طفلتي لم تبلغ العام وتحمل الحصاحيصا داخلها

جئت في الصيف الي السودان .. والي الحصاحيصا العشق ....

كانت معي ابنتي التي لم تكمل عامها الاول حين نزولي لمدينتي ..

استمرت الزيارة ثلاثة اشهر .. وعند عودتي الي بلد المهجر

شد ما كان يؤرق ابنتي اختلاف الزمن فقد كان صباح الحصاحيصا

يعادل عندنا المساء ومساءها يعادل الصباح .. فظلت ابنتي

علي هذا التوقيت (توقيت الحصاحيصا )تنوم عليه وتصحي

عليه فاصبح ليلها كله صاحية والنهار نائمة

استغربت ... وفرحت .. وحلمت

اذ كيف لابنتي وهي لم تكمل العام ان تحمل

توقيت الحصاحيصا في داخلها !!!!

وفرحت بهذا الشئ جدا .. فحلمت باسئلة راودتني

كيف سيكون حالها عندما تكبر وتلعب علي رمالها

التي لم تتعرف عليها حتي الان ؟؟..

كيف سيكون حالها عندما تنظر الي مياه النيل الهادئة

وهي تبحر حاملة معها نسمات الصباح .. ووقت الغروب

اجمل المناظر المحببة الي نفس .. كيف سيكون حالها

عندما تسمع صوت (البياعين) وصوت اقدام المارة في

الصباح الباكر .. كيف سيكون حالها عندما تسمع صوت

جرس المدرسة .. او اطفال المدارس حين عودتهم

وصياحهم في الشارع ولعبهم .. ؟؟؟

كيف سيكون حالها عندما تجد الجد والحبوبة وباقي

الاسرة وهم في لمة وقت شاي المغرب ..؟؟ كيف سيكون

حالها عندما يصبح الجار علي الجار وتنادي ياسمين

بي فوق الحيطة للسؤال ... وخالتني نفيسة (كيف اصبحتوا)

وبابكر جارنا وهو يقود سيارته للعمل وكل شفع الحلة

يركبوا معاهو عشان يفسحهم ؟؟
..............
وما زالت تراودني كلما دخلت علي منتدي الحصاحيصا

وانا وابنتي من هنا نقول:
سلام يا بلد

نحن ندفع ضرائب موش ضريبة واحدة ...

ورغما عن ذلك نستحمل .. بس كل همنا هو اولادنا والمعاناة

ما بين ثقافتنا والثقافة التي يعشون فيها .. وزي ما قال هنداوي

مشكلتنا كبيرة .. عموما نحن في البداية ولكن بخطوطنا العريضة
لابناءنا وبخطوطنا الحمراء التي لا تتجاوز مهما كان الزمان او المكان

لك التحية علي المرور وليت صفاءنا موفور بعض الشئ وان

لم يكن دائما

عبدالوهاب هنداوى كتب:

أخونا حسن وراق وفى قول أخر أبو الهول ....
تسلم أنت والاخرين والايام دى مصابين باحباط شديد لان الناس بيوتهم اتحرقت
وفقدوا كثير من ممتلكاتهم وبعضهم فقد اسرة كاملة ....
يا ابو على امجد معاهو حفيدة ابوعيسى ..... وخلينا لبت امها وهموم الاطفال فى الغربة
رغم اننى ما عارف بت امها هى منو واين هى الان لكن حقيقة وانت عايشت الواقع فى
امريكا تربية الاطفال فى بلد تختلف فى العادات والتقاليد هى مشكلة وتترتب عليها اشياء
كثيرة بدأ باللغة ونهاية بالأهتمامات....فيجب علينا أن ننقل كل المجتمع السودانى بكل تفاصيلة
واخلاقياتة الجيدة اليهم لان التربية تبدأ من البيت والاسرة الصغيرة والمجتمع ....
والموضوع يطول فيهو الكلام وراجع تانى .............هنداوى

اخي هنداوي
انا في عقر دار المشاكل .. مقيمة في كندا ..
والمعاناة مثل معاناه امريكا(الولايات المتحدة)
ومثل كل الدول التي لا تنطق العربية ....
وافتكر انت بتعاني نفس المشكلة(في المستقبل)
والاجتهاد الشخصي لا بد منو .. بس اهم حاجة
الاجازات والنزول للسودان لان المسالة دي بتلعب
دور كبير جدا في الربط ما بين بلدنا .. وحيث نحن

وربنا يدي اولادنا العافية .. وينير طريقهم بالاسلام والاخلاق الحسنة

لك التحية اخي هنداوي من وسط الجليد .. علها تتطفئ بعض حرائقكم