مقال اخر لى ابو الجعافر(جعفر عباس)
يؤسفني أن أقول ان معظم قرائي من الشباب من البلهاء الذين لا مستقبل لهم ولا أمل فيهم.. عاطلون عن العمل او حديثو عهد بالوظيفة، برواتب لا تكفي لشراء رغيفة، وكتبت هنا قبل أيام عن سيدة عربية غنية عرضت مليونا و330 الف دولار لمن يرغب في الزواج بها، ولم اتسلم سوى طلبين من شخصين غير مؤهلين للمنافسة (أحدهما يعمل في دارفور وبالتالي فلا أمل له حتى في حضور زفاف تلك السيدة كضيف.. يعني يا صديقي م. دعنا نتكلم بصراحة: أيهما أخف على قلب امرأة حتى لو كانت ع الحديدة، ولا تملك مليما احمر: أن تبقى عانسا أبد الدهر أم أن ترتبط بزوج قد يجرها الى بيت الطاعة في دارفور في الظروف الراهنة؟)
توقعت ان تنهال علي الطلبات، بوصفي من يعرف رقم الفاكس والبريد الالكتروني ذي العلاقة بالموضوع، وأن أنجح في "تكوين نفسي" من العمولات والرسوم الإدارية من الراغبين في الزواج بالمليونيرة.. شباب خُنّع لا خير فيه/ وبورك في الشباب الطامحينا!! والشباب الطامحينا طلع عجوز تجاوز السبعين ذهب الى مكتب جريدة عكاظ السعودية في الطائف، وطلب منهم المساعدة لطلب يد المليونيرة.. هذا رجل من الجيل الفهمان الذي يعرف قيمة النسوان ذوات الدرهم الرنان، والمصريون يقولون "الدهن في العتاقي" والدهن هو الزبدة والفائدة، والعتاقي هو القديم المعتق، وعندنا مثل مشابه في السودان: الشجر الكبار فيه الصمغ.. والسودان كان اكبر منتج ومصدر للصمغ ثم اكتشف شوية بترول ونسي امر الصمغ والقطن فصار لا هو دولة نفطية ولا هو دولة زراعية.
طيب إليكم عرضا آخر: نشرت جريدة اليوم السعودية مؤخرا عرضا من سيدة تقول إنها على استعداد لدفع 60 ألف ريال لمن يتقدم للزواج بها بعد ان تقتنع به.. وخليكم يا شباب تنابلة زي ما أنتم حتى ينخفض العرض الى 600 ريال!! ولكن لا تستخفوا بالـ 60 ألف ريال فهو مبلغ يكفي لإتمام زيجة ببعض الهيلمان والأهم من كل هذا أنه مساهمة من سيدة شريفة في نفقات زواجها، ولو فيك بعض الرجولة "تكمل الباقي من عندك".
ما معنى قيام امرأتين سعوديتين بعرض المال على الزوج المرتقب؟ معناه ان تعلل الشباب (الرجال) بارتفاع تكاليف الزواج لتبرير الاستمرار في حياة الصرمحة والصياعة لا يقوم على أساس.. نعم جميع البلدان العربية تعرف الشطط في مراسيم الزواج، ولكن هناك ملايين الأسر والنساء الشريفات اللواتي يردن زوجا يملأ العين وليس الجيب.. المرأة التي تعرض المساهمة في نفقات الزواج ليست "بائرة وسوقها ميت"، بل هي ضحية مجتمع ذكوري متسلط لا يمنحها هامش الاختيار، ويفوت عليها القطار، فتضطر في محطة معينة الى طلب الستر بالمال الحر.
وسعيد من يجد امرأة تبدي استعدادا لتخفيف أعباء الزواج عنه، في زمن يأكل فيه الناس التبن لينفقوا ما عندهم من مال في الفشخرة والمنظرة.. وإذا كانت امرأة كهذه على درجة معقولة من حسن المظهر وذات خلق ودين فعليك بها، وإياك، ثم إياك من المرأة الحسناء في المنبت السوء.. لا تستخف بكلام العواجيز عندما يقولون لك عند اختيار الزوجة: أسأل عن أهلها،.. فالإنسان ابن بيئته وكم من وجه جميل يخفي سوء خلق وتربية وكم من امرأة ورجل ينطبق عليه قول الشاعر: يا عبقريا في بشاعته ولدتك أمك وهي معتذرة.