--------------------------------------------------------------------------------
انّ علم النفس الاسلامي علم مؤصّل عظيم، أي علاقات ثابتة، وقواعد وقوانين، هو علم النفس، وأنت نفس نفسك التي بين جنبيك وهي ذاتك هي الخالدة التي لا تموت، هي التي تسمو وهي التي تفسد علم النفس الاسلامي، أي حقائق النفس المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
انّ الانسان اذا اتصل بالله عز وجل فقد عرف حقيقة ذاته وحقيقة فطرته، فاذا انقطع عنه أصيب بما يسمّيه علماء وأطباء النفس اضطرابات نفسية متعدّدة منها:
اليأس
قال تعالى: (ولئن أذقنا الانسان منّا رحمة ثمّ نزعناها منه انّه ليئوس كفور)...وقال سبحانهواذا أنعمنا على الانسان أعرض ونئا بجانبه واذا مسّه الشرّ كان يئوسا).
فاليأس اضطراب نفسي سببه الانقطاع عن الله عز وجل، لأنّ عدم الايمان به أو الانقطاع عنه يؤدّي الى هذا الاضطراب، وهو من لوازم عدم الايمان وعدم الاتصال بالله عز وجل، ولكنّ المؤمن يغلب عليه التفاؤل، ويغلب عليه الثقة بما عند الله عز وجل، وقد قيل: "فاذا أردت أن تكون أقوى الناس قتوكل على الله، واذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق ممّا بين يديك، واذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتق الله".
النفاق
يعدّ عماء النفس الاسلامي النفاق اضطرابا نفسيّا سببه الشرك، فاذا أشرك الانسان بالله، ورأى معه آلهة بيدهم أمره وبيدهم نفعه وضرّه، اذا انطلق من هذه النظرة، فمن لوازم هذا الخطأ الايماني اضطراب نفسي.
قال تعالى: (ومن الناس من يقول ءامنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون). فالنفاق ظاهرة مرضية، واضطراب نفسي، سببه الشرك.
الاحباط
حينما يعلّق الانسان آماله بغير الله، ثم يجد أنّ هذا الذي علّق عليه الآمال خذله، ولم يتحقّق هدفه، فيصاب بحالة نفسية مؤلمة جدا، انّها الاحباط.
قال سبحانه وتعالى: (ولقد أوحي اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين).
وتفسير آخر للاحباط، وهو أن تظنّ شيئا ما كبيرا عظيما فتقبل عليه وتضيّع من أجله شبابك وشيخوختك، ثم تكتشف بعد فوات الأوان أنّه ليس بشيء وأنّه لا يمدّك بسعادة.
الامبالاة
من أنواع الاضطراب النفسي الناتج عن ضعف الايمان، وعن ضعف الصّلة بالله ما يسمّى الصراع المستمرّ، فاذا استمرّ الصراع انقلب الى لا مبالاة، وهذا مرض من أمراض العصر، صراع بين الحقّ والباطل، صراع بين الحاجة والقيم، صراع بين الدنيا والآخرة، صراع بين العقل والشّهوة، ومع ضعف الايمان يصبح الانسان ضحية هذا الصراع، قال تعالي: (مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا).
الاكتئاب
وهو مرض العصر. اذ مجموع الذين يعالجون في العيادات النفسية في مجتمعات الشرود عن الله كثيرة جدا، وبعض الأطباء النفسية يعالجون عند زملائهم.
فالاكتئاب مرض العصر،سببه أنّ فطرتهم سليمة، فلمّا انحرفوا عذّبتهم فطرتهم فاكتأبوا، هذا ما سمّاه العلماء: الشعور بالذنب وعقدة النقص، أو الاكتئاب. قال عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فانّ له معيشة ضنكا).
اذا آمنّا بالله عز وجل عشنا حالة اسمها الصحة النفسية، نفس رضيّة مطمئنة متفائلة متوازنة، هذه الصفات الراقية هي من ثمار الايمان.