تصفية دولة الشمولية وبسط الحريات .
حول القوات المسلحة اوضح ان الجيش اكثر المتضررين من الانقلابات العسكرية لانه جيش مهني والحكومات الانقلابية تحوله الي جيش مستغَل ، رفتوا منه ومن الشرطة خيرة الكوادر والذين وجدوا احتراما في كل بلدان العالم التي ذهبوا اليها بعد ان طردوا لعدم الولاء وليس لعدم الكفاءة ولابد ان نعيد للقوات المسلحة والشرطة والامن كرامتها ، ان الدبابير التي علي الاكتاف ليست للمعان وانما للانضباط ولا تحول للهوي السياسي وان تصبح الترقية مربوطة بالاداء والتدريب والكورسات وليس هكذا يرقون انفسهم ، عدد ( طورشي ) من الفرقاء واللواءات لا علاقة لها بالاداء ولا الكفاءة لابد من استرداد الكرامة للقوات النظامية لتخدم السودان وليس الحزب.
من الاهداف الاساسية تصفية دولة الجباية واسترداد دولة الرعاية التي تصرف علي الامن 7 اضعاف ما يصرف علي الصحة والتعليم ارتفع عدد المديريات الي 27 والمحليات الي 530 وكلها ( معنكشات ) وزراء ومستشارين حيث زاد الصرف الاداري من 1990 والي الآن بنسبة 18000% . المصروفات السياسية في القصر ومستشاريه ( هيصة معنكشة ) عنقود من وسائل الصرف الورمي حولت 10% من ميزانية الدولة تساوي الصرف علي التعليم والصحة مجتمعة.
نعمل علي تبرئة الاسلام من العبث المنتشر لننشر سماحة وحرية وسلامة التدين منتقدا الاتجاه التكفيري لبعض الجماعات الدينية ( التكفيريون الجدد) والذين قاموا باصدار فتاوي كفروا كل من يصوت لامرأة او مسيحي وكفروا كل من لا يصوت للبشير هذا عبث يعجب المؤتمر الوطني وهذا امر جلل وخطر ولعب بالدين ويجب ان يردعوا ، اذا كان هؤلاء التكفيريون يهتمون بالدين حقيقة لماذا لم يتحدثوا عن الظلم الحائق علي الناس او عن الفساد الذي استشري وسط اهل الحكم ، ان مشكلة الاسلام في السودان تدور حول ان هنالك ناس مفرِطين وناس مفًرٍطين والوسطية الاسلامية هي ما ننادي به ( وجعلناكم امة وسطا).
حول الموقف في الجنوب نحن متفقين علي تشجيع الوحدة الجاذبة والوحدة العادلة ( اما وحدة جاذبة او جوار اخوي ) واذا تقرر الانفصال سوف نسعي لعمل بروتوكول او اتفاق بين الدولتين . اتفاقية السلام نحن من وضعنا لبناتها صحيح انهم وقعوها ولكنهم اجهضوها. فاليعلم الجميع ان الحرب القادمة فيها تحالفات ولذلك يجب ان نحول دون المؤتمر الوطني للوصول الي السلطة. كذب اهل الحكم واضح ، كيف سيحلوا المشاكل وهم الذين صنعوها وفاقد الشي لا يعطيه منذ 2002 لم يفو باستحقاقات الحل وما يقومون به مجرد اتفاقيات تسكينية من ابوجا الاولي والثانية وانجمينا الاولي والثانية الي الدوحة الاولي والثانية والوضع اشبة بمريض يعاني من فشل كلوي وهبوط حاد في دورته الدموية بدلا من معالجة مشاكله يعطونه بندول واسبرين مسكنا . ما يدور في دارفور يجب ان يتم تغيير كل الولاة هنالك لانهم يتسترون علي واقع الامر .
حول المشاريع المروية ان اهل الحكم فرحين بسد مروي نفذوه بطريقة خطأ فنيا واداريا ( عفشوا ليهو وزارة الري ) . الامر الذي يحتاج الي تحقيق ، لماذا قدموا مشروع سد مروي علي تعلية الرصيرص وخزان سيتيت وهي مشاريع مدروسة لان يصبح ستيت بديلا لخزان القربة الذي تأثر بالاطماء وتعلية خزان الرصيرص لدعم الزراعة في الجزيرة والرهد والكهرباء عامة . الاولوية الصحيحة ان نبدأ بتعلية خزان الرصيرص وتكاليفه ثلث تكلفة سد مروي ثم خزان ستيت ومن ثم خزان مروي انهم قلبوا الاولويات . ذكر الامام المناظرة التي تمت في نادي الشرطة ببري بينه وبين وزير الري عندما سال الوزير ( كيف قدمتوا سد مروي علي تعلية خزان الرصيرص ؟؟) كانت اجابة الوزير بان القرار ما قرار الري. اته قرار سياسي .
المشكلة الاقليمية: توجد عدد من المشاكل مع اغلب جيراننا ولابد من تسوية هذه المشاكل لان بعضها خفية والاخري حديثة ولهذا لابد مكن مؤتمر اقليمي بيننا وبين جيراننا.
المسألة الدولية:وضعنا مع العالم متأزم وخطير ديوننا بلغت 34 مليار دولار وعندنا مرافعة لرفع هذا الدين ونجاحها مضمون وممكن الا ان ناس المؤتمر الوطني وناسو المتهمين غير مؤهلين لمعالجة هذا الدين والمشاكل الاخري . هنالك 8 اهداف للالفية الثانية تتلخص في محاربة الفقر والجوع والمرض الخ . والعالم كله يدخل في شراكة الا ان المؤتمر الوطني ومتهميه ليست لديهم صلاحية ان يصبحوا ضمن المنظومة العالمية وحول اتفاقية كوتونو المتعلقة بالبيئة والتي خصصت واحد ونصف ملير دولار للمساعدات لا يمكن ان نجني ثمارها لان من الشروط الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية.
العالم الغني لةوث البيئة وتسبب في الاحتباس الحراري وفي مؤتمر كوبنهاجن عام 2009 اعترفوا بالعدالة البيئية بدعم قدر ب 30 مليار دولار للدول الفقيرة وسيرتفع الي ترليون دولار وبوجب ذلك سيتم تحويل كل الاعمال المنزلية من طبخ واستهلاك الي الطاقة الشمسية وسوف يتم اعادة ما دمر من الغطاء النباتي بزراعة ترليون شجرة ( مش زي حقت الجماعة ديل ) شجرة حميدة.
اذا فاز المؤتمر الوطني ستصاب حركة السودان بالشلل التام وهذا اصبح واضحا الان . دعونا نفكر في مصلحة السودان باختيار شخص قومي يصبح رئيسا لمدة 4 اعوام وتكوين حكومة من نتائج الانتخابات التشريعية وفق برنامج محدد حول الجنوب ودارفور وحول التنمية والعلاقات الدولية لنفتح الطريق نحو المستقبل لان ما يواجهه البشير من جرائم لا تزول بالانتخاب اوبالتقادم وخذوا ما حدث لسلوفوبودان ميلوسوفيتش وشارليس تيلور الذين جاءوا بالانتخابات ولم تحمهم من العدالة الدولية.
نحن وسيلتنا هي العدالة والاستقرار ولكن اهل الحكم رفضوا ما اقترحناه عليهم واصبحوا مثل ( الوكرانة وبتلولح في ضنبا) ( رازة ونطاحة ) و (اقرع ونزهي ).
ذهب الامام الي انهم اذا جاءوا الي الحكم حنعامل المؤتمر الوطني واهله بما يشبهنا لان ( الفشّ غبينتو خرب مدينتو ) نهجنا سوف يكون قومي ولن نسلم البشير وسوف ندخل مع مجلس الامن في تفاوض واقترحنا محكمة هجين وحزمة اجراءات لاقناع مجلس الامن وسيوافق لاننا ابرياء وفي مقدورنا مخاطبة مجلس الامن . يوجد لدينا مشروع حكم قومي لانه لا توجد جهة واحدة تستطيع ان تحكم السودان اذا لم تنتهج نهج قومي ( لو لم يك لاحد نصيب في دولة امرئ تمني زوالها ) نحن بدورنا نطالب بهيئة حقانية تتولي التحقيق في كل الجرائم التي ارتكبت في البلد ونحن لو لدينا حاجة ( هدا طرفنا منها ).
للاسف الشديد ان
المؤتمر الوطني وحكومته ارتكبو اخطاء سالبة في الانتخابات :() الصرف بدون سقف.
() لا يوجد تمويل للاحزاب بالتساوي.
() الفرص التي يتيحها الاعلام ( عود من عشرين عود )
ارتكبوا العديد من الاخطاء ومن ابرزها ما يتعلق ببطاقات الاقتراع اذ تقدمت دولة سلوفانيا بعطا لطباعته بمبلغ 800 الف دولار الا انهم اوقعوا العطاء لسك العملة بحوالي 4 مليون دولار في ريبة واضحة . هنالك 12 من مرشحي رئاسة الجمهورية وقعوا علي مذكرة حول الاخطاء المالية والادارية التي ارتكبتها وترتكبها المفوضية القومية للانتخابات.
نحن نخاطب كل السودانيين حتي غير المنتمين سياسيا للاستيقاظ بل ارسلنا خطاب لكل زعماء العشائر ورجال الدين والطرق الصوفية ان يقفوا ضد خراب السودان محكمين ضميرهم وكلام الله للقيام بمسئوليتهم الوطنية تجاه ما يجري في الوطن وقمنا بتوجيه خطاب مباشر لكل فئات الشعب السوداني اطباء ، اساتذة ، زراعيين ، محاميين وغيرهم بان الوطن يتطلب منهم موقف واحد موحد بان يدفعوا استحقاقات الوطنية .
في الختام شكر الحضور علي حفاوة الاستقبال والمشاركة والهدوء والسكون والصمت وكأن الجميع في مسجد واصفا ذلك بانه الديمقراطية وطالب الجميع التدرب علي الاقتراع حتي لا يخطأوا مذكر الجميع بان اهل الحكم راعين فينا 21 سنة زي (نعامة المك) التي تخرب الزرع بقدومها الطويل الا انه قد آن الاوان ان نقول ( تكْ تكْ لي نعامة المك) واصبح هتافا ردده الجميع وقد غادر الامام مكان الاحتفال تحاصر موكبه حشود ضخمة مودعة وشاكرة علي محاضرته القيمة .