ندوة انصار السنة بالحصاحيصا لتدشين حملة المرشح مامون علي عطا المولي (توجد صور وتفاصيل )

من خلال متابعتي لحملة تدشين المرشح مامون واستقراء لرأي الكثيرين من الذين حضروا الندوة فقد اجمع الكثيرون ان التحضير للندوة كان اكثر تنظيما من كثير من الندوات التي اقيمت والخطاب السياسي الذي قدم غلب عليه التوجه الديني للجماعة والتي ارست ادب في مخاطبة الجماهير بعيدا عن المهاترات والهمز واللمز وكانت لكلمة الشيخ عبدالحميد الطريفي عبارة عن منفيستو الجماعة غابت تفاصيله عن الكثيرين تمكن الشيخ عبدالحميد توضيحه باسلوبه السلس المباشر والذي وجد تجاوب مع الجميع الا ان ضيق الوقت اجبر الشيخ اختصار الكلمة والخطاب الذي وجهه السيد الوزير اتسم بتطور ناحية التناول السياسي بحكم خبرة الوزير في بلاط وديوان الحكم وقربه من مطبخ اتخاذ القرار اعطي الجماعة فرصة ان يستفيدوا من تعديل خطابهم السياسي بعيدا عن خطاب الوعظ والارشاد واسلوب المخاطبة الدينية والتاثر بالمساجد وطرق الدعوة . من ابرز ما قد يلاحظه المرء ان الجماعة قد وضعت خطا فاصلا بين دعمها للرئيس البشير وتاييده الذي لم يتطرق اليه المتحدثون وبين تحولهم الي دخول اللعبة السياسية دون ان يكثروا من التملق الي الحزب الحاكم وما يحمد لهم في تلك الليلة انهم ابتعدوا من المهاترة او الاشادة وكان حديث الداعية محمد سيد حاج حديثا يحمل ابعاد لفكر الجماعة ورؤيتهم الشرعية للعملية الانتخابية لم يخرج عن سياق الخطاب الديني للجماعة والتي في سبيل دخولها الي المضمار السياسي عليها ان تنتهج خطا واضحا في المسألة الاقتصادية والرؤية العلمية لمعالجة الازمات من منظور علي الاقل فيه تزاوج بين الرؤية الدينية والعلمية الحديثة هنالك الكثير من الجوانب التي لم يتطرق اليها المتحدثون في ما يختص بالازمة الاقتصادية والقوانين المقيدة للحريات والاستفتاء والحل السلمي من خلال رؤية الجماعة لمنشكلة دارفور اهتم الخطاب السياسي بالبنيات الفوقية للمجتمع وكأنها منبتة ولا علاقة لها بالبنية التحتية للاقتصاد والانتاج عموما من خلال متابعتي وجدت ان هنالك تردد في فكر الجماعة بين ان تظل جماعة تدعو الي الدين وفق رءيتهم وبين التفاعل بحرية وتوسع في تناول الامور السياسية والتي قد تقف امامها تعقيدات نابعة من الفكر السلفي والمتهم بانه يعيش في قرون وسطي الانتخابات وطقسها يحمل بوادر تغيير في فكر الجماعة الا انه محدود وفقط يحتاج الي ضوء اخضر من قيادة الجماعة والتي ادخلت رجلها اليسري في الملطم السياسي وكان عليها ان تخرج اليسري وتدخل يمناها بكل قوة مثل ما فعلت حركة الاخوان المسلمين علي يد المفكر حسن الترابي بين انتظار ان تغدو الحركة لها اهتمام بالشان السياسي وبين تحوصلها في امر الدعوة يلعب الطقس السياسي في السودان دورا في عملية تحول الجماعة الي تيار سياسي بافكار سلفية تضيف بعدا آخر للمشهد السياسي السوداني ومن المرجح ان تحمل السنوات القادمة نقطة التحول التي نتحدث عنها اليوم بتحفظ قد تبدو حقيقة تحمل في طياتها بذوق فجر جديد لجماعة انصار السنة المحمدية في الواقع السياسي السوداني